نصيحة صوفية لطالب العلم
- الانفس السبعة فى شراب الوصل
- العلم والادب : الأدب بغير علم ناقص
- ورد ودعاء المناجاة لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
- الحديث عن رسالة التصوف وآرائها
نصيحة صوفية لطالب العلم
كان سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى يقول لا يبلغ الرجل عندنا مقام الكمال حتى يعرف يقينا ما كان من كلام الشارع وما كان من كلام الصحابة وما كان من القياس وما كان رأيا خارجا عن موافقة ما ذكرناه قال: ومثل هذا الرأي هو الذي يرمي به وليس لأحد أن يعمل به قال فكل من لم يبلغ مرتبة التبحر في علوم الشريعة ومعرفة أدلة المذاهب فمن لازمه الوقوع في التدين بالآراء التي لا يكاد يشهد لها كتاب ولا سنة، فتبحر يا أخي في علوم الشريعة وأعط الجد من نفسك في المطالعة والحفظ لآحاديث الشريعة وكتب شراحها وحفظ مقالاتهم، حتى تكون عارفا بجميع المذاهب، لأنها بعينها هي مجموع الشريعة المطهرة، وربما تدين مقلد في مذهب بقول إمامه من طريق الرأي فصحت الأحاديث في مذهب آخر بضد ذلك الرأي، فوقف مع مذهبه ففاته العمل بالأحاديث الصحيحة فأخطأ طريق السنة، قال وقول بعض المقلدين لولا أن رأى إمامي دليلا ما قال به جحود وقصور مع أن نفس إمامه قد تبرأ من العمل بالرأي ونهى غيره عن إتباعه عليه
وسيدي عليا الخواص رحمه الله يقول:
يحتاج من يريد التقيد على العمل بالكتاب والسنة ويجتنب العمل بالرأي إلى التبحر في علم العربية وعلم المعاني والبيان والتبحر في لغة العرب حتى يعرف مواطن طرق الاستنباط، ويعرف أقوال العرب ومجازاتها واستعاراتها ويعرف ما يقبل التأويل من الأدلة وما لا يقبلها أهل السنة المحمدية وكتب علمائها وكتب الأصوليين ورسائل الصوفية ولو سلكت الطريق على يد شيخ خوفا من أن يزل لسانك بشيء من علوم الدائرة الباطنة فينكره عليك العلماء فيقل نفعك للناس بخلاف ما إذا عرفت سياج العلماء فتصير تخرج لهم من العلوم، ما يقبلونه وتكتم عنهم ما لا يقبلونه فإن رد العلماء على الصوفية إنما هو لدقة مدارك الصوفية عليهم لا غير، فلا يلزم من الرد عليهم فساد قولهم في نفس الأمر كما قال الغزالي رضي الله عنه: كنا ننكر على القوم أمورا حتى وجدنا الحق معهم قال تعالى: ﴿بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله﴾ وقال تعالى: ﴿وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم﴾
ومما يؤكد كلام الغزالي رحمه الله قول الإمام أبي قاسم الجنيد رحمه الله:
كان عندي وقفة في قولهم يبلغ الذاكر في الذكر إلى حد لو ضرب وجهه بالسيف لم يحس، إلى أن وجدنا الأمر كما قالوا، فعلم أن النفوس لم تزل تحتج وتميل في العمل إلى ما عليه الأكثر بحكم التقليد، وتقدم العمل به لكثرة العاملين به بخلاف ما عليه البعض، فإنه كالطريق التي سالكها قليل فلا يجد السالك فيها من يستأنس به في العمل فتصير عنده وحشة فتأمل، وسيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: يحكي عن سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه أنه كان يقول: لا يكمل الرجل عندنا حتى يعلم حكمة كل حرف تكرر في القرآن، ويخرج منه سائر الأحكام الشرعية إذا شاء، وسمعته رضي الله عنه يقول: لا يبلغ العبد مقام الكمال حتى يكون إماما في التفسير والفقه والحديث، ويسلك الطريق على يد شيخ عارف بالله تعالى حتى يصير يعرف الطريق بالذوق لا بالوصف والسماع.
وهناك يدخل الحضرات المحمدية ويعرف أحكام الشريعة المطهرة، ويميزها من سائر البدع لأن الكامل من شرطه أن لا يكون له حركة ولا سكون في ليل أو نهار إلا على الميزان الشرعي، وأيضا يقول: كان الأشياخ المتقدمون يقولون: لا يجوز لعبد أن يتصدر للطريق إلا إن علم من نفسه التقيد على الكتاب والسنة، ويكون ظاهره محفوظا من سائر البدع، وذلك لئلا يقع في شيء من البدع فيتبعه المريدون عليه فيضل في نفسه ويضل غيره، ويكتب من أئمة الضلال وقد بسطنا الكلام على ذم الرأي في أوائل كتابنا مختصر السنن الكبرى للبيهقي رحمه الله فراجعه، وقال سيدي عليا النبتيتي رضي الله عنه لفقيه: إياك يا ولدي أن تعمل برأي رأيته مخالفا لما صح في الأحاديث، وتقول هذا مذهب إمامي، فإن الأئمة كلهم قد تبرؤا من أقوالهم إذا خالفت صريح السنة، وأنت مقلد لأحدهم بلا شك، فما لك لا تقلدهم في هذا القول وتعمل بالدليل كما تقول بقول إمامك الاحتمال، أن يكون له دليل لم تطلع أنت عليه، وذلك حتى لا تعطل العمل بواحد منهما، ثم إن المراد بالرأي المذموم حيث أطلق في كلام أهل السنة أن لا يوافق قواعد الشريعة وليس المراد به كل ما زاد على صريح السنة مطلقا، حتى يشمل ما شهدت له قواعد الشريعة وأدلتها، فإن ذلك لا يقول به عاقل ويلزم منه رد جميع أقوال المجتهدين التي لم تصرح بها الشريعة ولا قائل بذلك.
من أقوال الإمام الشعراني جمع وترتيب ريم أحمد
- حزب تفريج الكروب لسيدى سلامة الراضى رضى اللـه عنه
- مهم جدا : ما ورد في الكتب والآثار في إحياء ليلة مولد النبي المختار
- رؤية المحبوب : يراني بعيني من رآني في الرؤى
- فروض منسية : الحديث عن المحبة أمر يفرضه الدين

تعليقات: 0
إرسال تعليق