-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

في إنكارهم التوسل وأن عمل الغير لا ينفع الغير

في إنكارهم التوسل وأن عمل الغير لا ينفع الغير


التصوف بكل لغات العالم : 
في الجواز بالتوسل بحق المتوسل به
إذ لا يخفى على ذوي العقول الراجحة أن الفِرق الضالة الذين ينكرون التوسل والوسيلة خصوصاً لعباد الله الصالحين يستهجنون قول القائل لله عز وجل كذا المتوسل به قائلين إنه لا يجب على الله حق لعباده أو لخلقه إنكاراً فاحشا.
وحكمهم على القائل بذلك أنه مشرك كافر وهم يضللون بيان القرآن الكريم وصريح السنة المطهرة إذ يقول الحق تبارك وتعالى لعباده تفضلاً منه لا وجوباً عليه {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} والحق بمعنى الوعد الثابت المتحقق الوقوع وفي الآية الأخرى {وعدا عليه حق} وفي الأخرى {وعدا علينا إنا كنا فاعلين} وفي الصحيح من حديث معاذ بن جبل (هل تدري ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركون به شيئاً وحقهم عليهم إن فعلوا ذلك أن لا يعذبهم) ومنه ما رواه ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الخارج إلى الصلاة: (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياءا ولا سمعة ولكني خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذني من النار وأن تدخلني الجنة) ومنه حديث السيدة فاطمة بنت أسد والدة سيدنا علي بن أبي طالب الذي يرويه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط عن أنس بن مالك الذي قال فيه: (بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي أن ترحم أمي فاطمة بنت أسد اللهم أكرم نزلها ووسع قبرها) الحديث.
فانظر يا أخي إلى هؤلاء الذين يجهلون كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإلى ما يضللون به عباد الله تعالى وتحريفهم كلام الله تعالى عن مواضعه وتعميتهم في كل ما يدعون إليه ويجعلونه مذهباً لهم خارجاً عن اجماع المسلمين وما عليه أهل التحقيق ومن العجيب أنهم يسمون أسلافهم الضالين والمضللين الذين هم على قدمهم (أهل الإجماع) وأن الإجماع مصدره من الصحابة والتابعين وهم أهل السواد الأعظم من المسلمين على ما قدمنا وهم المعنيون في الكتاب العزيز والسنة المطهرة (بالأمة) التي يستحيل تواطئها على الكذب. ثم أنهم قد يجيزون التوسل بالصالحين الأحياء منهم في هذه الحياة الدنيا كما قال ابن تيمية في رسائله إن الأنبياء والمرسلين وسيلتنا إلى الله في دعوتهم وإرشادهم الخلق إلى الله تعالى ثم استمر إلى أن نفاها عنهم أمواتاً: فنشأ من على قدمهم الآن ينكرون التوسل بالأموات اعتقاداً منهم بأنهم ماتوا وانتهوا على عقيدة اليهود والنصارى بل يعتقدون أن المساجد التي فيها الموتى لا يصلى فيها، والصلاة فيها باطلة. كما كان المشركون يصلون للأصنام. هذا، والله تعالى أبان في كتابه العزيز أن ميت الآدمي ولو كافراً أحيا من حياة الدنيا على ما بينا وسيأتي قريباً البيان الذي يجعل أدلتهم واهية بل وعاطلة لا يقبلها ذو عقل سليم وسيتضح لك ذلك إن شاء الله تعالى.
وقد أفردنا للميت الآدمي باباً خاصاً أوضحنا فيه أنه أحيا من حياة الدنيا من الكتاب العزيز والسنة المطهرة واجماع عقلاء الأمة على ذلك بما لا يستطيع أحد أن يرده ولم ندع فيه قولة لقائل وإذا كان هذا الميت حياً أحيا من حياة الدنيا أفلا يجوز التوسل به. ومن أدل الدلائل على حياة الآدمي الميت قوله الله تعالى: {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} وهل الله سبحانه يرشد رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أموات بادوا وانتهوا وما قال الله تعالى ذلك إلا أنهم كانوا قالوا لرسوله- والله أمرنا بها- والله تعالى عالم بأن ميت الآدمي حي أحيا من حياة الدنيا ولو كافراً وكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك إنما رد عليهم بذلك تعزيزاً لهم وخزياً وكل المؤمنين يعلمون كذلك بما أفاض تعالى عليهم بالعلم والمعرفة في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم- كيف لا وقد توسل صلى الله عليه وسلم بالآدميين الأموات- في حديث السيدة فاطمة بنت أسد الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: (اللهم بحقي وحق النبييين من قبلي اغفر لأمي فاطمة بنت أسد) الحديث تقدم قريباً وقد توسل صلى الله عليه وسلم بنعم الله تعالى على عباده.
ببسم الله والماء والتراب في الحديث المروي عند البخاري حيث قال: (بسم ربنا وبريقة بعضنا وتربة أرضنا يشفي ربنا) قال شارحه توسل صلى الله عليه وسلم باسم مبدع الكائنات وأشار إلى الأصلين اللذين خلق منهما ابن آدم -الماء والتراب- فماذا تقول بعد ذلك يا ذا العقل السليم لهؤلاء المنحرفين المارقين في عقائدهم الزائفة ودعواهم الباطلة أنهم على الحق ويناصرون السنة ويكتبون كتباً ويطبعون منشورات ويقولون في المحاضرات والخطب في الجمعيات التي لا يسمعها إلا من نشأه الله تعالى على تلك الضلالات في قولهم إن المتوجه إلى شيء من خلق الله فهو توجه إلى غير الله فهو مشرك ويسردون الآيات التي لا يعقلون لها معنى إلا المخالفة ومتابعة أنفسهم هواها.
فانظر واعتبر وميز في الفرق بين قولهم لا إله إلا الله فقط وأن غيره من المخلوقات له أعمال تغاير أعمال الله تعالى ولا يخفى أن هذا هو عين الضلال المعارض لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهل يوجد الله تعالى شيئاً في الوجود خال من نعمه تعالى ورحمته التي وسعت كل شيء. وهل يجردها منه بعد أن يموت وكيف يقول في توجيه الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام إلى الخضر - أهل كان موسى عليه السلام مشركاً بالله وهو ذاهب إلى مخلوق مثله؟ أم حين استشار سليمان عليه السلام أهل مجلسه والتجأ إلى المخلوقين بقوله {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} أكان مشركاً؟ ولما سأل بنو اسرائيل موسى عليه السلام عن من قتل هذا المقتول وقال لهم: إن الله يأمركم أن نذبحوا بقرة وأخذوا يتعرفون عنها حتى اهتدوا إليها أكان هذا انصرافاً عن الله تعالى أم هو عين التشريع (الإلهي) لعباده ليعرفوا أن له في كل شيء آية تدل على أن الواحد.
فانصراف الخلق إلى الخالق ليعرفوا منها أنه سبحانه وتعالي له في أفراد موجوداته مميزات يغاير بعضها بعضاً، وأمر عباده أن يأتوا من فيه أو عنده حاجته ويطلبها منه. وهو في هذه الحال متوجه إلى الله تعالى، وهو الموجد لها والموجد لمن عنده هذه الحاجة، هذا والله تعالى أمر عباده أن يحبوا ويخلصوا ويطيعوا وينقادوا إلى المرسلين صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين. فقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} فقدم تعالى طاعة الرسول على طاعته جل وعل. ومن المعلوم أن الرسول غير الله وهو مخلوق له - فقل له هل الله أمر عباده أن يشركوا به غيره أم ماذا تقول؟ يا أيها المفرق بين الله ونعمه في مصادرها وهم خلقه. ثم قال تعالى أيضاً: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وهكذا الكتاب العزيز والسنة المطهرة يدعون إلى توحيد الحق عز وجل في كل شيء ومع كل شيء وبكل شيء حتى يصبح معنى وحده لا شريك له متحققاً في كل شيء. أو لم ينظر هؤلاء إلى قوله تعالى: {ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله} وقوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال} أليس هذا توجيها للقتال وقدمنا فيه الكلام طويلاً وإليك البيان الشريف من حضرته صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الشريف المروي عند البخاري وغيره (من لكعب بن الأشرف) والحديث الآخر (من لأبي رافع سر نجار الحجاز) أليس هذا هو عين تشريع الحق عز وجل لعباده وأنهم يأخذون الأمور من مصادرها وفي كل شيء بحسبه وأنه تعالى هو الذي أجرى الأسباب مع المسببات حتى يتم الأمر على المعنى المرادومن يحد عن ذلك فقد ضل ضلالاً مبيناً وهو الخارج عن الكتاب العزيز والسنة وقد سألني سائل منهم بقوله يا سيدنا الشيخ أأترك الله وأذهب لسيدنا الحسين؟ فقلت له في أية جهة تركت الله تعالى، فسكت.
فقلت: من خلق الحسين؟ فقال: الله فقلت له من أوجد فيه هذه النعمة والمزية لا يشاركه فيها غيره؟ فقال: الله. فقلت له: من يعطني سؤلي عنده؟ فقال: الله فقلت له من حببني فيه ورغبني فيه وفي التوجيه إليه؟ فقال: الله. قلت له: إذا أنا ذاهب إلى الله أي إلى مصدر من مصادر نعمه التي أوجدها لعباده في مكنوناته وأمرهم بالتوجه إليها وعلى هذا يكون النذر والحج وغيره وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم