-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 31 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ )التّاريخ : الأربعاء 14 ربيع أول 1406 هـ = 27 نوفمبر 1985 م عَدَد الأبيات : 28 لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك

موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ )التّاريخ : الأربعاء 14 ربيع أول 1406 هـ = 27 نوفمبر 1985 م عَدَد الأبيات : 28


1- إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ *** بِدَايَةُ عَبْدٍ يَجْهَلُ الْجَمْعُ بَدْءَهَا
2- بِدَايَةُ فَتْقِ الْمُرْتَقَاتِ وَفَصْلِهَا *** عَطِيَّةُ رَبِّ الْجُودِ وَالْبَدْءِ وَالْبَهَا
3- تَوَابِعُهَا فِي غَيْبِ أَوْصَافِهَا الَّتِي *** يُغَيِّبُ مُنْشِيهَا إِذَا شَاءَ نَعْتَهَا
4- ثَوَابِتُهَا جَلَّتْ لَدَى كُلِّ مُحْكَمٍ *** وَمُجْمَلُ مَا فِي اللَّوْحِ بَثَّتْهُ بَثَّهَا
5- جَوَامِعُهَا فَرْقِيَّةٌ وَرُمُوزُهَا *** مُفَتَّقَةٌ وَالْوَصْفُ يُجْمِلُ لُجَّهَا
6- حَوَالِكُهَا تِلْكَ الْمُضَاءَةُ ظُلْمَةٌ *** بِهَا وَكِتَابُ اللَّهِ سَطَّرَ لَوْحَهَا
7- خَوَارِقُهَا بَعْدَ الْحِجَابِ عَرَفْتُهَا *** عَوَائِدَ مَعْقُولاَتِهَا جِئْتُ خَرْقَهَا
8- دَقَائِقُهَا دَقَّتْ وَحُسْنُ بَيَانِهَا *** يَجِلُّ عَنِ التِّبْيَانِ مَنْ حَدَّ حَدَّهَا ؟
9- ذَبِيحَتُهَا نَفْسٌ إِذَا حَالَ حَوْلُهَا *** وَكُلُّ يَدٍ بِالْعَزْمِ تُؤْثِرُ جَذَّهَا
10- رَقَائِقُهَا رَقَّتْ وَرَاقَ شَرَابُهَا *** وَعُظِّمَ فِيهَا مَنْ يُطَالِعُ سِرَّهَا
11- زَبَرْجَدُهَا طِينٌ إِلَيْهِ تَوَجَّهَتْ *** فَصَارَ بِمَا أُعْطِيهِ يَعْرِفُ رَمْزَهَا
12- سِقَايَتُهَا مِنْهَا الْبِحَارُ تَفَجَّرَتْ *** وَكَانَ بِهَا مِنْهَا لِيُوسُفَ عُرْسَهَا
13- شَوَاهِدُهَا فِي الْكَائِنَاتِ تَبَرْزَخَتْ *** وَكُلُّ سُلَيْمَانٍ تُوَلِّيهِ عَرْشَهَا
14- صَوَاعِقُهَا لَوْلاَ الْعِنَايةُ أَحْرَقَتْ *** وَكُلُّ كِتَابٍ جَلَّ يَحْمِلُ نَصَّهَا
15- ضَرَائِرُهَا ضَرْبٌ مِنَ الْوَهْمِ عِنْدَهَا *** وَكُلُّ فَتىً تُغْنِيهِ يَمْلِكُ بَعْضَهَا
16- طَرَائِقُهَا بَيْنَ الْجِبَالِ تَشَابَكَتْ *** وَمُلْكَ مَعَالِيهَا تُمَلِّكُ رَهْطَهَا
17- ظَوَاهِرُهَا فِي الْكَوْنِ مَا كَانَ غَيْرُهَا *** وَكُلُّ حَظِيٍّ بَاتَ يُصْبِحُ حَظَّهَا
18- عَجَائِبُهَا لاَ تَنْقَضِي وَعُدُولُهَا *** إِذَا وَرَدُوهَا مَنْ يُفَارِقُ جَمْعَهَا
19- غَرَائِبُهَا لاَ تَنْتَهِي وَمِزَاجُهَا *** لِكُلِّ فُؤَادٍ صَارَ يَطْعَمُ صِبْغَهَا
20- فَهَا أَنَا قَدْ طَالَعْتُ بَعْضَ غُيُوبِهَا *** وَنِلْتُ نِهَايَاتٍ أُهَرْوِلُ خَلْفَهَا
21- قَرَأْتُ كِتَاباً كَانَ فِيهِ عُجَابُهَا *** وَكُلُّ كَبِيرٍ كَانَ يَجْهَلُ فَرْقَهَا
22- كَذَلِكَ لَمَّا حَانَ يَوْمُ تَوَجُّهِي *** سَعَيْتُ إِلَى مَا فِيهِ أَعْجَزَ دَرْكَهَا
23- لِذَلِكَ طِبْنَا حَيْثُ يَنْبُعُ مَاؤُهَا *** نَوَدُّ تَجَلِّيهَا عَسَى وَلَعَلَّهَا
24- مَوَاطِنُهَا مِمَّا عَدَاهَا قَدْ خَلَتْ *** وَإِنَّ عَظِيمَ الْقَوْمِ يَخْدُمُ قَوْمَهَا
25- نَرَى بِعُيُونٍ تِلْكَ بَعْضُ عُيُونِهَا *** وَكُلُّ يَمِينِيٍّ يُخَاطِبُ يُمْنَهَا
26- هِدَايَتُنَا فِيهَا هُدىً وَضَلاَلةٌ *** وَضَلَّ بِهَا عَبْدٌ يُعَظِّمُ كُنْهَهَا
27- وَيَعْرِفُ عَنْهَا مَنْ إِلَيْهِ تَعَرَّفَتْ *** تَمُرُّ بِهِ الأَسْتَارُ يُطْعَمُ حُلْوَهَا
28- يَكُونُ إِذَا مَا أَفْرَدَتْهُ بِعِزِّهَا *** عَلَيْهِ بَهَاهَا إِذْ تَزَيَّا زِيَّهَا
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 1: إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ *** بِدَايَةُ عَبْدٍ يَجُهَلُ الْجَمْعُ بَدْءَهَا

