سيرة الصحابي الجليل سيدنا عُمير بن سعد رضي الله عنه
- خبر الهاتف من الجني الذي تغنى بمقدمه صلى الله عليه وسلم
- السيرة النبوية : ادق الاسرار فى الهجرة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم
- السيرة النبوية : اثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه
- سيرة النبي : الحجر الاسود ونزول جبريل عليه والاسراء والمعراج
عُمير بن سعد رضي الله عنه
هو عمير بن سعد بن شهيد، وفـي رواية أخرى ابن عبيد بن قيس بن النعمان بن عمرو الأنصاري الأوسي، العبد الصالح الأمير صاحب رسول الله ﷺ كان عليه الرضوان صاحب رواية وحديث، حدث عنه الأجلة الأعلام، أبو طلحة الخولاني، وراشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وغير هؤلاء.
وكان هذا العبد الصالح ممن شهد دمشق مع أبي عبيدة، وولى بعدها دمشق وحمص لعمر عليه وعلى صاحبه الرضوان،قال أبو طلحة الخولاني وهو من أبرز رواة الحديث عن عمير بن سعد: أتينا عمير بن سعد في نفر من أهل فلسطين، وكان يقال له: نسيج وحده، لما يمتاز به من صفات الكمال، فقعدنا له على دكان له عظيم في داره، فقال: يا غلام، أورد الخيل، وفي الدار قور من حجارة، قال فأوردها، فقال عمير: أين فلانة؟، يعني فرساً سماها للغلام، فقال الغلام: هي جربة تقطر دما، قال: أوردها، فقال أحد القوم: إذاً تجرب الخيل كلها. قال عمير: فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ألم تر إلى البعير يكون بالصحراء،
ثم يصبح وفي كركرته أو في مراقة، نكتة لم تكن، فمن أعدى الأول؟ ولـعل رسول الله ﷺ يعني لا عدوى بنفسها، بل هي مظهر من مظاهر قضاء الله عند تنفيذها، فقد يختلط الصحيح بالمريض فلا يعدي لأن قضاء الله منح الصحيح مناعة تحميه العدوى، والنبوة الحكيمة لا تأبى علينا أن نتحامى ما يثير شكوكنا في أنه يضرنا، فالحديث النبوي الحكيم يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، قال عبد الله بن محمد القداح:عمير بن سعد لم يشهد شيئاً من المشاهد وهذا الذي رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلام الجلاس بن سويد، وكان يتيماً في حجره، واستعمله عمر على حمص، وكان من الزهاد، وقال بن أبي حاتم: عمير بن سعد بن شهيد الأنصاري، له صحبة، وروى عنه طلحة الخولاني. وقال عبد الصمد بن سعيد: كانت ولايته حمص بعد سعيد بن عامر بن خديم. ومما يؤيد هذه الرواية قول ابن شهاب، وقال الزهري: فكان على الشام معاوية، وعمير بن سعد، ثم استخلف عثمان فجمع الشام لمعاوية.
قال صفوان بن عمرو: خطب معاوية على منبر حمص، وهو أمير على الشام كله فقال: والله ما علمت يأهل حمص، ان الله ليسعكـم بالأمراء الصالحين، أول من ولى عليكم عياض بن غنم، وكان خيراً مني، ثم ولي عليكم عمير، ولنـعم العمير كان، ثم هأنذا قد وليتكم، فستعلمون، وبعد هذه الشهادة التي زكى بها معاوية عميراً تؤيدها شهادة كريمة من عبد الله بن عمر، وان كانت مسبقة لها، يقول عبد الرحمن بن عمير بن سعـد: قال لي عبد الله بن عمـر عليهمـا الرضوان: من كان من المسلمين رجل من أصحاب النبي ﷺ أفضل من أبيك، وهذا ابن سيرين يفصح عن شهادة ثالثة، أملتها عدالة عمر ونضج رأيه ليزاكي عميرا: كان عمير بن سعد يعجب عمر عليهما الرضوان، فكان من عجبه به يسميه نسيج وحده. وبعثه مرة على جيش من قبل الشام، فوفد فقال: يا أمير المؤمنين، ان بيننا وبين عدونا مدينة يقال لها عرب السوس،
تطلع عدونا على عوراتنا، فيفعلون ويفعلون، فقال عمر: خيِّرهم بين أن ينتقلوا من مدينتهم، ونعطيهم مكان كل شاة شاتين، ومكان كل بقرة بقرتين، ومكان كل شيء شيئين، فإن فعلوا فاعطهم ذلك، وإن أبوا فانبذ إليهم على سواء، ثم أجلهم سنة. فقال عمير أكتب لي يا أمير المؤمنين عهدك بذلك، فعرض عمير عليهم ما أشار به عمر فأبوا، فأجلهم سنة ثم نابذهم. ونقل إلى عمر أن عميراً قد ضرب عرب السوس وفعل، فتغيظ عليه فلم قدم علاه بالدرة وقال: ضربت عرب السوس، وهو ساكت، فلما دخل عمر بيته استأذن عليه، فدخل وأقرأه عهده، فقال عمر غفر الله لك.
وقال عبد الملك بن هارون:
حدثني أبي عن جدي: أن عمير بن سعد، بعثه عمر على حمص، فمكث حولاً لا يأتيه خبره، فكتب إليه: أقبل بما جبيت من الفئ، فأخذ جرابه وقصعته، وعلق أدواته وأخذ عنزته وأقبل راجلاً فدخل المدينة وقد شحب وأغبر وطال شعره، فقال السلام عليكم يا أمير المؤمنين، فقال ما شأنك ؟ قال ألست صحيح البدن، معي الدنيا ؟ فظن عمر أنه جاء بمال، فقال جئت تمشي ؟ قال نعم، قال: أما كان أحد يتبرع لك بدابة ؟ قال ما فعلوا، ولا سألتهم، قال: بئس المسلمون، قال عمير: يا عمر إن الله قد نهاك عن الغيبة، فقـال: ما صنعت ؟ قال الذي جبـيته وضعته مواضعه، ولو نالك منه شيء لأتيتك به. قال عمر: جددوا لعمير عهدا.
قال عمير: لا عملت لك ولا لأحد. وهبًّ إلى منزله على أميال من المدينة. فقال عمر: أراه خائنا، فبعث رجلاً بمائة دينار، وقال انزل بعمير كأنك ضيف، فإن رأيت أثر شيء فاقبل، وإن رأيت حالاً شديدة فأدفع إليه هذه المائة، فانطلق فرآه يغلي قميصه فسلم. فقال عمير: انزل، فنزل فساءله وقال: كيف أمير المؤمنين ؟ قال: ضرب ابناً له على فاحشة فمات فنزل به ثلاثا، ليس إلا قرص شعير يخصونه به ويطوون، ثم قال: انك قد أجعتنا. قال فأخرج الدنانير فدفعها إليه فصـاح، وقال: لا حاجة لي بها ردها عليه، قالت المرأة: ان احتجت إليها والا ضعها مواضعها، فقال: ما لي شيء أجعلها فيه. فشقت المرأة من درعها فأعطته خرقة، فجعلها فيها، ثم خرج يقسمها بين أبناء الشهداء.
وأتى الرجل عمر فقال: ما فعل بالذهب ؟ قال: لا أدري، فكتب إليه عمر يطلبه، فجاء فقال عمر: ما فعلت الدنانير ؟ قال: وما سؤالك ؟ قدمتها لنفسي. فأمر له بطعام وثوبين، فقال لا حاجة لي في الطعام، وأما الثوبان، فإن أم فلان عارية فأخذهما ورجع. فلم يلبث أن مات.
وهكذا طوت يد الموت علم صحابي زاهد جليل، أمين في ولايته، عادل في حكومته، شهد له في زهادته الثقات العدول من الرواة بقولهم:
زهاد الأنصار ثلاثة: أبو الدرداء، وشداد بن أوس، وعمير بن سعد جزاه الله بما أحسن مضاعف احسانه، وأسكنه مع اخوانه الصحابة الصالحين فسيح جناته.
لجنة التراث
- سيرة النبي : حرب الفجار وحديث النبي مع الراهب وزواجه من السيدة خديجة
- كيف حفظ الله تعالى نبيه من اقذار الجاهليه فى منشئه ؟
- قصة النبي صلى الله عليه وسلم غلاما مع الراهب بحيرى
- سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم غلاما ووفاة امه وجده وكفاله عمه ابو طالب له
تعليقات: 0
إرسال تعليق