-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 27 فبراير 2018

اثبات مشروعية القباب على بيوت الأولياء ونفى البدعة عنها

اثبات مشروعية القباب على بيوت الأولياء ونفى البدعة عنها
جنة البقيع الغرقد قديما يحاول بعض الناس إما عمداً أو جهلاً أن يخدعوا أنظار المسلمين عما كان عليه السلف الصالح، ويَدّعون معرفتهم، ويتسببون فى حيرة الناس، حتى أنهم ليتسائلون:  أليست القباب بدعة؟



يحاول بعض الناس إما عمداً أو جهلاً أن يخدعوا أنظار المسلمين عما كان عليه السلف الصالح، ويَدّعون معرفتهم، ويتسببون فى حيرة الناس، حتى أنهم ليتسائلون:
أليست القباب بدعة؟

يقولون فى القباب التى تعلو القبور إنها بدعة ضلالة ولا أصل لها فى الدين، ولا بيان من سيد العالمين، فقولهم هذا زور وبهتان، وهل يرضى علماء المسلمين عن فعل منكر فى الدين؟ وكيف ذلك والله تعالى جعل لعباده المحترمين فى الدنيا الميزة والتمييز عن سائر أقرانهم، حتى فى أسفارهم بأن تكون لهم القباب على المحامل وإذا وضعوها فلا يجلسون إلا تحتها، ولا يعرف العظيم فى القوم من غيره إلا بجلوسه تحتها، فصارت علامة على من مات منهم ليتميز بها عن غيره، وقد جاء فى الحديث الشريف أن رسول الله  قال (ضعوا لى على قبر صاحبكم علامة) وهو سيدنا سعد بن معاذ الذى قال فيه  (اهتز العرش لموت سعد) من حديث النسائى فى سننه الكبرى والإمام أحمد فى مسنده وابن أبى شيبة فى المصنف، وهو الذى ارتضاه يهود بنى قريظة أن يكون حكماً بينهم وبين رسول الله  وبعد أن حكم قال فيه  (إن حكمك هذا نزل من فوق سبع سموات) فلتراجع مسند البزار والمستدرك على الصحيحين للحاكم، فهذاالعظيم لما مات وكان حِب رسول الله  قال لمودعيه إلى مدفنه بالبقيع (ضعوا على قبر صاحبكم علامة) فصار الأمر من ذلك الحين وضع علامة على قبر العظماء ليميزوا بها عن غيرهم.

كما وضع الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه على قبر الصحابى الجليل سيدنا عثمان بن مظعون  صخرة عظيمة وقال  ﴿أتعلّم بها قبر أخى وأدفن إليها من مات من أهلى﴾ وقد رواه أبو داود فى سننه والبيهقى فى السنن الكبرى، فهذا تأسيس لوضع العلامة على القبر وتشريع لها وللمحافظة على القبر لاسيما قبور الصالحين، فإن جازت العلامة على القبر لحفظه من الإندراس فلا فرق بين أن تكون بصخرة أو بغيرها.

ثم أن أول من أحدث القبة الفاطميون وهم من خيرة تابعى التابعين وهم من الذين قال فيهم  (خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال العجلونى متفق عليه عن ابن مسعود  مرفوعا، وكذا عمران بن حصين، وورد الحديث بروايات أخرى منها ما رواه الإمام أحمد والترمذى عن ابن مسعود ومنها ما رواه الطبرانى عن ابن مسعود ومنها ما رواه مسلم عن السيدة عائشة ومنها ما رواه الحاكم عن جعدة بن هبيرة، راجع كشف الخفا للعجلونى.

واعلم أن الأمر ما ساد وما اتبع إلا من بيانه الشريف فى شأن سيدنا سعد وقد رأوا أنه لا يوجد أعظم من حضرته فعملوا لحضرته ما يكون أعظم تمييز له.

ودأب الناس على ذلك حتى ترقوا فى وضع العلامة على القبر بأن يكتب عليها اسم صاحب القبر وزاد الكثير من الناس ذكر شئ من مميزاته التى كان عليها فى الدنيا حتى توسعوا إلى أن وصلوا إلى ما نراه الآن.

