-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 27 فبراير 2018

الحديث فـي الأدلة النقلية لأوراد السادة الصوفية

الحديث فـي الأدلة النقلية لأوراد السادة الصوفية
الحديث فـي الأدلة النقلية لأوراد السادة الصوفية


الحديث فـي الأدلة النقلية لأوراد السادة الصوفية 


نكمل الحديث فـي الأدلة النقلية للأوراد 


عالَمُ الأشياءِ مُسَبِّحٌ بحمدِ ربِّه، والعِبرةُ بِمَنْ فَقِهَ عنِ اللهِ ذلكَ لا مَنْ حَجَبَهُ الله؛ فكلُّ مَنْ عَلَّمَهُ ربُّهُ ففقَّهَهُ عنهُ مِنْ بابِ الخصوصيةِ وجبَ لهُ التَّحَدُّثُ بهذهِ النعمةِ لِيُوفـي شكرَها، وانظرْ إلى قولِهِ تعالى {وَوَرِثَ سُلَيْمَـنُ دَاوُد} أيْ فـي الخلافةِ لأنَّهُ خُوطِبَ مِنْ قَبْلُ بقولِهِ تعالى {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَـكَ خَلِيفَة في الأَرْض} {وَقَالَ يَـأَيُّهَا النَّاسُ عُلّـِمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلّ شَىْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِين} 

فهوَ عالِمٌ بِلُغاتِ المملكةِ الإلهيةِ ـ فالنملةُ حشرةٌ والهدهدُ طيرٌ والجنُّ والإنسُ همُ الثقلان ـ {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَـنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُون} فَلُغاتُ الأشياءِ فـي عالَمِ الأشياءِ لا بدَّ أنَّها مفقوهةٌ عندَ مَنِ اصطفاهمُ اللهُ لِلحُكمِ والملكِ فـي مملكتِهِ فهوَ خليفةٌ عنِ الله،{تُسَبّـِحُ لَهُ السَّمَـوَتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورا} سورةُ الإسراءِ 44 فعُلِمَ أنَّ تسبيحَهمْ ليسَ بمعلومٍ للعوام؛ فالخطابُ هنا عامٌّ أُرِيدَ بهِ الخاصُّ فالمعجَماتُ عندَ السادةِ مِنْ قبيلِ الفقهِ الذي اختصَّهمْ ربُّهمْ به. الإعجامُ مِنَ الرمز، والرمزُ إخفاء

 والإخفاءُ لازمٌ عندَ الداعي إلى اللهِ لِعِلَّةِ المخاطَبةِ بقدْرِ الأفهامِ والعقول: نعمْ فاللهُ قدْ سَخَّرَ الأكوانَ كلَّها لِخدمةِ بني آدم، ولا يَلزمُ مِنْ ذلكَ معرفةُ الأسرارِ الْمُحَرِّكَةِ لها، بلِ اختصَّ اللهُ بها صنفاً مِنْ عبادِهِ ـ وهوَ الحكيمُ الخبيرُ ـ فإخفاءُ السرِّ لا يمنعُ ظهورَ آثارِها أوْ اشكالِها؛ فربَّما ظهرَ الشكلُ أوِ الأثرُ لِيَنتفعَ الناسُ بهِ دونَ علمٍ بالحقائقِ ذاتِها، ومِنْ ذلكَ ما جعلَهُ اللهُ فـي كتابِهِ مِنَ الحروفِ فـي أوائلِ السُّوَرِ فأسرارُها قائمةٌ ولا شك، وآثارُها ساريةٌ ولا شك، وأشكالُها ظاهرةٌ ولا شك، ولا يَلزمُ مِنْ ذلكَ كلِّهِ معرفةُ حقائقِها أوْ فكُّ رموزِها إلاَّ مَنِ اختصَّهمُ اللهُ بذلكَ مِنَ الراسخينَ فـي العلمِ..

ومِنْ ذلكَ ما رُوِيَ عنِ الإمامِ عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجهَهُ عندَما سُئِلَ عنْ عَدَدِ آياتِ القرآنِ الكريمِ فقال (ا.ي.ق.غ × 6). 

وعندَما سُئِلَ عنْ عَدَدٍ يَقْبَلُ القسمةَ على كلِّ الأعدادِ مِنْ 1 إلى 9 قالَ لِلسائلِ وكانَ يهوديّا اضْرِبْ عَدَدَ أَيَّامِ شَهْرِكَ فـي عَدَدِ أَيَّامِ أُسْبُوعِكَ فـي عَدَدِ شُهُورِ سَنَتِك فأَسْلَمَ اليهودي، ومِنْ ذلكَ أيضاً قولُ الإمامِ الشاذليِّ (ق، ج سِرَّانِ مِنْ سِرِّكَ وَهُمَا دَالاَّنِ عَلَى غَيْرِك)، ورضيَ اللهُ عنْ سيدي أحمدَ زروقٍ إذْ يقولُ داعيةُ الرمز ـ أيِ الداعي إليهِ هو ـ قلةُ الصبرِ عنِ التعبيرِ لِقوةٍ نفسانية لا يمكنُ معها السكوت، أوْ قصدِ هدايةِ ذِي فتحٍ ـ إلى ـ معنى ما رُمِزَ حتى يكونَ شاهداً لهُ ـ أيْ دليلاً وقرينةً على صحةِ فتحِهِ ـ أوْ مراعاةِ حقِّ الحكمةِ فـي الوضعِ ـ أيْ إخفاءُ ما لا يمكنُ كشفُهُ إلاَّ لأهلِ الفنِّ دونَ غيرِهم، أوْ دَمْجِ كثيرِ المعنى فـي قليلِ اللفظِ لِتحصلِهِ وملاحظتِهِ ـ أيْ لإدراكِ الفضلِ الكبيرِ بالجهدِ اليسيرِ ـ أوْ إلقائِهِ فـي النفوسِ أوِ الغيرةِ عليهِ أوِ اتقاءِ حاسدٍ أوْ جاحدٍ لِمَعانِيهِ أوْ مَبَانِيه (مِنْ قواعدِ التصوف).

و ـ الدندنة لفظٌ حديثيٌّ معناهُ النطقُ بعبارةٍ غيرِ مفهومة، نعمْ فقدْ أَخْرَجَ أبو داودَ بِسَنَدٍ جيدٍ أنَّ النبي ﷺ قالَ لِرجل كَيْفَ تَقُولُ فـي الصَّلاَة قالَ الرجل أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّار ثمَّ قالَ الرجلُ لِلرسولِ ﷺ أَمَا إِنِّي لاَ أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذ. فقالَ النبي ﷺ حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ أَنَا وَمُعَاذ، وفـي رواية حَوْلَهَا دَنْدِن قالَ النوويُّ فـي الأذكار الدندنةُ كلامٌ لا يُفهَمُ معناه،قالَ الإمامُ الصنعانيُّ تعقيباً على هذا الحديث فيهِ أنْ يدعوَ الإنسانُ بأيِّ لفظٍ شاءَ مِنْ مأثورٍ وغيرِهِ، فها هوَ الصحابيُّ يسمعُ ما يُدَنْدِنُ بهِ الرسول ﷺ ولا يفهمُ معناهُ 


ويسمعُ ذلكَ مِنْ سيدِنا معاذٍ رضي الله عنه ولا يفهم، وذلكَ مِنْ آكَدِ الأدلةِ على جوازِ قراءةِ أحزابِ الصوفيةِ بما فيها مِنَ العباراتِ المعجَمةِ سيَّما وإنْ كانَتْ مِنْ إمامٍ يُقتدَى بهِ على ما قَرَّرَهُ الإمامُ الزرقانيُّ مِنْ أنَّهُ لا خلافَ فـي ذلكَ ما دامَتْ متواترةً عنْ أستاذٍ أَجْمَعَ الأئمةُ على معرفتِهِ وعدالتِه، ولا يعترضُ عليهِ معترِضٌ بجهلٍ إذِ الجهلُ ليسَ حجةً فـي القدح، ولوْ كانَ حجةً لألغَيْنا كلَّ علمٍ لا يصلُ إليهِ الجاهلُ..

د. إبراهيم دسوقي






مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم