-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 28 أكتوبر 2017

الشيخ محمد صفوت : صورة بين الشرق والغرب

الشيخ محمد صفوت : صورة بين الشرق والغرب

برهانيات كوم / الطريقة البرهانية 

جمعني الوقت بين يدي الشيخ ودخل أحد الأخوة للسلام عليه رجل بسيط المظهر والملابس مهندم ممتلئ البدن آدم البشرة يعلو بياض عينيه حمرة ظاهرة يخفى دموعه بكفيه كأنه قد أتى إلى الشيخ في أمر جلل ثم بدأ كلامه متلعثما والشيخ كعادته يلاطفه ويداعبه بكلمات لا يعرفها إلا أهل غرب السودان حيث أتى الفتى من بلاده بالقرب من حدود إفريقيا الوسطى مع السودان وتكابد المشاق ليعرض على الشيخ أمره الجلل وبدأ الفتى حديثه بقوله أنا يا مولانا من يوم ما دخلت الطريقة وأنا أقوم بإعداد الشاي للإخوان بعد الحضرة (النفحة) وأنا أريد من حضرتك أن تقرا لي الفاتحة إن ربنا يجعلني دائما في خدمة الأحباب ولا أحرم منها، انتهي كلام الفتى ولكن لم تنتهي دموعه وبصره الشاخص الذي ينتظر الرد من الشيخ ممزوجا بالخوف والرجاء، ورفع الشيخ رأسه مبتسما ورفع معها يديه ليقرأ له الفاتحة، انتهي الموقف وخرج الفتى مسرورا سعيدا كأنه قد حاز الدنيا وما فيها، تأثرت بالموقف ومن غرابة الطلب ومن غرابة حال الطالب الذي يظن من رآه أنه مكروب، كادت الأيام أن تمحو من ذاكرتي هذا الموقف ولكن تصادف وجودي مع الشيخ رضى الله عنه في إحدى زياراته لأوروبا وبالتحديد مدينة هامبورج في ألمانيا وبعد الإفطار دخل أحد الشباب الألمان يحمل صينية الشاي وبعد أن وضعها في المنضدة حمل كوب الشاي الخاص بمولانا الشيخ وقدمه في احترام شديد ووضعه أمام مولانا وقبل ان يهم الشيخ بشرب الشاي رفع الفتى ناظريه إلى الشيخ وقال مبتسما في لغة عربية ركيكة من الظاهر أنه قد تعب كثيرا لكي يحفظ تلك العبارة التي يحدث بها وغلبت دموعه بسماته ولكن الضحك لم يفارق شفتيه يا مولانا أنا عايز فاتحة علشان أنا بعمل شاي الحضرة وأريد منك أن تدعو لي لكي أستمر فيه ومع رفع يد الشيخ بالدعاء رفعت بصري لأدقق في ملامح الفتى وقفزت إلى ذهني الصورة السابقة من أعماق إفريقيا ورسم خيالي الصورتين معا ومزج بينهما فهذا الأوربي دقيق الملامح أحمر الوجه أخضر العينين أصفر الشعر وأنا أعلم أنه ميسور الحال(زاده الله خيرا) يقطن في فيلا من ثلاث طوابق يلفها حديقة غناء ورفع الشيخ يديه بالدعاء وهو منشرح الصدر بادي الفرح، ومن الغريب أن هذا الفتى وجد الناس منشغلين بتدريب مجموعات على الذكر والإنشاد والإرشاد فكون مجموعته للتدريب على الخدمة والطهي وإعداد الشاي للحضرة وللمناسبات
يا سبحان الله فمع اختلاف البلاد وتباعدها ومع اختلاف العادات والتقاليد ومع اختلاف الشكل والملامح والمستوى الإجماعي والمعيشي وتباين الطقس توحدت القلوب والمشاعر والأحاسيس والتقت الأرواح عند نقطة واحدة ألا وهى خدمة الأحباب
وكفــاك فخـرا أن رضـوك خويدمـا إن الخـويدم حقــه لا يهضــم
إن الحرص على الخدمة إلى حد البكاء والتضرع في طلبها مع الخوف الشديد أن تفوته لشيء غريب في هذا الزمان الذي يحرص فيه الناس على المناصب والرئاسة وقد قال الحبيب المصطفى (ما ذئبان ضاريان جائعان في زرائب غنم غاب عنها رعاتها بأشد فتك على دين المرء من جمع مال أو حب رياسة).
كما أن نظرة الشيخ لمشيخة الطريقة ليس للمشيخة والرئاسة على الأتباع والمريدين ولكن لخدمة دين المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أشار سيدي فخر الدين رضي الله عنه بقوله
فليتكــم تعلمـوا أنـا لـه خــدم وقـــد حبينـا أخوتنـا بخدمتنــا
وقال أيضا:
مواطنهــا مما عداهــا قـد خلـت وإن عظيــم القـوم يخـدم قومهـا
هذه هي أخلاق من على يديه تعم المشرقين


مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم