-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الخميس، 7 سبتمبر 2017

شرح الأوراد : شرح الحِزْبُ السَّيْفِيُّ

شرح الأوراد : شرح الحِزْبُ السَّيْفِيُّ
=

برهانيات كوم 

الحِزْبُ السَّيْفِيُّ

قالَ فيهِ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : أَعْظَمُ ثناءٍ على الله ..

وقالَ - أيضاً - مَا يفيدُ أنَّهُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فمَنَحَهُ لِلإمام عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ وقالَ في ذلكَ مَا مَعْنَاهُ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْلَى على سَيِّدِنَا عَلِيٍّ - كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ - الحِزْبَ السَّيْفِيَّ فكَتَبَهُ بِخَطِّهِ ، ثمَُّ لَمَّا انْطَوَى (1) سَيِّدُنَا عَلِيٌّ - كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ - جاءَ مَلِكٌ مِنْ ملوكِ الجنِّ فاسْتَوْلَى على المخطوطِ الذي هوَ بِخَطِّ سَيِّدِنَا عليٍّ ... لِماذا ؟

__________

(1) 1- انْظُرْ إلى الأدب الرّفيع عِنْد سَيِّدِي فَخْر الدِّين - رضي الله عنه - في تعبيره عَنْ سَيِّدِنَا ومَوْلاَنَا الإمام عَلِيّ - كَرَّم الله وَجْهَه - لَمَّا انْتَقَل إلى جوار رَبِّه فقال :" لَمَّا انْطَوَى " ، وهو أَدَقّ تعبير يُمْكِن أنْ يُقَال في هذَا المَوْضِع ؛ وذلك لِعُلُوّ قَدْرِه - رضي الله عنه - بَيْن أهْل الدِّين كُلِّه ، وكأنّه يقول عَنْه : إنّه مِنْ أمَّهَات صفحات كِتَاب هذَا الدِّين .

(1/162)

________________________________________

لأنَّ سَبَبَ نُزُولِهِ أصلاً أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ سَيِّدَنَا عَلِيّاً - كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ - بأنْ يُحَارِبَ بهِ الجِنَّ في بِئْرِ العلَمينِ ، واهْتَمَّ بذلكَ كثيراً حَتَّى أنَّهُ سألَ سَيِّدَنَا جبريلَ أنْ يأتيَهُ بالحِزْبِ السَّيْفِيِّ ، فجاءَهُ بهِ وعَلَّمَهُ لِسَيِّدِنَا عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ ، وسَمَّاهُ " الحِزْبَ اليمانيَّ " بِمَعْنَى الدِّرْعِ الذي تُمْسِكُهُ باليمينِ ، وإنَّمَا سُمِّيَ " الحِزْبَ السيفيَّ " لأنَّ مَنْ قرأَهُ أحاطَتْهُ ملائكتُهُ بسيوفٍ حَوْلَهُ مِنْ كُلِّ الجهاتِ كأشعَّةِ الشَّمْسِ حَوْلَ قُرْصِهَا فلاَ يَستطيعُ أحدٌ أنْ يؤذِيَهُ .

تنويه :

ومعَ هذَا كُلِّهِ يَقُولُ مَوْلاَنَا الشَّيْخُ - رضي الله عنه - :


وَإِنِّيَ لِلأَوَّابِ حِصْنٌ وَمَلْجَأٌ ... وَأَحْفَظُهُ مِنْ كُلِّ قَاصٍ وَشَارِدِ

طَرِيقِيَ فِي كُلِّ الطَّرَائِقِ مَأْمَنٌ ... وَمَا عَرَفَتْ تَرْهِيبَ صَيْدٍ بِصَائِدِ

وَلَوْ كَمُلَ الإِيمَانُ فَالْحِبُّ فِي حِمىً ... يَلُوذُ بهِ مِنْ كُلِّ جِنٍّ وَمَارِدِ


- قالَ صاحِبُ " إتحافِ الخِلِّ الوَفِيِّ بِحَلِّ ألفاظِ الحِزْبِ السَّيْفيِّ : ذَكَرَ الإمامُ الشِّنّاويُّ - رضي الله عنه - مرفوعاً إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ وَمَرَّ بَيْنَ أَعْدَائِهِ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ضَرَرِهِ وَلاَ إِذَايَتِهِ وَتَنْفِرُ مِنْهُ الْجِنُّ وَالشَّيَاطِين } ..

(1/163)

________________________________________

وقالَ : مَنْ داومَهُ [ أيِ السَّيْفِيّ ] خَلَقَ اللهُ تعالى لهُ شخصاً على صورةٍ حَسَنَةٍ ، فإذَا انْقَضَى أجَلُهُ جاءَهُ الشَّخْصُ ويَجْلِسُ عِنْدَ رأْسِهِ ، فيَنْظُرُ ويَتَحَيَّرُ مِنْ حُسْنِهِ وجَمَالِهِ فيُسَبِّحُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ ، ثُمَّ يُقْبَضُ رُوحُهُ بِلاَ تَعَبٍ ولاَ مَشَقَّةٍ ولاَ وَجَعٍ ولاَ يُحِسُّ بألمٍ ، وإنْ دَخَلَ قَبْرَهُ هَوَّنَ اللهُ تعالى عَلَيْهِ سؤالَ منكرٍ ونكيرٍ ، ويُعْطَى في الجَنَّةِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ولاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ولاَ خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ، ويَجْعَلُ وَجْهَهُ يَتلألأُ بالنُّورِ وعَلَيْهِ هَيْبَةٌ ووقارٌ حَتَّى يَتَعَجَّبَ النّاسُ مِنْهُ فيَقُولُونَ :" أيُّ وليٍّ هذَا ؟ " فيُقالُ :" عَبْدٌ اشْتَغَلَ بِقراءةِ هذَا الدُّعَاءِ " فيَقولُونَ :" يَا لَيْتَنَا اشْتَغَلْنَا بهِ " ، ويُظِلُّهُ اللهُ تعالى تَحْتَ ظِلِّهِ ... إلخ .

- وذَكَرَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في جواهرِهِ أنَّ لهُ اثْنَتَيْ عشرةَ ألْفَ خاصِّيَّةٍ سِتَّةُ آلافٍ مِنْهَا في الدُّنْيَا ، وسِتَّةُ آلافٍ في الآخرة .

تحقيق :

وكذلكَ وَجَدْنَاهُ بِنَصِّهِ لِصاحِبِ الإتحاف .

(1/164)

________________________________________

- طلبَ كثيرٌ مِنَ المَشايخِ مِنْ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - أنْ يَقْرَأَ الحِزْبَ السَّيْفِيَّ ولكنَّهُ كانَ يَرْفُضُ ذلكَ ، ثُمَّ إنَّ سَيِّدِي إبراهيمَ الدّسوقيَّ - رضي الله عنه - أمَرَهُ أنْ يَقْرَأَهُ فقالَ لهُ إنَّهُ لاَ يَستطيعُ لأنَّهُ طويلٌ ولأنَّهُ لِطُولِهِ يَحتاجُ إلى كِتَابٍ يَحتويهِ ، وذلكَ أمرٌ عسيرٌ [ آنَذاكَ ] ، فأجابَهُ سَيِّدِي إبراهيمُ - رضي الله عنه - بأنَّ الأمرَ لَيْسَ كذلكَ ؛ ولكنَّ الأمرَ كبيرٌ وخطيرٌ وجليلٌ ؛ فالحِزْبُ السَّيْفِيُّ لِطريقةٍ واحدةٍ في كُلِّ زمانٍ ، وعِنْدَنَا فيهِ الإذنُ والتّأييدُ ، ولِذلكَ لاَ بُدَّ أنْ تَقْرَأَهُ ، قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - :" أَبيت " أيْ رَفَضْتُ ، فأمَرَهُ سَيِّدِي إبراهيمُ - رضي الله عنه - أنْ يَسألَ الأولياءَ في ذلكَ ؛ قالَ : فطَلَبْتُ واحداً مِنْ مَشايخِ القادريّةِ فأجابَ بأنَّهُ يقرأُ الحِزْبَ السَّيْفِيَّ 21 مرّةً في كُلِّ يومٍ و41 مرةً في يَوْمَيْنِ أوْ ثلاثةٍ مِنَ الأسبوعِ ..

قالَ الشَّيْخُ - رضي الله عنه - : ثُمَّ طَلَبْتُ واحداً مِنْ أجدادِي أتَى بالطَّرِيقَةِ مِنَ المَغْرِبِ وهوَ قصيرٌ جِدّاً ونحيلٌ جِدّاً وضعيفٌ وذَقْنُهُ كبيرٌ ، فسألْتُهُ فأجابَ بأنَّهُ يَقرأُهُ 41 مَرّةً يوميّاً ..

قالَ الشَّيْخُ - رضي الله عنه - : فاسْتَغْرَبْتُ لِذلكَ بَلْ ولُمْتُ نَفْسِي ، بَلْ ولاَمَنِي سَيِّدِي إبراهيمُ معاتِباً فقالَ :" طَلَبْتُ مِنْكَ أنْ تَقرأَهُ ثلاثَ مَرّاتٍ فاسْتَكْثَرْتَهُمْ ، وكُلُّنَا نَقْرَأُهُ 41 مَرّةً في اليومِ ونزيدُ !! " ، فَقَبِلْتُ وأَصْبَحَ عِنْدِي كُلُّ أصنافِ الحِزْبِ السَّيْفِيِّ لِسَيِّدِي أحمدَ الرِّفاعيِّ والجيلانيِّ والتّيجانيِّ والسَّيِّدِ أحمدَ ابنِ إدريسَ ..

(1/165)

________________________________________

ثُمَّ حَدَثَ أنَّهُ كانَ هناكَ مَوْضِعٌ مُعَيَّنٌ في الحِزْبِ السَّيْفِيِّ عِنْدَ أحدِ المشايخِ المذكورِينَ وطَلبْتُ أنْ أقرأَهُ ، فقالَ لي (1) : اقْرَأْ كَذَا .

فسألْتُهُ : ماذَا كُنْتَ تَقرأ ؟

قالَ : أنَا لاَ أقْرَأُه .

قُلْتُ : ولِمَ تُجْبِرُني على قراءتِهِ ؟!

قالَ : لأنَّهُ يَلْزَمُ كُلَّ الأولياءِ ويَلْزَمُ طريقةً واحدةً في كُلِّ زمانٍ ، وأنَا عِنْدِي الإذن .

قُلْتُ : أَكُنْتَ تَقرأُ السَّيْفِيَّ الذي عِنْدَ السَّيِّدِ أحمدَ الرِّفاعيّ ؟

قالَ : لاَ .

قُلْتُ : أَكُنْتَ تقرأُ السَّيْفِيَّ الذي عِنْدَ السَّيِّدِ عَبْدِ القادرِ الجيلانيّ ؟

قالَ : لاَ .

قُلْتُ : أَكُنْتَ تَقرأُ السَّيْفِيَّ الذي عِنْدَ السَّيِّدِ أحمدَ التّيجانيّ ؟

قالَ : لاَ .

قُلْتُ : أَكُنْتَ تَقرأُ السَّيْفِيَّ الذي في بئرِ سَيِّدِنَا عَلِيّ ؟

قالَ : لاَ .

قُلْتُ : أَكُنْتَ تَقرأُ السَّيْفِيَّ الذي عِنْدَ السَّيِّدِ أحمدَ بنِ إدريس ؟

قالَ : لاَ .

قُلْتُ : هكذَا انْتَهَتْ أصنافُهُ .. فماذَا كُنْتَ تَقرأ ؟!

قالَ : لاَ .. أخطأْتَ .

قُلْتُ : كَيْف ؟!

قالَ : السَّيِّدُ أحمدُ بنُ إدريسَ هوَ الذي كانَ يَقرأُ الذي عِنْدِي .

قُلْتُ : ولِمَ تريدُنِي أنْ أقرأَه ؟

قالَ : لَمَّا كُنْتُ في مَهْدِي عِنْدِي أَقَلُّ مِنْ سَنَةٍ جاءُوا بِي إلى خالِي الشّاذليِّ فأعطانِي إيَّاهُ تامّاً ، فعِنْدَمَا يَلْزَمُنِي أقرأُهُ مَرّة .

قُلْتُ : سأقرأُهُ ولكنْ كَيْفَ عوالِمُهُ [ أيْ ملائكتُهُ ] ونظامُه ؟

قالَ : ستَقرأُ هذَا في الكِتَابِ .

قُلْتُ : لاَ .. أنَا تُبْتُ وسأَقْرَأُ يَا سيدِي إبراهيم .

ثُمَّ أَطَالَ - رضي الله عنه - في الحديثِ عَنْ عوالِمِ الحِزْبِ السَّيْفِيِّ حَيْثُ ذَكَرَهُمْ بأسمائِهِمْ وأوصافِهِمْ وأشغالِهِمْ ، فسبحانَ اللهِ العظيم .

__________

(1) 1- أيْ سَيِّدِي إبراهيم - رضي الله عنه - .




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم