-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الخميس، 7 سبتمبر 2017

شرح الأوراد : شرح صَلاَةُ ابْنِ بَشِيشٍ

شرح الأوراد : شرح صَلاَةُ ابْنِ بَشِيشٍ
=

برهانيات كوم 

7- صَلاَةُ ابْنِ بَشِيشٍ - رضي الله عنه -


مَرْتَبَتُهَا مَوْطِنُ اللاّ تسميةِ ، فالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - موجودٌ متعيّنٌ ولَكِنْ لَمْ يُسَمَّ بَعْدُ فهوَ مُغَيَّبٌ ، ولِذلكَ فالتَّكْنِيَةُ عَنْهُ بالاسمِ ( هُو ) في قولِ سَيِّدِي عَبْدِ السّلامِ ابنِ بشيش ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ مِنْهُ [ مِنْ هُو ] انْشَقَّتِ الأَسْرَار ) ؛ فالـ( هُو ) مِنْ شأنِهِ الغيبوبيّةُ والاستِتارُ معَ الوجودِ التّامّ .

مسألة : يَعترِضُ البعضُ على الصّوفيّةِ في كَوْنِ ( هُو ) اسمٌ إلهيٌّ يَصِحُّ بهِ الذِّكْرُ ، ويَسْتَدِلُّونَ على ذلكَ بأنَّهُ ضميرٌ لِلغائبِ .. فمَا القولُ في ذلكَ ؟

وجوابُ ذلكَ : نُقَدِّمُ لهُ بقولِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - :


يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَيْنَ هُمُ ... وَأَيْنَ مَنْ يَصْطَلِي قَلْباً بِإِعْصَارِي

وَأَيْنَ مَنْ قَلْبُهُ حَلَّتْ بِهِ سِمَةٌ ... يَكُونُ طَوْعاً بِهَا أَهْلاً لأَسْرَارِي


قَرَّتْ عُيُونُ الْكَوْنِ فِي مَرْآهُ


وحَقّاً فالجهلُ غايةُ الأعذارِ ، فمنطوقُ السّؤالِ يَدُلُّ دلالةً واضحةً على أنَّ الدِّينَ في هذَا الزّمانِ قَدِ اقْتَصَرَ عِنْدَ الكثيرِينَ على مجموعةٍ مِنَ الإشاعاتِ (1) اسْتَقَرَّتْ في قعورِ الأذهانِ حَتَّى صَدَّقَهَا النّاسُ وصارَتْ مُسَلَّماتٍ [ أيْ شائعاتٍ ] ..

__________

(1) 1- الإشاعة : مِنْ " أشاع ذِكْرَ الشَّيْء " أيْ أطاره وأَظْهَرَه حَقّاً كان أو باطلاً ، وهو غَيْر الشّائعة ؛ لأنّ المقصود بالأخيرة : ما انتشر في النّاس وسَلَّموا به ولا يَكُون إلا مباحاً .

(1/143)

________________________________________

فقَوْلُهُمْ " إنَّ ( هُو ) ضميرٌ لِلغائبِ " لاَ يَنْفِي أنَّهُ عِنْدَ النّحويِّينَ اسمٌ ، والأسماءُ مِنَ المَعارِفِ ، وهذَا يَعْنِي - إذَا أُطْلِقَ على اللهِ - أنَّهُ اسمٌ أَطْلَقْنَاهُ على الاسمِ ( الله ) ، فهُوَ إذَنِ اسمٌ يَنْصَرِفُ على الإلهِ المعبودِ وعلى عِبَادِهِ أجمعِينَ ، شأنُهُ في ذلكَ شأنُ الأسماءِ الإلهيّةِ التي أَمَرَنَا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بشأنِهَا فقال { تَخَلَّقُوا بِأَخْلاَقِ اللَّه } ، وانْظُرْ إلى قولِهِ تعالى {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (1) انْظُرْ إلى {هُو} في الآيةِ فلَوْ حَذَفْتَهَا لاَسْتَقَامَ الكلامُ بِدُونِهَا ، غَيْرَ أنَّهُ كلامُ رَبِّ العالَمِينَ ، فلاَ حَذْفَ ولاَ إضافةَ ، وإنَّمَا هيَ مذاكَرةٌ ، وإذَا أَثْبَتَّهُ لاَ بُدَّ وأنْ يَدُلَّ على الْعَلَمِيَّةِ بِذَاتِهَا ، فهُوَ إذَنِ اسمٌ إلهيٌّ ، وأمثلةُ ذلكَ كثيرةٌ في القرآنِ الكريمِ ، فتَأَمَّلْ وافْهَمْ رعَاكَ اللَّه .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم