برهانيات كوم / الطريقة البرهانية
* ( طَهُورٌ بِدْعَقٌ مَحْبَبَهٌ صُورَهٌ مَحْبَبَهْ سَقْفَاطِيسٌ سَقَاطِيمٌ أَحُونٌ ق أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌ آمينْ ) :
- سبقَ الكلامُ فِيهَا عِنْدَ شرحِ التحصينِ الشريف .
- قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبٌ ، وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس } .
وقيلَ : إنَّ قَلْبَ يس هو {سَلَمٌ قَوْلا مِّن رَّبٍّ رَّحِيم} (1) .
وقالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : إنَّ قَلْب {سَلَمٌ قَوْلا مّن رَّبٍّ رَّحِيم} هو ( أَحُونٌ ق أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌ آمِينْ ) ، فهيَ قَلْبُ قَلْبِ القرآنِ ..
وقالَ - رضي الله عنه - : إنَّهَا تَحْمِلُ سِرَّ الخاتمِ النَّبَوِيِّ الموجودِ بَيْنَ كَتِفَيِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ؛ وذلكَ لأنَّ لِلقلبِ باباً ، وبابُهُ النَّفْسُ ؛ يَدْخُلُ الشيطانُ مِنْ هذَا البابِ خَلْفَ القلبِ ، وقدْ جُعِلَتْ في الحِزْبِ لِتَحْمِيَ السّالكَ بِسِرِّهَا مِنْ دخولِ الشيطانِ إلى قَلْبِه .
__________
(1) 1- سورة يس : 58
(1/117)
________________________________________
* بعضٌ مِنْ معنى آية {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه ...} (1) :
- {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه} : شدةُ احترامٍ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَهُ مجرَّداً ؛ بَلْ دائماً يَذْكُرُهُ المولى تبارَكَ وتعالى بإضافاتِ التشريف .
- اصطفى اللهُ صحابةَ رسولِ اللهِ لهُ - صلى الله عليه وسلم - ، ولِذلكَ قال - صلى الله عليه وسلم - { إِذَا ذُكِرَتْ صَحَابَتِي فَأَمْسِكُوا } وقال { اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي } ، فما بالُكَ برؤساءِ الصحابةِ الخلفاءِ الأربعةِ ؟!
ففضائلُهمْ شائعةٌ لاَ حَصْرَ لَهَا ، وحسْبُهُمْ ما وَرَدَ بشأنِهِمْ في تفسيرِ آيِ الكتابِ الكريمِ ؛ فقدْ ذَكَرَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - أنَّ اللهَ اصطفاهُمْ لِرسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأزلِ ، والدليلُ على ذلكَ ذِكْرُهُمْ في قصَّةِ سَيِّدِنَا نُوحٍ - عليه السلام - مِنْ بابِ الإشارةِ في قولِهِ تعالى {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِر} (2) ؛ إذْ لَمَّا قامَ الطوفانُ كانَ المطرُ يَنْصَبُّ كأفواهِ الْقِرَبِ ، وتفجَّرَتِ الأرضُ عَنْ ينابيعَ كثيرةٍ ، ثمَُّ نَزَلَ سَيِّدُنَا جبريلُ - عليه السلام - بخمسةِ أسماءٍ وقالَ لِسَيِّدِنَا نُوحٍ - عليه السلام - : تكتبُ في الحربةِ [ أيِ الدفة ] ( أملحلمهد ) وفِي الأركانِ ( رمبز - يوحانز - خسرنوز - عبد الناصر ) يَعْنِي أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ وعَلِيّاً ، فَهُمُ المشارُ إلَيْهِمْ بالعيونِ أوِ الأَعْيُنِ في الآية .
تحقيق :
وَجَدْنَا في كتابِ "نورِ الأبصارِ في مناقبِ آلِ بَيْتِ النَّبِيِّ المختارِ " (3) مَا
__________
(1) 1- سورة الفتح : 29
(2) 2- سورة القمر : 14
(3) 3- " نور الأبصار " لِلعالِم الفاضل الهُمَام الشيخ سَيِّد الشّبلنجيّ الشَّهِير بـ"مؤمِن" - رضي الله عنه - ، مِن قرية شبلنجة مِن أعمال القليوبيّة ، وهو مِنْ أجلاّء فُضَلاَء علماء الأزهر الشَّرِيف .
(1/118)
________________________________________
ذكرَهُ عَنِ الكسائيِّ أنَّ سَيِّدَنَا نوحاً - عليه السلام - كانَ كُلَّمَا صَنَعَ في السفينةِ شَيْئاً تأكلُهُ الأَرَضَةُ لَيْلاً ، فشكا إلى اللهِ تعالى فأوحَى اللهُ تعالى إلَيْه :( اكْتُبْ عَلَيْهَا عُيُونِي مِنْ خَلْقِي ) قال :" يَا رَبِّ .. وَمَا عُيُونُكَ مِنْ خَلْقِك ؟ " قال :( هُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّي مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - : أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيّ ) ، فكتَبَهُمْ على جَنَبَاتِهَا الأربعةِ فحُفِظَتْ ..
قالَ الشّبلنجيُّ - رضي الله عنه - : وإذَا تأمَّلْتَ ما ذَكَرَهُ الكسائيُّ معَ قولِهِ تعالى {وَحَمَلْنَهُ عَلَى ذَاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا} (1) تَجِدُ فيهِ السرَّ الأعظمَ والفضلَ الذي تَقْصُرُ دونَهُ الغايات .. ا.هـ .
- ثُمَّ قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في معنى الآيةِ ما معناه :
{وَالَّذِينَ مَعَه} : سَيِّدُنَا أبُو بكرٍ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يَوْمِ القيامة .
{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّار} : سَيِّدُنَا عُمَرُ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يومِ القيامة .
{رُحَمَاءُ بَيْنَهُم} : سَيِّدُنَا عثمانُ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يومِ القيامة .
{تَرَهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَنا} : سَيِّدُنَا عَلِيٌّ - كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يَوْمِ القيامة .
{ذَلِك} : مَنْ حدّثْنَاكَ عَنْهُمْ ، وهُمُ الخلفاءُ الأربعة {مَثَلُهمْ فِى التَّوْرَة} .
{وَمَثَلُهُمْ فِى الإِنجِيل} :
{كَزَرْع} : الإسلامُ حَيْثُ الزارعُ هوَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ..
{أَخْرَجَ شَطْئَه} : أيْ أوَّلَ قيامِهِ حَيْثُ كانَ سَيِّدُنَا أبُو بكرٍ - رضي الله عنه - .
__________
(1) 1- سورة القمر : 14
(1/119)
________________________________________
{فَئَازَرَه} : بإسلامِ سَيِّدِنَا عُمَرَ - رضي الله عنه - ..
{فَاسْتَغْلَظ} : بجهادِ جَيْشِ سَيِّدِنَا عثمانَ - رضي الله عنه - .
{فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِه} : بسيفِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه .
تحقيق :
ورأيْنَا في كتابِ " الكوكبِ المنيرِ في شرحِ وتفسيرِ الحِزْبِ الكبيرِ والصَّغِيرِ " نَحْوَ مَا رواهُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - مِنْ تأويلِ الآيةِ منسوباً إلى ترجمانِ القرآنِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ العبّاسِ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا معَ زيادةٍ طفيفة .
- وهذهِ الآيةُ المذكورةُ مِنْ أعظمِ الآياتِ في كتابِ اللهِ تعالى ، وهِيَ مِنْ جوامعِ الكَلِمِ ؛ حَيْثُ جَمَعَتِ الحروفَ الأبجديّةَ الهجائيّةَ كاملةً ، وذلكَ مِنَ الخصائصِ بالنِّسْبَةِ لِباقي آياتِ القرآنِ الكريمِ ، وذلكَ السِّرُّ وحْدَهُ كافٍ لِيُورِدَهَا سَيِّدِي إبراهيمُ - رضي الله عنه - في الحِزْبِ الكبيرِ حَيْثُ أشارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ أُوتِيَ جوامعَ الكَلِمِ ، فكأنَّ في الحديثِ إشارةً إلى الخلفاءِ الأربعةِ ومَنْ يَرِثُ مَرَاتِبَهُمْ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وكأنَّهُ يَسُوقُ المُرِيدَ لِيَتَوَجَّهَ بِهِمْ في قضاءِ ما جاءَ ذِكْرُهُ في الحِزْبِ كُلِّهِ مِنْ فوائدَ وحاجاتٍ دنيويّةٍ وأخرويّةٍ ، واللهُ أَعْلَم .
* ( يَا عَزِيز ) :
قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : العزيزُ : مَنِيعُ الحِمَى [ أيْ لاَ يَصِلُ إلَيْهِ أحدٌ في عُلاَهُ أوْ حِمَاهُ ، ولَوْ وَصَلَ إلَيْهِ أحدٌ في مَوْطِنِهِ - تعالى عَنِ التَّشْبِيهِ والأَيْنِ والكَيْفِ - لاَنْتَفَتْ عَنْهُ العِزَّةُ ، حاشَاهُ وتعالى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كبيرا ] (1) .
__________
(1) 1- انْظُرْ عَلِّمُوا عَنِّي 1/92
- سبقَ الكلامُ فِيهَا عِنْدَ شرحِ التحصينِ الشريف .
- قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - { لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبٌ ، وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس } .
وقيلَ : إنَّ قَلْبَ يس هو {سَلَمٌ قَوْلا مِّن رَّبٍّ رَّحِيم} (1) .
وقالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : إنَّ قَلْب {سَلَمٌ قَوْلا مّن رَّبٍّ رَّحِيم} هو ( أَحُونٌ ق أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌ آمِينْ ) ، فهيَ قَلْبُ قَلْبِ القرآنِ ..
وقالَ - رضي الله عنه - : إنَّهَا تَحْمِلُ سِرَّ الخاتمِ النَّبَوِيِّ الموجودِ بَيْنَ كَتِفَيِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ؛ وذلكَ لأنَّ لِلقلبِ باباً ، وبابُهُ النَّفْسُ ؛ يَدْخُلُ الشيطانُ مِنْ هذَا البابِ خَلْفَ القلبِ ، وقدْ جُعِلَتْ في الحِزْبِ لِتَحْمِيَ السّالكَ بِسِرِّهَا مِنْ دخولِ الشيطانِ إلى قَلْبِه .
__________
(1) 1- سورة يس : 58
(1/117)
________________________________________
* بعضٌ مِنْ معنى آية {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه ...} (1) :
- {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه} : شدةُ احترامٍ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَهُ مجرَّداً ؛ بَلْ دائماً يَذْكُرُهُ المولى تبارَكَ وتعالى بإضافاتِ التشريف .
- اصطفى اللهُ صحابةَ رسولِ اللهِ لهُ - صلى الله عليه وسلم - ، ولِذلكَ قال - صلى الله عليه وسلم - { إِذَا ذُكِرَتْ صَحَابَتِي فَأَمْسِكُوا } وقال { اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي } ، فما بالُكَ برؤساءِ الصحابةِ الخلفاءِ الأربعةِ ؟!
ففضائلُهمْ شائعةٌ لاَ حَصْرَ لَهَا ، وحسْبُهُمْ ما وَرَدَ بشأنِهِمْ في تفسيرِ آيِ الكتابِ الكريمِ ؛ فقدْ ذَكَرَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - أنَّ اللهَ اصطفاهُمْ لِرسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأزلِ ، والدليلُ على ذلكَ ذِكْرُهُمْ في قصَّةِ سَيِّدِنَا نُوحٍ - عليه السلام - مِنْ بابِ الإشارةِ في قولِهِ تعالى {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِر} (2) ؛ إذْ لَمَّا قامَ الطوفانُ كانَ المطرُ يَنْصَبُّ كأفواهِ الْقِرَبِ ، وتفجَّرَتِ الأرضُ عَنْ ينابيعَ كثيرةٍ ، ثمَُّ نَزَلَ سَيِّدُنَا جبريلُ - عليه السلام - بخمسةِ أسماءٍ وقالَ لِسَيِّدِنَا نُوحٍ - عليه السلام - : تكتبُ في الحربةِ [ أيِ الدفة ] ( أملحلمهد ) وفِي الأركانِ ( رمبز - يوحانز - خسرنوز - عبد الناصر ) يَعْنِي أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ وعَلِيّاً ، فَهُمُ المشارُ إلَيْهِمْ بالعيونِ أوِ الأَعْيُنِ في الآية .
تحقيق :
وَجَدْنَا في كتابِ "نورِ الأبصارِ في مناقبِ آلِ بَيْتِ النَّبِيِّ المختارِ " (3) مَا
__________
(1) 1- سورة الفتح : 29
(2) 2- سورة القمر : 14
(3) 3- " نور الأبصار " لِلعالِم الفاضل الهُمَام الشيخ سَيِّد الشّبلنجيّ الشَّهِير بـ"مؤمِن" - رضي الله عنه - ، مِن قرية شبلنجة مِن أعمال القليوبيّة ، وهو مِنْ أجلاّء فُضَلاَء علماء الأزهر الشَّرِيف .
(1/118)
________________________________________
ذكرَهُ عَنِ الكسائيِّ أنَّ سَيِّدَنَا نوحاً - عليه السلام - كانَ كُلَّمَا صَنَعَ في السفينةِ شَيْئاً تأكلُهُ الأَرَضَةُ لَيْلاً ، فشكا إلى اللهِ تعالى فأوحَى اللهُ تعالى إلَيْه :( اكْتُبْ عَلَيْهَا عُيُونِي مِنْ خَلْقِي ) قال :" يَا رَبِّ .. وَمَا عُيُونُكَ مِنْ خَلْقِك ؟ " قال :( هُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّي مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - : أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيّ ) ، فكتَبَهُمْ على جَنَبَاتِهَا الأربعةِ فحُفِظَتْ ..
قالَ الشّبلنجيُّ - رضي الله عنه - : وإذَا تأمَّلْتَ ما ذَكَرَهُ الكسائيُّ معَ قولِهِ تعالى {وَحَمَلْنَهُ عَلَى ذَاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا} (1) تَجِدُ فيهِ السرَّ الأعظمَ والفضلَ الذي تَقْصُرُ دونَهُ الغايات .. ا.هـ .
- ثُمَّ قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - في معنى الآيةِ ما معناه :
{وَالَّذِينَ مَعَه} : سَيِّدُنَا أبُو بكرٍ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يَوْمِ القيامة .
{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّار} : سَيِّدُنَا عُمَرُ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يومِ القيامة .
{رُحَمَاءُ بَيْنَهُم} : سَيِّدُنَا عثمانُ - رضي الله عنه - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يومِ القيامة .
{تَرَهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَنا} : سَيِّدُنَا عَلِيٌّ - كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ - ومَنْ يَرِثُ مَرْتَبَتَهُ إلى يَوْمِ القيامة .
{ذَلِك} : مَنْ حدّثْنَاكَ عَنْهُمْ ، وهُمُ الخلفاءُ الأربعة {مَثَلُهمْ فِى التَّوْرَة} .
{وَمَثَلُهُمْ فِى الإِنجِيل} :
{كَزَرْع} : الإسلامُ حَيْثُ الزارعُ هوَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ..
{أَخْرَجَ شَطْئَه} : أيْ أوَّلَ قيامِهِ حَيْثُ كانَ سَيِّدُنَا أبُو بكرٍ - رضي الله عنه - .
__________
(1) 1- سورة القمر : 14
(1/119)
________________________________________
{فَئَازَرَه} : بإسلامِ سَيِّدِنَا عُمَرَ - رضي الله عنه - ..
{فَاسْتَغْلَظ} : بجهادِ جَيْشِ سَيِّدِنَا عثمانَ - رضي الله عنه - .
{فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِه} : بسيفِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه .
تحقيق :
ورأيْنَا في كتابِ " الكوكبِ المنيرِ في شرحِ وتفسيرِ الحِزْبِ الكبيرِ والصَّغِيرِ " نَحْوَ مَا رواهُ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - مِنْ تأويلِ الآيةِ منسوباً إلى ترجمانِ القرآنِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ العبّاسِ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا معَ زيادةٍ طفيفة .
- وهذهِ الآيةُ المذكورةُ مِنْ أعظمِ الآياتِ في كتابِ اللهِ تعالى ، وهِيَ مِنْ جوامعِ الكَلِمِ ؛ حَيْثُ جَمَعَتِ الحروفَ الأبجديّةَ الهجائيّةَ كاملةً ، وذلكَ مِنَ الخصائصِ بالنِّسْبَةِ لِباقي آياتِ القرآنِ الكريمِ ، وذلكَ السِّرُّ وحْدَهُ كافٍ لِيُورِدَهَا سَيِّدِي إبراهيمُ - رضي الله عنه - في الحِزْبِ الكبيرِ حَيْثُ أشارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ أُوتِيَ جوامعَ الكَلِمِ ، فكأنَّ في الحديثِ إشارةً إلى الخلفاءِ الأربعةِ ومَنْ يَرِثُ مَرَاتِبَهُمْ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وكأنَّهُ يَسُوقُ المُرِيدَ لِيَتَوَجَّهَ بِهِمْ في قضاءِ ما جاءَ ذِكْرُهُ في الحِزْبِ كُلِّهِ مِنْ فوائدَ وحاجاتٍ دنيويّةٍ وأخرويّةٍ ، واللهُ أَعْلَم .
* ( يَا عَزِيز ) :
قالَ سَيِّدِي فَخْرُ الدِّينِ - رضي الله عنه - : العزيزُ : مَنِيعُ الحِمَى [ أيْ لاَ يَصِلُ إلَيْهِ أحدٌ في عُلاَهُ أوْ حِمَاهُ ، ولَوْ وَصَلَ إلَيْهِ أحدٌ في مَوْطِنِهِ - تعالى عَنِ التَّشْبِيهِ والأَيْنِ والكَيْفِ - لاَنْتَفَتْ عَنْهُ العِزَّةُ ، حاشَاهُ وتعالى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كبيرا ] (1) .
__________
(1) 1- انْظُرْ عَلِّمُوا عَنِّي 1/92