اعلم يا أخي ـ هدانا الله وإياك ـ أن : القول الصحيح يؤدي إلى العلم الصحيح ، والعلم الصحيح يؤدي إلى عبادة صحيحة ، والعبادة الصحيحة تؤدي إلى المعرفة ، والمعرفة تؤدي إلى الخوف ، والخوف يؤدي إلى التسليم .
واعلم ـ رعاك الله وحَفِظَك ـ أن : العلم له بداية تؤدي إلى نهاية ، وله أول يؤدي إلى آخِر فلا تطلب النهاية قبْل ولوج البداية ، ولا الآخِر قبل معرفة الأول ، وارجع إن شئت إلى قول الصحابي أبي الدرداء - رضي الله عنه - : لاَ يَكُونُ الْمَرْءُ عَالِماً حَتَّى يَكُونَ بِعِلْمِهِ عَامِلا .. رواه البيهقي .
وهذا إنذار وتهديد ووعيد لِمَن طَلَب العلم بِلا عمل فيَلقَى ربه ممن وَصَفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعلماء الدنيا ، أعاذنا الله وإياكم .
فشأن العلم عالٍ رفيع برعايته ، وشأنُه دانٍ وضيع إذا كان لِمجرد روايته ، فهِمّة العلماء الرعاية ، وهمة السفهاء الرواية .
روى أبو نُعَيم مِن حديث عبد الله بن المسوّر - رضي الله عنه - أن رجلاً جاء لِرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْم ..
فقال له { مَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْم } ..
فقال : وَمَا رَأْسُ الْعِلْم ؟
قال { هَلْ عَرَفْتَ الرَّبّ } ..
قال الرجل : نَعَم .
قال : { فَمَا صَنَعْتَ فِي حَقِّه } ..
قال : مَا شَاءَ اللَّه .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - { هَلْ عَرَفْتَ الْمَوْت } ..
قال : نَعَم .
قال { فَمَا أَعْدَدْتَ لَه } ..
قال : مَا شَاءَ اللَّه .
قال - صلى الله عليه وسلم - { اذْهَبْ فَأَحْكِمْ مَا هُنَاكَ ثُمَّ تَعَالَ نُعَلِّمُكَ مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْم } .
هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريص عليك ، فاسلك طريق العلم والإيمان ؛ لأنه بالمؤمنين رءوف رحيم ..
تعليقات: 0
إرسال تعليق