-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

سيرة سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه

سيرة سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه



برهانيات كوم  

سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه


هو أحمد محي الدين أبو العباس المعروف بالرفاعي الواسطي دفين أم عَبيدة، قرب واسط بها قبر السيد أحمد الرفاعي، والرفاعي نسبة إلى واحد من أجداده اسمه رفاعة، وهو جدُّه السابع واسمه الحسن ولكن غلب عليه لقب رفاعة، وقدهاجر جدُّه من مكة لما غلب الجور على الأشراف، ونزل المغرب، وعلا أمره وانتشر صيته، وعمَّت بركته وكثُرت ذريَّته، وبقي نسله بالمغرب إلى زمن السيد يحي جدِّ السيد أحمد الكبير(الذي هاجر إلى مكة ومنها إلى البصرة، فتزوَّج بنت أبي سعيد النجاري الأنصاري، فأنجب السيد علي والد السيد أحمد فنشأ السيد علي في بيت العلم وقرأ القرآن حفظاً وتجويدا، وتلقَّى العلوم الشرعية عن إمام وقته الشيخ يحيي النجاري الأصلي، وبرع واشتهر ورمقته أبصار رجال عصره بالتعظيم وشهد له الشيوخ الأكابر بالسلطنة في مقام الولاية، وتزوَّج بالأصيلة المعمِّرة السيدة فاطمة النجارية الأنصارية فأنجب منها سيِّد العارفين ذي المدد الرحماني السيد أحمد الرفاعي.
نسبه الشريف
قال السيد محمد أبو الهدى الرفاعي (هو السيد أحمد ابن أبي الحسن علي بن يحي بن ثابت بن الحازم بن يحي بن علي بن الحسن الملقَّب برفاعة المكي بن المهدي بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن الحسين بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العا بدين علي بن الإمام المشهور زبدة السادة الأئمة وعمدة قائد الأمة الذي امتحن بأنواع المحن والبلاء أمير المؤمنين أبي عبد الله الحسين الشهيد بكربلاء ابن الإمام الأكبر صاحب المناقب والمفاخر الكبرى الإمام أبي الحسن علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه.) والمعلوم أنَّ أصحاب هذا النسب الطاهرهم أعيان الخلق في الباطن والظاهر وما أحسن قولَ الشاعر فيهم:
يا أيُّها الرجلُ المحمِّلُ رحلَه هلا نزلتَ بآلِ عبدِ منافِهبلتك أمُّك لو نزلتَ برحلِهم منعوك من عُدمٍ ومن إقرافالخالطين غنيَّهم بفقيرهم حتى يعودَ فقيرهم كالكافي
وقد شفع هذه النسبة باتباعه لسنَّة المصطفى فجمع بين القرابتين الصورية والمعنوية ، والطينية والدينية.
ذكر السيد فخر الدين أبو بكر العيدروس رضي الله عنه في كتابه النجم الساعي >أنَّ القطب الرباني سيدنا عبد القادر الجيلاني قدَّس الله سرَّه ورضي عنه كان عند السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه فوقع في خاطره أثناء المصاحبة سؤالٌ من السيد أحمد الرفاعي فسأله قائلا: يا سيِّدي أنتم من ولد الرسول ونسبُكم هاشمي فلأيِّ شيء وصفتم بالرفاعي؟ فقال السيد الكبير رضي الله عنه: نسبة إلى جدي علي بن رفاعة من أبناء الإمام علي كرَّم الله وجهه فالحمد لله. وقال رجل موصلي للشيخ عبد الرحمن الحدادي رضي الله عنه: يا سيِّدي إني رأيت بعض كتب التاريخ ذكر نسبة الشيخ عبد القادر الجيلاني وسكت عن نسبة السيد الرفاعي مع أنه عربي الأصل، وقد قال بعض علماء فارس أن الشيخ عبد القادر فارسيُّ النسب فقال الشيخ رضي الله عنه:اكفف يا ولدي عن الخوض واعلم أن من كَتَبَ التاريخَ سكت عن نسبة الاثنين إلا أنَّ بعض الصوفيَّة ذكر نسبة الشيخ عبد القادر حرصاً عليه لكيلا يَطعن في نسبه من لا علم له، لما اشتهر عنه أنه من العجم، وهو رجل فاطميٌّ لا شكَّ في نسبته إلى الجدِّ الأعظم رسول الله ، سكن أجداده فارس إلى زمانه رضي الله عنه، وأما نسبة السيد أحمد الرفاعي إلى العترة النبوية الشريفة فهي ثابتة.
وليس يصحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
مولده رضي الله عنه
ولد رضي الله عنه يوم الخميس في النصف الأول من شهر رجب عام 215 من الهجرة النبوية،جاء في كتاب الطبقات للشيخ الشعراني وترياق المحبين للشيخ تقيّ الدين وغيرهما من الكتب المباركة: أن الشيخ منصور البطايحي قدس الله سرَّه رأى رسول الله في المنام وهو يقول له: أبشِّرك يا منصور أن الله يهب أختك بعد أربعين يوما ولدا يسمى أحمد الرفاعي، مثلما أنا رأس الأنبياء يكون هو رأس الأولياء، وحين يكبر فخذه واذهب به إلى الشيخ علي القاري الواسطي، وأعطه له كي يربيه، فإن هذا الرجل عزيز عند الله، ولا تغفل عنه.قلت: الأمر أمركم يا رسول الله عليك الصلاة والسلام، فكان الأمر كما قال. وروي عن الشيخ أبي بكر الهمداني أن رجالا سألوه عن السيد أحمد الرفاعي، فأخبر ثم بشَّر بما يكون على يد سيدي أحمد من البيِّنات والأحوال فقال: ما أقول في رجل يخرج من موش المزابل رجالا لا يعلمهم إلا الله تعالى، تتحيَّر فيهم العقول والألباب ! فقالوا له: ما هو موش المزابل؟ فقال لهم: منهم شارب الخمر، وقاطع الطريق، وقاتل النفس وفاسق يتوبون على يديه، فيغيِّر صفاتِهم ويصلح أمورهم ويخرج منهم رجالا صالحين.
وشبَّ رضي الله عنه على أحسن حال، حتى أنه كان في حالة صغره لا يجلس مع الصبيان إلا قليلا، ويألف مجالس الشيوخ، ومحافل القرآن والدروس ويتلقَّى عن العارفين، ويعمل بنصائحهم ولا يفارقهم، وقد شَهِد له أكابر الرجال وهو صغير بالولاية الكبرى. قرأ القرآن وهو صبيٌّ على الشيخ العارف علي بن القاريء الواسطي فصنع شخص طعاماً ودعا إليه الشيخ وأصحابه وجماعة من المشايخ وكان معهم مغني فشرع ينشدهم بدفٍّ في يديه فلما طرب القوم وتواجدوا قام السيد أحمد الرفاعي إلى المغني وكسر الدف، فالتفت المشايخ إلى الشيخ علي بن القاريء وقالوا له: هذا صبيٌّ صغير ما لنا معه مطالبة والمطالبة عليك، فقال لهم الشيخ ابن القاري: اسألوه فإن أتى بالجواب وإلا عليَّ المطالبة. فالتفتوا إليه وقالوا له: لم كسرت الدف؟ فقال لهم: اسألوا المغني يخبركم بما خطر بباله. فاتَّبعوا المغني وسألوه عما خطر بباله وهو يغني، فقال لهم: إني كنت البارحة عند قوم يشربون فسكروا وتمايلوا كتمايل هؤلاء المشايخ، فخطر أن هؤلاء كأولئك، فلم يتمَّ خاطري حتى قام هذا الصبي وكسر الدف. فعند ذلك نهض المشايخ إلى سيدي أحمد الرفاعي وقبَّلوا يديه.
وذكر تقي الدين الواسطي في كتابه ترياق المحبين أن مما أكرم الله به سيدي أحمد أنه كان مرة واقفاً بين الصبيان في حال صغره فمرَّ به جماعة من الفقراء العارفين، فلما رأوه ساعة وقفوا ينظرون إليه ساعة ثمَّ قال أحدهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله ظهرت هذه الشجرة المباركة.، وقال الثاني: عن قليلٍ تتفرع.وقال الثالث: عن قليل يشمل ظلها ويعمُّ نفعها. قال الرابع: عن قليل يكثر ثمرها ويُشرق قمرها.قال الخامس: عن قليلٍ يرى الناس منها العجب. قال السادس: عن قليلٍ يعلو شأنها ويظهر برهانها.قال السابع: كم يغلق لها باب، ويظهر لها أصحاب. والسيد أحمد رضي الله عنه يسمع كلامهم ولا يدري لمن يشيرون.، ثم انصرفوا وهم متحيِّرون.وقال الإمام الهمام قاسم بن الحاج في كتابه أمُّ البراهين : أن الشيخ منصور البطايحي الرباني رضي الله عنه لما أخذته الغيرة حالة اطلاعه على مقام السيد أحمد الرفاعي وهو لا يزال تلميذه نودي في سرِّه: يا منصور تأدَّب معه هذا السيد أحمد حبيبنا، نظهره على غوامض غيوبنا، يا منصور هذا السيد أحمد نائب الدولة المحمدية، وعروس المملكة المصطفوية، وهو شيخ جميع الأمة وشيخك فقل نعم، قلت: نعم، فقال: نحن نتصرَّف بملكنا كما نشاء، فقلت: نعم نعم، ثم قمتُ فأخذتُ العهد على يديه فأنا شيخه بالخرقة وهو شيخي بالخلق والخلفة.
وكان السيد منصور الرباني خال السيِّد أحمد في زمانه شيخ شيوخ جميع عصره وبصحبته تخرَّج السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه و شرب كأسه وتربى بتربيته ولبس خرقته وخلفه في مشيخة الشيوخ. وقيل بعد ذلك مرض الشيخ منصور رضي الله عنه مرض الوفاة فطال مرضه، وأيقن أصحابه وخواصُّه من أهل الكشف بدنوِّ أجله فصاروا يقولون: من يكون بعد الشيخ منصور؟ وكلٌّ منهم يقول أنا، وكان بينهم فقير أشعث أغبر لا يُعبأ به، وهو منكوس الرأس،فلما طال بينهم الجدال، وكثر المقال، رفع رأسه ذلك الفقير وقال: لقد قلتم فأكثرتم، وها أنا مخبركم بمن يكون بعد الشيخ، قالوا: هات فأخبرنا إن كان عندك خبرٌ أو علم، فقال لهم: يكون بعده الشيخ أحمد الرفاعي، فقالوا له: نريد الدليل على صحة قولك، فقال: بيني وبينكم الشيخ منصور، فدخلوا عليه وسلَّموا وهو مغشيٌّ عليه، فأخبروه بما قال لهم الفقير وكان يسمى ابن مريم فقال السيد منصور: القول ما قاله ابن مريم.قيل ولما أراد الشيخ منصور أن يجعل سيِّدنا أحمد الرفاعي خليفة له قالت زوجته وولداه وبعض محبيه: إنَّ ميراث الأب لا يكون إلا للابن ولا يكون لابن الأخت، فقال لهم الشيخ: إني رأيت شيئا وإن شئتم أريته لكم، فقالوا له: أرِنا،، فجمع الشيخ منصور أولاده وأحبابه، وأعطى لكلِّ واحد من ولديه سكيناً ودجاجة، وأعطى لسيِّدي أحمد كذلك سكيناً ودجاجة، وقال كلٌّ منكم يذهب بسكينه ودجاجته إلى مكان خال، ما فيه أحد ويذبح دجاجته فيه،ويأتيني بها مذبوحة، فراح كلٌّ منهم إلى جبل وذبح دجاجته وجاء بها مذبوحة، إلا سيِّدي أحمد فجاء بدجاجته حيَّة،قال له: يا أحمد لأي شيء جئت بها بلا ذبح؟ فقال: يا سيِّدي شرطتم عليَّ خلوَّ المكان وكلُّ مكان ذهبت إليه وجدته مشغولا بالله تعالى وهو حاضر ناظر، وما رأيت مكانا خالياً قط ! فقال سيدنا منصور رضي الله تعالى عنه: أنتم تريدون لمحبوبيكم والله يريد لمحبوبه.ثم ألحوا عليه مرة ثانية فأعطى رضي الله عنه كلّ واحد منهم منجلا من حديد وقال لهم: اذهبوا وهاتوا لي نجيلا من حشيش الغيط، فراح كلُّ واحد من أولاد الشيخ وحصد كلُّ واحد حملا وجاء به، إلا سيِّدي أحمد فإنه جاء خاليا، فقال له: يا أحمد لم جئت خاليا؟ قال: إني كلَّما أمسكت الحشيش وجدته يذكر الله تعالى فما حصدته حرمة لتسبيحه لله، فقال لهم السيد منصور: أما ظهر لكم أن عناية الحق مع سيِّدي أحمد؟ فقالوا: بلى، فقال لهم: والله وجِّهوا وجهة العبودية إلى محبته، وأظهروا الخدمة والملازمة في فناء عتبته، فإنه سيشيع اسمه ورسمه في آفاق الدنيا، ويظهر أمره في الأرض والسماء. فمن ذلك اليوم شاعت أخباره في العالم وفشت أسراره، وسار إليه الناس من البلاد والأقطار وعمَّتهم بركته.ولما أراد الله إظهار أمره في أم عبيدة في القرية السعيدة استمر سنة يُحيي فيه الليالي ويقري الضيف والوارد، ويردُّ الله على يديه الشارد، لا ينطق بحرف، قيل ولما ظهر فضل سيِّدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه وفاح طيبه، كان يتردد إلى أبواب الصالحين، ويتبرَّك بهم، ويتواضعُ لهم ويذكر فضلهم، ويظهر ذكرهم ويعظِّم شأنهم، وكان يكثر التردد إلى زيارة سيِّدي عبد الملك الخرنوبي قدَّس الله روحه، وكان يزوره في كلِّ سنةٍ مرة، فإذا قضى وطره منه وأراد الخروج يسأله الدعاء والوصيَّة، فلما كان في بعض السنين سأله الوصية بعد ما قضى وطره وأراد الخروج، فقال له: يا أحمد احفظ ما أقول لك؛ يا أحمد متلفِّت لا يصل، ومتسلِّل لا يفلح، ومن لا يعرف من نفسه النقصان فكل وقته نقصان، قال ثمَّ رجع من عنده وبقي سنة يرددها على نفسه، ما خطر له خاطر إلا ذكرها، ثمَّ إنه زاره في السنة الأخرى وأقام عنده ما طاب،،ثمَّ ودَّعه وأراد الخروج من عنده فقال له: يا سيِّدي أوصني، فقال له: يا أحمد ما أقبَّح العلَّة بالأطباء، والجهل من الألبَّاء، والجفا من الأحباء.قال فخرجت من عنده وودعته وبقيت سنة أرددها على نفسي، فلما كان في السنة الثالثة، زرته وأقمتُ عنده الذي قسم الله تعالى، وأردت الخروج من عنده، فقلت له: يا سيِّدي أوصني، فقال لي: يا أحمد لاترجع تزورني، ولا تجيء إليَّ فما بقي لك حاجة إلي ولا إلى غيري ولا إلي أحد من خلق الله تعالي فرجع الي ام عبيدة وشدت اليه الرحال وتحير فيه اهل الاحوال.1أخلاقه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم رحم الله خلفائي ثلاث مرات. قيل: من هم خلفاؤك يا رسول الله؟ قال: الذين يحيون سنَّتي ويعلمون بها عباد الله تعالى وهكذا كان السيد الكبير أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه؛ كان غنيَّ النفس حسن المعاشرة، دائم الإطراق، كثير الحلم، هيِّن المؤنة لا يكلِّف أحداً بشيء كاتما للسر، حافظاً للعهد كثير الدعاء للمسلمين، هيِّناً يصل من قطعه، ويعطي من منعه، ويعفو عمن ظلمه، ويحسن مجاورة من جاوره ويصفح عن سيِّئات الإخوان، يأخذ بأيدي العميان ويقودهم، وإذا خاطب أحدا يقول له يا سيِّدي كبيراً كان أو صغيرا، ويتردد إلى أبواب الأرامل والمساكين،ويحمل لهم الطعام ويغسل ثيابهم. وكان لا يرى الاشتغال بشيء من أمور الدنيا، طلب مرةً ماء يشربه ثم أذن الأذان، وأتي به فأبى أن يشربه وقال: حضر حقُّ الحق وبطل حق النفس، ولا يحتقر ما قدِّم إليه ولو كان تمراً فاسدا ومرَّ يوماً بصبيان يتخاصمون ، فأصلح بينهم ثمَّ قال لأحدهم: ابن من أنت؟ قال له الصبي: ولم تسأل؟ فقال له: يا ولدي جزاك الله خيرا وجبرك كما أدَّبتني، فالسيد أحمد الرفاعي حسب سؤاله للصبيِّ دخولا فيما لا يعنيه. وكان إذا أكل في ظرف غسله وشرب ماءه، وكان يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا غُسِل ظرف من طعام يقول الظرف للغاسل: طهَّرك الله كما طهَّرتني من الشيطان وإذا شرب ذلك الماء كان شفاء من المرض والبرص والجذام.
وكان يربي بحاله أكثر مما يربي بمقاله، وكان إذا سأله أحد أن يدعو على الظلمة، يقول اللهم أصلحهم وألهمهم طاعتك وذكرك ووفقهم لما تحب وترضى برحمتك يا أرحم الراحمين. وقال صاحب البراهين: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم خياركم الذين إذا رأيتموهم ذكرتم الله تعالى وإذا رأوكم ذكروكم الله تعالى فكان رضي الله تعالى عنه إذا رآه غافلٌ ذكر الله وإذا رآه محسن ازداد وتنوَّر.
قال خادمه ماهان: خدمت السيد أحمد الرفاعي سنين عديدة فما رأيته ترك أحداً يبدأه بالسلام، ولا ردَّ أحداً خاليا، ولا رأيته عاب شغلا عملته ولا قال لي قط لشيءٍ لم اعمله لم لا تعمله ، ولا جفاني ولا حرَّد عليَّ يوماً قط.
وروي أن رجلا من أم عَبيدة صنع طعاماً ودعا إليه السيد أحمد فلما وصل إلى بابه قال له الرجل: ارجع فرجع ، ثم دعاه ثانياً فلما وصل قال له: ارجع فرجع، ثم دعاه ثالثاً فلما وصل أدخله الدار وفرش له وأكرمه ثُمَّ كشف عن رأسه وجلس بين يدي السيد أحمد وقال له: يا سيدي استغفر الله تعالى مما جرى مني، ووالله ما رأيت أحداً على هذا الطريق الذي أنت سالكه، فقال له السيد أحمد الكبير: يا ولدي ما كان إلا الخير، أتستكثر عليَّ خصلة من خصال الكلب ! ثم خرج وهو عنه راضٍ.
ونقل أن السيد أحمد الرفاعي دخل إلى حظيرة البقر والناس نيام فوجد لصا، فلم رآه اللص فزع منه، فعلم السيد أحمد أن اللص فزع منه، فدنا منه وقال له: يا سيدي يا مبارك، لا بأس عليك ما عندك إلا الخير، يا ولدي هذه بقر الفقراء وهي عجاف بل تعال خلفي حتى أدلك على ما ينفعك ثم أتى به إلى مطية هي ملكه، فقال له: يا ولدي حلَّ هذه المطية وخذها قبل أن يأتي الفقراء فيأخذونها منك.فحلَّها وأخذها وهو خائف أن يكون السيد أحمد يستهزيء به، ثم حرسه حتى عبر من أم عَبيدة، ثمَّ أراه الطريق وقال له: خذ هذا الدرب إلى دقلى، فهناك تجيء القوافل فبعها وأنفق ثمنها على نفسك وعيالك، فذهب إلى دقلى وباع الناقة وأنفق ثمنه وأصلح آله، ثمَّ تفكَّر في حلم السيد أحمد فجاء إليه وأخذ العهد على يديه وصار من الصلحاء
من كراماته رضي الله تعالى عنه
له الكرامة المعروفة عند الحجرة الشريفة جاء في قلادة الجواهر أن الشيخ عز الدين عمر الفاروثي رضي الله عنه قال: كنت مع سيدي أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله تعالى عنه عام 555 العام الذي قدر الله له فيه الحج فلما وصل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلَّم وقف تجاه حجرة النبي علي الصلاة والسلام وقال على رؤوس الأشهاد: السلام عليك يا جدي. فقال عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا ولدي، سمع ذلك كل من في المسجد النبوي ـ فتواجد السيد أحمد وأرعِد واصفرَّ لونه ثمَّ جثا على ركبتيه ثمَّ قام وبكى وأَنَّ طويلا وقال: يا جداه:
في حالة البُعدِ روحي كنتُ أُرسِلها تقبِّلُ الأرضَ عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد ظهرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرَّم فقبَّلها في ملأ يقرب من تسعين ألفاً والناس ينظرون إلى اليد الشريفة.وقال السيد عبد القادر الجيلي قدَّس الله سرَّه كنت في محفل الكرام التي أُكرم بها السيد أحمد الكبير الرفاعي بتقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الشيخ عدي بن مسافر عن خادمه ابن موهوب رضي الله تعالى عنهما: كنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عام حجنا وكان الشيخ أحمد الرفاعي الكبير واقفا تجاه الحجرة الطاهرة وقد تكلَّم بكلمات ضبطها عنه جماعة فما أن أتمَّ كلامه حتى مُدَّت له يد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقبلها ونحن ننظر مع الحاضرين.وقال ابن موهوب رضي الله عنه: والله كأني بها يد بيضاء سوية طويلة الأصابع كأنها البرق المضيء، وكأني بالحرم وأهله وقد كاد يميد، وقد كادت تقوم قيامة الناس لما ألمَّ بهم من الدهش والحيرة والهيبة والسلطان المحمدي. وقد سئل الإمام الجلال السيوطي رضي الله عنه عن هذه الكرامة فقال:
وقع السؤال عن مد يد النبي . من القبر الشريف إلى الوليِّ الكبيروالإمام الشهير السيد أحمد بن السيد الرفاعي رضي الله عنه؛ هل هو ممكن أم لا، وهل أسانيد هذه الرواية المشهورة عالية صحيحة، والجواب عن السؤال المذكور حررته بهذا الكتاب وسمَّيته الشرف المحتَّم فيما من به الله على وليِّه السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه من تقبيل يد النبيِّ المعظَّم.، وأوّل ما أقول إن حياة النبي. هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا قطعا، لما قام عندنا الأدلة في ذلك وقام بذلك البرهان، وصحَّت الروايات وتواترت الأخبار وقد كتبت في حياة الأنبياء كتابا مخصوصاً وبسطت فيه الأدلّة والأخبار، وها أنا أذكر لك بعضاً منها ما أخرجه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي مرّ بقبر موسى علي السلام وهو قائم يصلِّي فيه، وأخرج أبو يعلى في مسنده عن أنس أن النبي قال: الأنبياء أحياء في قبورهم يصلُّون. ولا يخفى أن الله جمع لنبيِّنا وسيدنا مرتبة النبوَّة والشهادة بدليل ما أخرجه البخاري والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها أن النبيّ كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: لم أزل أجدُ ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السُّم. فثبت كونه عليه الصلاة والسلام حياً بنصِّ قوله تعالى {ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}. والأنبياء أولى بذلك من الشهداء ونبيُّنا أولى من جميع الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين لما منَّ به الله عليه من المعالي الفائقة والخصائص الزكية، وقد رأى نبينا محمد جماعة منهم وأنهم في الصلاة.وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه وأن سلامنا يبلغه، وأنه يردُّ على من يسلِّم عليه السلام. وكان سعيد ابن المسيّب في أيام وقعة الحرة التي هوجمت فيها المدينة وعطِّل الأذان والجماعة لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر رسول الله وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن سعيد بن المسيب قال: لم أزل اسمع الأذان والإقامة من قبر رسول الله في أيام الحرة حتى عاد الناس.. قد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي، فخروج يد النبي لسيدي أحمد الرفاعي ممكن ولا يشكُّ فيه إلا ذو زيغ وضلالة أو منافق طبع الله على قلبه.
ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه رأى في المنام مرة أن الغلاء يأتي إلى الخلائق مدة ثلاث سنين، لا يزيد الماء ولا تمطر السماء حتى تأكل الناس الميتة وتموت الناس على الطرقات جوعاً ، وكان الشيخ الفقيه علي بن نصر بينه وبين الشيخ صحبة مؤكدة وكان كثير العيال، فبينما هو في بيته إذ رأى السيد الرفاعي وليس معه أخ من الفقراء، فقصَّ عليه رؤياه وعرض عليه أن يشتري من الغلة في الرخاء ما يكفيه لتلك المدة، فقال الفقيه: لا والله لا فعلت ذلك وكيف أشبع وجاري جائع؟، فقال السيد أحمد الرفاعي: يا علي أحسنت، بارك الله فيك وجزاك الخير فأين غلتكم التي لكم في البيت؟ فقال: في الغرفة. قال: خذني إليها. فصعد معه إليها، فوضع السيد أحمد الرفاعي يده فيها وقال: بسم الله الرحمن الرحيم.، ثم قال: يا علي لا تترك أحداً يصعد إلى الغلة ويأخذ منها إلا زوجتك وحدها تأخذ حاجتها.. فقال السمع والطاعة. ثم خرج السيد أحمد الرفاعي من البيت وودع الفقيه، ثم أتى الغلاء والقحط على الناس كما رأى السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه، فلم يزل الفقيه وأهله يأكلون من تلك الغلة مدة الغلاء وبقيت بحالها إلى زمن الرخص.
روي أنه كان في زمن السيد أحمد الرفاعي رجل من الصابئين (هم قوم يشبه دينهم دين النصارى إلا أن قبلتهم نحو مهبِّ الجنوب ويزعمون أنهم على دين نوح) وكان قد فقد بعض دوابِّه وماشيته ولم يعرف لها خبر فخرج في طلبها، فوصل في طريقه إلى أم عبيدة فدخلها ليلا، وكان قد مكث ثلاثة أيام لم يذق طعاما لأن الصابئين لا يأكلون من خبز المسلمين ويحرمونه على أنفسهم، وكانت تلك الليلة شديدة الظلمة والبرد، فدخل الرواق وقد أضر به الجوع والبرد، فألقى نفسه بين الفقراء ونام، فأظهر الله تعالى السيد أحمد الرفاعي على حاله، فجاء في الحال، فقعد عند رأسه وأيقظه فانتبه منزعجا مرعوبا، وقال: يا سيدي ما تريد مني أنا فقير غريب، قال: ما قصدت أن أزعجك يا ولدي إنما أظنك جائعاً، ثم أمره أن يمضي معه إلى المنزل، فقام ومشى معه، فلما دخل المنزل أحضر له دقيقا وسمكاً وتمراً وركوةً جديدة للماء، وأمره أن يمضي بنفسه ويملأ الركوة من ماء دجلة ويغسل السمكة، فمضى الرجل وغسل السمكة وأتى بماء وشرع في عجن الدقيق، وأما السيد الرفاعي فإنه أحضر حطباً ووضعه في التنُّور، وأوقد النار فقام الرجل وعجن الخبز وخبزه وشوى السمكة وأكل ثمَّ أمره السيد الرفاعي أن يأخذ الباقي معه، ثم خرج السيد الرفاعي أمامه رجاء أن يجد سفينة يصل فيها الرجل إلى أهله، فوجد سفينة فيها ملاحون فقال لهم السيد أحمد الرفاعي: تأخذون هذا الفقير معكم إلى موضع كذا وتأخذون أجرتكم ووصاهم به فأخذوه فلما وصل إلى القرية، سألوه عما جرى له فأخبرهم بقصته مع السيد أحمد الرفاعي ثم قال لهم: ماهذا إلا رجل كريم على ربِّه وإني داخل في دينه، ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فاتبعه أهله في الحال وأسلموا فلما أصبحوا خرج على بني عمه وعشيرته وكان من كبرائهم فأخبرهم فاجتمعوا وأسلموا على يديه، وكشف الله الغمَّة عن قلوبهم وكل ذلك ببركات سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه وأفاض علينا وعلى كافة محبيه من1 بركاته وحشرنا بفضله في زمرنه.من أقواله وعباراته الشريفة
كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه يحدِّث كلَّ أحد عن مشربه، فيحادث أرباب القلوب بما يشاء من علم الغيوب وسرِّ المحبوب، ويحادث المريدين بقوانين الشرع وحسن الأدب ولزوم الطاعات، ويحدِّث أرباب القوَّة والعظمة بالموعظة، ويرغِّب أهل البدايات إلى الأعمال الصالحة وحسن الظنِّ واليقين ومحبّة الصالحين والتمسُّك بشعار الدين، ويحدِّث العوام بحكايات الأوَّلين وقهر المتجبِّرين وما جرى للمتكبِّرين.
روي أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه خرج ذات يوم في بعض البساتين ليتوضأ، فنظر إلى نخلة والتمر معلَّق برأسها وكان معه الشيخ يعقوب بن كراز رضي الله عنه فقال له: يا يعقوب انظر إلى هذه النخلة حيث رفعت رأسها جعل الله ثِقَلَها عليها ولو حملت ما حملت، وانظر إلى اليقطين (القرع) حيث وضع نفسه حمل ثقله غيره. وقد ضرب الشيخ رضي الله عنه المثل بالنخل واليقطين للمتكبِّر والمتواضع.وكان رضي الله عنه يقول: تجارتي مع الأرامل والأيتام وفرحتي في خدمتي لهم.
وكان رضي الله عنه يقول من ليس له شيخ فشيخه الشيطان، وإن المريد لينال من الله تبارك وتعالى ببركة شيخه بقدر ما تأدَّب وحفظ الحرمة وراقب السر.
وقال رضي الله عنه النبيُّ شجرة والوليُّ بقلة وكم تحت هذه الشجرة من بقلة.
وسئل رضي الله عنه عن قوله تعالى {يحبهم ويحبونه} فقال: يحبهم بلا ملل ويحبونه بلا علل، يحبهم بلا ملل أبد الآباد زمانا لا ينقضي وما له من نفاد،يحبُّونه لا رغبة في الجنَّة ولا خوفاً من النار، يحبُّهم وفاً ويحبُّونه صفا، يحبُّهم بالعصمة يحبُّونه بالخدمة،، يحبُّهم بالتوفيق يحبُّونه بلا تعويق، يحبُّهم هداية يحبونه دراية، يحبُّهم بالأمان يحبونه بالإيمان.
وسئل رضي الله عنه عن السماع (الاستماع للإنشاد) فقال: يا سادة السماع سرٌّ ما وصل إليه إلا القليل من العارفين، وخصَّ به أقواماً استذلهم الخلق استقبلهم الحقُّ وأظهر على ما يصل إليه كثير من أهل الاجتهاد بالعناية القديمة، وذلك لأجل نظره سبحانه وتعالى لاستحقار الخلق لهم، وانكسار قلوبهم وذلُّ أنفسهم، فأسمعهم القول بإسماع القلوب عن بساط القرب من غير حضور النفس، فمنهم من سمع بأذنه، ومنهم من سمع بقلبه، ومنهم من سمع بروحه، لهم في كلِّ صورة مليحة وحركة لطيفة حظ من أوراد الغيب، وكذاك في كلِّ هبوب ريح لذة، فهم والِهون حيارى، مفتقرون أسارى، خاشعون سكارى.وإلى هذا المعنى ذهب سيِّدي بن الفارض رضي الله عنه:
تراهُ إن غاب عني كلُّ جارحةٍ في كلِّ معنىً لطيفٍ رائقٍ بهجِفي نغمة العود والناي الرخيم إذا تمازجا بين ألحانٍ من الهزجوفي مسارح غزلان الخمائل في بَردِ الأصائل والإصباح في البلجوفي مساقطِ أنداءِ الغمامِ على بساطِ نَورٍ من الأزهار منتسجِوفي مساحبِ أذيال النسيم إذا أهدى إليَّ سُحيراٍ أطيب الأرج
وسئل رضي الله عنه وقيل له: يا سيدي سمعنا أن محمداً كان يسبق جبرائيل عليه السلام وقت نزوله بالوحي، فهل كان يُعرف قبل ذلك للقرآن أمر؟ قال رضي الله عنه: تكلَّم الحقُّ سبحانه وتعالى بالقرآن المجيد قبل خلق السموات والأرض، وكتبه في اللوح المحفوظ،فلما خلق الله تعالى روح محمد عرض القرآن المجيد على روحه،، فتمَّثل على قلبه، فلما ظهر إلى الدنيا وبعث بالرسالة، ونزل عليه الوحي على لسان جبريل عليه السلام تذكَّرت روحه الكريمة ذلك العرض السابق، فجرى القرآن على لسانه فنطق به، فأنزل الله تعالى {ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه} أي ذلك الكتاب الذي عرضناه على روحك الشريفة. وقد ذكر سيدي الشيخ محمد عثمان عبده (مثل هذا الكلام في كتابه تبرئة الذمة في نصح الأمة ونسبه إلى الشيخ عبد الرزاق رضي الله عنه في كتابه (جنة الخلد) والشيخ عبد الرزاق هو شيخ الإمام البخاري رضي الله عنه.
سئل عن لون الهوى فقال: لونه أخضر. فقال السائل: ما الدليل على ذلك؟ فقال رضي الله عنه يا ولدي الدليل على أنه أخضر أن النفس تتنزَّه فيه من الكروب، وأنه ترتاح إليه القلوب كما ترتاح إلى الخضرة.وقال رضي الله عنه للشيخ يعقوب يوصيه: يا شيخ يعقوب لا تنظر إلى عيوب الخلق، فإنك إن نظرت إلى عيوبهم أظهر الله فيك جميع العيوب، وإذا صدر من أخيك عيب فاصفح الصفح الجميل، واستر الستر الجليل، وعامل عباد الله بالصلاح والنصح والتقوى، وكن مع الخلق بالأدب فإنَّ الأدب مع الخلق أدب مع المولى، وقليل من الأدب خير من العمل الكثير.وقال : من ليس له شيخ فشيخه الشيطان، وإن المريد ينال من الله سبحانه وتعالى ببركة شيخه بقدر ما تأدَّب له وحفظ الحرمة وراقب السر.
ولا تعرفنْ في حضرةِ الشيخِ غيرَه ولا تملأنْ عيناً من النظرِ الشزرِ
وكان رضي الله عنه يعمل كلَّ شيءٍ بنفسه ويقول: أنا اخترت الخدمة فكيف يكون للخادم خادم !
وقال رضي الله عنه في الذين يحسدونه:إن يحسدوني فإني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوافدام لي ولهم ما بي وما بهمو ومات أكثرُهم غيظاً بما يجدُوقال في وجوب كتمان السر عند المكاشفة:ومستخبري عن سرِّ ليلى رددته بعمياءَ من ليلى بغير يقينِيقولون خبِّرنا فأنتَ أمينُها وما أنا إنْ خبَّرتهم بأمينِوقال في ترقي المريد والعابد من حال إلى حال قدر اجتهاده:ما زال من وطنٍ يُهدى إلى وطنٍ حتى استقرَّ له في الصدقِ أوطانُ
وقال رضي الله عنه يصف حاله الشريفة:جمعتُ علومَ الحالِ في كلِّ حالةٍ وتممتُ معنى العلمِ في حالةِ القُربِوطاولتُ أعلامَ الرجالِ ولم أزلْ أطولُ إلى أن جزتُ من حضرة الربِّوفقتُ كبارَ القوم في كلِّ مذهبٍ وصرتُ بلا ثان إلى مذهب الحبِّولازمتُ بابَ المصطفى في طريقِه على المنهج المعلومِ في أوضحِ الكُتْبِفسِرْ سيرتي يا صاحِ والزمْ حقيقتي لتنجو إذا صارَ المصارُ من الكربِوصلِّ وسلم في المعاني وفي الهوى على ترجمان القلب في حضرة الربِّمحمدٍ المختار والآل من لهم علوُّ شريف القدر في العُجْمِ والعُرْبِ
وقال رضي الله عنه يفتخر بالنسب الشريف:
أنا ابن من قام يهدي للوجود وقدش عثمان عبده رضي الله عنه حيث يقول:الصالحون إذا تلقوا منحةً عكفوا عليها سجَّداً وقياما
وقال رضي الله عنه: من اللازم للفقير أن يتقيد بملابسة الكمالات وتقييدها، وبتحصيلها من أي موضع حلَّ به، وسار إليه، حتى أنه يصير في كلِّ وقت في ازدياد من الكمالات وقد ورد في الحديث الشريف (من تساوى يوماه فهو مغبون) وقال رضي الله عنه: لا تخالط أحداً لأجل الدنيا ولا تعامله ولا تصاحب أحداً من أهلها كي لا يحصل لك من مجلسه وملازمته نقصان.
هذا قبسٌ من نور سيِّدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه وثمرة من قطوفه الدانية نفعنا الله به و اوردنا مورده الشريف.





للمزيد من هذه العلوم الرجاء الضغط هنا





مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم