وربما أتى الرجل إلى سيدي فخر الدين فسأله عن التصوف فيرشده إلى كتاب ( الإنسان الكامل ) لِيقرأه ، فإذا أَتَى بعد ذلك كان هذا الكتاب وسيلةً لِفهْم ما يفيضه مولانا الشيخ - رضي الله عنه - على هذا الرجل ..
وهذا يفسر قول سيدي فخر الدين ( وَانْحَرْ غَيْرَ كَلاَمِي تَظْفَرْ ) ، هذا الكلام الذي أخطأ الكثيرون فهْمَه عندما ظنوا المعنى إعراضهم عن كلام القوم وقصايدهم ، والحق أن النحر بعد أن تُصلِّي لِربك قربةً إلى ربك أو فديةً كما قال سيدي فخر الدين ( وَنَحْرِي فِدْيَةٌ ) لِلوصول أو لِورود حوض الشيخ - رضي الله عنه - فيتم المراد والظفر .
والحق أن النحر كما وَرَد في القرآن الكريم بسورة الكوثر في قوله تعالى { فَصَلّ لِرَبِّكَ وَانْحَر } :
{ فَصَلّ } : أي حَقِّق الوصل بي بواسطة كلامي أو شراب وصلي .
{ لِرَبِّك } : اللام بمعنى لأجْل ، أي لأجْل رب الكاف أو الكمالات ، فيَحصل لك الوصل بالرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - .
{ وَانْحَر } : أي غير كلامي كما ذكر - رضي الله عنه - ، أي اجعل كلام أكابر القوم فديةً وقُربةً لأجْل الوصول إلى بعض معاني كلامي ، فتَكون مِن أهل الظفر بورود حوضي كما وَرَد :
وهذا كله يتأكد بإنشاد سيدي فخر الدين لِكثير مِن قصايد القوم وذِكْرِه لها في دروسه واستدلالاته بها في علومه وأقواله ، ويتأكد بقول الوزير الصفي مولانا الشيخ محمد الشيخ إبراهيم رضي الله عنهما لَمّا سٌئِل عن إنشاد البعض لِقصايد القوم ، فرَدّ قائلاً بما يفيد أن مولانا الشيخ أَنشدَها ، ثم قال : هذا لا يعني عندنا أي إشكال .
تعليقات: 0
إرسال تعليق