المعني:
إِمَاطَةُ: حرف القافية (أ), إِمَاطَةُ: إزاحة نتج عنها الكشف, أول حروف بداية البيت و هو نفس الحرف قبل حرف الروي (ها), و القصيدة تتبع حروف الهجاء الثمانية و عشرين بالترتيب, و علي نفس النمط, و هذه قصيدة حضرة ال"هَا", الهاء المتدلية في حجب الجلال العشر, كون الحرف مكرر في بداية البيت و قبل حرف الرّوي إشارة بالأول للقابلية الحقّية و للثاني بالقابلية الخلقية, لأن صاحب الوراثة المحمديّة يجمع بين القابليتين, يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
وقلت لهم هذه مطالع نورنا *** ومغربها فينا ومشرقها
أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ: الأَسْتَارِ: الحُجُب تحجب معرفة المنازل و الاطلاع عليها, المنازل: هي المقامات التي ينـزلها الأولياء في سيرهم و وصولهم إلي معبودهم عزّ و جلّ, قال تعالي: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) 39 يس, و منازل السائرين في مجملها ثمانية و عشرون بعدد حروف الهجاء الثمانية و عشرين, و قال صلي الله عليه و سلم: "نضّر الله وجهَ الرّاحلِ المُتَرَحِّل", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
مَنَازِلٌ قُدِّرَتْ لِلذِّكْرِ أَجْمَعِهِ *** وَبَعْدَهَا نُصْطَفَى هَذِي بِدَايَتُنَا (12 ق 35)
مُعْجِزٌ: العجز الضعف الذي يصعب معه الوصول لكشف علم منازل الولاية
بِدَايَةُ عَبْدٍ: البداية كانت من موطن الألف (أ), سرّ الهويّة النبويّة و بداية العُبّاد, قال تعالي: (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) 81 الزخرف, بِدَايَةُ عَبْدٍ: سيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
هُوَ ذَا سَيّدٌ وَأَوَّلُ عَبْدٍ *** وَبِهِ بَدْءُ غَايَةِ الْعُبَّادِ 17 ق22)
يَجُهَلُ الْجَمْعُ بَدْءَهَا: يَجُهَلُ: لا يحصي علمها, الْجَمْعُ: حضرة الأولياء, بَدْءَهَا: بدء منازل سيره رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
وَأَعْرِفُ أَقْدَارَ الرِّجَالِ جَمِيعِهِمْ *** وَلَكِنَّهُمْ ضَلُّوا ابْتِدَاءَ مَكَانَتِي (6 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
أَلاَ إِنَّ أَقْدَارَ الِرّجَالِ مَنَازِلٌ *** بِهَا نَزْلُوا خَتْماً وَتِلْكَ بِدَايَتِي (114 ق 1)

ملحوظة : الحروف التي في أول كل بيت و التي قبل الحرف الأخير من نفس البيت من رقم 1 حتى رقم 28 تمثل الحروف الأبجدية ال (28) التي هي جوامع الكلم و القصيدة تعرف بقصيدة حضرة الهاء

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 2: بِدَايَةُ فَتْقِ الْمُرْتَقَاتِ وَفَصْلِهَا *** عَطِيَّةُ رَبِّ الْجُودِ وَالْبَدْءِ وَالْبَهَا

المعني:
بِدَايَةُ فَتْقِ الْمُرْتَقَاتِ: بِدَايَةُ: حرف الباء إشارة إلي البدء, و هو الهويّة النبوية, فَتْقِ الْمُرْتَقَاتِ: الرتق: إجمال سر الخلق في أحديته صلي الله عليه و سلم, حضرة التعيين الأول, قال تعالي: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30 الأنبياء, و في حديث سيدنا جابر رضي الله عنه, قال: ما أول ما خلق الله يا رسول الله, قال - صلي الله عليه و سلم – "أول ما خلق الله نور نبيّك يا جابر", الفتق: بداية الخلق من نور النبوي, قال رضي الله عنه:
إِنَّ الْبِدَايَةِ فِي رُمُوزٍ أُجْمِلَتْ *** بَاءُ الْبِدَايَةِ خَصَّهُمْ تَعْظِيمَا (4 ق 94)
و قال رضي الله عنه:
الرَّتْقُ وَالْفَتْقُ اسْتِوَاءٌ عِنْدَهَا *** وَمَنَازِلُ التَّكْوِيرِ مِنْ عُرْجُونِهَا (21 ق 25)
وَفَصْلِهَا: الفصل قيام الشئ بذاته ضد الوصل قيام الشئ بانتفاء ذاته في ذات الأصل, قيل في ذلك:
أنتَ الوُجُودُ و لاَ أصْلٌ و لا فَصْلُ *** يَا مَظْهَرَ الذَّاتِ يَا أصْلٌ و يا وَصْلُ
عَطِيَّةُ: واحدة العطاء, من الكرم
رَبِّ الْجُودِ: الربّ هو الصاحب أو الملك, رَبِّ الْجُودِ: الذي أبرز الوجود من حضرة الجود, حضرة التعيين الأول
وَالْبَدْءِ: أي: و رَبِّ الْبَدْءِ, مالك البدء و معطيه بالجود من حضرة غيب الأحديّة, بداية المراتب, التنزّل من النور النبوي, فكان إجمال (رتق القرآن في سورة الفاتحة و سورة الفاتحة في البسملة و البسملة في الباء, قال سيدنا الإمام علي كرّم الله وجهه: "لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من باء بسم الله الرحمن الرحيم", و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَمَازِلْتُ مَحْفُوظاً وَإِنَّ بِدَايَتِي *** تُرَابٌ بِمَاءِ الْغَيْبِ أَصْبَحَ طِينَتِي (144 ق 1)
وَالْبَهَا: أي: و رَبِّ الْبَهَا, الجمال, موطن تجلّي جمال

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 3: تَوَابِعُهَا فِي غَيْبِ أَوْصَافِهَا الَّتى *** يُغَيِّبُ مُنْشِيهَا إِذَا شَاءَ نَعْتَهَا

المعني
تَوَابِعُهَا: حرف التاء, توابع بداية المنازل, قال تعالي: (فَمَنْ تَبِعَني فَإِنَّهُ مِنّي) 36 إبراهيم, و التوابع هي: الكائنات, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
تِلْكَ التَّوَابِعُ مِنْ نَوَابِعِ جُودِهَا *** خَمْرٌ يَكُونُ مِزَاجُهَا تَسْنِيمَا (5 ق 94)
و قد قيل:
تقدَّمَ كلَّ الكائناتِ حديثها *** قديماً، ولا شَكلٌ هناكَ، ولا رَسْمُ
فِي غَيْبِ أَوْصَافِ(هَا): غيب صفات حضرة ال(هَا), تدلي من حضرة الذّات إلي الصفات, باطن الصفات, موطن المشيئة
الَّتى يُغَيِّبُ مُنْشِيهَا: الَّتى: أي: أوصافها, يُغَيِّبُ: يفني عن ذاته, مُنْشِيهَا: قائل القصيدة, سيدي فخر الدين, يُقال أَنْشَأَ فلانٌ شِعْراً أَو خُطْبةً، إِذا أَحْسَنَ في ذلك
إِذَا شَاءَ نَعْتَهَا: إِذَا شَاءَ: إذا اختار, نَعْتَهَا: وصفها, أوصاف حضرة ال"ها", و قد قيل:
أأ حطتَ خُبرا مُجْمَلاً ومفصَّلا *** بجميعِ ذاتِك يا جميعَ صفاتِه
أم جلَّ وجهُك أن يُحاطَ بكُنهِهِ *** فاحتطتَ ألاَّ أنْ يُحاطَ بذاتِهِ

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 4: ثَوَابِتُهَا جَلَّتْ لَدَى كُلِّ مُحْكَمٍ *** وَمُجْمَلُ مَا فِي اللَّوْحِ بَثَّتْهُ بَثَّهَا

المعني:
ثَوَابِتُهَا: الثَّوابت, هي ملا يتغير, و هي أرواح الأئمة, الآية: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) 71 الإسراء, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَكُلُّ أُصُولٍ لِلنَّوَابِتِ دُونَهَا *** لَبَعْضُ فُرُوعٍ فَالْحَقَائِقُ دَقَّتِ (190 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
أَمَّا الثَّوَابِتُ فَالنَّوابِتُ دُونَهَا *** وَهِيَ ابْتِدَاءً قُدِّمَتْ تَقْدِيمَا (6 ق 94)
جَلَّتْ: عظُمت
لَدَى كُلِّ مُحْكَمٍ: لَدَى: عند, في حضرة, كُلِّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, مُحْكَمٍ: أمّ, رئيس من الرؤساء
وَمُجْمَلُ مَا فِي اللَّوْحِ: وَمُجْمَلُ مَا: جملة مَا كُتب, فِي اللَّوْحِ: اللّوح المحفوظ, و يُسمي أيضاً أمّ الكتاب
بَثَّتْهُ بَثَّهَا: البثّ هو الإعلان و الإذاعة, أفضت إليه بما عندها
[]

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 5: جَوَامِعُهَا فَرْقِيَّةٌ وَرُمُوزُهَا *** مُفَتَّقَةٌ وَالْوَصْفُ يُجْمِلُ لُجَّهَا

المعني:
جَوَامِعُهَا فَرْقِيَّةٌ: جَوَامِعُهَا: حضرات جمع ال(ها), فَرْقِيَّةٌ: جمع جمع, لكلّ إمام حضرة جمع و فرق, حضيرات, و من ذلك أهل السبع حضرات النورانية, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَيَجْمَعُ فِيهِ الْحَقُّ مَا كَانً فَرْقُهُ *** بِكُلِّ كِتَابٍ قَدْ هَدَى أَهْلَ مِلَّةِ (400 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
وَإِذَا تَدَلَّتْ فِي الْمَرَاتِبِ عِنْدَهَا *** جُمِعَتْ لَدَيْهَا مَا الْجَوَامِعُ ؟ فِيمَ ؟ (7 ق 94)
وَرُمُوزُهَا مُفَتَّقَةٌ: وَرُمُوزُهَا: إشاراتها, مُفَتَّقَةٌ: مشروحة أو مبيّنة
وَالْوَصْفُ يُجْمِلُ لُجَّهَا: وَالْوَصْفُ: وصف جوامع حضرة ال(هَا, يُجْمِلُ: يصبح جوامع كلم يحتوي معناها, لُجَّهَا: بحرها, بحر حضرة ال(ها), قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَرْقُهَا وَاحِدٌ تَوَسَّطَ جَمْعاً *** بَلْ لَهُمْ حُلَّةٌ وَفِيهَا احْتِوَاءُ (5 ق 88)
و قال رضي الله عنه:
وَاحْتَوَيْنَا ( هُو ) رُمُوزاً لَوْفَتَقْنَا *** مَا رَتَقْنَا لاسْتَحَالَ الْقَوْلُ فِيهِ (8 ق 84)

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 6: حَوَالِكُهَا تِلْكَ الْمُضَاءَةُ ظُلْمَةٌ *** بِهَا وَكَتِابُ اللَّهِ سَطَّرَ لَوْحَهَا

المعني:
حَوَالِكُهَا: كُلّ الوجود, حَوَالِك جمع حالكة, أي: شديدة الظُلمة, ظلمات حضرة ال(ها), لا تري بالعين لشهود العيان, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
عِنْدَ الْحَوالِكِ مِنْ هُدَى تَوْحِيدِهَا *** فِي مَفْرِقِ التَّوْحِيدِ كُنْتُ مُقِيمَا (8 ق 94)
وَعِنْدَ كَمَالِ الْعِلَمِ بِاللَّهِ يَنْمَحِي *** عَنِ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ غَيْبُ الْحَوَالِكِ (10 ق 10)
تِلْكَ الْمُضَاءَةُ: مضاءة للأرواح, تُري لأهل المشاهدة بالأرواح
ظُلْمَةٌ بِهَا: غيب مغيب بال "ها", قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَمِنْ قَبَسِ النُّورِ الْمُبِينِ بِقَبْضَتِي *** يُضَاءُ سَبِيلُ السَّيْرِ مِنْ كُلِّ حَالِكِ (23 ق 10)
و قال رضي الله عنه:
تُضَاءُ بِهَا الْحَوَالِكُ مِنْ عُجَابٍ *** لِتَهْدِيَكُمْ إِذَا مَا اللَّيْلُ جَنَّ (25 ق 85)
وَكَتِابُ اللَّهِ: القلم, الحضرة الإلهية, ), عن سيدنا عبدِ اللهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَأُحْكِمَتِ الآيَاتُ فِي صَدْرِهِ عَلَى *** مُرَادِ مُغَشِّي اللَّيْلِ سِتْرَ الْخَبِيَّةِ (415 ق 1)
سَطَّرَ لَوْحَهَا: اللوح المحفوظ كتب فيه بالقلم كل ما يخص الوجود (خارطة شاملة)

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 7: خَوَارِقُهَا بَعْدَ الْحَجَابِ عَرَفْتُهَا *** عَوَائِدَ مَعْقُولاَتِهَا جِئْتُ خَرْقَهَا

المعني:
خَوَارِقُهَا: الخوارق جمع الخارقة, غير العادة, لا يُوصل إليها عادةً, حُجب
بَعْدَ الْحَجَابِ: الحجاب العاشر, أول الحجب و تنتهي بالحجاب الأول, ثم الدخول للحضرة الأحمدية, حضرة ال(ها), و معبّر عن ذلك في القرآن الكريم بالليالي العشر, قال تعالي: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) 1-2 الفجر, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
بَدَتِ الْخَوَارِقُ بَعْدَ كَشْفِ سِتَارِهَا *** بَعْدَ الْحِجَابِ وَرَدْتُهَا تَحْكِيَما (9 ق 94)
عَرَفْتُهَا: خبرتها, من المعرفة الخبرة بالشئ, جاء في قصة الإسراء و عند سدرة المنتهي قال سيدنا جبريل عليه السلام لحضرة النبي صلي الله عليه و سلم: " يا رسول الله ... إذا أنت تقدّمت اخترقت .. وإذا أنا تقدّمت احترقت", أي: نفذت
عَوَائِدَ مَعْقُولاَتِهَا: عَوَائِدَ: المعتاد منها, مَعْقُولاَتِهَا: من عقل البعير قيّده, أي: ما هو مقيّد عندها, أي: حضرة ال(ها)
جِئْتُ خَرْقَهَا: جِئْتُ: أتيت ب, خَرْقَهَا: من خرق العوائد, الإتيان بما يخالفها, قال تعالي: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) 71 الكهف, أي: عطّل قانون الطفو و هو المعتاد, فغرقت السفينة, و جاء في حكم ابن عطاء الله رضي الله عنه: "كيفً تُخرَق لك العوائد و أنت لم تخرِق من نفسِك العوائد"

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 8: دَقَائِقُهَا دَقَّتْ وَحُسْنُ بَيَانِهَا *** يَجِلُّ عَنِ التِّبْيَانِ مَنْ حَدَّ حَدَّهَا ؟

المعني:
دَقَائِقُهَا دَقَّتْ: دَقَائِقُ(هَا): دَقَائِقُ جمع دقيقة, و هي إشارات ال(ها), دَقَّتْ: دَقَّ: صار دقيقاً صغار الأنْقاء, (الأشياء الدقيقة لا تُري بالعين المجردة), يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
دَقَّتْ دَقَائِقُهَا وَرَاقَ شَرَابُهَا *** فَتَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُهَا تَعْمِيمَا (10 ق 94)
وَحُسْنُ بَيَانِهَا: وَحُسْنُ: جميل, بَيَانِهَا: وضوح المخاطبة, قال تعالي: (خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) 3-4 الرحمن, أي: الخطاب الإلهي
يَجِلُّ عَنِ التِّبْيَانِ: يَجِلُّ عَنِ: يصعب, التِّبْيَانِ: التوضيح و الشرح
مَنْ حَدَّ حَدَّهَا؟: هل وصل شخص إلي حدّ حضرة ال(ها), يُحيط بها, سؤال استنكاري, أي: لا يوجد من يحيط بها

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 9: ذَبِيَحتُهَا نَفْسٌ إِذَا حَالَ حَوْلُهَا *** وَكُلُّ يَدٍ بِالْعَزْمِ تُؤْثِرُ جَذَّهَا

المعني:
ذَبِيَحتُهَا نَفْسٌ: ذَبِيَحتُهَا: أي ذبيحة حضرة ال(ها), أي: الفناء في الحضرة, نَفْسٌ: ذات, قال تعالي: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ, وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) 30 آل عمران, أي: ذاته, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
عَلَى كُلِّ مَنْ مَلَكَ الِنّصَابَ يَمِينُهُ *** وَحَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ نَحْرُ الذَّكِيَّةِ (365 ق 1)
إِذَا حَالَ حَوْلُهَا: إِذَا: ظرفية بمعني حين, حَالَ حَوْلُهَا: إذا استكملت قوتها, أَصل الذكاة في اللغة كُلِّها إتْمامُ الشيء، فمن ذلك الذَّكاءُ في السِّنِّ والفَهْمِ وهو تمام السنِّ و الذَّكاءُ في السنِّ أَن يأْتي على قُرُوحه سَنَةٌ وذلك تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة
وَكُلُّ يَدٍ: كُلّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, يَدٍ: يد التصريف, القدرة
بِالْعَزْمِ: أي بواسطة العَزْمُ: أي: ما عَقَد عليه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ فاعِلُه, لصاحب العزم من أولي العزم (بالنسبة للولاية), منهم سيدي فخر الدين, قال رضي الله عنه:
صَاحِبُ الْعَزْمِ وَاحِدٌ لاَ بِعَزْمٍ *** مَا إِلَى غَيْرِهَا يَجُوزُ انْثِنَاءُ (14 ق 88)
تُؤْثِرُ جَذَّهَا: تُؤْثِرُ: تفضل هذا علي غيره, جَذَّهَا: قطعها, التخلّي لاستقبال تجلّي الحضرة
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 10: رَقَائِقُهَا رَقَّتْ وَرَاقَ شَرَابُهَا *** وَعُظّمَ فِيهَا مَنْ يُطَالِعُ سِرَّهَا

المعني:
رَقَائِقُهَا رَقَّتْ: رَقَائِقُ(هَا), الرّقايق المعاني, رَقَّتْ: صارت أكثر رقةً, أي: معاني معانيها, قيل:
وَ لـَولَا مَعَانِيكُمْ تَرَاهَا قـُلُوبُنَا *** إذَا نَحْنُ أيْقَاظٌ وفِي النّوْمِ إنْ نُمْنَا
لَمُتْنَا مِنْ بُعْدِكُـمْ أَسَىً وَصَبَابـَةً *** ولـَكِنّ فـِي المَعْنـَى مَعَانْيكـُمْ مَعَـنَـى
(ملاحظة: بيت عبارة "رَقَائِقُهَا رَقَّتْ" في هذا البيت و عبارة "دَقَائِقُهَا دَقَّتْ" في البيت رقم 8, جناس لغوي تصحفي, و هو تغيير معني الكلمة بتغيير حرف فيها, و هو ضرب بلاغي نادر جداً)
وَرَاقَ شَرَابُهَا: واو العطف, رَاقَ: صَفا, لم يختلط بغيره, شَرَابُهَا: تجليّها علي الأرواح, قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
رَاقَ وَقْتِي وَ لِيَ الحَقُّ دَعَا *** و سَقَانِي بِالرِّضَا كَأسَ الطِّلاً
و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَرَاقَ شَرَابِي مُذْ تَشَعْشَعَ خَمْرُهَا *** لِذَاكَ تَبَادَلْنَا كُؤُوسَ الْمَوَدَّةِ (256 ق 1)
وَعُظّمَ فِيهَا: عُظّمَ: زيد مكانةً و قدراً, فِيهَا: في الحضرة
مَنْ يُطَالِعُ سِرَّهَا: مَنْ: الذي, يُطَالِعُ: ينظُر أول النظر, سِرَّهَا: باطن أمرها, أي: حضرة ال(ها), قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنَّ عُلُومَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ كُلَّهَا *** أُطَالِعُهَا مِنْ قَابِ قَوْسِ الْحَظِيَرةِ (167 ق 1)

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 11: زَبَرْجَدُهَا طِينٌ إِلَيْهِ تَوَجَّهَتْ *** فَصَارَ بِمَا أُعْطِيهِ يَعْرِفُ رَمْزَهَا

المعني:
زَبَرْجَدُهَا: الزَّبَرْجَدُ: جَوْهَرٌ جميلٌ يتميز اللون الأخضرٌ الشَفّاف, و هو مادة جبل ق, حيث جاء عَنِ سيدنا عبدِ اللهِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ) 1 ق، قَالَ : أَنْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْيَاقُوتَةِ جَبَلا، فَأَحَاطَ بِالأَرْضِينَ السَّبْعِ عَلَى مِثْلِ خَلْقِ الْيَاقُوتَةِ فِي حُسْنِهَا وَخُضْرَتِهَا وَصَفَائِهَا .. الخ, زَبَرْجَدُ(هَا): إشارة إلي علم حضرة ال(ها), قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
لِذَا فَهِيَ خَضْرَاءٌ غَدَا الْخِضْرُ عِنْدَ(هَا) *** كَطَالِبِ عِلْمٍ مِنْ أُصَيْحَابِ نَهْلَتِي (191 ق 1)
طِينٌ إِلَيْهِ تَوَجَّهَتْ: طِينٌ: أي: الخليفة, إِلَيْهِ تَوَجَّهَتْ: قبلة, قال تعالي: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) 71-72 ص,, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَأَوَّلُ قِبْلَةِ السُّجَّادِ طِينٌ *** عَلَيْهِ أَشِعّةُ النُّورِ الْعَلِيّ (3 ق 30)
فَصَارَ بِمَا أُعْطِيهِ: فَصَارَ: انتقل من حال إلي حال, بِمَا: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي بواسطة ما أُعْطِيهِ: نتيجة لتوجه الحضرة إليه أي: بإلقاء أشعة نورها عليه, العطاء, الكرم
يَعْرِفُ رَمْزَهَا: يَعْرِفُ: ألمّ بعلومها الدّالة عليها, رَمْزَهَا: إشارتها, أي: إشارة ال(ها), قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَكُلُّ رُمُوزِ الْمُرْتَقَاتِ فَتَقْتهَا *** وَكُلُّ شَرَابٍ فِي الْعَوَالِم سُقْيَتِي (151 ق 1)
و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
تَوَلَّتْهُ الْعِنَايةُ بَعْدَ جَهْلٍ *** عَلَى عِلْمٍ فَأَنْعِمْ مِنْ وَلِيّ (4 ق 30)

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 12: سِقَايَتُهَا مِنْهَا الْبِحَارُ تَفَجَّرَتْ *** وَكَانَ بِهَا مِنْهَا لِيُوسُفَ عُرْسُهَا

المعني:
سِقَايَتُهَا: سِقَايَةُ (هَا), السِقَايَةُ هي ما يُشربُ به, و هو الصواع, شراب ال(ها), الاسم الأعظم
مِنْهَا الْبِحَارُ تَفَجَّرَتْ: مِنْهَا: مِن ال(ها), الْبِحَارُ: بحار العلوم, تَفَجَّرَتْ: بدأت و نبعت منها, منبع للعلوم
وَكَانَ بِهَا مِنْهَا: وَكَانَ: تحقق في عالم الحقيقة, بِهَا: بواسطتها, مِنْهَا: صادراً منها, أي: من حضرة ال(ها), مِن: حرف ابتداء لغاية مكانية
لِيُوسُفَ عُرْسُهَا: اللام للتخصيص و التمييز, يُوسُفَ: تجلّي الجمال, عُرْسُهَا: المُلك و الرئاسة, عرش حضرة ال(ها), يصير رئيس علي الحضرة, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَمَا يُوسُفِيٌ غَيْرُهَا لِجَمَالِهَا *** وَمَا هِيَ فِي التَّحْقِيقِ إِلاَّ طَرِيقَتِي (186 ق 1)

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 13: شَوَاهِدُهَا فِي الْكَائَنِاتِ تَبَرْزَخَتْ *** وَكُلُّ سُلَيْمَانٍ تُوَلِّيهِ عَرْشَهَا

المعني:
شَوَاهِدُهَا: شَوَاهِدُ ال(هَا): الشَّوَاهِدُ: القرائن الدالة عليها,قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
كُلُّ الشَّوَاهِدِ فِي الْمَشَاهِدِ أَخْبَرتْ *** أَنِّي بِحَقٍّ صَاحِبُ الدِّيوَانِ (59 ق 2)
فِي الْكَائَنِاتِ تَبَرْزَخَتْ: فِي الْكَائَنِاتِ: كل ما هو في الكون, تَبَرْزَخَتْ: البرزخ هو ما يفصل بين شيئين, وسط, أي: جمعت بين الحس و المعني, الظاهر و الباطن, من ذلك النمل: الآية: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) 18 النمل, و الهدهد: الآية: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) 22 النمل
وَكُلُّ سُلَيْمَانٍ: كلّ وارث, الآية: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) 16 النمل
تُوَلِّيهِ عَرْشَهَا: ملكها, الخلافة, عرش حضرة ال(ها), أي: يصير هو الملك و الرئيس علي الحضرة

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 14: صَوَاعِقُهَا لَوْلاَ الْعِنَايةُ أَحْرَقَتْ *** وَكُلُّ كِتَابٍ جَلَّ يَحْمِلُ نَصَّهَا

المعني:
صَوَاعِقُهَا: صَوَاعِقُهَا: جمع صاعقة, و هي صواعق حضرة ال(ها), و الصاعقة: طاقة بارقة قوية تردي من تقع عليه, عبارة عن تجلّيات الجلال, قال تعالي: (فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسى صَعِقاً) 143 الأعراف, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
تَجَلَّى فَأَرْدَى الْجَاهِلِينَ عَطَاؤُهُ *** وَأوْمَضَ عِنْدَ الْبَارِقَيْن يُصْيبُنِي (3 ق 36)
لَوْلاَ الْعِنَايةُ: لَوْلاَ: حرف امتناع لوجود, الْعِنَايةُ: الرعاية و الاهتمام, حفظ الأولياء
أَحْرَقَتْ: فناء أبدي لا بقاء بعده, و يحرم من التجلّي, قال سيدنا جبريل عليه السلام لسيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم حين وصلا سدرة المنتهي في المعراج, قال له: (تقدّم أنت, فأنت لو تقدمت اخترقت و أنا لو تقدمت احترقت, في الحديث: "حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ"
وَكُلُّ كِتَابٍ جَلَّ: جَلَّ: عظُم, وَكُلُّ كِتَابٍ: كُلّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, الكُتب العظيمة, و من بينها "شراب الوصل"
يَحْمِلُ نَصَّهَا: يَحْمِلُ: يحمل بين طياته, نَصَّهَا: النَّصُّ: رفْعُك الشيء, نَصَّ الحديث يَنُصُّه نصّاً: رفَعَه, أي: منتهاها ومبلغُ أَقصاها, حدّها
[]

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 15: ضَرَائِرُهَا ضَرْبٌ مِنَ الْوَهْمِ عِنْدَهَا *** وَكُلُّ فَتىً تُغْنِيهِ يَمْلِكُ بَعْضَهَا

المعني:
ضَرَائِرُهَا: جمع ضَّرَّةُ : نظيراتها و شبيهاتها, الحضرات الأخرى,
ضَرْبٌ مِنَ الْوَهْمِ: ضَرْبٌ: نوعٌ, مِنَ الْوَهْمِ: من الخيال أو الصورة, قبل ظهور الصفات
عِنْدَهَا: عِنْدَ (هَا): في حضرة ال(هَا)
وَكُلُّ فَتىً تُغْنِيهِ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, فَتىً: الفتي صاحب الهمة و العزم تُغْنِيهِ: أي: تجعله من الأغنياء حين (يَمْلِكُ بَعْضَهَا) ما بالك إذا ملكها كلّها, تُغْنِيهِ: لا يحتاج لشئ بعدها, الغني المطلق, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَتُرَى الْمَلاَئِكُ فِي عُلاَيَ تَحُفُّنِي *** فَأَنَا الْغَنِيُّ وَفِي غِنَايَ فَقِيرُ (4 ق 5)
يَمْلِكُ بَعْضَهَا: الملك أن يصير لك, بَعْضَهَا: عدم الإحاطة بها, قال سادتنا الأكابر رضي الله عنهم:
يا مالك الملك منا قد ظهرت لنا *** وأنت أعياننا والاسم أغيار
ملكتنا فملكنا ما ملكت وعن *** ذواتنا قد أميطت منك أستار

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 16: طَرَائِقُهَا بَيْنَ الْجِبَالِ تَشَابَكَتْ *** وَمُلْكَ مَعَالِيهَا تُمَلِّكُ رَهْطَهَا

المعني:
طَرَائِقُهَا: طرق الوصول إليها, أي طرائق حضرة ال(ها)
بَيْنَ الْجِبَالِ تَشَابَكَتْ: بَيْنَ الْجِبَالِ: بَيْنَ الأولياء, تَشَابَكَتْ: التبست واختلطت, الطرق بين الجبال تسمي جُدُد , جاء في الآية: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) 27 فاطر
وَيَا جُدَدَ التَّوْحِيدِ هَلْ تَعْرِفينَنِي *** أَنَا بِيَمِينِ اللَّهِ لِلْمُلْكِ مَالِكِ (20 ق 10)
وَمُلْكَ مَعَالِيهَا: مُلْكَ: حيازة, مَعَالِيهَا: المَعَالِي, الشرف و السيادة, شرف حضرة ال(ها), و معني بهم: الغوث صاحب الوقت و وزرائه الأربعة
تُمَلِّكُ رَهْطَهَا: تُمَلِّكُ: تعطي الملك, رَهْطَهَا: قومها, أي: قوم حضرة ال(ها) أهل الجمع

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 17: ظوَاهِرُهَا فِي الْكَوْنِ مَا كَانَ غَيْرُهَا *** وَكُلُّ حَظِيِّ بَاتَ يُصْبِحُ حَظَّهَا

المعني:
ظوَاهِرُهَا فِي الْكَوْنِ: ظوَاهِرُهَا: الآثار التي تظهر فيها, كُلّ الخلق, تجلّياتها فِي الْكَوْنِ: الكون كله, خمس عوالم: الملك-الملكوت-الجبروت-اللاهوت-الهاهوت
مَا كَانَ غَيْرُهَا: ما النافية, كان فعل في حيز الحقيقة, مَا كَانَ غَيْرُهَا: نفي نفي و نفي النفي إثبات, أي: أن ظواهرها هي هي نفسها, أي: حضرة ال(ها), و قد قيل في المعني:
الكُلُّ فِـيهِ ومِـنْهُ كَانَ وعِندَهُ *** تَفنَى الدُّهُورُ ولَمْ تَزَلْ أزْمَانـُهُ
و قيل:
كُلُّ مَا فِي كُلِّ شَئْ *** مِنْكَ يَا جَدَّ الحُسَيْنْ
وَكُلُّ حَظِيِّ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, حَظِيِّ: صاحب حُظْوَةٍ وَمَنْزِلَةٍ
بَاتَ يُصْبِحُ حَظَّهَا: بَاتَ: قضي الليل بالمكان, يُصْبِحُ: إشراق شمس أول النهار, حَظَّهَا: نصيبها, أي: نصيب حضرة ال(ها), تستأثر به, تجعله من المقيمين فيها

 شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 18: عَجَائِبُهَا لاَ تَنْقَضِي وَعُدُولُهَا *** إِذَا وَرَدُوهَا مَنْ يُفَارِقُ جَمْعَهَا

المعني:
عَجَائِبُهَا: عَجَائِبُ حضرة ال(هَا), عَجَائِبُ: جمع عجيب, العجيب غير المُعتاد, في الحديث خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن في صفة بالمدينة، فقام علينا فقال : "إني رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين، فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه، ورأيت .... الخ"
لاَ تَنْقَضِي: لا تفني و لا تنتهي, قال:
إنْ ينقضي صبري فليسَ بمنقضٍ *** وجدي القَديمُ بكُمْ ولا بُرحائي
وَعُدُولُهَا: أهل الاستقامة, يستقيموا علي المشاهدة, و هم أكابر أهل الجمع, رؤساء أهل الدّيوان
إِذَا وَرَدُوهَا: إِذَا: ظرفية بمعني حين, وَرَدُوهَا: الورود هو إتيان الماء للشرب
مَنْ يُفَارِقُ جَمْعَهَا: مَنْ: استفهام متضمن الاستنكار, أي: لا أحد يُفَارِقُ جَمْعَهَا: يستقيم في الجمع, دوام الحضور في حضرة ال(ها)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 19: غَرَائِبُهَا لاَ تَنْتَهِي وَمِزَاجُهَا *** لِكُلَ فُؤَادٍ صَارَ يَطْعَمُ صِبْغَهَا

المعني:
غَرَائِبُهَا: أي: غرائب حضرة ال(ها), جمع غريبة, و الغريبة أو الغريب المستجد الذي لا يعرفه الآخرون و من الكلام الغامض غير المفهوم, و قد تكلم سيدي عز الدين بن عبد السلام في حضرة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين, بعد أن شهد درسه في علوم الحقائق, فقال: "اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله"
لاَ تَنْتَهِي: لا النافية, لا حدّ لها
وَمِزَاجُهَا: المزاج الخليط, الشراب العالي, شراب الحضرة, تجليّاتها, قال تعالي: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا) 17 الإنسان
لِكُلَ فُؤَادٍ: لِكُلَ: اللام للخصيص, كُلّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, فُؤَادٍ: الحيّز الذي يحتوي القلب, مكان المشاعر و الأحاسيس, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
كَمْ مِنْ فُؤَادٍ يَشْتَكِي بَثَّ الْقِلَى *** بِالصَّمْتِ تُسْمَعُ آهَةٌ وَأَنِينُ (11 ق 67)
صَارَ يَطْعَمُ صِبْغَهَا: صَارَ: انتقل من حال إلي حال, يَطْعَمُ: طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً، فهو طاعِمٌ إذا أَكَلَ أَو ذاقَ، صِبْغَهَا: الصَّبْغُ والصِّباغُ: ما يُصْطَبَغُ به - يُغمس فيه - من الإِدامِ, الآية: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) 20 المؤمنون, صارت بالنسبة له موطن الإمداد المستمر الدائم
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 20: فَهَا أَنَا قَدْ طَالَعْتُ بَعْضَ غُيُوبِهَا *** وَنِلِتُ نِهَايَاتٍ أُهَرْوِلُ خَلْفَهَا

المعني:
فَهَا أَنَا: فَهَا: الفاء سببية, أي: بسبب ما في البيت السابق: (غَرَائِبُهَا لاَ تَنْتَهِي وَمِزَاجُهَا *** لِكُلَ فُؤَادٍ صَارَ يَطْعَمُ صِبْغَهَا), أَنَا: الذّات الظاهر, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَهَا أَنَا ذَا أَرْعَى الضَّعِيفَ وَأَسْتَقِي *** مِنَ الْمُصْطَفَى جَدِّي يَنَابِيعَ حِكْمَتِي (11 ق 1)
و قد قيل كذلك:
رَجعَ التُرْبُ إليَ التُرْبِ فَهَا *** وَ سَرَي النُّورُ إلَي النُّورِ فَهَيْ
قَدْ طَالَعْتُ: قَدْ: للتأكيد, طَالَعْتُ: نظرتُ إلي طلعتها, أي: كامل هيئة الشئ المقابل للناظر
بَعْضَ غُيُوبِهَا: بَعْضَ: جزء من الكُّل, غُيُوبِهَا: غيوب ال(ها)
وَنِلِتُ نِهَايَاتٍ: وَنِلِتُ: اكتسبت, نِهَايَاتٍ: علوم الحدّ من كلّ غيب من غيوب ال(ها)
أُهَرْوِلُ خَلْفَهَا: أُهَرْوِلُ: الهَرْولة: بين العَدْوِ والمشي، فوق المشي ودون الخبب، والخَبَبُ دون العَدْو و الهَروَلة الإِسراع, كناية عن علوّ الهمة, أي: أسرع, وفي الحديث: "مَن أَتاني يمشي أَتَيْته هَرْوَلة" وهو كناية عن سرعة إِجابة الله عز وجل, خَلْفَهَا: أي: في طلبها

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 21: قَرَأْتُ كِتَاباً كَانَ فِيهِ عُجَابُهَا *** وَكُلُّ كَبِيرٍ كَانَ يَجْهَلُ فَرْقَهَا

المعني:
قَرَأْتُ كِتَاباً: قَرَأْتُ: القراءة من القرآن و هي تلقي الكتاب جملةً واحدة, كِتَاباً: تفاصيل اللوح المحفوظ, قال تعالي: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) 18 القيامة, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنَّ عُلُومَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ كُلَّهَا *** أُطَالِعُهَا مِنْ قَابِ قَوْسِ الْحَظِيَرةِ (167 ق 1)
كَانَ فِيهِ عُجَابُهَا: كَانَ فِيهِ: كتب من الأزل, عُجَابُهَا: العُجاب هو أعَجبُ العَجيب, العَجيب: غير المُعتاد
وَكُلُّ كَبِيرٍ: صاحب أمانة, غوث, خليفة زمن من الأزمنة
كَانَ يَجْهَلُ فَرْقَهَا: فَرْقَهَا: الفَرْقُ: خلاف الجمع، أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً أي: الكتاب المفصّل, قال تعالي: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ, إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) 72 الأحزاب, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَكَانَ إِيَابِي فِي مَظَاهِرِهَا الَّتِي *** يَضِلُّ بِهَا رُهْبَانُ أُمِّ كِتَابِهَا (23 ق 80)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 22: كَذَلِكَ لَمَّا حَانَ يَوْمُ تَوَجُّهِي *** سَعَيْتُ إِلَى مَا فِيهِ أَعْجَزَ دَرْكَهَا

المعني:
كَذَلِكَ: حرف من جزئين: الكاف للتشبيه, ذَلِكَ اسم إشارة للأبعد, كما (قَرَأْتُ كِتَاباً كَانَ فِيهِ عُجَابُهَا) المذكورة في البيت السابق
لَمَّا حَانَ يَوْمُ تَوَجُّهِي: لَمَّا: ظرفية بمعني حين, حَانَ: حلّ الوقت, يَوْمُ: اليوم هو الزمن الذي ينشأ فيه حدث هامّ و خطير, مثال: يوم الجمعة, يوم العروبة, يوم القيامة, يوم العيد, تسمي العرب الأعياد أيّام, و يوم هامّ هو يوم توجّه سيدي فخر الدين, و تَوَجُّهِي: يوم – مناسبة عظيمة – إلي حضرة الشهود الذّاتي
سَعَيْتُ إِلَى: السَعي: عدْوٌ دون الشَّدِّ، في الحديث "و إذا أتاني سعياً أتيته هرولة", الاصطفاء, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
سَعَيْتُ إِلَى مَوْلاَيَ مَرْفُــوعَ هَامَةٍ *** وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُــعَاعَ الْهِدَايَةِ (3 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
فَمَا كُلُّ مَنْ يَسْعَى إِلَى اللَّهِ وَاصِلٌ *** إِلَى وَجْهِ مَنْ أَهْوَى صَفَايَ وَمَرْوَتِي (259 ق 1)
مَا فِيهِ أَعْجَزَ دَرْكَهَا: قال تعالي: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) 103 الأنعام, و من أقوال الصحابة الكرام, قال سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "العجزُ عن دركِ الإدراكِ إدراكُ", قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه, في موطن الشهود, في (62-63 ق 39):
رَسُولَ اللَّهِ وَالزَّهْرَاءِ مَالِي *** لَدَيْكُمْ غَيْرُ عَجْزِ السَّائِلاَتِ
وَمَا عَجْزِي لَدَيْكُمْ غَيْرُ عِزٍّ *** كَمَا يُعْطَى الْفَقِيرُ الْمُغْنَيَاتِ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 23: لِذَلِكَ طِبْنَا حَيْثُ يَنْبُعُ مَاؤُهَا *** نَوَدُّ تَجَليهَا عَسَى وَلَعَلَّهَا

المعني:
لِذَلِكَ طِبْنَا: لِذَلِكَ: حرف من جزئين: اللام حرف انتهاء لغاية مكانية, ذَلِكَ اسم إشارة للأبعد, إشارة ليوم التوجه في البيت السابق, (لَمَّا حَانَ يَوْمُ تَوَجُّهِي), طِبْنَا: طابَ يَطِيبُ طابَاً وطِيباً وطِيبَةً وتَطْياباً: لَذَّ وَزَكَا, و الطيِب هو نعيم الأرواح, و قد قيل:
شَرِبْنَا شَرَابَا طَيِّبَاً عِنْدَ طَيِّبٍ *** و إنَّ شَرَابَ الطَّيِّبِينَ يَطِيبُ
شَرِبنَا وَ أهرَقنَا عَلَي الأرْضِ قِطْرةً *** و للأرْضِ مِن كَأسِ الكِرَامِ نَصِيبُ
حَيْثُ يَنْبُعُ مَاؤُهَا: حَيْثُ: ظرف لتعيين المكان, يَنْبُعُ: يَنْبُعُ الماء يخرج من العين، ولذلك سميت العين يَنْبُوعاً, مَاؤُهَا: علمها, علم الهويّة
نَوَدُّ تَجَليهَا: نَوَدُّ: نتمنى, قال تعالي: (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) 7 الأنفال, أَي تتمنون, و التمنّي يكون للشئ الغالي الصعب المنال, تَجَليهَا: ظهورها, تجلّي الها, حضرة الشهود
عَسَى وَلَعَلَّهَا: عَسَى: من حروف الرجاء و الأمل, وَلَعَلَّ: تفيد التوقّع، وهو تَرَجِّي ما يُحَبّ، و يلاحظ الانتقال - السريع – من التمنّي إلي الرجاء إلي التوقّع ... لازدياد القرب, قال تعالي في الآية: (لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا) 1 الطلاق, و ذلك كما في قوله تعالي: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ) 8-9 النجم, انتقل علي التعقيب السريع من القرب (قَابَ قَوْسَيْنِ) إلي التداني (أَوْ أَدْنَى) إلي موطن الشهود (فَتَدَلَّىٰ)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 24: مَوَاطِنُهَا مِمَّا عَدَاهَا قَدْ خَلَتْ *** وَإِنَّ عَظِيمَ الْقَوْمِ يَخْدُمُ قَوْمَهَا

المعني:
مَوَاطِنُهَا: مَوَاطِنُ (هَا): أي: مواطن حضرة ال(ها), جمع موطن: الموطِن مكان الإقامة, وكذلك هو المَشْهَدُ من مَشَاهد الحدث, قال تعالي في الآية: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) 25 التوبة, مقامات التجلّي
مِمَّا عَدَاهَا قَدْ خَلَتْ: أو - قَدْ خَلَتْ مِمَّا عَدَاهَا – مع إعادة ترتيب العبارة, قَدْ: للتأكيد, خَلَتْ: خلي المكان صار فارغاً, خالياً, مِمَّا عَدَاهَا: مما سواها, أي: لم يبق في مواطنها – مقامات شهودها - غيرها
وَإِنَّ عَظِيمَ الْقَوْمِ: وَإِنَّ: الواو واو المعيّة, إنَّ للتأكيد, عَظِيمَ: ملك أو زعيم, كان صلي الله عليه و سلم حين يكتب للملوك يبدأ رسالته بعبارة نحو: "من محمدٍ رسول الله إلي كِسري عظيمِ فارس ... " و هكذا, الْقَوْمِ: كلمة قوم تعني الجمع من الناس الذين يجمعهم شأن واحد, و الْقَوْمِ هنا يعني: أهل حضرة الجمع (الدّيوان), و عَظِيمَ الْقَوْمِ: رئيس الدّيوان, و هو سيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
كُلُّ الشَّوَاهِدِ فِي الْمَشَاهِدِ أَخْبَرتْ *** أَنِّي بِحَقٍّ صَاحِبُ الدِّيوَانِ (59 ق 2)
يَخْدُمُ قَوْمَهَا: يَخْدُمُه يقوم علي حاجته, و خادم الحضرة الواقف علي بابها يُكرم زائريها, أي: يقسم الكرم علي أهل الحضرة, و جاء في الحديث الشريف قال صلي الله عليه و سلم: سَيِّدُ الْقَوْمِ خَادِمُهُمْ ", أي: يقوم بخدمتهم و يؤديها الذي هو سَيِّدُ الْقَوْمِ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 25: نَرَى بِعُيوُنٍ تِلْكَ بَعْضُ عُيُونِهَا *** وَكُلُّ يَمِينِيٍّ يُخَاطِبُ يُمْنُهَا

المعني:
نَرَى بِعُيوُنٍ: نَرَى: (نحن أهل الجمع), نشاهد شهود عيان, بِعُيوُنٍ: بواسطة عُيوُنٍ: كل مجلي ذاتي له عين مختلفة, فيري بعين المجلي و ليس بعين الناظر, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَاعْلَمْ بأَنَّكَ إِنْ تُشَاهِدْ شَاهِدٌ *** إِذْ لَيْسَ كُلَّ الْمُبْصِرَاتِ عُيُونُ (5 ق 67)
تِلْكَ بَعْضُ عُيُونِهَا: تِلْكَ: أي العيون, بَعْضُ عُيُونِهَا, و ليس كلّها, قال تعالي: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) 108 يوسف, و قد قيل:
وكن ناظرا آثارها بعيونها *** وإلا فعن أثارها لم تزل أعمى
وَكُلُّ يَمِينِيٍّ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, يَمِينِيٍّ: من أهل اليمين, الأبرار, (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ) 22-23 المطففين
يُخَاطِبُ يُمْنُهَا: يُخَاطِبُ: يخطب أو يطلب القُرب من, يُمْنُهَا: اليُمن الخير و العطاء منها, ليترقي إلي حضرة التقريب (ليكون من المقرّبين)
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 26: هِدَايَتُنَا فِيهَا هُدىً وَضَلاَلةٌ *** وَضَلَّ بِهَا عَبْدٌ يُعَظّمُ كُنْهَهَا

المعني:
هِدَايَتُنَا فِيهَا: هِدَايَتُنَا: (أي: نحن أهل الجمع), فِيهَا: (فيها و ليس لها), أي: في الحضرة الإلهية, حضرة شهود الذّات, الهداية: الرشد, كمال المعرفة
هُدىً وَضَلاَلةٌ: هُدىً: الصحو عند شهود التجلّي, وَضَلاَلةٌ: السُكر بالتجلّي و الحيرة بين إدراك التجلي و التجلي التالي, قال تعالي: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) 7 الضحى
شَتَّانَ بَيْنَ ضَلاَلَةٍ مِنْ شِقْوَةٍ *** وَضَلاَلِ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينْ (18 ق 7)
و قد قيل:
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ *** ضلَّ المتيَّمُ واهتدى بضلالهِ
وَضَلَّ بِهَا عَبْدٌ: وَضَلَّ بِهَا: سكر و تاه, عَبْدٌ: المتحقق بالعبودة, سيدي فخر الدين رضي الله عنه, و قد قيل:
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ *** ضلَّ المتيَّمُ واهتدى بضلالهِ
أتُرَى درى أنّي أحِنّ لهَجْرِهِ *** إذْ كُنْتُ مُشْتاقاً لهُ كوِصالِهِ
يُعَظّمُ كُنْهَهَا: يُعَظّمُ: يُجلّ و يُعلي من شأن عنده, كُنْهَهَا: الكُنه هو سرّ الذّات, أي: كُنه حضرة ال(ها)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 27: وَيَعْرِفُ عَنْهَا مَنْ إِلَيْهِ تَعَرَّفَتْ *** تَمُرُّ بِهِ الأَسْتَارُ يُطْعَمُ حُلْوَهَا

المعني:
وَيَعْرِفُ عَنْهَا: وَيَعْرِفُ: يحصل علي معرفتها, عَنْهَا: عن الحضرة, يصبح عارف (عارف بالله)
مَنْ إِلَيْهِ تَعَرَّفَتْ: الذي تَعَرَّفَتْ إِلَيْهِ, خلعت خلعتها عليه, في الحديث القدسي: (كُنتُ كنزاً مخفيّاً فأردتُ أن أُعرَف فخلقتُ الخلقَ فتعرّفتُ إليهِ و بي عًرفوني", و قد قيل:
يَا طَالِباً عِرفَانَهُ مِنْ غًيْرِهِ *** هَيهَاتَ ذَا صَدَّت بِهِ فُرسَانَهُ
تَمُرُّ بِهِ الأَسْتَارُ: تَمُرُّ بِهِ: في أثناء التعرّف, تمرّ به, الأَسْتَارُ: الحُجُب, و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
كُمْ بِذَاكَ التّيهِ ضَلَّتْ مِنْ مَطَايَا *** أَيُّهَا الْوَهَّابُ آنَسْنَا سُتُورَا (14 ق 63)
و قيل في المعني:
ولَقَدْ يَجِلّ، عنِ اشتِياقي، ماؤُه *** شرفاً فواظمئي للامعِ آلهِ
و قيل كذلك:
أسْفَرتْ لَيْلىَ مِنْ وَرَاء الحُجُبِ *** هَكَذَا لَيَلَى تَأتَي بِالعَجَبِ
يُطْعَمُ حُلْوَهَا: يُطْعَمُ: حُلْوَهَا: الحلوّ المذاق و المرأى و المسمع, تحلّي قبل التجلّيات, تخلّي فناء يتبعه تحلّي تجمّل بالمشاهدة, يعقبه تجلّي بالشهود

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّانِيَة والسَّبْعُون : ( إِمَاطَةُ أَسْتَارِ الْمَنَازِلِ مُعْجِزٌ ) – بيت رقم 28: يَكُونُ إِذَا مَا أَفْرَدَتْهُ بِعِزّهَا *** عَلَيْهِ بَهَاهَا إِذْ تَزَيَّا زِيَّهَا

المعني:
يَكُونُ: يَكُونُ: (أي: العارف بالله) الذي إليه تعرّفت (في البيت السابق):
وَيَعْرِفُ عَنْهَا مَنْ إِلَيْهِ تَعَرَّفَتْ *** تَمُرُّ بِهِ الأَسْتَارُ يُطْعَمُ حُلْوَهَا
إِذَا مَا: إِذَا: تسمي إِذَا الفجائية الظرفية, مَا (زائدة) تعمل لتفخيم الفعل
أَفْرَدَتْهُ بِعِزّهَا: أَفْرَدَتْهُ: (الحضرة) أعطته الفرديّة أي: الإنفراد فلا نظير له, بِعِزّهَا: الباء حرف جر لاصق, عِزّهَا: عزّ الحضرة, العِزّ هو مِنعة الحِمى, فلا يُرام, يقول تعالي في الآية: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) 8 المنافقون
عَلَيْهِ بِهَاهَا: عَلَيْهِ: يتجلي عليه, بَهَاهَا: بَهَا(هَا), جمالها, جمال حضرة ال(ها)
إِذْ تَزَيَّا زِيَّهَا: إِذْ: ظرفية بمعني حين, تَزَيَّا: لبس و تجمّل بالزّي, زِيَّهَا: خلعتها, تتجلّي حين يكون لابساً خلعة جمال الحضرة
مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم