- اصطفى اللهُ صحابةَ رسولِ اللهِ لهُ - صلى الله عليه وسلم - ، ولِذلكَ قال - صلى الله عليه وسلم - { إِذَا ذُكِرَتْ صَحَابَتِي فَأَمْسِكُوا } وقال { اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي } ، فما بالُكَ برؤساءِ الصحابةِ الخلفاءِ الأربعةِ ؟!
ففضائلُهمْ شائعةٌ لاَ حَصْرَ لَهَا ، وحسْبُهُمْ ما وَرَدَ بشأنِهِمْ في تفسيرِ آيِ الكتابِ الكريمِ ؛ فقدْ ذَكَرَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - أنَّ اللهَ اصطفاهُمْ لِرسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأزلِ ، والدليلُ على ذلكَ ذِكْرُهُمْ في قصَّةِ سَيِّدِنَا نُوحٍ - عليه السلام - مِنْ بابِ الإشارةِ في قولِهِ تعالى {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِر} (2) ؛ إذْ لَمَّا قامَ الطوفانُ كانَ المطرُ يَنْصَبُّ كأفواهِ الْقِرَبِ ، وتفجَّرَتِ الأرضُ عَنْ ينابيعَ كثيرةٍ ، ثمَُّ نَزَلَ سَيِّدُنَا جبريلُ - عليه السلام - بخمسةِ أسماءٍ وقالَ لِسَيِّدِنَا نُوحٍ - عليه السلام - : تكتبُ في الحربةِ [ أيِ الدفة ] ( أملحلمهد ) وفِي الأركانِ ( رمبز - يوحانز - خسرنوز - عبد الناصر ) يَعْنِي أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ وعَلِيّاً ، فَهُمُ المشارُ إلَيْهِمْ بالعيونِ أوِ الأَعْيُنِ في الآية .
تحقيق :
وَجَدْنَا في كتابِ "نورِ الأبصارِ في مناقبِ آلِ بَيْتِ النَّبِيِّ المختارِ " (3) مَا
__________
(1) 1- سورة الفتح : 29
(2) 2- سورة القمر : 14
(3) 3- " نور الأبصار " لِلعالِم الفاضل الهُمَام الشيخ سَيِّد الشّبلنجيّ الشَّهِير بـ"مؤمِن" - رضي الله عنه - ، مِن قرية شبلنجة مِن أعمال القليوبيّة ، وهو مِنْ أجلاّء فُضَلاَء علماء الأزهر الشَّرِيف .
(1/118)
________________________________________
ذكرَهُ عَنِ الكسائيِّ أنَّ سَيِّدَنَا نوحاً - عليه السلام - كانَ كُلَّمَا صَنَعَ في السفينةِ شَيْئاً تأكلُهُ الأَرَضَةُ لَيْلاً ، فشكا إلى اللهِ تعالى فأوحَى اللهُ تعالى إلَيْه :( اكْتُبْ عَلَيْهَا عُيُونِي مِنْ خَلْقِي ) قال :" يَا رَبِّ .. وَمَا عُيُونُكَ مِنْ خَلْقِك ؟ " قال :( هُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّي مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - : أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيّ ) ، فكتَبَهُمْ على جَنَبَاتِهَا الأربعةِ فحُفِظَتْ ..
قالَ الشّبلنجيُّ - رضي الله عنه - : وإذَا تأمَّلْتَ ما ذَكَرَهُ الكسائيُّ معَ قولِهِ تعالى {وَحَمَلْنَهُ عَلَى ذَاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا} (1) تَجِدُ فيهِ السرَّ الأعظمَ والفضلَ الذي تَقْصُرُ دونَهُ الغايات .. ا.هـ .
- ثُمَّ قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في معنى الآيةِ ما معناه :
{وَالَّذِينَ مَعَه} : سَيِّدُنَا أبُو بكرٍ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يَوْمِ القيامة .
{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّار} : سَيِّدُنَا عُمَرُ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يومِ القيامة .
{رُحَمَاءُ بَيْنَهُم} : سَيِّدُنَا عثمانُ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يومِ القيامة .
تعليقات: 0
إرسال تعليق