-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الخميس، 31 أغسطس 2017

الإستراتيجية و الإسلام

الإستراتيجية و الإسلام
=

برهانيات كوم 

الإستراتيجية و الإسلام : - 

بالرجوع إلى الإسلام نجد أن حياة المسلم هي عبـارة عـن مجموعـة مـن السلوكـيات و التصرفـات و الأعمال بغية الوصول إلى مرضاه المولى سبحانـه و تعالى ، حيث أننا نجد بالنظـر إلى القرآن الكريـم و السنة الشريفة أن الدين قد وضع للمسلمين هدفا إستراتيجيا يسعون للوصـول إليـه عبر الالتزام بالخطة القرآنية و السنة و هما فـي مجمـل الأمـر يمثـلان أفضـل السياسات ، و الوسائل لتقـويم النفس و تأديبها ، و كيفية التعايش مع المجتمع بصورة إيجابيـة بالالتزام بقيمة الشريعة الإسلامية ، و التي هـي في الأسـاس مجموعـة من القـيم النبيلة و المبادئ و اللـوائح و الضوابـط التـي تحكم تصرفات الأفراد و الجماعـات ، و أن العبر و العظات من الأمم السابقة ما هي إلا خبرات و تجارب للاسـتفادة منهـا فـي حياتنـا الحاضرة للتخطيط و إعادة التخطيط . 

و على مستوى الدولة في الإسلام نجد أن الفتوحات الإسلامية لم تتم بالصدفة أو بدون تخطيـط و إنما عبر إستراتيجية كان الأساس لها يرتكز على القـوة الاقتصادية ، و يظهر ذلك جليا فـي استيلاء جيش المسلمين على الأندلس آنذاك ، و ذلك لإحكام الحـصار الاقتصادي على أوربا بأسرها و التحكم في طرق التجارة الدولية و تحقيق دخل عـالٍٍ لرئاسة الدولة بالمدينة المنورة ، و من ثم سقطت أوربا بكيفية أفضل مما لو كان عبر الطرق التقليدية غير المخططة .

و إذا كان النظام حال الأمم ذات الحضارات فإن الإسلام أولى من غيره بذلك ، حيث نجد أن الإسلام في مجمله ما هو إلا تنظيم لحياة الفرد ، علاقته بربه ، تنظيم حياة الأسرة ، علاقات الأفراد ، العلاقات الدولية ، الحسابات ، القضاء ، الخ ؛ لنجد عبر هذا النظام أن الإسلام جعل لكل فرد و جماعة هدفا إستراتيجيا يسعون إلى تحقيقه و يتبع ذلك الهـدف أهدافـا فرعـية و سـياسات و موجهات و مبادئ .

إن تعاليم و موجهات الشيخ و تربيته لأبنائه تتـم عبر نظام عالي القيم ، أهتم بتربية النفوس ، و تنظيم علاقة الفرد بربه ، إلا أنه لم يغفـل علاقة الفرد بالجماعـة و بالبيئـة و بأسرته ، فعمل على تنظيم تلك العلاقات فجاءت التربية نظاما كاملا دقيقا هو هبة الله حقا ، و هذا النظام ما هو إلا إستراتيجية مكتملة المعالم و الأهداف و الوسائل ، و أن تركيز الدين فيها على تنظيم العلاقات بكافـة مستـوياتها لم يأتِ من فراغ ، و إنما لكونه عاملا جوهريـا لنجاح النظـام ، كـما سـبق و ذكرنا في العوامـل السـابقة مـن أهمية توحيد القبلـة و توحيد الرئاسة ، الخ ، و لما في مخالفة ذلك من تشتيت لمقدرات النظام و إرباكه . 

و إذا رجعنا إلى قصائد مولانا الشيخ نجدها تمثل دسـتورا و نظـاما متكاملا ينبغي الأخـذ بـه كله و يوضح فيها أيضا خطورة إنكارها فيقول :

تِلْـكَ الْـوَصَايَا إِنَّهَا دُسْتُورُكُمْ ** حِقَبٌ تَمُرُّ وَ وَجْهُهَا وَضَّاءُ

عَجْزُ بَيْتٍ مِنْ كَلـاَمِى آيَةُُ ُ ** مُنْكِرُ اْلـآيَاتِ كَذَّابٌ أَشِرْ

و يقول في بيت أخر : 

وَ تَجَنَّبُوا إِنْكَارَ حَرْفٍ وَاحِدٍ ** عَزْلُ الْـكِرَامِ مَزَلَّةُ الْأَقْدَامِ

أو كما قال تعالى في محكم تنزيله {{ أو تؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض }} .

و كل ذلك يأتي ليؤكد أهمية الأخذ بموجهات النظام كلها ، و أن أي خلل في أي منها لابد أن ينعكس سلبا على النظام ككل



مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم