-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 28 فبراير 2018

سيرة السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها

سيرة السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها
أسماء بنت عميس معنى النساء الحارقة  جعفر بن أبي طالب  صفات اسماء ذات النطاقين  صاحبة الهجرتين  محمد بن أبي بكر  يحيى بن علي بن ابي طالب  أبو بكر الصديق  اكثر الصحابيات زواجا


سيرة السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها


أسماء بنت عميس رضي الله عنها


هي أسماء بنت عميس بن معد الخثعمية وكنيتها أم عبد الله سجل لها التاريخ صفحة مشرقة تفخر بها روحها على الأيام، إذ كانت في طليعة المسلمات اللاتي استجبن لتلبية الدعوة المحمدية، وازرنها ونصرنها كما كانت في الرعيل الأول ممن هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم من أذى المشركين وفتنتهم، هاجرت مع زوجها جعفر الطيار، فولدت له هناك عبد الله ومحمداً وعونا.

تشرفت هذه السيدة الجليلة النبيلة بالتحلي بحلية الإسلام، قبل دخول رسول الله ﷺ دار الأرقم بن الأرقم، كانت داره على الصفا، وهي الدار التي كان رسول الله ﷺ يجلس فيها إبان بدء الدعوة إلى الإسلام.

وقد يتقاضانا المقام أن نعرض لبعض أحداث الهجرة إلى الحبشة، عرضاً يرينا منها لمحاً باصراً وأمراً واضحا، يشوقنا أن نستوعب أخبار ما احتوته من أحداث شائقة، ومناقشات صريحة جريئة، تجاذب طرفيها النجاشي ملك الحبشة وجماعات المهاجرين إليه من المسلمين بلسان خطيبهم المصقع الملهم، جعفر بن أبي طالب زوج أسماء بنت عميس التي نتحدث عنها الآن.

يقول رسول الله ﷺ لمن امتحن من المسلمين بألوان من الفتن والبلاء صبها عليهم المشركون: لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه. فكانت أول هجرة في الإسلام وكان في طليعة المهاجرين بعد عثمان عليه الرضوان، جعفر بن أبي طالب تصحبه امرأته الفاضلة، أسماء بنت عميس، حتى بلغ عدد من هاجر نيفاً وثمانين صحابيا.

وقد روى الرواة أن قريشاً بعثت من قبلها إلى النجاشي عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد، حملتهما هدية إليه، فلما دخلا عليه سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله، ثم قالا له: إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا، وعن ملتنا، قال: فأين هم؟ قالا في أرضك، فابعث إليهم، فبعث إليهم، فقال جعفر بن عم الرسول ﷺ ، ألسنهم كلمة، وأقرعهم حجة، أنا خطيبكم اليوم، فاتبعوه، 

فقالوا له: مالك لا تسجد للملك؟ فقال: إنا لا نسجد إلا لله عزّ وجل، قال: وما ذاك؟ قال: إن الله بعث إلينا رسولاً ثم أمرنا ألا نسجد لأحد إلا لله عزّ وجل، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو بن العاص: فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم، قال: فما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قال: نقول كما قال الله سبحانه: هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسسها بشر، قال فرفع النجاشي عوداً من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان والله ما يزيدون على ما نقول في ابن مريم ولا وزن هذا، مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى عليه الصلاة والسلام، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعليه، أمكثوا في أرضي ما شئتم، وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا لهذين هديتهما، يعني عمراً وعمارة فلما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة وظهر بها قال المهاجرون بلسان جعفر: أن رسول الله ﷺ قد ظهر وهاجر إلى المدينة، وقتل الذين كنا حدثناك عنهم، وقد أردنا الرحيل إليه فردنا، قال: نعم، فحملنا وزودنا، ثم قال لجعفر: أخبر صاحبك بما صنعت لكم، وهذا صاحبي معكم، يعني رسولاً من قبله، أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وقل له يستغفر لي، قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة، 

فتلقاني رسول الله ﷺ وقال: ما أدري، أنا أفرح اليوم بفتح خيبر، أم بقوم جعفر؟ ذلك بأن عود المهاجرين من الحبشة قد وافق فتح خيبر، ثم قال رسول النجاشي لرسول الله ﷺ: هذا جعفر فسله ما صنع به صاحبنا؟ فقال جعفر: نعم صنع بنا كذا وكذا، وحملنا وزودنا، وشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وقال لي: قل له يستغفر لي، فقام رسول الله ﷺ فتوضأ، ثم دعا ثلاثا: اللهم اغفر للنجاشي، فقال المسلمون في صوت رجل واحد: آمين، قال جعفر، ثم قلت لرسول النجاشي: انطلق فأخبر صاحبك بما رأيت من رسول الله ﷺ.

هذا ولما عادت أسماء بنت عميس مع زوجها جعفر، من الحبشة إلى المدينة سنة سبع، واستشهد هذا الزوج البطل يوم مؤتة، تزوجها أبوبكر الصديق، فولدت له محمداً وقت الإحرام، فحجت حجة الوداع، ثم توفى الصديق فغسلته، وتزوج بها علي بن أبي طالب.

روى الرواة عن الشعبي قوله: قدمت أسماء من الحبشة، فقال لها عمر عليه وعليها الرضوان: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة، فقالت: لعمري لقد صدقت، كنتم مع رسول الله ﷺ ، يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله ﷺ ، فأتته فقال: للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان.

وقد رويت رواية أخرى عن عبد الله بن نمير عن عامر قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إن هؤلاء يزعمون إنا لسنا من المهاجرين، قال ﷺ: كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إليَّ. وقد روى الشعبي، أن أسماء بنت عميس، أول من أشار بنعش المرأة يعني المحفة رأت النصارى يصنعونه بالحبشة.

كما روى الرواة عن أسماء هذه قولها: لما أصيب جعفر بن أبي طالب زوجي، أمرني رسول الله ﷺ ، فقال:اغتسلي ثلاثاً ثم اصنعي ما شئت.

قال ابن المسيب: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر، بذي الحليفة وهم يريدون حجة الوداع، فأمرها أبو بكر أن تغتسل ثم نهل بالحج. وفي رواية أخرى في هذا الشأن، عن سعيد بن المسيب قال: نفست بذي الحليفة، فهم أبوبكر بردها، فسأل رسول الله ﷺ فقال: مرها فلتغتسل، ثم نهل الحج.

أنبأ ابن أبي خالد عن قيس قال: دخلت على أبي بكر رضي الله عنه وكان أبيض خفيف اللحم، فرأيت يد أسماء موشومة وهي تذب عن أبي بكر ولقد كان أبو بكر يعطي أسماء الحب كله والإجلال كله، وقد أوصى قبل وفاته أن تغسله، فكانت أسماء عند وصيته.

وكان أبو بكر يشفق عليها مما يكلفها من أعباء تمريضه، في العلة التي مات بها، حتى يروي الرواة أنه عزم عليها لما أفطرت، ويقول: هو أقوى لك، فذكرت يمينه في آخر النهار فشربت، وقالت: والله لا أتبعه اليوم حنثا. قال عبد الله بن أبي بكر: إن أسماء غسلت أبا بكر، فسألت من حضر من المهاجرين وقالت: إني صائمة وهذا يوم شديد البرد، فهل علي من غسل؟ 

فقالوا: لا. ولما فرض عمر الأعطية، فرض لأسماء ألف درهم، ثم تزوجت أسماء علياً فولدت له يحي وعونا. وهذا عامر يقول: تزوج علي أسماء بنت عميس، فتفاخر أبناها: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال عليٌ لأسماء: أقضي بينهما، قال: ما رأيت شاباً من العرب خيراً من جعفر، ولا رأيت كهلاً خيراً من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئاً ولو قلت غير الذي قلت لمقتك. قالت: إن ثلاثة أنت أحسنهم لخيار.

لأسماء حديث في السنن حدث عنها إبنها عبد الله وآخرون. وقد عاشت بعد علي ثم لحقت به إلى الرفيق الأعلى عليهما الرضوان، وعلى جميع من لف لفهما من عباد الله الصالحين.




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم