-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 2 سبتمبر 2019

مهم جدا : قمع المكذبين بوجود القطب والاوتاد والابدال

مهم جدا : قمع المكذبين بوجود القطب والاوتاد والابدال
=

برهانيات كوم 

قمع المكذبين بوجود القطب والاوتاد والابدال 


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وبه ومنه نستمد الحول والقوة ..
فقد أمسى ركن الايمان بالغيب مظلوماً في هذه الأمة بين فكين , فك العلمانيين والملاحدة وأهل التنوير المكذبين بالغيب , وفك الوهابية المشابهين للعلمانيين في تكذيبهم بالغيب وسخريتهم من المؤمنين الخُلّص .. وما أصدق وأسدّ ما قاله حبيب المؤمنين من أهل البصائر سيدي محيي الدين بن عربى مهاجماً علماء الرسوم من المتعالمين المتطفلين على أهل الاختصاص , والداخلين في كل صغيرة وكبيرة وعظيمة مما لم يحيطوا بذرة من علمه :( ما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمة العارفين به من طريق الوهب الإلهى الذين منحهم أسراره فى خلقه وفهمهم معانى كتابه وإشارات خطابه فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل عليهم السلام ..ولكن علماء الرسوم لما آثروا الدنيا على الآخرة وآثروا جانب الخلق على جانب الحق وتعودوا أخذ العلم من الكتب ومن أفواه الرجال الذين من جنسهم ورأوا فى زعمهم أنهم من أهل الله بما علموا وإمتازوا به عن العامة حجبهم ذلك عن أن يعلموا أن لله عباداً تولى الله تعليمهم فى سرائرهم بما أنزله فى كتبه وعلى ألسنة رسله وهو العلم الصحيح عن العالم المعلم الذى لا يشك مؤمن فى كمال علمه ) ( الفتوحات المكية جـ1 صـ 351 – 353 ) .ومن أكثر القضايا التي يصوّب الوهابية القرنيون سهامهم نحوها بهدف ضرب الاسلام من الناحية الروحية : قضية تصرف أرواح الأولياء من الأقطاب والأبدال .. وطالما كالوا التهم الشنيعة لأهل الله واتهموهم بالشرك في الربوبية وأنهم أكفر ممن آمن بربوبية الله من المشركين .. الخ هذرمتهم المعروفة وخَرَفهم الصادر من أدمغة لا تعقل ولا تعي أي شئ من الاسلام إلا ما دخل من بوابة ابن تيمية صلوات الله وسلامه عليه ! وكذلك ظله الباهت الأرعن ابن عبد الوهاب رمز الشيطان وقرنه ومجلاه الإنسي .. 

ونجيب بحول الله تعالى عن هذه الادعاءات الخطيرة كما يلي : الإيمان بالغيب :



لقد خلق الله الانسان بل كل هذا الكون على قسمين : عالم غيب وعالم شهادة .. والانسان فيه هذين القسمين لأنه صورة مصغرة من الكون . فعالم الشهادة فيه هو جسده , والممثل لعالم الغيب روحه .. والله سبحانه وتعالى هو ( عالِم الغيب والشهادة ) . وقد جعل الدين قسمان أيضاً غيب وشهادة : فشهادته علم الشريعة وغيبه علم الحقيقة .

 الرحمة واللطف الرباني :



ان الله سبحانه وتعالى قد أخبر بأنه لا يطلع عباده على غيبه إلا من ارتضى من عباده ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول ) .. ولا شك أن المعرفة والعلم على قدر الاستعداد والأهلية للقبول وإلا فلو أخبر الله عباده كلهم بعلوم الأنبياء والأولياء فقد - بل حتماً - لا تحتمله عقولهم وسوف يصيرون إلى التكذيب أو الفتنة في الدين كما يفعل الوهابية ازاء قضيتنا هذه .ولما كان الأمر متوقفاً على الفتنة من عدمها وعلى الوُسعة الروحية التي تؤهل العبد لتلقي أثقال العلوم والمعارف الربانية : كان لأهل الله وأوليائه حظ عظيم ونصيب وافي من تلك العلوم .. ولذلك هم داخلون في قوله تعالى ( إلا من ارتضى من رسول )وقد سأل سيدي أحمد المبارك شيخه سيدي عبد العزيز الدباغ عن قوله تعالى ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ) الآية , وقوله ( ان الله عنده علم الساعة ) الآية . وقوله صلى الله عليه وسلم في ( خمس لا يعلمهن الا الله ) . كيف يجمع بين هذا وبين ما يظهر على الاولياء العارفين رضي الله عنهم من الكشوفات والاخبار بالغيوب بما في الارحام وغيرها , فإنه أمر شائع في كرامات الأولياء رضي الله عنهم .فقال رضي الله عنه : الحصر الذي في كلام الله تعالى وفي الحديث الغرض منه اخراج الكهنة والعرافين ومن له تابع من الجن الذين كانت تعتقد فيهم جهلة العرب الاطلاع على الغيب ومعرفته حتى كانوا يتحاكمون اليهم ويرجعون الى قولهم . فقصد الله تعالى ازالة ذلك الاعتقاد الفاسد من عقولهم فأنزل هذه الايات وأمثالها .كما أراد الله تعالى ازالة ( ذات الواقع ) ونفس الأمر فملأ السماء بالحرس الشديد والشهب . والمقصود من ذلك كله جمع العباد على الحق وصرفهم عن الباطل , والأولياء من الحق لا من الباطل فلا يخرجهم الحصر الذي في الآية . ثم تطرق رضي الله عنه إلى العام والخاص وكيفية دخول الولي مع الرسول في قوله تعالى ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) . ص 286 ط التوفيقية .إذن ليس كل ما يعرف يقال , وليس كل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من العلوم والحقائق الالهية ومظاهر العظمة والجلال الالهي يعلمه كل أحد .. رحمة بالناس ولطفاً بهم ..قال صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن اخاطب الناس على قدر عقولهم ). وهذا الأصل معمول به ومعلوم لأهل العلم الراسخين .. فانظر كيف كان فهم كبار الصحابة لهذا الأصل ..قال الإمام علي رضي الله تعالى عنه : حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟!وقال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( أن عبدالله بن مسعود قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة.وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً : ( لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا ما تحمله عقولهم، فيكون فتنة عليهم ) فكان ابن عباس يخفي أشياء من حديثه، ويفشيها إلى أهل العلمولهذا السبب صح عن أبي هريرة رضي الله عنه حفظت عن النبي صلي الله عليه وسلم وعاءَيْنِ: فأما أحدهما فَبَثثْتُهُ، وأما الآخر فلو بثثتُه لقُطع هذا البلعوم ( رواه البخاري في كتاب العلم ) .

الأدب واحترام التخصص :



إذا ثبت هذا الأصل الأصيل , فيجب أن نعلم أن العلماء قسمان والدين قسمان أيضاً : شريعة وحقيقة , ولا تعارض بينهما إلا عند من لا فهم لهم من ذوي الشغب وحب التنطع والظهور .. والعلماء قسمان علماء شريعة وعلماء حقيقة . هناك ممثلون لعلم الشريعة , وهناك عباد اختصهم الله بعلم الحقيقة ووظفهم للتصدي لهذه المهمة ونصبهم لذلك , وهم الصوفية المتمسكون بالشريعة ..
وهذا هو التخصص الذي جعل الله تعالى عليه بناء التوافق والسلام بين علماء الأمة ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) فأثبت مصطلح الفرق والطوائف وأثبت حاجتهم إلى بعضهم البعض ..
ونفي علماء الشريعة لشئ من علوم الحقيقة ليس فيه اشكال ولا يضر ولا ينفي وجود الشئ في نفس الأمر .. وكذلك انكار علماء الحقيقة شئ من علوم الشريعة ليس بشئ ولا يضر , لأن لكل تخصصه . ولكن لعلماء الشريعة ( المخلصون ) عذرهم اذا أنكروا ما لا تحتمله عقولهم ) ..
والجهل لا يضر الحقيقة الواقعة لأنه عدم محض , ولأن هناك أمور كثيرة لا يدل عليها نصوص قطعية في الشريعة وانما تفهم من خلال الاستنباط والقياس , وإلا فأخبرنا عن الدليل على عدم أكل الأرض لأجساد الأولياء تبع للأنبياء ( لا الأنبياء فقط كما دل عليه النص ) إلا إذا علمت أن الأولياء ملحقون بالأنبياء كما أسلفت النقل عن سيدي الدباغ . 
وهنا قد تقول أنكم شاهدتم الأرض لا تأكل أجساد بعض الشهداء فقط ولم نرها تكف عن أكل أجساد الأولياء . 
فنقول : وهل لديكم أولياء حتى لا تأكلهم الأرض ؟ نحن قد رأينا أناس نعتقد أنهم من الاولياء ورأينا الأرض لا تأكلهم بعد مماتهم تصديقاً لا عتقادنا فيهم . ورؤيتنا كافية لتصديق تلك الحقيقة كما أن رؤيتكم للشهداء كافية لتصديقكم تلك الحقيقة , إذن فليس كل ما لم يرد به النص غير موجود في الواقع لأن هناك أمور سكت عنها الشارع رحمة بنا لا أكثر .
ولما كانت غاية الخلق معرفة الله وعبادته عن قرب وحب وخوف ورجاء : جعل الله هناك شيوخ تعليم ثم شيوخ تربية وتزكية للنفوس والقلوب بهف تأهيلها لمشاهدة عجائب أفعال الله وتلقي العلم عن تفاصيل أسمائه وصفاته وذاته العلية .. وهذا هو أعلى المطالب , وله أهل ولكنهم محل ابتلاء وهجوم من داخل حظيرة الاسلام نفسه لا من خارج , بسبب الغيرة احياناً وبسبب قلة الفهم عنهم أحياناً أخرى كثيرة لعدم تزكية القلوب وبسبب تراكم الران عليها .. وليس كل علماء الشريعة ينكرون على أهل الله وانما من كان منهم من غير أهل الله , وإلا فهناك الكثير من علماء الشريعة المتصوفة .
علماء الشريعة مهمتهم تنحصر في التعليم فقط , كيف يصلي الناس ويتوضؤون ويزكون ويصومون ويحجون وهكذا ثم كيف يعتقدون في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , وهذه مهمة تنتهي عند هذا الحد ..
وأما من أراد المعرفة وعبادة الله كأنه يراه , وكيف يشاهد كماله مجماله وجلاله , فهذه ليست مهمة علماء العقائد ولا شيوخ التعليم , وانما هي مهمة مشايخ التربية . ولا شك أن غاية الخلق ليست هي التعلم فقط ولا تقف عند طلب العلم وانما الغاية هي تحقيق العبودية بمفهومها الشامل . ولهذا المقصد |أقام الله الصوفية .. ولا يحاربهم إلا جند ابليس في الظاهر والباطن
ومعظم الخلق يتعثرون عند حد التعلم والتعليم دون تطبيق خاصة في هذا العصر , وقليل منهم من يروم التربية , ثم أقل من القليل من يصل إلى مراتب المشاهدة ورؤية عظمة الله في كونه .. ولهذا نجد علماء التصوف المتمكنون أقل بكثير جداَ من علماء الشريعة , لأن أهل الصفاء والأهل القلوب قليل , ولأن مطالب الدنيا وأهلها تقتضي طلب علماء الشريعة لا علماء الحقيقة ولا علماء التربية بل لأجل ذلك تجد الفقهاء أكثر من المتكلمين وعلماء العقائد .. 

4- علم الانسان المقيد والمحدود :



لقد ذم الله تبارك وتعالى من يدس أنفه في غير تخصصه وفي غير ما أقامه الله تعالى فيه , وادعى لنفسه العلم المطلق المحيط وجزم بما لم يدرسه دراسة وافية مستفيضة , قال تعالى ( ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) وقال تعالى : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) وقال تعالى منكراً على الجازمين بتكذيب ما لا يملكون له قطعاً ولا يقيناً من أمور الغيب ( من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) ؟! ونحن نطالب أهل الإنكار فلتصعدوا إلى السماء تجوبون أقطارها وكذلك الأرض وأقاليمها وأماكن أرواح علية المؤمنين , وتطوفون عالمي الملك والملكوت لتبحثوا عن الأقطاب والأبدال , فإن لم تجدوهم فحينئذ فقط تكون لكم الكلمة , واما وأنتم عبيد علمكم محدود ورؤيتكم محدودة وفهمكم محدود وكل شئ لديكم محدود فأنى لكم الكفر والتكذيب بما لم تحيطوا بعلمه وقد علمتم أنه لا يلزم من عدم الدليل أي دليل على أي شئ , ولا يلزم من سكوت الشارع أي نفي .
وليس الأمر كما قال أحد جهلة الوهابية وهو من لقب نفسه بأبي اسحاق الحويني حول أحد مسائلهم التي يدمنون البحث فيها منكرين على غيرهم : الدليل هو عدم الدليل . فهذه مقالة جاهل لم يشم رائحة العلم أو الفقه .

5- الأدلة عقلاً ونقلاً :



1- لاشرك وانما الكل بأمر الله وإذنه : 



يتمحور انكار الوهابية القرنيون وجود أهل التصرف : حول شرك الربوبية وأن هذا التصرف ليس بإذن الله , وأن هذا يتعارض مع تصرف الله وينقص منه , وأنه تعدٍ على ملكه , وستشائلون وماذا بقي لله ؟!
وهذا جهل قبيح أحمق من أصحاب تلك العقول المتحجرة لأنهم يؤمنون بتصرف الملائكة وهم مخلوقون قد فوضهم الله تعالى في تدبير أمور الكون ! كما جاء في مطلع السور الأربع الصافات النازعات والذاريات والمرسلات , بل ويؤمنون بتصريف السحرة والجن وعلى رأسهم ابن تيمية الذي يفيض كثيراً في تصرف الجن ! يؤمنون بذلك غير منكرين على الاطلاق فإذا جاء ذكر الاولياء انقلبوا على أعقابهم ونكسوا على رؤوسهم !

2- تناقض الوهابية :



ونقول لهؤلاء أن ايمانهم بتدبير الملائكة ومباشرتهم لذلك يحمل دليل كذبهم في قولهم ( وماذا بقي لله ) لأن المخلوق يتصرف بإذن الله تعالى سواء كان ملكاً أو ولياً أو حتى ساحراً أو جنياً ! وانما هذا حق وهذا باطل , والاعتقاد بتصريف الملائكة والأولياء بإذن الله حق , واما الاعتقاد بتصريف الأوثان والأنداد بغير إذن الله فهو اعتقاد باطل , هذه هي القصة ..

3- مفهوم العزة الالهية ومفهوم الأسباب والسببية :



ونقول : أن من صفات الله تعالى العزيز والقدوس والعلي , ومقتضى هذه الصفات ألا يباشر سبحانه تدبير أمور هذا العالم الأدنى بذاته مباشرة , وانما من خلال وسائط من خيار عباده .. فإن الله تعالى لا يمكن ان يباشر تدبير ملكه بنفسه وإلا لتلاشى هذا الكون من ساعته ( حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) . 
وقد جعل الله هذا الكون مبنياً على الأسباب والمسببات , ولاشك ان تصريف العباده المكرمين من ضمن الأسباب .

4- مفهوم الخلافة ومفهوم الكرامة :



ولذلك فوض الملائكة وجعل في الأرض خليفة وكرم هذا الخليفة وسخر له ما في السموات والأرض حتى الملائكة أنفسهم . وجعل له جوائز اذا استقام هي ما سماه المسلمون بـ( الكرامات ) ومن مظاهر الكرامات الاستقامة التي قد تجعل العبد أفضل من الملائكة وأرفع يقوم بمهامهم بكفاءة عالية .
ولاحظ ما ستضمنه مصطلح ( الخليفة ) من دلائل وكالة التصريف نيابة عن الحق سبحانه ( إني جاعل في الأرض خليفة ) , وهي تسمية لم تحظ بها الملائكة . ولاحظ أيضاً كيف أن هذه الرتبة تعتبر من ضمن الكرامات الالهية وانظر كيف سمى الملائكة ( بل عباد مكرمون )
وقد تحدث ابن القيم باستفاضة عن تصريف الملائكة في كتابه ( الجواب الكافي / 260 -261 ) فقال :( إذا فهمت هذا فما في السموات والارض وما بينهما من حركات الافلاك والشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والمطر والنبات وحركات الأجنة في بطون أمهاتها فانما هى بواسطة الملائكة المدبرات أمرا والمقسمات أمرا كما دل على نصوص القرآن والسنة في غير موضع والايمان بذلك من تمام الايمان بالملائكة فان الله وكل بالرحم ملائكة وبالقطر ملائكة وبالنبات ملائكة وبالرياج ملائكة وبالافلاك والشمس والقمر والنجوم ووكل بكل عبد أربعة من الملائكة كتبين على يمينه وعلى شماله وحافظين من بين يديه ومن خلفه ووكل ملائكة بقبض روحه وتجهيزها الى مستقرها من الجنة والنار وملائكة بمسألته وإمتحانه في قبره وعذابه هناك أو نعيمه وملائكة تسوقه الى المحشر إذا قام من قبره وملائكة بتعذيبه في النار أو نعيمه في الجنة ووكل بالجبال ملائكة وبالسحاب ملائكة تسوقه الى حيث أمرت به وملائكة بالقطر تنزله بامر الله بقدر معلوم كما شاء الله ووكل ملائكة بغرس الجنة وعمل آلاتها وفرشها وثيابها والقيام عليها وملائكة بالنار كذلك فاعظم جند الله الملائكة ولفظ الملك يشعر بأنه رسول منفذ لامر , فليس لهم من الامر شيء بل الامر كله لله وهم يدبرون الامر ويقسمونه باذن الله وأمره قال تعالي إخبارا عنهم وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا وقال تعالى وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى وأقسم سبحانه بطوائف من الملائكة المنفذين لامره في الخليقة كما قال تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالعاليات ذكرا وقال والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا وقال تعالى والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا ) اهـ .

5- تصرف البشر من جنس تصرف الملائكة :



اذا فهمت هذا وعلمت ان هناك عباد مخلوقون يتصرفون كعبيد لا يملكون شيئاً وانما الملك لله تعالى : اتضحت الصورة امامك وعلمت ان القطب وغيره لا يتصرف بإذنه وانما هو يتصرف بعد تلقي الأمر من الله تعالى . وقارن بين قول الملائكة ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) وبين قول الخضر ( وما فعلته عن امري ) يتضح لك سر تصرف العباد المكرمين سواء من البشر أو الملائكة . ثم انظر إلى قوله تعالى لذي القرنين ( إما ان تعذب وإما ان تتخذ فيهم حسنا ) وقول الخضر ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة .. ) ثم قوله ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما .. ) تتضح لك وحدة الارادة وأن ارادة الولي المتصرف تبع لإرادة الحق تبارك وتعالى ..


6- الأدلة من القرآن الكريم ( شخصيات غامضة في القرآن ) :



قال تعالى : وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ 
الخضر عليه السلام :قال تعالى : ) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) 

ذي القرنين عليه السلام :



قال تعالى : ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 


الذي عنده علم من الكتاب ( قيل انه آصف بن برخيا ) :



قال تعالى : ) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ 
نلاحظ شيئاً مشتركاً بين هذه الشخصيات الثلاثة : وهي الغموض وصدور أفعال غير مألوفة لدى عامة الناس , انهم ليسوا بأنبياء بما فيهم الخضر على أحد قولي العلماء وهو الأصح , ومع ذلك فهم على اتصال بالله بنوع من انواع الاتصال والحديث المتبادل وتلقي الأوامر وتنفيذها , وهم أصحاب تمكن ومعجزات وتصرف في العالم وأمرهم فيه نافذ بإذن من الله تعالى وتوجيه منه سبحانه ..
واثنتان من تلكم الشخصيات مذكورتان في سورة عظيمة الأثر على من تفكر فيها ألا وهي سورة الكهف .. هذه السورة الكريمة لها مقصد عام شديد الاتصال بموضوعنا ألا وهو : انتصار الروح على المادة , وقمع التفكير المادي .. وقد كان في علم الله تعالى أن المادية ومذاهب الملاحدة وأفراخهم من المنافقين ستكون لهم صولة ودولة في بلاد الاسلام , ولاشك أيضاً أن القرآن لما كان منزلاً لكل زمان وهو كتاب خالد إلى يوم القيامة : فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة هذه السورة كل يوم جمعة وجعل لها فضلاً عظيماً هو النور ! قال صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين " . حديث صحيح رواه الحاكم ( 2 / 399 ) والبيهقي ( 3 / 249 ) .
ونحن نلحظ في قصة الخضر أنه يقوم من نبي الله موسى عليه السلام مقام الأستاذ لتلميذه المخلص , مع أن نبي الله موسى من أولي العزم من الرسل , فكيف حدث هذا ؟!
الأقرب أن هذه القصة تعتبر درساً بليغاً في بيان منزلة علوم الحقيقة وشرفها لأنها علوم الحكمة التي تختص ببيان عظمة الله تعالى وحكمته , فنبي الله موسى كان يمثل علم الكتاب , والخضر كان يمثل علم الحكمة , نبي الله موسى كان يمثل الشريعة والخضر يمثل الحقيقة ويمثل شخصية القطب المتصرف , مع وجود ممثل الشريعة ..
وهنا لم تقم مشكلة بين نبي الله وبين الخضر ولم يقل كيف يكون هناك عبد أفضل مني ولم تتحرك الغيرة في صدره لأنه نبي لا نفس له أمارة بالسوء , وانما تقوم المعارك والنزاعات والسفه حينما يتدخل أصحاب النفوس وذوو الأهواء وطلاب السلطة .
لماذا كانت أفعال الخضر تخالف شريعة موسى عليه السلام في ظاهرها ؟! لأن الخضر كان ينفذ أوامر الله تعالى ويبين لنا كيف تصرفه في الكون من وراء ستار الغيب بحكمة بالغة هي في عرف الناس وبحسب عقولهم القاصرة أمور منكرة ولكنها من حيث عواقبها أمور محمودة تمام الحمد .. وهذا أحد أدلة أن الشريعة وحدها لا تمثل أو لا تعبر عن الحكمة الالهية تمام التعبير فالأمر أعظم من ذلك .. وعلماء الشريعة وحدهم لا يعرفون حكمة الله تعالى بالنسبة إلى القطب والأبدال من خيار عباد الله الصالحين ..
قصة تبين اختلاف حكم الله تعالى عن حكم الناس في الظاهر :كان أحد الصالحين من أهل القرب يشيع جنازة لرجل من العصاة سيئوا الخلق , وكانت جنازته بطيئة وكان الطقس حاراً , فقال هذا العبد الصالح في نفسه : حتى وأنت ميت تؤذي عباد الله ؟! فأراه الله آية وعلمه درساً , وإذا بالجو يتحرك هواؤه وإذا بالسحب تتجمع ويتلطف الهواء , وإذا بالجنازة تسرع , وكانت من خير مايكون , فأمر الناس هذا العبد الصالح أن يدعو للميت على قبره وأن يتلون القرآن والصلوات على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم .. وحينما ذهب إلى بيته نام فرأى في منامه الحق تبارك وتعالى يقول له : إن من عبادي من اعطيته الايمان كاملاً ومنهم من اعطيته نصف الايمان ومنهم من اعطيته ربع الايمان ومنهم من اعطيته ثمن الايمان ومنهم من اعطيته عشر الايمان .. فمن عمل منهم بما أعطيته فهو عبد كامل عند الله ناقص عند الناس , ومن عمل منهم بأقل مما أعطيته له فهو عبد ناقص عند الله كامل عند الناس اذا كان قد أعطي كمال الايمان . 
بمعنى أن من اخذ 10% من الايمان وعمل به فهو كامل وان كان مظهره من العصاة , وأما ان كان قد أخذ 90 % من الايمان وعمل بـ 80 % فقط فهو ناقص عند الله وان كان عند الناس من الأولياء !
ولذلك فإن من اسماء يوم القيامة : الواقعة .. ( خافضة رافعة ) لأن الحسابات هناك لن تكون بحسابات أهل الظاهر وانما بحسابات الحكمة الالهية البالغة .
كل هذا نحاول به أن نغير من تفكيرك المادي كي تفهم وتغير من عقليتك النصية المادية

7- الأدلة من السنة :



صنف الإمام السيوطي كتاباً حول هذا الموضوع وسماه ( الخبر الدال ) قال في مقدمته : فقد بلغني عن بعض من لا علم عنده إنكار ما اشتهر عن السادة الأولياء من أن منهم أبدالا ونقباء ونجباء وأوتادا وأقطابا، وقد وردت الأحاديث والآثار بإثبات ذلك فجمعتها في هذا الجزء لتستفاد ولا يعول على إنكار أهل العناد وسميته الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال . والله الموفق فأقول ورد في ذلك مرفوعا وموقوفا من حديث عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأنس وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت وابن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وعوف بن مالك ومعاذ بن جبل وواثلة بن الأسقع وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأبي الدرداء وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم ومن مرسل الحسن وعطاء وبكر بن خنيس ومن الآثار عن التابعين ومن بعدهم ما لا يحصى ..
وساق أدلة كثيرة جداً منها حديث علي رضي الله تعالى عنه , قال الإمام أحمد ابن حنبل في مسنده ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان عن شريح بن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأبدال بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب - رجاله رجال الصحيح غير شريح بن عبيد وهو ثقة.
وعنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأبدال قال هم ستون رجلا فقلت يا رسول الله جلهم لي , قال : ليسوا بالمتنطعين ولا بالمبتدعين وبالمتعمقين لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب والنصيحة لأئمتهم أخرجه الخلال في كرامات الأولياء وفيه بدل (ولا بالمتعمقين) (ولا بالمعجبين) وزاد في أخرى أنهم يا علي في أمتي اقل من الكبريت الأحمر. (طريق أخرى عنه)
والمراد بالتنطع والتعمق هنا هو منهج الخوارج في التشدد والكثرة التفتيش والوسوسة وتضييق ما وسعه الله على الناس . فأولياء الله على العكس من ذلك ( لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب )

وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البدلاء أربعون رجلا اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحدا أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة. 
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن دعامة أمتي عصب اليمن وأبدال الشام وهم أربعون رجلا كلما هلك رجل أبدل الله مكانه آخر ليسوا بالمتماوتين ولا بالمتهالكين ولا المتناوشين لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة صوم ولا صلاة وإنما بلغوا ذلك بالسخاء وصحة القلوب والمناصحة لجميع المسلمين
عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض وبهم تمطرون وبهم تنصرون، قال قتادة إني أرجو أن يكون الحسن منهم
وفي رواية : فبهم يحيى ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء .
قيل لعبد الله بن مسعود وكيف بهم يحيى ويميت قال لأنهم يسألون الله إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء، أخرجه ابن عساكر.
عن ابن عباس قال ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله بهم عن أهل الأرض- أخرجه الخلال.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانه قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله، أخرجه أبو نعيم وابن عساكر .
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها الرضا بالقضاء والصبر عن محارم الله والغضب في ذات الله، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل قرن من أمتي سابقون
8- أقوال السلف :
مكحول عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أن الأنبياء كانوا أوتاد الأرض فلما انقطعت النبوة أبدل الله مكانهم قوما من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الأبدال لم يفضلوا الناس بكثرة صوم ولا صلاة ولا تسبيح ولكن بحسن الخلق وبصدق الورع وحسن النية وسلامة قلوبهم لجميع المسلمين والنصيحة لله. 
عن عبد الله بن صفوان قال: قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسب أهل الشام فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال أخرجه البيهقي والخلال وابن عساكر
ثابت عن أبي الطفيل قال خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعن أهل الشام فقال له ويحك لا تعمم فإن منهم الأبدال ومنكم العصب
عن شهر بن حوشب قال لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف ابن مالك رأسه من برنسه ثم قال يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم الأبدال بهم تنصرون وبهم ترزقون، أخرجه ابن عساكر 
وعن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عن علي قال إن الله تعالى ليدفع عن القرية بسبعة مؤمنين يكونون فيها. 
عن الحسن البصري قال لن تخلو الأرض من سبعين صديقا وهم الأبدال لا يهلك منهم رجل إلا أخلف الله مكانه مثله أربعون بالشام وثلاثون من سائر الأرضين.
عن شهر بن حوشب قال لن تبقى الأرض إلا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها إلا زمن إبراهيم فإنه كان وحده
وأخرج ابن عساكر من طريق أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول : الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصب باليمن والأخيار بالعراق، 
وأخرج هو والخطيب من طريق عبيد الله بن محمد العبسي قال سمعت الكناني يقول النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النبجاء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته. 
وقال أبو الزناد لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بحسن التخشع ولا بحسن الحلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله بصبر حليم ولب رحيم وتواضع في غير مذلة لا يلعنون أحدا ولا يؤذون أحدا ولا يتطاولون على أحد تحتهم ولا يحقرونه ولا يحسدون أحدا فوقهم ليسوا بمتخشعين ولا متماوتين ولا معجبين لا يحبون لدنيا ولا يحبون الدنيا ليسوا اليوم في وحشة ولا غدا في غفلة.
وأخرج الخلال عن إبراهيم النخعي قال ما من قرية ولا بلدة إلا يكون فيها من يدفع الله به عنهم. 
وأخرج عن زادان قال ما خلت الأرض بعد نوح من اثني عشر فصاعدا يدفع الله بهم عن أهل الأرض 
وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن كعب قال لم يزل من بعد نوح في الأرض أربعة عشر يدفع الله بهم العذاب .
قال الإمام السيوطي : وفي كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعالى ببركته قال بعض العارفين: الصالحون كثير مخالطون للعوام لصلاح الناس في دينهم ودنياهم والنجباء في العدد أقل منهم والنقباء في العدد أقل منهم وهم مخالطون الخواص والأبدال في العدد أقل منهم نازلون في الأمصار العظام لا يكون في المصر منهم إلا الواحد بعد الواحد فطوبى لأهل بلدة كان فيها اثنان منهم والأوتاد واحد باليمن وواحد بالشام وواحد في المشرق وواحد في المغرب والله سبحانه يدير القطب في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء وقد سترت أحوال القطب وهو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه غير أنه يرى عالما كجاهل ابله كفطن تاركا آخذا قريبا بعيدا سهلا عسرا آمنا حذرا وكشف أحوال الأوتاد للخاصة وكشف أحوال البدلاء للخاصة والعارفين وستر أحوال النجباء والنقباء عن العامة خاصة وكشف بعضهم لبعض وكشف حال الصالحين للعموم والخصوص ليقضي الله أمرا كان مفعولا.

قال وكيع بن الجراح: إن كان يدفع بأحد في زماننا، فبأبي داود الحفري . سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 9/416
عن يحيى بن معين، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشام بن يمطرون . وقال فياض بن زهير: سمعت يحيى بن معين، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أظن أهل الشام يسقيهم الله به الغيث. السير 12/86
وقال الإمام أبي عبد الله الشافعي عن شيخه يحيى بن سليم الطائفي: كنا نعده من الأبدال 
(فائدة) قال سهل بن عبد الله: صارت الأبدال أبدالا بأربعة قلة الكلام وقلة الطعام وقلة المنام واعتزال الأنام.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن بشر بن الحارث أنه سئل عن التوكل فقال اضطراب بلا سكون رجل يضطرب بجوارحه وقلبه ساكن إلى الله تعالى لا إلى عمله وسكون بلا اضطراب رجل ساكن إلى الله تعالى بلا حركة وهذا عزيز وهو من صفات الأبدال.
وأخرج عن معروف الكرخي قال من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد كتب من الأبدال.
وأخرج عن أبي عبد الله النباجي قال إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله ومن أحب ما شاء الله لم ينزل به من مقادير الله شيء إلا أحبه.



مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم