-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

يقول الحق تبارك وتعالى {ألا لله الدين الخالص}.

يقول الحق تبارك وتعالى {ألا لله الدين الخالص}.
=

برهانيات كوم 

يقول الحق تبارك وتعالى {ألا لله الدين الخالص}.. ولا يكون الدين خالصا إلا إذا تم إستيفاء مراتبه .. كما أن البناء لا يكون خالصا أو تاما إلا بعد إتمام بناء جميع طوابقه. 

فالدين كالبناء هيئة واحدة ومراتبة متعددة، ومراتب الدين منها ما يرتبط بظاهر العبد وما يرتبط بقلب العبد ومنها ما يرتبط بروح العبد لإن الله يحب الذاكرين ولا يحب الغافلين،فإذا كانت عبادة الإنسان بدنية وقلبة غافل كان فى غفلة وإذا كانت طاعاته قلبـيه وقلبه ذاكر وروحه غافلة فهـو ما زال فى غفلة فلا بد أن تكون روحه ذاكره ويكـون ذاكرا بكلياته ظاهره وباطنه.

فهذا هو المقصود من العـبد لإنتقاء الغفلة، وعليه فلا يكون الدين خالصا إلا إذا وفى الإنسان الطاعات البدنية والطاعات القلبيه والروحية، ولإيضاح ما سبق ذكره يقول الحق سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام {إننى أنا الله لا إله إلا أنا فأعبدنى} ففى قوله (إننى) مطالبة بالعبادة الروحية وفى قوله(أنا) مطالبة بالعبادة القلبية وفى قوله (الله) طالبة بالعبادة البدنية، ومفهوم الدين عند أهل الله الصالحين هو (الدَين) والله سبحانه وتعالى هو الدائن والخلق هم المدينين له سبحانه وتعالى يقول صلى الله عليه وسلم (البر لا يبلى والذنب لا يقضى والـدّيان لا يموت) والـّديان هو الله سبحانه وتعالى وأنت المَدين .. والـَدين لا يكون خالصا إلا إذا قام المَدين بسداد ديَنة بتمامه،(بالبدن والقلب والروح).

ومما يوضح هذا المعنى بأن الدين معناه الدَين أن صحابيا ذهب إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له ان أبى إدخر مالا يجعله عند حد الإستطاعه لحج بيت الله الحرام ولكنه وافته المنية ولم يحج وسأله صحابى آخر أن أبى قد مات وكان يصلى يوما ويقطع عن الصلاة يومين وسأله صحابى ثالث فقال يارسول الله لقد مات أبى قبل أن يقضى ما فاته من فرض الصيام وكان كل منهم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل اؤدي عنه ديَنه؟ وكان يسكت فى كل مرة عن الجواب.

ثم قال صلى الله عليه وسلم (أرأيتم إذا كان لأ با أحدكم مالا فمن الذى يرثه؟) قالوا نحن يا رسول الله .

فقال صلى الله عليه وسلم (وإذا كان على أبا أحدكم دين فمن يؤديه؟) قالوا نحن يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم (ديَن الله أحق أن يؤدى) وقد ورد فى مذهب الإمام مالك رضى الله عنه أنه يجوز للإنسان أن يقوم بسداد ديَن أبيه من صلاة أو صيام أو زكاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلى على أحد مات إلا بعد أن يتأكد من سداد ديونه والسادة الصوفية رضوان الله عليهم هم وحدهم القائمون بأمر الدين دون سواهم لإنهم أصحاب المناهج الصحيحة والمسالك القوية وهم الخبراء بمقومات هذه المسالك. 

فالتصوف حقيقـةً هو رأس الدين لأنه عمل بجميع مراتبه من الإسلام والإيمان والإحسان، فإذا ظن ظان إنه من الممكن أن يتعرف على معنى آية قرآنية أو حديث شريف وهو واقف عند حد ظاهر العبادات فقد خاب ظنه لأنه لا يمكن للإنسان أن يتعرف على دقائق الأحكام الشرعية إلا إذا تخلص من أمراض القلب فإذا تخلص منها وصفا قلبه بصفاء الهمة وثاقب الفهم لأى آى من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف تأويلها ومفـهومها ومد لولها ومًيز مرتبتها.




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم