-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 4 سبتمبر 2017

مقدمة كتاب أنْوَارُ الأمِينِ فِي شَرْحِ الأَوْرَادِ عَنْ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّين

مقدمة كتاب أنْوَارُ الأمِينِ فِي شَرْحِ الأَوْرَادِ عَنْ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّين
=

برهانيات كوم 

الطَّرِيقَةُ الْبُرْهَانيَّةُ

أَبْنَاءُ

الشَّيْخِ مُحَمَّدِ إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدِ عُثْمَانَ عَبْدُه الْبُرْهَانِيّ


أنْوَارُ الأمِينِ

فِي شَرْحِ الأَوْرَادِ

عَنْ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّين

أو

( التَّحْقَيقُ وَالتَّدْقَيق فِي شَرْحِ أَوْرَادِ الطَّرِيق )


جمعه وحقَّقه وعلَّق عَلَيْه

الراجي القبول والسعادة وبلوغ المأمول في الدارين

الخويدم

إبراهيم الدّسوقيّ مُحَمَّد بدور


مقدمة

الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمُّ الصالحاتُ ، وصلَّى اللهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ - عَبْدِ الذّاتِ ورسول الأسماء والصّفات - وآلهِ والأمّهاتِ ، ورضيَ اللهُ تعالى عَنْ مشايخِنَا وشفعائِنَا في الحياةِ وبَعْدَ المماتِ ، واجْزِ اللَّهُمَّ بفضلِكَ عَنَّا إمامَ أهلِ الدِّينِ في زمانِهِ ، جامعَ الشَّمْلِ وحاملَ الكَلِّ : سَيِّدَنَا ومَوْلاَنَا الشَّيْخَ مُحَمَّدَ إبراهيمَ مُحَمَّدَ عثمانَ عَبْده البرهانيَّ ، وشَيْخَنَا العبدَ الصّالحَ الفتى الأمينَ ودُرَّةَ عقدِ الغُرِّ الميامينِ : الشَّيْخَ إبراهيمَ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ عثمانَ عَبْده البرهانيَّ ، وشَيْخَنَا الإمامَ فَخْرَ الدِّينِ مُحَمَّدَ عثمانَ عبده البرهانيَّ أَطْيَبَ ما جَزَيْتَ بهِ شيخاً عَنْ مريديهِ وارْضَ عَنْهُمْ ، وأَكْرِمْ وبارِكْ آل إبراهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ ..


وبَعْدُ .. هذي نُفَيْحاتٌ سَرَتْ بهمْ إليهمُ ابتغاءَ ظهورِ إكرامِ تشريفِهمْ لِرَعِيَّتِهمْ بظهورِ الفضلِ والنِّعْمَةِ على مَنْ ظَهَرَ في مرآةِ حُسْنِهِمْ وإحسانِهِمْ مِنْ فيضِ قَوْلِ جَدِّهِمْ الحبيبِ المصطفي - صلى الله عليه وسلم - { إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ لَنَفَحَاتٍ ، أَلاَ فَتَعَرَّضُوا لَهَا } (1) ، فهَا هيَ الحاجةُ والضَّرُورَةُ قَدْ دَعَتْ إلى بزوغِ أنوارِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - التي تَجَلَّى بها على أحبابِهِ ومُرِيدِيهِ في جواهرِ مَنْطِقِهِ بدروسِهِ التي لَمْ يَرَ الزَّمَانُ لَهَا مثالاً ، فدَعَانَا داعِي الخَيْرِ والنَّجَاةِ بِوَصْلِهِ إلى جَمْعِ مَا وَرَدَ عَنْهُ في شَرْحِ أورادِ الطّريقةِ البرهاميّة ..

فَلَعَلَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ يَمْنَحَنْ ... سِرّاً بِهِ تُشْفَى الصُّدُورُ فَتَقْنُتِ
وَلَعَلَّ جَدْبَاءَ الْقُلُوبِ بِغَيْثِهِ ... تَهْتَزُّ شُكْراً ثُمَّ عِلماً تُنْبِتِ
وَلَعَلَّهَا تُؤْتِي ثِمَاراً بَعْدَمَا ... تُجْدِي الْوَسِيلَةُ بِالإِمَامِ وَعِتْرَةِ كَرَماً وَيَعْلَمُ مَبْدَئِي وَنِهَايَتِي
فَهُوَ الَّذِي أَعْطَى الْعُبَيْدَ زِمَامَهَا
وَلَدَيْهِ مِفْتَاحُ الْمَعَانِي جُمْلَةً ... حَاشَا يُمَارَى بِالذِي أَوْ بِالَّتِي

فاللَّهَ نسألُ ، وبرسولِهِ وأهلِ بيتِهِ ومشايخِنا نتوسلُ أنْ يجعلَ هذَا العملَ خالصاً لوجهِهِ الكريمِ وهادياً إلى حضرةِ الجَدِّ الرءوفِ الرحيم ..

فَإِنَّ للَّهِ في آياتِهِ عَجَبٌ ... تَبَارَكَ اللَّهُ فِي إِحْكَامِ آيَاتِ
__________
(1) 1- متفق عليه مِنْ حديث أبي هريرة .


وقَدِ انْتَهَجْنَا في هذَا العملِ نهجاً نَدْعُو اللهَ أنْ يَحُوزَ القبولَ في السَّمَاءِ والأرضِ ، إنَّهُ بالإجابةِ جديرٌ ، سِيَّمَا وقَدْ تَزَوَّدْنَا بحُسْنِ القصدِ وجَعَلْنَاهُ غايتَنَا ؛ حَيْثُ آثرْنا أنْ نُعَبِّرَ عَنْ جواهرِ سَيِّدِي فَخْرِ الدِّينِ - رضي الله عنه - بلفظِنَا كعبيدِ إحسانٍ ؛ لِيَتَسَنَّى لِلعامِّ والخاصِّ الفوزُ بهِ والنَّجاةُ والخيرُ بوصلِهِ إنْ شاءَ اللهُ وتارةً نُؤْثِرُ النَّقْلَ بِنَصِّهِ لِنُضِيفَ أماناً جديداً لِلأخِ القارئِ العزيزِ ، فإذَا رَأيْنَا وجوبَ تحقيقٍ أوْ تدقيقٍ عَمدْنَا إلى الإشارةِ إلى ذلكَ بلفظِ ( تحقيقٍ ) أوْ ( تدقيقٍ ) تَيَمُّناً واستناداً إلى قولِ شَيْخِنَا - رضي الله عنه - ( لَيْتَهُمْ لَوْ حَقَّقُوا أَوْدَقَّقُوا ) ..
حَيْثُ عَرَّفَ سَيِّدِي أبو المواهبِ الشاذليُّ - رضي الله عنه - التَّحقيقَ : بأنَّهُ إثباتُ المسألةِ بدليلِهَا ، أمّا إثباتُها بدليلٍ آخَرَ فهوَ التدقيقُ ، بمعنَى أنَّكَ إذَا برهنْتَ على المسألةِ بدليلٍ واحدٍ فقدْ حقَّقْتَهَا ، أمَّا إذَا اجتهدْتَ في سَوْقِ الأدلةِ على إثباتِ المسألةِ ذاتِهَا فذلكَ التدقيقُ (1) .
وذلكَ لِيَتَبَيَّنَ لِلقارئِ قولُ مَوْلاَنَا الشَّيْخِ مِنْ قولِ غَيْرِهِ ، فإنْ كانَ قولاً حسناً سألْنا اللهَ القبولَ ، وإنْ كانَ غَيْرَ ذلكَ استغفرْنَا اللهَ وسألْنَا كُلَّ مَنِ اطَّلَعَ على ذلكَ العفوَ والسماحَ والاستغفارَ والإذنَ مِنْ صاحبِ الأمانةِ في الاستدراكِ في موضعِه ..
وفِي النِّهَايَةِ نَعْتَرِفُ بِعَجْزِنَا وتقصيرِنَا أمامَ هذهِ المهمَّة ..

وَلاَ فَتىً غَيْرُ مَنْ يَسْعَى بِذِمَّتِنَا ... وَلَيْسَ مَنْ قَالَ حَطَّ الذِّكْرُ أَوْزَارِي

وصلَّى اللهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم .
__________
(1) 1- انظر : قوانين حكم الإشراق إلي كافة الصُّوفِيَّة في جميع الآفاق لأبي المواهب التونسي .



مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم