يعتقد بعض الناس أن الصوفية لا يهتمون بتلاوة القرآن في حين أنهم يهتمون بالأوراد الخاصة لكل طريقة صوفية. والرد على هؤلاء أن معظم الأوراد مركبة من آيات القرآن الكريم مثل {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}. أما الكلمات والألفاظ التي يرونها غريبة في معجم اللغة العربية فهي سريانية مثل (أحما حميثاً أطما طميثاً) لها دلالات ومعاني عند العارفين، كما أن الألفاظ الواردة في القرآن مثل (الم و حم و كهيعص) من معجزات القرآن كما فسر ذلك الدكتور والعالم الكيميائي المصري رشاد خليفة عندما حاول تفسير معاني هذه الكلمات بالعقل الإلكتروني وكان ذلك في أمريكا، ومولانا الشيخ يقول في ديوانه:
فلا جدلٌ بين الصحيح وضده فإني صرحٌ والقرآني يشيدني
وفي موضع آخر يقول مولانا فخر الدين:
ومنهجي القرآن والله وجهتي
وكان هناك مجذوب (درويش) في عطبره يقول للناس هناك (إنتو هنا قاعدين ساكت والبربري يُفَلْفِلْ في القرآن) ! والبربري يقصد به مولانا الشيخ وهو معذور في هذا التعبير.
قال لنا مولانا الشيخ مرة أنه عندما كان صغيراً كان يذهب للخلوة وفي طريق العودة وجدوا امرأة درويشة تكرر (اللهم تب علينا لنتوب) ولما استغرب شيخ الخلوة والذي كان واقفاً من التعبير قال له مولانا الشيخ وكان صغيراً آنذاك هناك آية في سورة التوبة بنفس المعنى (ثم تاب عليهم ليتوبوا) فخجل شيخ الخلوة وذهب.
في إحدى الدروس التي حضرناها مع مولانا الشيخ في زاوية الخرطوم ثلاثة قال مرة بأنه سوف يأتي بدليل من التوسل من القرآن الكريم، وذلك عندما سأل سيدنا سليمان عليه السلام أن يأتوا له بعرش بلقيس {قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وقال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. وعندما بحثنا في التفسير وجدنا أن الذي عنده علمٌ من الكتاب رجلٌ صالحٌ من بني إسرائيل اسمه (أصفيا بن برخيا).
أما عن تلاوة القرآن الكريم فمولانا الشيخ كان له ورد يومي من القرآن الكريم يقرأه حتى ولو كان هناك زوار لديه في منزله لحرصه الشديد لذلك.
وفي إحدى المرات زاره أحد المشائخ وكان قد درس في الأزهر الشريف وقال الشيخ الأزهري لمولانا الشيخ أنه ليس هناك تفسير ظاهر وباطن في القرآن يعني أن هناك تفسير ظاهر فقط وكان الشيخ الأزهري ضريراً ومكفوفا، فيقول له مولانا الشيخ: التفسير الباطن موجود في القرآن. فيعارض الشيخ الأزهري ويغضب، فيضحك مولانا الشيخ كعادته ويقول له مازحا: معك بالذات الباطن أفضل، فقال: كيف؟ قال مولانا: الآية رقم 27 في سورة الإسراء {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} فما ذنب الذي يكون أعمى في الدنيا وأعمى في الآخرة والمعنى عمى البصيرة. فخجل الشيخ الأزهري وذهب لحاله.
تعليقات: 0
إرسال تعليق