محبة الأولياء، محبة الصحابة، محبة أهل البيت، محبة النبى، محبة ربنا، ما من أحد يستطيع ان يقول أنها مكتسب، أو يستطيع أن يشتريها أو يقرضها أو يجدها ملقاه أو يستلفها ... غير ممكن، إذا ظن ظان بإنه المحبة مكتسبة فقد جعل لمعرفة الله ثمن، وهذا غير ممكن وفيه يقول الأولياء:
قد كنت أحسـب أن حبـك *** يشترى بكرائم الأموال والأرواح
فعلمت أنك لا تنـال بحيـلة *** فلـويت رأسى تحت طى جناحى
ويقول آخر:
واتبع سبيل الهوى تلحق بسابقهم
إن الهوى يلحق النوام بالسارى
ثم أن المحبة غالية جدا، ما فى أغلى منها فى الوجود، فما هو الذى يأتى لك بالمحبة؟
عندما يحبك الشيخ، عندما يحبك سيدنا الحسين، عندما يحبك النبى، عندما يحبك ربنا، وعندها تجد أنك تحبه، بإعتبار يحبهم هو (ربنا) أولا، ثم بعد ذلك هم يحبونه.
فعندما يتبع ابن الطريقة الطريقة، يعطى له كمية من المحبة كراسمال، فإذا استطاع هو أن يزيد فيها كل يوم شوية من نور الإيمان وشوية من الأوراد، شوية من الأوراد، فهذا يزيد له فى نور المحبة، وهذا النور يشعل نار المحبة مثلما يقولون:
فلعـل نار جـوانحى بهبوبها
أن تنطفى وأود أن لا تنطفى
إذن فكيف تزداد المحبة؟ بالتقرب إلى الله بالنوافل، وهذا هو ما يقوله الحديث (ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته) فإذا تمت المحبة من ربنا، استبدل صفات العبد بصفات إلهية (كنت سمعه وبصره ... إلى آخر الحديث) والمريد الشاطر لا يوقف نار المحبة أبدا، فهو يزيدها كل يوم بقرأة بعضا من النوافل، يتنفل شوية، يصوم شوية، يذكر شوية، يصلى على النبى ... وهكذا، مثل أوراد الصوفية، ومن هنا تزداد نار المحبة لديه، وعندما تزداد نار المحبة فمهما يسئ لك مادمت تحبه فلن تغضب منه، وهكذا مهما تسئ أنت للآخر مادمت بتحبه فلن يغضب منك، وهذا هو مربط المصحف حيث يقول: ﴿إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم﴾
تعليقات: 0
إرسال تعليق