والكتابة على القبور عامة مستحبة عند الشافعية ولاسيما قبور الأنبياء والأولياء والعلماء والصالحين، فإنها لا تعرف إلا بذلك عن تطاول السنين، كما أن الكتابة على القبور جائزة عند الحنفية لئلا يذهب الأثر ولا يمتهن.

وحكمها عند السادة المالكية فهى جائزة مطلقا عند أبى الحسن بن القصار البغدادى المتوفى سنة 398هـ.

أما حكمها عند الحنابلة فيقول ابن مفلح الحنبلى: الذى قال له ابن تيمية (أنت مفلح لا ابن مفلح) يقول ابن مفلح الحنبلى: القبة والحظيرة والتربة إن كان فى ملكه فعل ما شاء وإن كان فى مسبلة -وهى الأرض الموقوفة- كره للتضييق بلا فائدة، ويكون استعمالا للمسبلة بما لم توضع له، راجع كتاب الجنائز لابن مفلح الحنبلى، إن شئت.

واستمرار الكتابة على القبور من عهد بعيد كما جاء فى (وفاء الوفاء) عن المسعودى فى مروج الذهب أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الحسن توفى سنة 148هـ ودفن بالبقيع مع أبيه وجده قال: وعلى قبورهم فى هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مبيد الأمم ومحيى الرمم هذا قبر فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين وقبر الحسن بن على وعلى بن الحسين بن على وقبر محمد بن على وجعفر بن محمد عليهم السلام) وذكر أن هذا كان فى سنة 322هـ.

قال السمهودى روى ابن أبى شيبة عن محمد بن يحيى قال سمعت من يذكر أن قبر أم سلمة رضى الله عنها بالبقيع حيث دفن محمد بن زيد بن على وأنه كان حفر فوجد على ثمانية أذرع حجرا مكسورا مكتوبا فى بعضه أم سلمة زوج النبى فبذلك عرف أنه قبرها.

فالقباب إن لم يكن فيها إلا قراءة الفاتحة والترحم على من تحتها لكفى، وهى لبيان فضل العظماء فى الدين والدنيا والآخرة، ولا شئ فيها إلا ما ذكرنا، فالمنكرون والمعارضون لا حظ لهم إلا الحسد لعباد الله الذين أنعم الله تعالى عليهم حتى استحقوا تلك الميزة.

ويا ليتهم اقتصروا على ذلك بل يبخلون بالترحم وقراءة الفاتحة لصاحب القبة مع أن الله تعالى أبان لنا فى كتابه العزيز بأنه تعالى يرحم الكافر لوجود العبد الصالح فى بلده، قال تعالى رداً على سيدنا إبراهيم لما جادل الملائكة بقوله أتهلكون قرية بها أربعون صالحاً؟ قالوا: لا، قال: وثلاثون؟ قالوا: لا قال: وعشرون؟ قالوا: لا قال: وعشرة؟ قالوا: لا، قال: وواحد؟ قالوا: لا، قال: ﴿إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾ 32 العنكبوت.

وغير خاف أن كل من جعله الله تعالى مخالفاً لإجماع المسلمين ينكر على دفن الأموات فى المساجد بل لا يصلى فى مسجد فيه قبر زعماً منه أن الميت فى المسجد كالصنم فى اعتقادهم الفاسد وزعمهم الباطل، قائلين أنه مات وانتهى، وهى عقيدة اليهود والنصارى كما قال تعالى مبيناً لنا عقيدتهم فى الأموات ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾ 13 الممتحنة، مع أن الله تعالى بين لنا أن الكافر فى قبره أحيا من حى الدنيا كما بيناه من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ولما كان حالهم المخالفة لم يرشدهم الحق سبحانه إلى الصواب أبداً كما قال تعالى فى أسلافهم المعارضين لسيد العالمين ﴿وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴾ 57 الكهف، بل يعتقدون أن الصلاة بالمسجد الذى فيه ضريح باطلة وبعضهم يقول: صلى ولا تجعل القبر أمامك، وهل المصلى يقول الله أكبر أم (القبر أكبر) ما أجهلهم؟ أو لم يكن رسول الله  كان يصلى والسيدة عائشة معروضة أمامه كالجنازة، فإذا سجد غمزها فى رجلها فتقبضها وإذا رفع مدتها - راجع شرح معانى الآثار للطحاوى باب المرور بين يدى المصلى- والحديث يرويه البخارى وغيره، وهل الذى على وجه الأرض أبين أم الذى تحت التراب؟ نقول لهم: إن دفن الأموات فى المساجد سنة لله تعالى قديمة قبل ظهور سيد العالمين ودعوته العباد لتوحيد رب العالمين. ومن العجيب أن شيخهم قد كون جماعة من العلماء قاموا بشرح سنن أبى داود أحد الكتب الصحاح الستة والذى يروى فى صحيحه أن رسول الله  قال (ما بين زمزم والحطيم تسعون نبيا موتى﴾ وفى معنى هذا الحديث جاء من عدة أوجه وفى بعض الآثار أن جماعة من الأنبياء والمرسلين مدفونون فى المسجد الحرام ما بين زمزم والمقام وأخبر النبى  أن منهم نوحا وهودا وصالحا وشعيبا وأن قبورهم بين زمزم والحطيم والحجر وكذلك ورد فى قبر إسماعيل وأمه هاجر أنه بالمسجد الحرام وهو من أشرف المساجد على وجه الأرض هو ومسجد النبى  فلو كان وجود القبر فى المسجد محرما لذاته لنبش النبى  وأخرجهم فدفنهم خارج المسجد، ولكنه  أخبرنا أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنهم أحياء فى قبورهم. راجع مصنف عبد الرزاق وسبل الهدى والرشاد للصالحى والسيوطى فى الدر المنثور وأخبار مكة للفاكهى.

فهم يتركون بيان سيد العالمين ويتبعون الأفكار الوهابية التى أعماها الله تعالى جميعاً عن فهم حقائق الدين وما جاء فيه من أنواع التبيين وما جاء عن الأنبياء والمرسلين، وقد قال سيد العالمين  (نحن معشر الأنبياء ندفن حيث تخرج أرواحنا)وفى رواية أخرى (لن يُقبر نبى إلا حيث يموت) رواه الإمام أحمد فى مسنده فى الجزء الأول عن سيدنا أبو بكر الصديق  وها هو حضرته كان كذلك، ودفن فى بيت السيدة عائشة  ودفن معه الصديق  وأن سيدنا عمر بن الخطاب  لما أصابه ما كان سبباً فى موته أرسل ابنه عبد الله إلى السيدة عائشة  يستأذنها فى دفنه مع صاحبيه، قالت: نعم، إنى استأذنت رسول الله  أن أدفن معهما فقال (ما هو إلا موضعى وصاحبى وعيسى ابن مريم)، فدفن سيدنا عمر معهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فلماذا يطلب سيدنا عمر أن يدفن بجواره صلوات ربى وسلامه عليه ويدفن بجوار الصديق؟!

بل كانت السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها تزور النبى  ووالدها  فى قبرهما وهى مكشوفة الوجه، ولما دفن سيدنا عمر  معهما كانت تزورهم مقنعة، أفلا يعتبر هؤلاء من حياة أصحاب القبور، بل ولا من بناء مسجد حضرته  فوق قبور المشركين؟ والحديث اتفق عليه الشيخان البخارى ومسلم وكذا أورده الإمام أحمد فى المسند وفى سنن أبى داود وغيره فيقول (أمر النبى  بقبور المشركين فنبشت وبالعظام فغطيت وأسس مسجده الذى أسسه على التقوى) وقد قال فيه  (ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على حوضى) -راجع صحيح البخارى ومسند الإمام أحمد فى الجزء الثالث والبيهقى فى السنن الكبرى وابن أبى شيبة فى مصنفه والطبرانى فى المعجم الكبير -وأيضاً قوله الشريف  (كل ما أضيف إلى مسجدى فهو مسجدى) وذلك أنه  علم بأسرار الوحى أنه سيضاف إلى مسجده ما سيضاف إليه شيئاً فشيئاً حتى صار كما هو عليه الآن، فقد تحقق قوله الشريف المعروف أنه أضيف إليه الكثير حتى أصبح القبر الشريف محاطاً بالمصلين، أو لم يكفهم هذا؟ وهذه هى الأماكن المقدسة الطاهرة المدفون بها الكثير من الأموات والمسلمون يصلون فيها قديماً وحديثاً أفلا يقتدى بها وبهم، فالقبور فى المساجد سنة الله فى خلقه لما بينا من الأدلة ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾ 62 الأحزاب.



مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم