-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

شرح الاوراد : شرح الحزب الكبير : شرح ألم

شرح الاوراد : شرح الحزب الكبير : شرح ألم
=

برهانيات كوم 


4- الحِزْبُ الكبير

* قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - ما معناهُ :

كانَ عِنْدَ سَيِّدِي إبراهيمَ الدُّسُوقِيِّ - رضي الله عنه - واحدٌ وأربعونَ حزباً [ أيْ صنفاً أْو نوعاً مِنَ الحِزْبِ الكبيرِ ] ، وكانَ يعطِيهَا لِلشيخِ عبدِ اللهِ - رضي الله عنه - (1) ويَقُولُ لهُ :" اكْتُبِ الحِزْبَ ثُمَّ ارْمِهِ في البحرِ ؛ فمَا ابتلعَهُ الماءُ فاتْرُكْهُ ، وما طَفَا ائْتِنِي بهِ " ، ثُمَّ جَمَعَ ما طَفَا وجَعَلَهُ الحِزْبَ الكبير .

* المقدِّمةُ التي تتضمنُ البسملةَ والحمدلةَ والتصليةَ حتَّى ( الم ) مِنْ عملِ المتأخِّرينَ مِنَ المشايخِ ولَيْسَتْ في نَصِّ الشَّيْخِ ، وبدايةُ النَّصّ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. الم نَوَوْا ... ) (2) .

* معنى ( الم ) :

قالَ سَيِّدِي إبراهيمُ - رضي الله عنه - ( الم نَوَوْا فَلَوَوْا عَمَّا نَوَوْا ... ) لمْ يَقُلْ ( الم ) ثُمَّ وَقَفَ ، ولَمْ يَضَعْ علامةً ، فهيَ مقصودةٌ هكذَا ، والرؤساءُ مِنَ الأولياءِ يتعلمونَ القرآنَ مِنَ الرحمنِ ؛ لِقولِهِ تعالى{الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَان} ، فَهُمْ يأخذُونَ علومَ القرآنِ عَنِ الرحمنِ ، فيعرفُ الآيةَ : مفهومَهَا ، مدلولَهَا ، سَبَبَ نزولِهَا ، غَرَضَهَا ، خَوَاصَّهَا ، نَفْعَهَا ، ضَرَرَهَا ، نِصْفَهَا ، ثُلُثَهَا ، رُبْعَهَا ، فيعرفُهَا بالتفصيلِ لأنَّهُ أخذَهَا مِنْ محلِّهَا الأصليِّ .

و( الم ) كثيرةٌ في المصحفِ - ستَّة - لَيْسَتْ كُلُّ واحدةٍ كمثيلاتِهَا ..

ولكنْ .. ما هي ( الم ) ؟

كانَ اللهُ ولاَ شيءَ مَعَهُ ، فأرادَ أنْ يُعْرَفَ ، فاقْتَضَتْ حكمتُهُ مِنْ بابِ

__________

(1) 1- رُبَّمَا كانَ أخاه سَيِّدِي عبد الله القرشيّ - رضي الله عنه - الكائن ضريحه الشريف بجوار سَيِّدَتِنَا فاطمة النَّبَوِيَّة - رضي الله عَنْهَا - في القاهرة بمصر المحروسة .

(2) 2- انْظُرْ عَلِّمُوا عنَِّي 1/13

________________________________________

الجودِ الإلهيِّ - وليسَ مِنْ بابِ الكَرَمِ ؛ لأنَّ الكرَمَ الإلهيَّ مخبوءٌ لِلآخرةِ - فمِنْ بابِ الجودِ خلقَ الوجودَ .. كيفَ ؟!!

كانَ اللهُ ولا شَيْءَ مَعَهُ ، ثُمَّ قَبَضَ قبضةَ النورِ النَّبَوِيِّ فأقامَهَا في حُجُبِ الجلالِ العشرةِ الظاهرةِ في قولِهِ تعالى {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر} ( وهيَ الحقيقةُ الأحمديّةُ ) ، أقامَهَا ما شاءَ اللهُ مِنَ الزمانِ ، ثُمَّ تَخَرَّجَ مِنْهُ الحقيقةُ المُحَمَّديَّةُ ، فالحقيقةُ الأحمديَّةُ سمّاها بـ" الفرديّةِ " أوْ عبَّرَتْ عَنْ موطنِ الفرديّةِ ، فاللهُ تبارَكَ وتعالى يُعَبِّرُ عَنِ الحقيقةِ الأحمديّةِ أوْ موطنِ الفرديّةِ أوْ غَيْبِ الأحديّةِ في هذهِ الحروفِ المعجمةِ الثلاثةِ : ا - ل - م {ذَلِكَ الْكِتَب} ، فإذَا حقَّقْتَ وأَمْعَنْتَ النظرَ في كلمةِ " ذَلِكَ " لأدركْتَ أنَّ أسماءَ الإشارةِ في استخداماتِهَا تَختلفُ عَنْ بعضِهَا : فهيَ إمَّا ذا أوْ ذاكَ أوْ ذلكَ ..

* فـ" ذَا " تعبِّرُ عَنْ موطنِ الميمِ ؛ لأنَّهَا إشارةٌ إلى القريب .

* و" ذاكَ " تعبِّرُ عَنْ موطنِ اللامِ ؛ لأنَّهَا إشارةٌ إلى قريبِ البُعْد .

* و" ذلكَ " اسمُ إشارةٍ لِموطنِ الألِفِ ؛ لأنَّهُ اسمُ إشارةٍ لِلبعيد .

فهذَا يقيناً كتابُ الألِفِ المشارُ إلَيْهِ بـ{ذَلِكَ الْكِتَب} ، وعَلاَمتُه {لا رَيْبَ فِيه} فلاَ شكَّ فيهِ ، بَلْ {هُدًى لِّلْمُتَّقِين} هوَ مَوْطِنُ الوحدةِ الأولانيّةِ كانَ اللهُ ولاَ شَيْءَ معهُ .. مَوْطِنُ الفرديّةِ الذي هوَ الحقيقةُ الأحمديّةُ ، ثُمَّ موطنُ الزَّوجيَّةِ الذي هوَ الحقيقةُ المُحَمَّديّةُ ، ثُمَّ مجموعُ الثّلاثةِ في ذاتِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - .

________________________________________

- يَقُولُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : الرّؤساءُ قالُوا في كتابِ الأَلِفِ ( وهوَ كتابُ غيبِ الأحديّةِ ) : أحديّةُ حَمْدِ الواحدِ في وحدانيّتِهِ .. أحديّةُ حَمْدِ الفردِ في فرديّتِهِ .. أحديّةُ حَمْدِ الوترِ في وتريّتِه .

تدقيق :

خاطَبَ مَوْلاَنَا الشَّيْخُ - رضي الله عنه - سَيِّدَنَا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قائلاً :


يَا أَوَّلَ الْخَلْقِ فِي إِطْلاَقِهِ أَلِفاً ... بِهِ التَّآلُفُ يَا قَابَ الْهِدَايَاتِ


وقالَ - رضي الله عنه - في قصائدِهِ أيضاً :


أَنَانِيَتِي حَيْثُ الأَنَا بِإِنَائِهَا ... وَإِنَّ إِنَاءَ الْغَيْبِ ذُو الأَحَدِيَّةِ


وكتابُ الأَلِفِ الذي ذكرَهُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - باستفاضةٍ وكأنَّهُ يقرأُهُ أوْ يُقرِئُهُ هوَ عنوان كتابٍ لِسَيِّدِي محيي الدِّينِ بنِ عربيٍّ - رضي الله عنه - ، وبدأَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ يَفُكُّ طلاسمَ هذَا الكتابِ فقالَ ما معناهُ : معنى القِصَّةِ :

- خُلِقَتِ الأرواحُ قبلَ الأجسادِ بِكذا وكذا ألفِ سنة .

- أُقِيمَتْ هذهِ الأرواحُ في البرزخِ ، وأُقِيمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليْها مدرِّساً ، فدَرَّسَ لَهُمْ في هذَا الموطنِ الذي هوَ ( العقلُ الأولُ ) يعني أولُ مَنْ فهمَ عَنِ اللهِ ..

تحقيق :

وفيها يَقُولُ - رضي الله عنه - :


وَلَوْلاَ احْتِرَامُ الْعَقْلِ فَضْلاً وَمِنَّةً ... لأَفْصَحَتِ الأَلْفَاظُ كَشْفَاً لِسِتْرِهَا




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم