-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 22 يوليو 2018

شرح ديوان شراب الوصل : شرح الْقَصِيدَة الأُولَى : التّائِيَّة ( أَنَا فِي أَنَا إِنِّي وَإِنِّيَ فِي أَنَا )

شرح ديوان شراب الوصل : شرح الْقَصِيدَة الأُولَى : التّائِيَّة ( أَنَا فِي أَنَا إِنِّي وَإِنِّيَ فِي أَنَا )
ديوان شراب الوصل لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني الْجُزْء الأوَّل : الْقَصِيدَة الأُولَى : التّائِيَّة ( أَنَا فِي أَنَا إِنِّي وَإِنِّيَ فِي أَنَا )

ديوان شراب الوصل

لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني

الْجُزْء الأوَّل :

الْقَصِيدَة الأُولَى : التّائِيَّة ( أَنَا فِي أَنَا إِنِّي وَإِنِّيَ فِي أَنَا )

التّاريخ : الأربعاء 29 جمادى الثانية 1403 هـ = 13 أبريل 1983 م

عَدَد الأبيات : 423


لقاء مولانا الشيخ محمد مع المصريين عام 2004 وتوجيهات هامة جدا

1- أَنَا فِي أَنَا إِنِّي وَإِنِّيَ فِي أَنَا *** رَحِيقِيَ مَخْتُومٌ بِمِسْكِ الْحَقِيقَةِ شرح 1 2 3  

2- صَبَرْتُ لِحُكْمِ اللَّهِ بَلْ أَنَا شَاكِرٌ *** فَمَا الصَّبْرُ إِلاَّ عَنْ عَظِيمِ الْمُصِيبَةِ  1 2 3 

3- سَعَيْتُ إِلَى مَوْلاَيَ مَرْفُوعَ هَامَةٍ *** وَمَا زِلْتُ لِلدُّنْيَا شُعَاعَ الْهِدَايَةِ  

4- وَآتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَبْلُ رُشْدَهُ *** فَمَا هُوَ إِلاَّ فَلْذَتِي وَعَطِيَّتِي 

5- تَوَاكَبَتِ الأَقْطَابُ يَوْمَ إِجَابَتِي *** تَزَاحَمَتِ الأَمْلاَكُ تَخْدُمُ رَوْضَتِي 

6- وَأَعْرِفُ أَقْدَارَ الرِّجَالِ جَمِيعِهِمْ *** وَلَكِنَّهُمْ ضَلُّوا ابْتِدَاءَ مَكَانَتِي 

7- شَرَابِيَ عَذْبٌ سَلْسَبِيلٌ مَذَاقُهُ *** وَعِلْمِيَ كَنْزٌ فِي قُلُوبِ أَحِبَّتِي 

8- سَقَيْتُ مُرِيدِي مِنْ شَرَابٍ مُعَتَّقٍ *** وَكَفِّيَ كَأْسٌ وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي 

9- وَبَعْضُ شَرَابِي أَغْرَقَ الكُلَّ فِي الْهَوَى *** وَمَنْهَجِيَ الْقُرْآنُ وَاللَّهُ وُجْهَتِي 

10- فَمَا فَازَ فِي الأَكْوَانِ إِلاَّ مُسَالِمِي *** وَمَا خَابَ إِلاَّ مَنْ أَرَادَ عَدَاوَتِي 

11- فَهَا أَنَا ذَا أَرْعَى الضَّعِيفَ وَأَسْتَقِي *** مِنَ الْمُصْطَفَى جَدِّي يَنَابِيعَ حِكْمَتِي شرح
2 

12- وَهَا أَنَا ذَا أَشْفِي السَّقِيمَ مِنَ الضَّنَى *** وَأَجْبُرُ مَكْسُورَ الْقُلُوبِ بِنَظْرَتِي

13- وَأَفْطِمُ مِنْكُمْ مَنْ أَتَمَّ رِضَاعَةً *** وَأُورِثُ سِرِّي لِلَّذِي فِيهِ صِبْغَتِي

14- لَقِيتُ مِنَ الْمَوْلَى رِضَاهُ وَقُرْبَهُ *** نَشَرْتُ عَلَيْكُمْ بُرْدَتِي وَعَبَاءَتِي شرح 1 2 3

15- وَإِنِّي وَأَيْمُ اللَّهِ مَا غِبْتُ عَنْكُمُ *** وَعَارِيَتِي رُدَّتْ لِرَبِّ الْبَرِيَّةِ

16- وَإِنِّيَ فِيكُمْ فَاشْهَدُونِي وَعَايِنُوا *** جَمَالِيَ مَوْصُولٌ وَسِرِّي بِصُحْبَتِي شرح 1 2

17- رَوَيْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ مَا قَدْ رَأَيْتُهُ *** وَسِرُّ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مَتْنُ رِوَايَتِي شرح 1 2 

18- أَلاَ فَخُذُوا عَنِّي الآحَادَ مُعَنْعَناً *** أَصَحُّ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ رِوَايَتِي

19- حَرَامٌ عَلَى قَوْمٍ أَكُونُ إِمَامَهُمْ *** وِلاَيَةُ قَوْمٍ جَاحِدِينَ لِنِعْمَتِي

لعرض شرح القصيدة كاملا اضغط هنا

20- وَيَعْرِفُ عَنِّي مَنْ هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ *** وَيَعْزُفُ عَنْ حُبِّي طَرِيدُ الْهِدَايَةِ

21- سَلاَمٌ عَلَى قَوْمٍ بِنَا قَدْ تَوَاصَلُوا *** فَحَبْلِيَ مَوْصُولٌ وَجَدِّيَ قُدْوَتِي

22- هَنِيئاً لِمَنْ أَمَّ الْحِمَى وَبِيَ احْتَمَى *** هَنِيئاً لَمَنْ يُسْقَى بِرَاحِ طَرِيقَتِي

23- هَنِيئاً لِمَنْ أَضْحَى صَرِيعاً بِحَيِّنَا *** فَدَائِيَ طِبٌّ بَلْ وَقَتْلِي إِغَاثَتِي

24- فَذَاتِيَ شَمْسٌ لَوْ تَجَلَّتْ لأَحْرَقَتْ *** وَلَكِنْ بِفَضْلِ اللَّهِ أَضْحَتْ مُضِيئَتِي

25- وَأَرْضَعْتُ أَبْنَائِي هَوَى آلِ أَحْمَدٍ *** فَأَوْرَثَهُمْ طَهَ الصَّفَاءَ وَرَحْمَتِي

26- حَفِظْتُ عُلُومِي فِيكُمُ وَمَهَابَتِي *** وَجَهْرِيَ فِيكُمْ بَلْ وَفِيكُمْ سَرِيرَتِي

27- أَجُودُ عَلَى أُمٍّ لِتَرْحَمَ طِفْلَهَا *** فَرَحْمَةُ مَنْ فِي الْكَوْنِ مِنْ بَعْضِ رَحْمَتِي

28- عُصَارَةُ مَا فِي الْكَوْنِ لَكِنْ لِحِكْمَةٍ *** خَفِيتُ عَنِ الأَبْصَارِ بَلْ وَالْبَصِيرَةِ

29- نَصَحْتُ لِوَجْهِ اللَّهِ أَبْغِي رِضَاءَهُ *** وَحُبَّ ذَوِي الْقُرْبَى وَبَرَّأْتُ ذِمَّتِي شرح  1 2 3

**----------------***----------------**

30- وَإِنَّ عُلُومِي بَاسِقَاتٌ وَطَلْعُهَا *** نَضِيدٌ وَرِزْقٌ لِلْعِبَادِ وَرَحْمَتِي شرح 1 2

31- وَلَوْ شَرِبُوا رَاحِي أَرَاحُوا قُلُوبَهُمْ *** مِنَ الْعَنَتِ الأَدْنَى وَمِنْ كُلِّ شِقْوَةِ

32- وَمَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ يَوْمَ رَأَيْتُهُ *** جَمِيلَ الْمُحَيَّا فَائِقاً كُلَّ طَلْعَةِ

33- وَإِنِّيَ إِذْ أَرْوِي رَأَيْتُ وَعَايَنَتْ *** مَعِي سَائِرُ الأَقْطَابِ أَصْلَ الرِّوَايَةِ

34- وَرِثْتُ عَنِ الْمَحْبُوبِ بَعْضاً وَجُمْلَةً *** وَأَسْتَعْذِبُ الْبَلْوَى وَصَبْرِي مَطِيَّتِي

35- وَأَعْزِفُ أَلْحَانِي فَيَطْرَبُ عَاشِقِي *** وَأُوقِدُ مِشْكَاةَ الْمُرِيدِ بِلَمْعَتِي

36- وَأَنْفُخُ فِي رُوعِ الْمُرِيدِ فَيَنْتَقِي *** جَوَاهِرَ عِلْمِ الأَوَّلِينَ بِنَفْخَتِي

37- وَأَشْفَعُ فِي أَهْلِ الزَّمَانِ وَإِنْ بَدَتْ *** شَقَاوَتُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الطَّرِيقَةِ

38- وَأُسْمِعُ صَوْتِي لِلْمُرِيدِ فَيَهْتَدِي *** إِلَى بَابِ عِزِّ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ شِقْوَةِ

39- وَأَنْظُرُ فِي قَلْبِ الْمُرِيدِ فَيَرْتَقِي *** مَعَارِجَ أَهْلِ اللَّهِ وَالسِّرُّ نَظْرَتِي

40- يُعَاهِدُنِي الْمَثْبُوتُ فِي اللَّوْحِ مُسْعَداً *** يُعَانِدُنِي الأَشْقَى وَلَوْ بِالإِشَارَةِ

41- يُبَايِعُ إِبْرَاهِيمَ مَنْ كَانَ وَاثِقاً *** بِأَنَّ أَبَا الْعَيْنَيْنِ يَجْلُو بِخَلْوَتِي

42- وَأَغْرِسُ فِي الْجَنَّاتِ حَمْداً لِرَبِّنَا *** وَفَكُّ رُمُوزِ الْكَائِنَاتِ خَصَاصَتِي

43- وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَإِنَّنِي *** لأَحْتَرِفُ التَّوْحِيدَ فِي حَالِ نَشْوَتِي

44- فَمَحْوِيَ صَحْوٌ وَالْمَلاَئِكُ تَابِعِي *** وَفَرْدِيَ جَمْعٌ وَالنَّبِيُّونَ صُحْبَتِي

45- وَتَحْتَ لِوَاءِ الْحَمْدِ يُجْمَعُ شَمْلُنَا *** وَيَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ يَوْمُ كَرَامَتِي

46- لِوَائِيَ مَعْقُودٌ وَعَهْدِيَ مَوْثِقٌ *** وَيَسْتَلِمُ الأَرْكَانَ مَنْ زَارَ كَعْبَتِي

**----------------***----------------**

47- وَلِي كُتُبُ الأَبْرَارِ أَشْهَدُ مَا بِهَا *** وَإِنِّيَ عَبْدٌ وَالْعِبَادُ رَعِيَّتِي

48- أَنَا بِيَمِينِ اللَّهِ أَطْوَارُ خِلْقَتِي *** مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُونِ حَتَّى النِّهَايَةِ

49- يَرَانِي بِعَيْنِي مَنْ رَآنِي فِي الرُّؤَى *** وَيَسْمَعُنِي سَمْعِي وَتِلْكَ إِرَادَتِي

**----------------***----------------**

50- تَخُطُّ يَمِينِي مَحْوَ شِقْوَةِ تَابِعِي *** وَمَرْتَعِيَ الْكُرْسِيُّ وَاللَّوْحُ خَلْوَتِي

51- وَأَفْتَرِشُ التَّأْيِيدَ حَقّاً وَإِنَّنِي *** لأَلْتَحِفُ الرِّضْوَانَ وَالنُّورُ حُلَّتِي

52- هَذَا بَيَانٌ لِلْخَلاَئِقِ كُلِّهَا *** سِهَامُ أَبِي الْعَيْنَيْنِ مِلْءُ كِنَانَتِي

53- وَجَدِّيَ مَحْمُودُ الْمَقَامِ وَشَافِعِي *** وَإِنَّ بَنِي الزَّهْرَاءِ أَهْلِي وَعُصْبَتِي

54- وَإِنَّ مَقَامِي لاَ يُمَاطُ لِثَامُهُ *** وَجَلَّ كَلاَمِي عَنْ عُقُولٍ ذَكِيَّةِ

55- وَشَارِبُ خَمْرِيَ يَنْتَشِي لَوْ بِقَطْرَةٍ *** وَبَاطِنُ أَمْرِي فِي غُيُوبٍ خَفِيَّةِ

**----------------***----------------**

56- وَإِنِّيَ حَقٌّ وَالْحَقِيقَةُ أُودِعَتْ *** غَيَابَةَ جُبٍّ يُوسُفِيٍّ بِفِطْنَةِ

57- وَكَانَ أَبُو الْعَيْنَيْنِ وَارِدَ مَائِهَا *** فَأَدْلَى بِدَلْوٍ قَالَ تِلْكَ بِشَارَتِي

58- وَجِيءَ بِهَا مِصْراً وَبِيعَتْ رَخِيصَةً *** وَذَا عَجَبٌ أَنْ يَزْهَدُوا فِي الْبِشَارَةِ

59- وَأُكْرِمَ مَثْوَاهَا بِدَارٍ رَحِيبَةٍ *** وَمَرْتَعِ خَيْرِ جَدِّ أَهْلِ الْعِنَايَةِ

60- وَلَمَّا رَآهَا ذُو الْجَهَالَةِ أَيْنَعَتْ *** رَمَاهَا بِبُهْتَانٍ وَإِنْكَارِ نِعْمَةِ

61- وَمَا عَرَفَ الإِنْكَارُ غَيْرَ مَنِ ادَّعَى *** بِأَنَّ لَهَا فِي الْجَهْلِ مِثْقَالَ ذَرَّةِ

62- جِنَايَتُهَا تَعْظِيمُ آلِ مُحَمَّدٍ *** وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذُو أَحَدِيَّةِ

63- وَهَمَّ أَخُو جَهْلٍ وَهَمَّتْ عَفِيفَةً *** وَيَحْفَظُهَا الْبُرْهَانُ مِنْ كُلِّ ذَلَّةِ

64- وَيَشْهَدُ رَبُّ الْبَيْتِ طُهْراً وَعِفَّةً *** وَنَاطِقُ مَهْدٍ قَالَ بُرْءاً لِسَاحَتِي

65- وَقَطَّعَ مَفْتُونُ الْجَمَالِ أَصَابِعاً *** وَيَشْهَدُ حَالَ السُّكْرِ بِالْمَلَكِيَّةِ

66- خَزَائِنُ أَرْضِ اللَّهِ مِلْكُ يَمِينِهَا *** تُقَرِّبُ مَنْ شَاءَتْ وَبُعْداً لِشَامِتِ

67- وَتَقْبَلُ مُزْجَاةَ الْبَضَائِعِ مِنَّةً *** تَكِيلُ بِإِمْدَادٍ تُكَالُ بِجَفْوَةِ

68- وَتَرْفَعُ مَنْ جَادَتْ عَلَيْهِ بِعَطْفِهَا *** وَيَسْجُدُ كُلٌّ سَجْدَةَ الأَبَدِيَّةِ

69- وَآيَةُ مُلْكِي أَنَّنِي مَا خَطَبْتُهَا *** وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ شَاهِدُ عُقْدَتِي

70- مُرَادِيَ عِنْدَ اللَّهِ يَلْقَى إِجَابَةً *** لأَنَّ مُرَادَ اللَّهِ عِنْدِيَ سَلْوَتِي

71- وَأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ لَفْظاً وَغَايَةً *** بِصَدْرِيَ مَكْنُونٌ وَتِبْيَانُ سُنَّةِ

72- وَمِنْ عَبَثٍ بَخْسُ الْحَقِيقَةِ أَهْلَهَا *** لأَنِّيَ عَبْدٌ فِي مَقَامِ الْعُبُودَةِ

73- يُشَارُ إِلَيَّ بِالْبَنَانِ مُتَوَّجاً *** وَإِنِّيَ فَخْرُ الدِّينِ فِي كُلِّ حَضْرَةِ

**----------------***----------------**

74- فَحَوْضِيَ مَوْرُودٌ وَنَحْرِيَ فِدْيَةٌ *** وَشَانِئِيَ الْمَبْتُورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

75- أُعَانِقُ أَجْدَادِي وَأَعْتَنِقُ الْهُدَى *** وَأَجْنِحَةُ الْعَنْقَاءِ تُورِفُ وَاحَتِي

76- أَرُوحُ وَأَغْدُو فِي الْغُيُوبِ مُسَافِراً *** مَحَطُّ رِحَالِ السَّالِكِينَ بِرَاحَتِي

77- وَإِنِّيَ فِي أَهْلِ الرَّقِيمِ لَمُفْتِكُمْ *** فَثَامِنُهُمْ كَلْبٌ وَعَيْنِي حُجَّتِي

78- تَهُبُّ عَلَى أَهْلِ الْغَرَامِ لَوَاقِحِي *** وَعَاتِيَتِي تَأْتِي عَلَى ذِي الْجَهَالَةِ

79- وَرِيحُ رُخَائِي تَحْمِلُ الْخَيْرَ لِلْدُّنَا *** أُصِيبُ بِهَا مَنْ تَرْتَضِيهِ إِصَابَتِي

80- وَإِنَّ صَبَا نَجْدٍ تَفُوحُ بِعِطْرِهَا *** يَشُمُّ شَذَاهَا مَنْ يَذُوقُ صَبَابَتِي

81- وَإِنِّيَ غَوَّاصُ الْبِحَارِ وَأَنْتَقِي *** جَوَاهِرَ مَكْنُونِ الْعُلُومِ بِهِمَّتِي

82- وَإِنِّيَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ مُهَذِّبٌ *** وَإِنِّيَ فَرْعٌ فِي أَصِيلِ الْمَنَابِتِ

83- أَخُوضُ بِحَاراً تَحْذَرُ السُّفْنُ مَا بِهَا *** يَجِلُّ عَنِ الْحُذَّاقِ مَكْنُونُ كُنْيَتِي

84- سَرَيْتُ كَإِسْرَاءِ الْمُقَدَّمِ جَلْوَةً *** رَأَيْتُ بِمِعْرَاجِي عَجَائِبَ صَنْعَةِ

85- وَإِنِّيَ فِي الإِِسْرَاءِ كُنْتُ إِمَامَهُمْ *** لأَنِّيَ نَجْمٌ يُقْتَفَى بِالثُّرَيَّةِ

**----------------***----------------**

86- سَمِعْتُ نِدَاءَ الْحَقِّ كُنْتُ مُجِيبَهُ *** فَأَلْقَمَنِي الْمِيثَاقَ بِالتَّبَعِيَّةِ

87- وَيَسْلَمُ يَوْمَ الْحَشْرِ قَوْمٌ بَايَعُوا *** يُجَدَّدُ مِيثَاقُ الْعِبَادِ بِبَيْعَتِي

88- أَجَبْتُ كَرِيماً فِي نَظِيفِ جَمَالِهِ *** لأَعْصِرَ مِنْ كَرْمِ الكَرِيمِ مُدَامَتِي

89- وَقَفْتُ كَشُمٍّ شَامِخَاتٍ بُرُوجُهَا *** بِهَا سَكَنَ التَّحْرِيكُ كَرّاً وَفَرَّةِ

90- مَشَيْتُ كَمَا يَسْرِي النَّسِيمُ عَلَى الرُّبَا *** وَأَصْمُتُ صَمْتَ الزَّمْهَرِيرِ بِقَفْرَةِ

91- حَنَوْتُ كَمَا يَحْنُو الرَّحِيمُ بِقَوْمِهِ *** قَسَوْتُ لِمَا تَدْعُو إِلَيْهِ ضَرُورَتِي

92- سَقَيْتُ كَمَا يَسْقِي الْغَمَامُ مِنَ الظَّمَا *** عَفَوْتُ كَمَا يَعْفُو الْقَدِيرُ بِقُدْرَتِي

93- غَفَوْتُ كَمَا تَغْفُو الطُّيُورُ مَعَ الْجَوَى *** وَلَسْتُ أَخَا غَفْلٍ فَنَوْمِيَ يَقْظَتِي

94- صَبَبْتُ عَلَى الْجَرْدَاءِ مَائِيَ أَنْبَتَتْ *** وَأَثْمَرَ نَبْتِي بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةِ

95- أَلاَ إِنَّ نُكْرَانَ الْجَمِيلِ كَبِيرَةٌ *** كَذَلِكَ دَعْوَى الْعِلْمِ أَقْبَحُ تِرَّةِ

96- يُغَانُ عَلَى عَيْنِ الْمُشَاهِدِ عِنْدَمَا *** يُقَارِفُ رَيْباً فِي عَظِيمِ مَكَانَتِي

97- شَاهَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ مَا لَمْ يَشْهَدُوا *** بِأَنَّ أَمِينِي رَاسِخٌ فِي الْوِلاَيَةِ

98- قَضَيْتُ قَضَاءاً وَاقْتَضَيْتُ مَشِيئَةً *** أَجَبْتُ لِدَاعِي اللَّهِ أَوَّلَ مَرَّةِ

99- تَرَكْتُ بِأَحْشَاءِ الزَّمَانِ أَمَانَةً *** وَجَاءَنِيَ الْحَقُّ الْيَقِينُ بِبُغْيَتِي

100- كَمَا خَطَبَ الْمَعْصُومُ عِنْدَ وَدَاعِهِ *** أَرْسَيْتُ أَرْكَانِي وَأَتْمَمْتُ نِعْمَتِي

101- عَجَباً رَأَيْتُ صَحِيفَتِي فَقَرَأْتُهَا *** فَرَأَيْتُ أَبْنَائِي حُرُوفَ صَحِيفَتِي

102- وَيَصْدُقُ بُرْهَانُ الإِلَهِ بِقَوْلِهِ *** مَفَاتِيحُ أَهْلِ اللَّهِ فِي طَيِّ قَبْضَتِي

103- عَجَباً تَغَارُ الشَّمْسُ مِنِّي فَاشْهَدُوا *** يَوْماً يَقُولُ الْحَقُّ فِيهِ مَقَالَتِي

**----------------***----------------**

الثلاثاء 13 رجب 1403 هـ = 26 أبريل 1983 م

104- أَنَانِيَتِي حَيْثُ الأَنَا بِإِنَائِهَا *** وَإِنَّ إِنَاءَ الْغَيْبِ ذُو الأَحَدِيَّةِ

105- فَعَوْداً عَلَى بَدْءٍ صَبَرْتُ مُشَاهِداً *** وَكَانَتْ سِهَامُ الْحَضْرَتَيْنِ مُصِيبَتِي

106- فَأَصْبِرُ عَنْهَا لاَ عَلَيْهَا وَإِنَّنِي *** بِصَبْرِيَ شَكَّارٌ وَفِي الْقَابِ صَبْرَتِي

107- وَإِنِّيَ إِذْ أَسْعَى إِلَى اللَّهِ يَأْتِنِي *** بِكَامِلِ إِلْطَافٍ يُهَرْوِلُ وُجْهَتِي

108- وَمَا زِلْتُ أَوْ لاَ زِلْتُ مَا زَالَ عِزُّنَا *** وَتُوقَدُ مِنْ زَيْتِ الْحَبِيبِ فَتِيلَتِي

109- وَأَضْرِبُ أَكْبَادَ الْعَزَائِمِ سَابِحاً *** وَفِي لُجَجِ الأَنْوَارِ تَكْمُنُ سَبْحَتِي

110- وَمَا رُشْدُ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ تَتِمَّةٌ *** بِهَا أَكْمَلَ الْمَوْلَى جَزِيلَ الْعَطِيَّةِ

111- وَلَمْ يَكُ نُقْصَانٌ لَدَيَّ أَتَمَّهُ *** وَلَكِنْ بِيَ النُّقْصَانُ يَكْمُلُ لِلْفَتِي

112- أَقُولُ أُجِبْتُ وَمَا أَجَبْتُ لِطَالِبٍ *** أَقُولُ مُنَايَ وَلاَ أَقُولُ مَنِيَّتِي

113- وَمَا خِدْمَةُ الأَمْلاَكِ لِلرَّوْضِ دُونَكُمْ *** فَكُلُّ مَقَامٍ فِيهِ أُذْكَرُ رَوْضَتِي

114- أَلاَ إِنَّ أَقْدَارَ الرِّجَالِ مَنَازِلٌ *** بِهَا نَزَلُوا خَتْماً وَتِلْكَ بِدَايَتِي

115- وَحَدِّيَ حَدُّ اللَّهِ وَالْحَدُّ مَطْلَعٌ *** لَدَيَّ وَمَا ضَلَّتْ بِذَاكَ سَفِينَتِي

116- وَكَفِّيَ كَفُّ الْبَأْسِ عَنْ كُلِّ شَارِبٍ *** لأَنَّ مُرِيدِي تَحْتَ سَيْفِ حِمَايَتِي

117- فَجِبْرِيلُ مِيكَالٌ وَإِسْرَافُ عَزْرَءٌ *** جُنُودِيَ فِي التَّصْرِيفِ هُمْ تَحْتَ إِمْرَتِي

118- تُطَاوِعُنِي الأَمْلاَكُ بِالْجُودِ وَالْقِرَى *** وَكُلُّ ذَوَاتِ الْكَافِ تَرْهَبُ صَوْلَتِي

119- يُصَابُ بِسُقْمٍ ذُو الصَّبَابَةِ فِي الْهَوَى *** فَيُكْسَرُ قَلْباً فِي قُلُوبٍ كَسِيرَةِ

120- فَيُجْبَرُ لَوْ مَسَّ الشِّغَافَ تَنَزُّلٌ *** بِيَ اللَّهُ يَجْبُرُ كَسْرَهُ مِنْ جَبِيرَتِي

121- فَنِعْمَ مُرِيدِي مِنْ وَلِيدٍ وَمُرْضَعٍ *** بِيَ اللَّهُ قَدْ أَعْطَاهُ كَفْرَ الْخَطِيئَةِ

122- فَأُورِثُهُ سِرِّي وَيَكْفِيهِ مَوْرِثاً *** وَأُبْدِلُهُ عَنْ كُلِّ هَمٍّ بِهِمَّةِ

123- فَذِي سَبْعُ جَنَّاتٍ وَثِنْتَانِ بَعْدَهَا *** فَجَنَّةُ أَعْيَانٍ وَجَنَّةُ قُرْبَةِ

124- عَبَاءَتِيَ الْغَرَّاءُ وَالْبُرْدُ خِلْعَةٌ *** تُظِلُّكُمُ فَلْتَهْنَأُوا بِالنَّشِيرَةِ

125- بِلاَ حَنَثٍ أَقْسَمْتُ مَا غِبْتُ عَنْكُمُ *** فَلَسْتُ بِحَلاَّفٍ مَهِينٍ مُعَنِّتِ

126- حَوَتْنِي قُلُوبٌ تَعْرِفُ الْحُبَّ مَسْلَكاً *** حَوَانِي فُؤَادٌ شَاهِدٌ بِالتَّجِلَّةِ

127- أَقُولُ جَمَالِي لاَ جَلاَلِي عَلَيْكُمُ *** وَأَغْشَيْتُكُمْ سِتْراً جَمِيلاً بِوَصْلَتِي

128- رَأَيْتُ عَيَاناً مَا رَوَيْتُ لِعَاشِقٍ *** تَرَوَّى فَهَامَتْ رُوحُهُ بِالرَّوِيَّةِ

129- أَحَادُ أَحَادِيثِ الصَّحَابَةِ عُمْدَةٌ *** فَأَعْيُنُهُمْ لِلسَّمْعِ نِعْمَ الْعَضِيدَةِ

130- كَذَلِكَ مَا أَرْوِيهِ حَقّاً مَقَامُهُ *** تَقَلَّدَ فِي التَّرْتِيبِ أَعْظَمَ رُتْبَةِ

131- فَكَيْفَ يُوَالِي الْخِلُّ خَالٍ مِنَ الْهَوَى *** وَكَيْفَ يُوَاسِي الآيِسِينَ بِغَضْبَتِي

132- حَدِيثِيَ نُورٌ لَوْ تَلَقَّاهُ مُهْتَدٍ *** وَنَارٌ عَلَى قَلْبٍ غَدَا فِي أَكِنَّةِ

133- وَإِنَّ حِبَالَ الْوَصْلِ بِالأَصْلِ أُوصِلَتْ *** وَإِنِّيَ حَبْلُ اللَّهِ وَالْوَصْلُ فَيْئَتِي

134- وَبِي يَهْتَدِي لِلْقَصْدِ مَنْ جَاءَ قَاصِداً *** حِمَايَ وَإِنْ حُمَّ الْقَضَا بِالْحَمِيَّةِ

135- يَمُوتُ شَهِيداً مَنْ أَحَبَّ مُحَمَّداً *** وَآلاً وَأَصْحَاباً فَيَا سَعْدَ مَيِّتِ

136- أَلاَ إِنَّ دَاءَ الْحُبِّ لِلصَّبِّ عِلَّةٌ *** وَلَكِنَّهَا تَشْفِي عُضَالَ الأَعِلَّةِ

137- وَأَقْتُلُ بِاسْمِ اللَّهِ فِي الصَّبِّ نَفْسَهُ *** فَيَحْيَا حَيَاةَ الصَّالِحِينَ بِقَتْلَتِي

138- وَعِلْمِيَ فِي الْعَلْيَاءِ صَعْبٌ مَنَالُهُ *** وَإِنَّ ظِلاَلِي غَافِلاً مَا أَظَلَّتِ

139- يُرَاحُ بِرَاحِي كُلُّ قَلْبٍ مِنَ الْعَنَا *** وَمَا كُلُّ عَيْنٍ إِذْ تَرَانِي قَرَّتِ

140- وَإِنَّ ثَنَايَا وَجْهِ مَنْ لاَحَ جَهْرَةً *** لَتَذْهَبُ بِالأَلْبَابِ فِي كُلِّ طَلْعَةِ

141- وِرَاثَةُ أَرْبَابِ الْمَكَارِمِ رِفْعَةٌ *** وَرِثْتُ فَصَارَ الْبَعْضُ مِنِّي جُمْلَتِي

142- أُدَاعِبُ أَوْتَارَ الْقُلُوبِ فَتَنْطَلِي *** وَأَعْرِفُ شَكْوَاهَا وَلَوْ بَثُّ أَنَّةِ


لعرض شرح القصيدة كاملا اضغط هنا


143- وَتَخْشَعُ أَبْصَارُ الْعُيُونِ لِطَلْعَتِي *** إِذِ اللَّهُ أَضْحَى بَعْدَ ذَا الْقَتْلِ دِيَّتِي

144- وَمَا زِلْتُ مَحْفُوظاً وَإِنَّ بِدَايَتِي *** تُرَابٌ بِمَاءِ الْغَيْبِ أَصْبَحَ طِينَتِي

145 يُصَدِّقُ بِالْكَلِمَاتِ أَهْلُ مَحَبَّتِي *** فَأَنْفُخُ فِيهِمْ مِنْ عُلُومٍ زَكِيَّةِ

146- وَأَكْشِفُ لِلأَحْبَابِ عَنْ عِلْمِيَ الَّذِي *** جَوَاهِرُهُ فِي كُلِّ صَدْرٍ كَمِينَةِ

147- بَدَتْ شِقْوَةُ الْوَاشِي وَجَفَّ مَعِينُهُ *** وَأَصْبَحَ مَاءُ الْغِرِّ غَوْراً بِغَارَتِي

148- عَلَى بَابِ عِزِّ اللَّهِ كُنْتُ مُنَادِياً *** فَمَنْ جَاءَنِي فَهْوَ الْعَزِيزُ بِعزَّتِي

149- وَلِي نَظْرَةُ الرَّاعِي إِلَى الْقَلْبِ يَرْتَقِي *** وَيَصْعَدُ مَحْمُولاً بِنُورِ مَحَفَّتِي

150- عَلاَمَةُ أَهْلِ الشِّقْوَتَيْنِ عَدَاوَتِي *** وَآيَةُ أَهْلِ الْحَظْوَتَيْنِ مَحَبَّتِي

151- وَكُلُّ رُمُوزِ الْمُرْتَقَاتِ فَتَقْتُهَا *** وَكُلُّ شَرَابٍ فِي الْعَوَالِمِ سُقْيَتِي

152- يُخَامِرُنِي صَحْواً مُخَامِرُ مُسْكَرٍ *** وَكُلُّ بَنِي إِسْحَاقَ فِي الأَصْلِ رِفْقَتِي

**----------------***----------------**

153- وَإِنَّا لَدَى اللَّهِ الْعَظِيمِ سَنَلْتَقِي *** إِذِ الأَرْضُ جَمْعاً وَالسَّمَوَاتُ دُكَّتِ

154- فَفِي النَّفْخَةِ الأُولَى أُعَانِقُ أَحْمَداً *** وَفِي النَّفْخَةِ الأُخْرَى سَتُنْشَرُ رَايَتِي

155- لِوَاءُ حَبِيبِي وَارِفُ الظِّلِّ وَالنَّدَى *** وَإِنَّ لِوَائِي تَحْتَهُ فِيهِ دَوْحَتِي

156- وَأَشْهَدُ عِلِّيِّينَ أَقْرَأُ مَا بِهَا… *** وَكُلُّ مُحِبٍّ يَصْطَلِي بِمَوَدَّتِي

-12-

157- وَكُلُّ شَقِيٍّ لَوْ تَدَارَكَهُ الْهَوَى *** مَحَا اللَّهُ عَنْهُ بِالْهَوَى كُلَّ شِقْوَةِ

**----------------***----------------**

158- وَإِنِّيَ حَقٌّ شَأْنُ كُلِّ مُؤَيَّدٍ *** وَإِنِّي رَبُّ الْبَيْتِ وَهْيَ بِعِصْمَتِي

159- غَيَابَةَ جُبٍّ كَيْ تُصَانَ لِوَقْتِهَا *** وَمَا قُلْتُ أَلْقَوْهَا وَلَكِنْ وَدِيعَتِي

160- وَلَمَّا تَغَاشَيْنَا حَمَلْنَا أَمَانَةً *** فَصِرْنَا مِزَاجاً وَاحِداً فِي الْحَقِيقَةِ

161- وَأَيَّدَنِي الأَقْطَابُ جَمْعاً وَقَدَّمُوا *** مِزَاجِيَ لِلأَكْوَانِ تِلْكَ بِشَارَتِي

162- وَهَمَّ أَخُو جَهْلٍ يَنَالُ مُرَادَهُ *** وَهَمَّتْ بِعَفْوٍ فَهْيَ غَيْرُ ضَعِيفَةِ

163- تُقَرِّبُ مَنْ شَاءَتْ جَمَالاً هُوَ الَّذِي *** لَدَيْهِ لِسَانِي مَعَ يَمِينِي الْقَوِيَّةِ

164- وَيُحْرَمُ مِنْ إِيثَارِهَا مَنْ يَشِي بِهَا *** خُرُوجاً عَلَيْهَا ذَاكَ بُعْداً لِشَامِتِ

**----------------***----------------**

165- وَكُلُّ رَفِيعٍ فِي الْمَنَازِلِ جُزْتُهُ *** وَكُلُّ شِفَاءٍ مِنْ تَمَائِمِ رُقْيَتِي

166- وَكُلُّ قَوَارِيرِ الشَّوَارِبِ مِلْؤُهَا *** مِزَاجُ شَرَابٍ زَنْجَبِيلٍ هِوِيَّتِي

167- وَإِنَّ عُلُومَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ كُلَّهَا *** أُطَالِعُهَا مِنْ قَابِ قَوْسِ الْحَظِيرَةِ

168- وَبِاللَّهِ عِلْمِي يَجْعَلُ الكُلَّ دُونَهُ *** وَكُلُّ كِتَابٍ فِي هَشِيمِ حَظِيرَتِي

-13-

169- فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ الْغِرَّ عِلْمُهُ *** وَكُلُّ صِحَافٍ فِي الْقَبَائِحِ خُطَّتِ

170- وَكُلُّ أَكَاذِيبِ الْجَهَالَةِ يَوْمَهَا *** سَتُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ وَالْكَافِي كَفَّتِي

171- وَإِنِّيَ فِي أَحْيَا الْحَيَاتَيْنِ مُنْعَمٌ *** عَلَيَّ بِتَكْرِيمٍ وَإِسْبَاغِ نِعْمَةِ

172- وَأَشْرَبُ مِنْ حَوْضِ الشَّفَاعَةِ شَرْبَةً *** إِذَا ذَاقَهَا أَهْلُ الزَّمَانِ لأَرْوَتِ

173- وَيُحْرَمُ مِنْهَا مَنْ عَلَى اللَّهِ يَفْتَرِي *** وَلَوْ بِحَدِيثِ النَّفْسِ أَوْ كُلُّ شَامِتِ

174- وَكُلُّ شُعَاعٍ مِنْ بَنِي النُّورِ وَاصِلٌ *** وَشَامِتُ جَدِّي فِي الْحَقِيقَةِ شَامِتِي

175- وَكُلُّ ذَكِيٍّ دَقَّ أَوْ رَقَّ فَهْمُهُ *** لَدَى كَلِمَاتِي صَارَ فِي الْجَهْلِ مُثْبَتِ

176- فَمِنْبَرُ جَدِّيَ مِنْبَرٌ مِلْؤُهُ الْهُدَى *** وَكُلُّ بَذِيءٍ فَوْقَهُ فَوْقَ جَمْرَةِ

177- وَقِبْلَةُ جَدِّيَ قِبْلَةٌ قَدْ رَضِيتُهَا *** أُقَلِّبُ وَجْهِي فِي سَمَاوَاتِ قِبْلَتِي

178- وَكُلُّ خَطِيبٍ بِالْجَمَاعَةِ قَدْ لَغَا *** يُعَلِّمُهُ الشَّيْطَانُ سَبَّ طَرِيقَتِي

**----------------***----------------**

179- إِلَيْكَ مُرِيدِي مَا بِهِ اللَّهُ خَصَّنِي *** بِنُورٍ وَرِضْوَانٍ وَتَأْيِيدِ دَوْلَتِي

180- بِسَاطِيَ تَأْيِيدٌ وَبَسْطِيَ مِنَّةٌ *** وَأَكْبَرُ رِضْوَانٍ إِذِ النُّورُ حُلَّتِي

181- وَأَهْلِيَ أُولُو الشَّرَفِ الْعَظِيمِ وَعِتْرَةٌ *** لِخَاتَمِ رُسْلِ اللَّهِ هَادِي الْبَرِيَّةِ

-14-

182- وَإِنِّيَ وِتْرٌ فِي سَمَا النُّورِ لاَمِعٌ *** وَصِرْتُ بِهِ شَفْعاً وَلِلْجَارِ شَفْعَتِي

183- وَكُلُّ فُؤَادٍ لِلْمُهَيْمِنِ سَاجِدٌ *** يُرَتِّلُ آيَاتِي وَيَنْهَلُ خَمْرَتِي

184- أَنَا الْحَقُّ فِي الدُّنْيَا أَنَا الْحَقُّ فِي اللِّقَا *** إِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ وَالسَّمَوَاتُ حُقَّتِ

185- وَمَا الْجُبُّ إِلاَّ جَبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا *** وَمَا الْمَاءُ إِلاَّ مَا بِهِ الأَرْضُ مُدَّتِ

186- وَمَا يُوسُفِيٌّ غَيْرُهَا لِجَمَالِهَا *** وَمَا هِيَ فِي التَّحْقِيقِ إِلاَّ طَرِيقَتِي

187- بِمِصْرَ يُبَاعُ الْحُرُّ عَبْداً لِسَيِّدٍ *** لِيُصْبِحَ رِقّاً فِي عِبَادٍ أَثِيرَةِ

188- فَيَا نِعْمَ مُبْتَاعٍ وَيَا نِعْمَ مُشْتَرىً *** وَيَا عِزَّ مَأْثُورٍ لَدَيْهِ وَجِيرَةِ

189- وَمَا أَيْنَعَتْ إِلاَّ لأَنِّيَ تُرْبَةٌ *** أَنَا السَّاقُ وَالسَّاقِي لَهَا وَهْيَ زَهْرَتِي

190- وَكُلُّ أُصُولٍ لِلنَّوَابِتِ دُونَهَا *** لَبَعْضُ فُرُوعٍ فَالْحَقَائِقُ دَقَّتِ

191- لِذَا فَهْيَ خَضْرَاءُ غَدَا الْخِضْرُ عِنْدَهَا *** كَطَالِبِ عِلْمٍ مِنْ أُصَيْحَابِ نَهْلَتِي

192- كَذَا فَهْي صَفْرَاءُ تَسُرُّ نَوَاظِراً *** إِلَى الْمَلأِ الأَعْلَى وَبَيْضَاءُ شِرْعَةِ

193- فَصِرْتُ بِهَا عَبْداً وَلِلنَّاسِ سَيِّداً *** وَكُلُّ مَسُودٍ تَحْتَ ظِلِّ سِيَادَتِي

194- وَإِنِّيَ مِيذَابُ الْحَقَائِقِ كُلِّهَا *** وَإِنِّي ذُو فَخْرٍ أَتِيهُ بِتُهْمَتِي

195- فَمَا أَسْفَرَتْ فِي جَانِبِ الطُّورِ نَارُهَا *** كَمَا أَسْفَرَتْ لِي يَوْمَ حَمْلِ أَمَانَتِي

-15-

196- جَنَيْتُ بِتَعْظِيمِ الْحَبِيبِ وَآلِهِ *** جَنَيْتُ ثِمَارَ الْجَنَّتَيْنِ بِجُنَّتِي

197- وَجَنَّ عَلَى مَنْ يُنْكِرُ الْحُبَّ جَهْلُهُ *** فَأَصْبَحَ مَقْطُوعَ الْوَتِينِ بِفِتْنَةِ

198- فَصَارَ بِأَعْرَاضِ الرِّجَالِ وَحُبِّهِمْ *** يَخُوضُ مَعَ الْخُوَّاضِ فِي كُلِّ وَحْلَةِ

199- وَأُوتِيتُ أَلْوَاحاً حَمَلْتُ بِقُوَّةٍ *** وَعُدْتُ إِلَى قَوْمِي بِأَحْمَدِ عَوْدَةِ

200- وَلَمْ أُلْقِ أَلْوَاحِي وَمَا كُنْتُ غَاضِباً *** وَلَسْتُ أَخَا أَسَفٍ لِخَوَّانِ نِعْمَتِي

201- قَتَلْتُ وَلَمْ آمُرْ بِقَتْلِ نُفُوسِكُمْ *** لأَنِّيَ سَيَّافُ النُّفُوسِ بِرَاحَتِي

202- وَبَاطِلُ مُوسَى السَّامِرِيِّ بِنَفْخَةٍ *** يَصِيرُ هَبَاءً كَيْ تَسِيرَ مَسِيرَتِي

203- فَيَحْمِلُ مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ضَلاَلَةً *** وَإِنِّيَ فِي أَثَرِ الرَّسُولِ بِنِسْبَتِي

204- خَلَعْتُ نِعَالِي مَا أُمِرْتُ بِخَلْعِهَا *** وَدُسْتُ بِسَاطَ الْحَضْرَتَيْنِ بِقُرْبَتِي

205- وَلَسْتُ بِطَعَّانٍ وَلَمْ أَكُ لاَعِناً *** وَلَسْتُ بِمَغْلُولٍ فَبَاعِي طَوِيلَتِي

206- وَإِنِّيَ قَاضٍ مَا قَضَى اللَّهُ فِيكُمُ *** بَنَانِيَ خَطَّتْ وَالْخَوَاتِمُ صُكَّتِ

207- أُتَوِّجُ بِالتَّأْيِيدِ كُلَّ مُؤَيِّدٍ *** لِكُلِّ مُحِبٍّ لِلنَّبِيِّ وَعِتْرَةِ

208- أَلاَ إِنَّ مَوْلاَنَا الْحُسَيْنَ لَشَاهِدٌ *** شُهُودَ عَيَانٍ كَمْ أَجُودُ بِصَفْحَتِي

209- وَلَوْ فَارَ تَنُّورِي لأَهْلَكَ جَمْعَهُمْ *** وَلَمْ يُنْجِهِمْ إِلاَّ رُكُوبُ سَفِينَتِي

**----------------***----------------**

-16-

210- وَأَضْرِبُ أَمْثَالاً عَسَى الْقَومُ يَفْهَمُوا *** وَإِنَّ مَعَانِيهَا لَدَيَّ حَبِيسَتِي

211- وَصَبْرِيَ صَبْرٌ لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ *** سِهَامِيَ نُورٌ وَالضَّلاَلُ رَمِيَّتِي

212- إِذِ الطَّيْرُ فِي رَوْضِ الْكَرِيمَةِ أُمِّنَا *** عَظِيمَةِ آلِ الْبَيْتِ أَرْوَاحُ إِخْوَتِي

213- وَآصِفُ مُلْكِي نَظْرَةٌ مِنْهُ لِلسِّوَى *** يَصِيرُ بِهَا غِرّاً عَدِيمَ الْبَصِيرَةِ

214- أُشَاوِرُ فِي أَمْرِي وَمَا كُنْتُ مُعْوِزاً *** فَإِنِّيَ فِي الْعَلْيَاءِ رَبُّ الْمَشُورَةِ

215- إِلَى حَيْثُمَا وَلَّى الدُّسُوقِي وِجْهَةً *** أَرَانِي أُوَلِّي فَهْوَ بِاللَّهِ قِبْلَتِي

216- فَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلنَّارِ أَطْفِهَا *** وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلسُّحْبِ أَعْطَتِ

217- وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلْمَيْتِ أَحْيِهِ *** وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلْعِيسِ أَطَّتِ

218- وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلشَّمْسِ كُوِّرَتْ *** وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلنَّجْمِ أَهْوَتِ

219- وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلْجَهْلِ أَمْحُهُ *** وَلَوْ قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلشُّمِّ دُكَّتِ

220- وَإِنَّ قُلُوبَ الْمُشْرِكِينَ بِرَبِّهِمْ *** إِذَا قُلْتُ بِاسْمِ اللَّهِ لِلَّهِ حَنَّتِ

221- وَأَعْرِضُ عَنْ أَهْلِ التَّعَاسَةِ عِنْدَمَا *** بَدَا الْحَقُّ حَقّاً وَالأَنَامِلُ عُضَّتِ

222- وَإِنَّ صَلاَةَ الْعَارِفِينَ بِرَبِّهِمْ *** أُقِيمُ بِهَا خَمْسِي وَنَفْلِي وَسُنَّتِي

-17-

223- وَحَمْدِيَ فِي كُلِّ الْمَحامِدِ أَحْمَدٌ *** عَلَى مُوجِبَاتِ الْحَمْدِ وَالشُّكْرُ خَصْلَتِي

224- وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ مَنْ دَامَ مُلْكُهُ *** أَفَاضَ عَلَيَّ خِلْعَةَ الْمَالِكِيَّةِ

225- إِذِ النَّاسُ فِي أُمِّ الصَّلاَةِ تَضَرَّعُوا *** إِلَى اللَّهِ حَتَّى يَهْتَدُوا بِهِدَايَتِي

226- فَإَِنَّ صِرَاطِي مُسْتَقِيمٌ وَتَابِعِي *** عَلَى أَثَرِي يَسْعَى إِذَا النَّاسُ ضَلَّتِ

227- وَإِنِّي صِرَاطُ الْمُصْطَفَى وَنَجِيُّهُ *** تَفَرَّقَ حُسَّادِي عَلَى كُلِّ فِرْقَةِ

228- إِذَا كَانَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ تَفَرَّقُوا *** كَذَلِكَ مَنْ ضَلُّوا فَمَا بَالُ أُمَّتِي

229- قَضَتْ سُنَّةُ الْمَوْلَى الْعَظِيمِ عَلَيْهِمُ *** فَرَاحُوا ثَلاَثاً فَوْقَ سَبْعِينَ شُعْبَةِ

230- فَلَمْ تَنْجُ إِلاَّ فِرْقَةٌ لِوُقُوفِهَا *** بِأَعْتَابِ آلِ الْبَيْتِ أَهْلِ الْحِمَايَةِ

231- فَأَيُّ نَجَاةٍ فِي الْحَيَاةِ بِدُونِهِمْ *** إِلَيْهِمْ يَسِيرُ الرَّكْبُ حَجّاً وَعُمْرَةِ

**----------------***----------------**

232- فَشَأْنِيَ تَأْلِيفُ الْقُلُوبِ وَجَمْعُهَا *** وَسَائِلُ غَيْرِي فِي الْحَقِيقَةِ مَا فُتِي

233- بِأَخْذِ عَزِيزٍ قَادِرٍ سَوْفَ أَحْمِهَا *** إِذَا هَمَّ أَشْقَاهُمْ لِيَعْقُرَ نَاقَتِي

234- وَإِنَّ صُوَاعَ الْمُلْكِ أَعْرِفُ سِرَّهُ *** وَأَكْشِفُ أَسْرَارَ الْخَبَا وَالسَّرِيقَةِ

235- عَفَا اللَّهُ عَمَّنْ جَاوَزَ الْقَدْرَ نَاسِياً *** إِذَا كَانَ مَحْفُوفاً بِحُسْنِ الطَّوِيَّةِ


لعرض شرح القصيدة كاملا اضغط هنا


236- عَفَا اللَّهُ عَمَّنْ عَادَ لِلرَّكْبِ نَادِماً *** عَفَا اللَّهُ عَمَّنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ذَلَّةِ

237- عَفَا اللَّهُ عَمَّنْ قَارَفَ الذَّنْبَ جَاهِلاً *** فَلَمَّا اسْتَبَانَ النُّورَ عَادَ بِتَوْبَةِ

238- وَجُبْتُ بِلاَدَ اللَّهِ شَرْقاً وَمَغْرِباً *** بَذَرْتُ بِأَقْطَارِ الأَعَاجِمِ حِنْطَتِي

239- دَخَلْتُ قُلُوباً لَمْ تَرَ اللَّهَ خَالِقاً *** فَصَارَتْ بِفَضْلِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ وَحْدَتِي

240- وَإِنَّ سِهَامَ الْحَضْرَتَيْنِ اسْتَهَامُهَا *** عَلَيَّ فَكِلْتَاهَا سِهَامٌ أَصَابَتِ

241- فَآوِنَةً تَرْمِي حِرَاءٌ بِسَهْمِهَا *** فَأُصْبِحُ مَمْلُوكاً وَتِلْكَ مَلِيكَتِي

242- وَحِيناً أَرَى الْعَنْقَاءَ بِالسَّهْمِ قَدْ رَمَتْ *** أَصَابَتْ عُبَيْداً صَارَ نِعْمَ الرَّمِيَّةِ

243- تَقَاسَمَتَانِي قِسْمَةً قَدْ رَضِيتُهَا *** فَكُلٌّ لَهُ بَعْضِي وَبَعْضِيَ جُمْلَتِي

244- وَعَلَّمَتَانِي مَا بِهِ الأَمْرُ قَائِمٌ *** فَصِرْتُ عَلِيماً وَالْقَرَائِنُ دَلَّتِ

245- وَعَاهَدَتَانِي كَتْمُ أَسْرَارِ سِرِّهَا *** فَصِرْتُ خَفِيّاً وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي

246- وَآثَرَتَانِي عَنْ سِوَايَ بِقُرْبَةٍ *** فَصِرْتُ خَلِيلاً قَدْ رَضِيتُ بِخِلَّتِي

247- تَعَهَّدَتَانِي بِالرِّعَايَةِ وَالْقِرَى *** فَصِرْتُ كَرِيماً وَالْكِرَامُ بِحَانَتِي

**----------------***----------------**

248- وَكَاشَفَتَانِي غَيْبَ مَا كَانَ غَائِباً *** فَكُنْتُ أَمِيناً وَالأَمَانَةُ حَمْلَتِي

-19-

249- فَلاَ عَجَبٌ أَنِّي سَعَيْتُ لِدَارِهَا *** فَفِيهِ لُبَاثِي بَلْ وَفِيهِ مَعِيشَتِي

250- وَفِيهِ أُصَيْحَابِي وَجَدِّيَ قَائِمٌ *** يُصَلِّي وَفِي مِحْرَابِهَا نِعْمَ سَجْدَتِي

251- فَأَرْكَعُ تَعْظِيماً وَأَرْفَعُ شَاكِراً *** أُشَاهِدُ مَا أَبْغِيهِ فِي رَفْعِ هَامَتِي

252- تَبَارَكَ مَنْ أَفْنَى الْفَنَا بِبَقَائِهِ *** أَزَالَ غَشَاوَاتٍ بِنُورِ فَتِيلَتِي

253- لِذَا فَبَقَائِي مِنْ قَدِيمِ بَقَائِهِ *** كَذَلِكَ نُورِي مِنْ عَظِيمِ الأَشِعَّةِ

254- تَوَاكَبَتِ الأَقْطَابُ مِنْ يَوْمِ آدَمٍ *** كَمَا جُمِعُوا حَشْداً لِيَوْمِ عُروُبَتِي

255- قَضَيْتُ سِنِيّاً أَرْتَجِي سَاعَةَ اللِّقَا *** لِذَاكَ تَعَانَقْنَا عِنَاقَ الأَحِبَّةِ

256- وَرَاقَ شَرَابِي مُذْ تَشَعْشَعَ خَمْرُهَا *** لِذَاكَ تَبَادَلْنَا كُؤُوسَ الْمَوَدَّةِ

257- وَفِي الْحَانَةِ الْكُبْرَى أَرَى الْجَمْعَ سَاكِناً *** وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْطُبُ جُمْعَتِي

**----------------***----------------**

258- وَأَدْخُلُ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ مُسْلِماً *** عَلَى حِينِ صَحْوٍ لاَ عَلَى حِينِ غَفْلَةِ

259- فَمَا كُلُّ مَنْ يَسْعَى إِلَى اللَّهِ وَاصِلٌ *** إِلَى وَجْهِ مَنْ أَهْوَى صَفَايَ وَمَرْوَتِي

260- وَلاَ كُلُّ مَنْ لَبَّى وَهَرْوَلَ مُحْرِماً *** كَمَا أَنَّ أَرْوَاحَ الأَمَاجِدِ لَبَّتِ

261- وَلاَ كُلُّ مَنْ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى مِنىً *** بِقَاتِلِ نَفْسٍ أَوْ مُبَلَّغِ بُغْيَتِي

-20-

262- فَإِنِّي صَوَّامٌ عَنِ الْغَيْرِ وَالسِّوَى *** بِنُورِيَ نَارٌ وَالشَّيَاطِينُ غُلَّتِ

263- وَقَوْلِيَ حَقٌّ أَوَّلاً ثُمَّ آخِراً *** وَمَا كَانَ صَيَّاحُ الأَبَاطِلِ مُسْكِتِي

264- أُقِيمُ صَلاَتِي حَيْثُ طَابَ مَقَامُهَا *** فَلاَ حِوَلٌ عَنْهَا وَحَاشَا تَلَفُّتِي

265- وَلَيْلُ غَدَاتِي فِي عَشِيِّ ظُهُورِهَا *** مُرَادِيَ مِنْهَا وَالْمَلاَئِكُ صُفَّتِ

266- وَلَسْتُ بِنَاءٍ عَنْ مُرِيدِيَ لَحْظَةً *** وَإِنَّ مُرِيدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي

**----------------***----------------**

السبت 28 رمضان 1403 هـ = 9 يوليو 1983 م

267- وَأُسْدِلُ أَسْتَارِي عَلَى كُلِّ مَنْ دَنَا *** كَمَا أَنَّ أَسْتَارِي عَلَيْكُمْ سَدِيلَةِ

268- وَلَوْلاَ مُرَادِي أَنْ تَكُونَ مَعَارِفِي *** بِبَعْضِ قُلُوبٍ لِلْجَمَالِ اطْمَأَنَّتِ

269- لَحَارَتْ أَدِلَّةُ طَالِبِيَّ بِغَيْهَبِي *** وَلَوْ أَنْفَقَتْ أَعْمَارَهَا مَا اسْتَدَلَّتِ

270- وَلَيْسَ لِحُسَّادِ الْمَنَائِحِ مَهْرَبٌ *** بِأَرْضٍ أَقَلَّتْ أَوْ سَمَاءٍ أَظَلَّتِ

271- عَيَانُ بَيَانِي ظَاهِرٌ شَأْنُهُ الْخَفَا *** وَإِنِّيَ بَدْرٌ فِي سَمَاءِ الأَهِلَّةِ

272- أَرَى وَأُرِي حِبِّي وَرَبِّيَ مُظْهِرِي *** وَإِنَّ حُرُوفَ الْمُحْكَمَاتِ أَدِلَّتِي

273- أُشَاهِدُ مَحْبُوبِي وَأَشْهَدُ فَضْلَهُ *** وَغُمَّ عَلَى غَيْرِي بِغَيْبِ الْغَمَامَةِ

**----------------***----------------**

-21-

274- وَغَيْبَةُ قَدْرِ الْمُصْطَفَى عَنْ عُلُومِنَا *** بِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ إِنْ شِئْتَ فَاصْمُتِ

275- فَأُنْزِلَهُ فِي غَيْبِهِ كَتَنَزُّلٍ *** سَلاَمٌ هِيَ سِينُ السَّلاَمِ بِقَبْضَةِ

**----------------***----------------**

277- وَإِنِّيَ مَنْ آيِ الْقُرَانِ لَمُسْتَقٍ *** وَإِنَّ صُوَاعَ الْمُصْطَفَى لَسِقَايَتِي

277- فَأَعْبُدُ مَنْ لاَ يَعْبُدُ النَّاسُ عِنْدَمَا *** يَكُونُ إِلَهُ النَّاسِ خَوْفَ الْحَنِيَّةِ

278- وَأَشْرَبُ مِمَّا يَشْرَبُ النَّاسُ تَارَةً *** وَأَشْرَبُ مِنْ شِرْبِ الْمُلُوكِ بِحَضْرَتِي

279- تَعَاظَمَ مَعْبُودِي وَخَابَ مَنِ افْتَرَى *** وَأَعْبُدُ رَبِّي فِي إِبَاءٍ وَعِزَّةِ

280- وَأَكْرَعُ مِنْ فَيْضِ الْكَرِيمِ تَفَضُّلاً *** وَيَشْرَبُ أَهْلُ الْعَصْرِ بَعْضَ بَقِيَّتِي

281- وَأُخْبِرُ عَمَّا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِنَّةً *** وَإِنِّيَ فِيهِ كَاتِمٌ لِلشَّهَادَةِ

282- يُهَاجِرُ عِنْدِي مَنْ إِلَى اللَّهِ وَجْهُهُ *** وَمَاتَ مُرِيدُ الْغَيْرِ مِنْ غَيْرِ هِجْرَةِ

283- وَأَقْبَحُ مِمَّنْ يَدَّعِي الْعِلْمَ مُنْكِرٌ *** لِبَعْضِ حُرُوفٍ مِنْ قُطُوفِ قَصِيدَتِي

284- فَإِنَّ ضِيَاهَا مَا بِهِ الأَرْضُ أَشْرَقَتْ *** وَإِنَّ سَنَاهَا مِنْ سَنَا الأَحَدِيَّةِ

285- وَلَمْ يَكُ مَرْفُوعُ الْمَقَامِ تَحُطُّهُ *** شَنَاءَةُ وُضَّاعِ الكَلاَمِ بِسُبَّةِ

286- فَكُلُّ وَضِيعٍ لَوْ رَبَا فَوْقَ رَبْوَةٍ *** فَمَا هُوَ إِلاَّ مُمْعِنٌ فِي الْوَضَاعَةِ

-22-

287- وَإِنَّ ضِيَاءَ الْحَقِّ لِلْعَيْنِ ظَاهِرٌ *** تَبُوءُ بِهِ نُكْرَى الْقُلُوبِ الْعَمِيَّةِ

288- يُنَادِمُنِي حِبِّي فَأَكْتُمُ سِرَّهُ *** وَبَعْدَ مَزِيدِي طَالِبٌ لِلزِّيَادَةِ

**----------------***----------------**

الخميس 2 ذو القعدة 1403 هـ = 11 أغسطس 1983 م

289- وَإِنَّ أَمَانِي لِلأَحِبَّةِ عِنْدَمَا *** تَكُنْ عُمُدُ الأَحْكَامِ عَمُّ الْبَلِيَّةِ

290- وَإِنَّ كَلاَمِي عِنْدَ ذِي الرَّانِ غُصَّةٌ *** وَعِنْدَ أُولِي الأَلْبَابِ كَأْسُ الطَّلِيَّةِ

291- فَإِنَّ شَدِيدَ الْبَطْشِ بِاللَّهِ لَوْ بَدَا *** سَقِيمَ عِظَامٍ مُمْعِناً فِي الضَّوِيَّةِ

292- لَيَحْمِلُ مَا لاَ تَحْتَمِلْهُ رَوَاسِخٌ *** وَإِنَّ بَنِيهِ وَاحِدٌ كَالسَّرِيَّةِ

293- وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَالْفَرْدُ فِي سُوىً *** لِيَهْنَأَ عَيْشاً تَحْتَ عِزِّ الْمَعِيَّةِ

294- فَإِنَّ لَدَيْهِ آيَةُ اللَّيْلِ تَنْمَحِي *** وَيَسْتَوِيَانِ صُبْحُهُ بِالْعَشِيَّةِ

295- وَمَا كُلُّ مُوصٍ عَالِمٌ مَنْ وَصِيُّهُ *** وَمُنْذُ خَلِيلِ اللَّهِ نِعْمَ الْوَصِيَّةِ

296- وَوَصَّيْتُ إِبْرَاهِيمَ أَنِّي اصْطَفَيْتُهُ *** وَكُلُّ نَجَاةٍ كَتْمُ سِرِّ النَّجِيَّةِ

297- وَوَفَّيْتُ مَا مِنْهُ الْخَلِيلُ قَدِ ابْتُلِي *** فَصِرْتُ إِمَاماً ذَا مَقَامٍ عَلِيَّةِ

298- وَأَوْفَيْتُ كَيْلِي وَالتَّصَدُّقُ شِيمَتِي *** وَقُسِّمَ فَضْلِي قِسْمَةً بِالسَّوِيَّةِ

299- وَأَعْتَصِرُ الْقُرْآنَ حَدّاً وَمَطْلَعاً *** وَكُنْيَةُ فَخْرٍ مَا لَهَا مِنْ سَمِيَّةِ



لعرض شرح القصيدة كاملا اضغط هنا


الأحد 21 ربيع أول 1404 هـ = 25 ديسمبر 1983 م

300- كَمْ مِنْ فُهُومٍ مَادِحَاتٍ لِي وَقَدْ *** ذَمَّتْ وَمِنْ دُبُرٍ قَمِيصِيَ قَدَّتِ

301- مَاذَا عَسَاكُمْ فَاعِلِينَ بِنَفْحَتِي *** وَلَهَا قُطُوفٌ قَدْ دَنَتْ فَتَدَلَّتِ

302- كَمْ مِنْ غَفُولٍ بِالْفَصَاحَةِ قَدْ أَتَى *** يَكْتَالُ مِنْهَا فَالْبَضَائِعُ رُدَّتِ

303- وَلَكَمْ عُقُولٌ مَسَّ طَائِفُ غِرِّهَا *** مَا أَمْعَنَتْ بَلْ أَعْرَضَتْ وَتَوَلَّتِ

304- مَا الْخَيْرُ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ بَعْدَمَا *** عَشِيَتْ عُيُونٌ وَالْمَسَامِعُ صُمَّتِ

305- مَاذَا عَلَيْكُمْ لَوْ وَرَدْتُمْ مَشْرَبِي *** وَهُوَ الصَّفِي بِتَجَلُّدٍ وَتَثَبُّتِ

306- مَا عِنْدَكُمْ يَبْلَى وَيَبْقَى نُورُهَا *** أَبَداً يُضِيءُ وَقَدْ عَلَتْ وَتَجَلَّتِ

307- فَمُقَارِفُ الْمَعْنَى الدَّنِيِّ جَهَالَةٌ *** مَحْجُوبَةٌ عِلْمَ الْيَقِينِ تَرَدَّتِ

308- وَمُكَابِدٌ مُضْنىً يُؤَرِّقُهُ الْجَوَى *** لَمَّا رَنَا الْمَعْنَى رَآهُ بِمُقْلَتِي

309- وَتَزَلْزَلَتْ أَرْضُ الْعُقُولِ بِيَا أَنَا *** مَاذَا أَفَدْتُمْ بَعْدُ مِنْ تَائِيَّتِي

310- وَالأَرْضُ لَمَّا أَخْرَجَتْ أَثْقَالَهَا *** مَاذَا جَنَيْتُمْ مِنْ جَنَى نُونِيَّتِي

311- هَلْ مِنْ قَلِيلٍ تَشْكُرُونَ بِهِ عَلَى *** مَا أَجْزَلَ الْمُعْطِي لِذِي الْمَهْدِيَّةِ

312- فَالْحَقُّ مَا قُلْنَا مَعِيناً نَابِعاً *** لاَ يَنْتَهِي قَدْ أَخْبَرَتْ بَائِيَّتِي

-24-

313- إِنِّي أُذَكِّرُكُمْ وَكَمْ أَنْذَرْتُكُمْ *** قَتْلَ النُّفُوسِ وَأَخْبَرَتْ هَمْزِيَّتِي

314- أَوْصَيْتُكُمْ مِنْ كُلِّ مَرْقىً جُزْتُهُ *** هَلْ ضَلَّ عَنْكُمْ مَا حَوَتْهُ وَصِيَّتِي

315- اللَّهُ مِنْ بَعْدِ الزِّيَادَةِ زَادَنِي *** قَدْ حَدَّثَتْ أَخْبَارَهَا زَادِيَّتِي

316- حَتَّى أَبُو الْعَيْنَيْنِ جَلَّ مَقَامُهُ *** حَدَّثْتُ عَنْهُ فِي حَشَا أَحَدِيَّتِي

317- وَجَعَلْتُ لِلْكَلِمَاتِ مَرْآى ظَاهِراً *** لَمَّا دَنَتْ وَتَنَزَّلَتْ هَائِيَّتِي

318- حَتَّى خَفِيَّاتِ الْجَمَادِ تُخوُطِبَتْ *** هَلاَّ وَعَيْتُمْ مَا حَوَتْ كَافِيَّتِي

319- مَا الاِخْتِلاَفُ وَمَا الْخِلاَفَةُ مَا النَّبَا *** قَدْ جِئْتُ بِالإِخْبَارِ فِي نَبَإِيَّتِي

320- هَلاَّ عَرَفْتُمْ بَعْضَ قَدْرٍ لِلَّذِي *** أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهْوَ عَطِيَّتِي

321- أَوْ هَلْ عَجِبْتُمْ وَاكْتَفَيْتُمْ بَلْ تُرَى *** مَاذَا عَسَاكُمْ نَاظِرِي قَمَرِيَّتِي

322- أَوْ هَلْ أَفَادَ الْعَتْبُ يَا مَنْ جَاوَزَ *** الْمَعْنَى وَمَاذَا أَخْبَرَتْ صَرْحِيَّتِي

323- مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ قَدْ أَمْلَيْتُهَا *** حَمَلَتْ إِلَيْكُمْ غَايَتِي وَرَجِيَّتِي

324- حَتَّى بَيَانِي يَا لِسَانِي قُلْتُهُ *** مَاذَا أَجَبْتَ وَأَخْبَرَتْ عَهْدِيَّتِي

**----------------***----------------**

السبت 4 ربيع ثاني 1404 هـ = 7 يناير 1984 م

( مَوْلِد سَيِّدِنَا الْحُسَيْن رَضِي اللَّه عَنْه )

325- قُلْ يَا إِمَاماً لِلأَئِمَّةِ سَيِّداً *** يَا مِنْحَةَ الزَّهْرَاءِ وَالنَّبَوِيَّةِ

-25-

326- عُقِدَ الرَّجَاءُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمُصْطَفَى *** يَا صِنْوَ فَيْضِ النَّفْحَةِ الْحَسَنِيَّةِ

327- وَأَباً لِزَيْنِ الْعَابِدِينَ وَعِنْدَكُمْ *** جَبْرُ الْكَسِيرِ بِزَيْنَبٍ وَرُقَيَّةِ

328- فَالْخَيْرُ مَا شِئْتُمْ وَمَا شِئْتُمْ يَكُنْ *** طَوْعاً فَأَنْتُمْ سَادَتِي وَوَسِيلَتِي

329- فَاحْلُلْ بِفَضْلِكَ عَنْ لِسَانِي عُقْدَةً *** كَيْ يَفْقَهُوا دُرَراً بِفَضْلِكَ قِيلَتِ

330- عَقِمَتْ نِسَاءٌ أَنْ تَلِدْنَ مَثِيلَكُمْ *** أَوْ كَالَّذِي جُدْتُمْ عَلَيْهِ بِنَفْحَةِ

331- فَلَعَلَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ يَمْنَحَنْ *** سِرّاً بِهِ تُشْفَى الصُّدُورُ فَتَقْنُتِ

332- وَلَعَلَّ جَدْبَاءَ الْقُلُوبِ بِغَيْثِهِ *** تَهْتَزُّ شُكْراً ثُمَّ عِلْماً تُنْبِتِ

333- وَلَعَلَّهَا تُؤْتِي ثِمَاراً بَعْدَمَا *** تُجْدِي الْوَسِيلَةُ بِالإِمَامِ وَعِتْرَةِ

334- فَهُوَ الَّذِي أَعْطَى الْعُبَيْدَ زِمَامَهَا *** كَرَماً وَيَعْلَمُ مَبْدَئِي وَنِهَايَتِي

335- وَلَدَيْهِ مِفْتَاحُ الْمَعَانِي جُمْلَةً *** حَاشَا يُمَارَى بِالَّذِي أَوْ بِالَّتِي

336- لَوْلاَ يُفَنِّدُنِي اللَّئِيمُ لأَظْهَرَتْ *** مَأْثُورَتِي كُلَّ الْغُيُوبِ وَأَفْشَتِ

337- لَكِنَّهَا مَبْطُونَةٌ فِي ذَاتِهَا *** كَلِمَاتُهَا تَنْفِي وَحِيناً تُثْبِتِ

338- فَالنَّفْيُ وَالإِثْبَاتُ تَوْحِيدٌ وَمَا *** غَيْرُ الْمُوَحِّدِ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِي

339- فَبِهِ انْتَفَى جَهْلٌ وَأُثْبِتَ عِلْمُهُ *** فِي مُحْكَمَاتِ صُدُورِ أَهْلِ مَحَبَّتِي

-26-

340- وَإِذَا انْتَفَى عِلْمٌ بِغَيْرِيَّاتِهِ *** تَمَّ الْمُرَادُ لِمَنْ تَرَدَّى بُرْدَتِي

**----------------***----------------**

الثلاثاء 15 رجب 1404 هـ = 17 أبريل 1984 م

( مَوْلِد السَّيِّدَة زَيْنَب رَضِي اللَّه عَنْهَا )

341- تَبَارَكَ مَنْ أَفْنَى الدُّهُورَ بَقَاؤُهُ *** يُقَلِّبُنَا فِي عِزَّةٍ سَرْمَدِيَّةِ

342- وَيَمْنَحُنَا فَضْلاً يُضِيءُ غُيُوبَنَا *** فَيَنْفَحُنَا مِنْ نَفْحَةٍ زَيْنَبِيَّةِ

343- نُرَتِّلُ آيَاتِ الثَّنَاءِ بِبَابِهَا *** فَيُكْشَفُ عَنْ بَعْضِ السُّتُورِ الرَّخِيَّةِ

344- نُقَلِّبُ مَا شِئْنَا الْوُجُوهَ بِكَرْمِهَا *** فَنَشْهَدُ آيَاتِ الْبُطُونِ الْخَفِيَّةِ

345- فَأَوَّلُهَا لاَ يَبْلُغُ الْخَتْمُ بَدْءَهُ *** وَغَايَةُ سُؤْلِي فِي بُلُوغِ الرَّضِيَّةِ

346- وَآخِرُهَا لاَ يَبْلُغُ الْعِلْمُ سِرَّهُ *** وَلَكِنَّهَا تَرْعَى رُعَاةَ الرَّعِيَّةِ

347- فَنَنْهَلُ مِنْ نَبْعِ الْهِدَايَةِ تَارَةً *** وَنَكْرَعُ مِنْ فَيْضِ الْهِبَاتِ الْعَلِيَّةِ

348- وَنَشْرَبُ مِمَّا رَاقَ حَوْلَ مَقَامِهَا *** وَنَسْبَحُ فِي بَحْرِ الصِّفَاتِ السَّنِيَّةِ

349- وَنَرْتَعُ مِمَّا رَقَّ سِتْرُ خُدُورِهِ *** وَنَمْرَحُ فِي سُوحِ الرُّموُزِ النَّدِيَّةِ

350- وَنَقْرَأُ فِي طُورِ السِّنِينَ عَجَائِباً *** وَنُرْزَقُ مِنْ رَقْمِ السُّطُورِ الْخَفِيَّةِ

351- بِزَيْنَبٍ الْكُبْرَى سَأَلْتُكَ جَدَّهَا *** دَوَامَ حَبِيَّاتِ الأَمَانِ لِعِتْرَتِي

**----------------***----------------**

-27-

الجمعة 6 ذو القعدة 1404 هـ = 3 أغسطس 1984 م

352- عَوْدٌ إِلَى ( مَاذَا تَقُولُ ) فَإِنَّهَا *** تُجِيبُ سُؤَالاً فِي أُصُولِ الزِّيَارَةِ

353- إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكَ الضِّرَامُ فَإِنَّمَا *** تَكُونُ خَلِيّاً مِنْ ضُرُوبِ الإِجَارَةِ

354- أَمَّا اللِّثَامُ فَذُو الْعِنَايَةِ مُحْجَبٌ *** عَنْ كُلِّ إِدْرَاكٍ لأَهْلِ النَّضَارَةِ

355- مَا دُمْتَ فِي أَنْتَ الَّتِي أَنْتَ السِّوَى *** كَانَ السِّوَى إِذْ ذَاكَ أَصْلَ الإِدَانَةِ

356- سَلْ مَا تُرِيدُ مِنَ الْمَكَارِمِ عِنْدَهُ *** مُسْتَشْفِعاً فِيهِ بِتَاجِ الإِمَامَةِ

357- سَلْ مَا تُرِيدُ مِنَ الْحِمَايَةِ عِنْدَمَا *** تَأْتِي حِمَى الْمُنْجِي عَظِيمِ الْمُقَامَةِ

358- أَسْلِمْ قِيَادَكَ فِي رِحَابٍ آمِنٍ *** وَخُذِ التَّرَاحُمَ قَبْلَ بَثِّ الشِّكَايَةِ

359- وَاجْنُبْ إِذَا رُمْتَ الدِّمَاءَ إِرَاقَةً *** إِلاَّ قَلِيلاً مِنْ دِمَاءِ الْحِجَامَةِ

360- وَاجْعَلْ وَسِيلَتَكَ الإِمَامَ وَأُمَّهُ *** الأَحْسَنَيْنِ مُرَادَ أَهْلِ السَّلاَمَةِ

361- فَأَنَا الَّذِي لُقِّيتُ مِنْهُ عِنَايَةً *** وَمَقَامُهُ قَامَتْ عَلَيْهِ سِدَانَتِي

362- فَأَنَا الَّذِي فِي الْحَانِ عَيْنٌ شَاهَدَتْ *** وَالصَّحْوُ فِي مَحْوِي لَدَيْهِ عَلاَمَتِي

363- وَالشَّارِبُونَ أُولُو الْمَقَامَاتِ الْعُلاَ *** وَالْمُصْطَفَى مِنْهُمْ حَمِيلُ الأَمَانَةِ

**----------------***----------------**

الثلاثاء 23 ذو الحجة 1404 هـ = 18 سبتمبر 1984 م

364- ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِ الْمُحِبِّينَ تَابِعِي *** وَسَادَتُهُمْ طَوْعِي وَرَهْنُ الإِشَارَةِ

-28-

365- عَلَى كُلِّ مَنْ مَلَكَ النِّصَابَ يَمِينُهُ *** وَحَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ نَحْرُ الذَّكِيَّةِ

366- زَكَاتُهُمُ رُبْعُ الْعِشَارِ وَغَيْرُهُمْ *** يُقَدِّمُ شُحّاً فِيهِ دَخْلٌ بِرِيبَةِ

367- زَكَاتِي عَشْرٌ كُلَّ عَشْرٍ مَلَكْتُهَا *** وَحَوْلِيَ يَوْمٌ وَالتَّرَاحُمُ طُعْمَتِي

368- نِصَابُهُمْ مَالٌ وَمَالِيَ مَا لَهُمْ *** وَيُشْبِعُهُمْ مَا لاَ يُقِيتُ أَجِنَّتِي

369- وَحَوْلُهُمُ حَالٌ وَحَوْلِي حِيلَةٌ *** أَئِمَّتُهُمْ سَادُوا عَلَيْهِمْ بِحِيلَتِي

370- إِذَا نَحَرُوا الأَنْعَامَ أَدْفَعُ بِالَّتِي *** تُرَدُّ إِلَى اللَّهِ الَّذِي فِيهِ كَانَتِ

371- فَأَوَّلُهُمْ بَاغٍ وَآخِرُهُمْ فَنَا *** وَمَا هُوَ إِلاَّ الْحُبُّ بُغْيةَ قانِتِ

372- فَأَيْنَ مُحِبٌّ مِنْ حَبِيبٍ وَمُوصَلٍ *** وَأَيْنَ مُرِيدٌ مِنْ مُرَادٍ وَثَابِتٍ

373- وَأَيْنَ شَكِيُّ الْهَجْرِ آمِلُ نَظْرَةٍ *** يَوَدُّ عَطَاءً فِي بُكَاءٍ وَلَوْعَةِ

374- لِيَعْلَمَ أَهْلُ الأَرْضِ أَنِّي عَبْدُ مَنْ *** يَجُودُ عَطَاءً فِي سَخَاءٍ وَرَأْفَةِ

375- قَوَامُ طَرِيقِ الْقَوْمِ حُبٌّ وَطَاعَةٌ *** وَكُلُّ مَقَامٍ قَامَ بِالاِسْتِقَامَةِ

376- وَقُمْتُ عَلَى أَهْلِ الْمَرَاتِبِ كُلِّهِمْ *** أُلَقِّنُهُمْ فِقْهَ الْعُلُومِ الثَّمِينَةِ

377- مَلَكْتُ نِصَابَ الْفَضْلِ حِفْظاً وَجُنَّةً *** وَمِلْكُ يَمِينِي كُلُّ مَعْنىً وَصُورَةِ

**----------------***----------------**

-29-

الأربعاء 24 محرم 1406 هـ = 9 أكتوبر 1985 م

378- لِيَعْلَمَ عَنِّي مَنْ يُعَظِّمُ عِلْمَنَا *** فَعِلْمُكُمُ عَنِّي بِغَيْرِ إِحَاطَةِ

379- عَلِمْتُ وَلِي عِلْمٌ بِعِلْمِ مُعَلِّمِي *** أُمِدُّ وَتَلْقِينِي بِغَيْرِ إِمَاطَةِ

380- وَزَادَ لِيَ السَّاقِي كُؤُوساً أُدْهِقَتْ *** فَكُنْتُ بِهَا عَبْداً وَتِلْكَ إِضَافَتِي

381- رَوَاحِلُ أَهْلِ الْجَمْعَتَيْنِ يَسُوقُهَا *** أُولُو هِمَمٍ هَمُّوا لِنَيْلِ إِنَاخَتِي

382- أَنَخْتُ بِعِيرِ الْقَوْمِ أُطْعِمُ عِيرَهُمْ *** وَكُنْتُ مَزُورَ الزَّائِرِينَ لِمُخْبِتِ

383- فَظَنَّ كِرَامُ الْقَوْمِ أَنَّهُمُ هُمُ *** أُهَيْلُ مَقَامٍ يُكْرِمُونَ زِيَارَتِي

384- وَحَقَّ لَهُمْ هَذَا لأَنِّي عِنْدَهُمْ *** خَفِيُّ مَقَامٍ وَالْخَفَاءُ وِقَايَتِي

385- إِذَا ظَعَنُوا فَالرَّكْبُ يَقْصِدُ حَيَّنَا *** وَإِنْ وَرَدُوا عَيْناً فَعَيْنَ عِنَايَتِي

386- وَلَوْ قَرَأُوا رَمْزاً أُمِيطُ سُتُورَهُ *** وَلَوْ جَهِلُوا مَعْنىً يَكُونُ كِنَايَتِي

387- إِذَا طَلَبُوا الإِرْفَادَ كُنْتُ مُجِيبَهُمْ *** مَزَاوِدُهُمْ مَلأَى بِفَضْلِ جِبَايَتِي

388- وَلَوْ نَزَلُوا كَانَ الْقِرَى بِمَعِينِنَا *** وَلَوْ سَبَحُوا فَلْيَسْبَحُوا بِسِقَايَتِي

389- لِذَاكَ مُرِيدِي كُنْ إِلَى اللَّهِ قَاصِداً *** نَصَحْتُكَ فَانْهَلْ شَاكِراً بِنَصِيحَتِي

390- فَكُنْ يَا مُرِيدِي لِلْكِرَامِ مُقَلِّداً *** فَلَيْسَ أَمَانٌ فِي جَنَاحِ الْبَعُوضَةِ

391- فَإِنْ جَنَحَتْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لِسَلْمِهَا *** وَإِنْ جَمَحَتْ فَالذِّكْرُ عَيْنُ الْحِمَايَةِ


لعرض شرح القصيدة كاملا اضغط هنا


392- وَلاَ تَكُ مَهْمُوماً فَمَا اللَّهُ غَافِلٌ *** وَلاَ تَكُ عَبْداً ذَا قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

393- وَلاَ تَكُ ذَا خَوْفٍ وَأَنْتَ بِأَمْنِنَا *** وَلاَ تَكُ ذَا أَمْنٍ قُبَيْلَ الأَمَانَةِ

394- وَلاَ تَكُ فِي جَنْبِ الإِلَهِ مُفَرِّطاً *** وَلاَ تَكُ ذَا عَوْنٍ لأَهْلِ الْجَهَالَةِ

**----------------***----------------**

الجمعة 3 رمضان 1407 هـ = 1 مايو 1987 م

395- أُلَقِّنُ مَا فِي الْمَانِعَاتِ جَعَلْتُهُ *** فَمَا لأُولِي النَّجْوَى خِلاَفُ الْمَظَنَّةِ

396- يَجُودُ كَرِيمٌ حَيْثُ عَمَّ عَطَاؤُهُ *** وَلَكِنَّهُ يَخْتَصُّ أَهْلَ الْبَقِيَّةِ

397- إِذَا هُوَ قَدْ أَعْطَى فَرَبٌّ لِعَبْدِهِ *** كَذَا هُوَ وَهَّابُ الْعُلُومِ الْعَلِيَّةِ

398- أَشِعَّةُ نُورٍ مِنْ سَنَا فَيْضِ نُورِهِ *** يُقَابِلُهَا عَبْدٌ فَنَى عَنْ بَقِيَّةِ

399- فَيُصْبِحُ مِنْ لاَ شَيْءَ نُوراً وَظُلْمَةً *** وَيَجْمَعُ فِيهِ الْحَقُّ ظِلاًّ بِظُلَّةِ

400- وَيَجْمَعُ فِيهِ الْحَقُّ مَا كَانَ فَرْقُهُ *** بِكُلِّ كِتَابٍ قَدْ هَدَى أَهْلَ مِلَّةِ

401- وَيَمْنَحُهُ تَفْصِيلَ مَا كَانَ مُجْمَلاً *** وَيُسْمِعُهُ فَضْلاً حِوَارَ الأَجِنَّةِ

402- وَيُقْرِئُهُ مِنْهُ وَيُقْرِيهِ عِنْدَهُ *** وَيَجْعَلُهُ يَدْرِي بَقَاءَ الْهُوِيَّةِ

403- وَثَمَّ يُوَلَّى وَالْعِنَايَةُ مَتْنُهُ *** وَيَجْعَلُهُ مَتْنَ الْهُدَى بِالْمَعِيَّةِ

404- وَيُصْبِحُ نِبْرَاساً لِمَنْ كَانَ قَلْبُهُ *** صَفِيّاً وَيُحْجَبُ عَنْ عُيُونٍ قَذِيَّةِ

-31-

405- وَيُرْفَعُ ذِكْراً وَالْمَلاَئِكُ دُونَهُ *** وَيُمْنَحُ قِسْطاً مِنْ أَخَصِّ الْوَصِيَّةِ

406- وَيُمْنَحُ قَدْراً لاَ بِجَهْدٍ وَهِمَّةٍ *** لِيُصْبِحَ مَأْمُولَ الْقُلُوبِ الْحَظِيَّةِ

407- إِذَا هُوَ نَادَى فَالْوَرَى طَوْعُ أَمْرِهِ *** وَإِنْ هُوَ نَاجَى فَالأَنَا لِلأَنِيَّةِ

408- سَمَا فَتَسَمَّى فِي الْحُضَيْرَاتِ بِاسْمِهَا *** لِذَلِكَ أَضْحَى وَاحِدَ الْوَاحِدِيَّةِ

409- فَإِنْ هُوَ نَاجَى الأَحْمَدِيَّةَ أَحْمَدٌ *** كَذَا هُوَ هَاءٌ فِي تَنَاجِي الْهُوِيَّةِ

410- وَإِنْ هُوَ نَاجَاهُ الَّذِي قَدْ أَظَلَّهُ *** يَكُونُ عُبَيْداً صَاحِباً فِي الْمَطِيَّةِ

411- وَإِنْ هُوَ أَلْقى مَا تَلَقَّى مُشَاهِداً *** لأَنْبَتَ هَدْياً فِي قُلُوبٍ خَلِيَّةِ

412- كَذَلِكَ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى *** فُؤَادِ عُبَيْدٍ فِي مَرَائٍ جَلِيَّةِ

413- رَقَى وَتَرَقَّى فَالْتَقَى الكُلُّ عِنْدَهُ *** وَعُبِّدَ فِي الإِصْبَاحِ ثُمَّ الْعَشِيَّةِ

414- وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّاتُ بَدْءاً وَخَاتِماً *** وَفُصِّلَتِ الآيَاتُ بِالسَّرْمَدِيَّةِ

415- وَأُحْكِمَتِ الآيَاتُ فِي صَدْرِهِ عَلَى *** مُرَادِ مُغْشِ اللَّيْلِ سِتْرَ الْخَبِيَّةِ

416- وَسِيقَ إِلَيْهِ الْعِلْمُ مِنْ كُلِّ طَارِقٍ *** وَجِيءَ بِهِ فِي شَاهِدِي الأَوَّلِيَّةِ

417- وَجِيءَ إِلَيْهِ بِالْمُنَى فَوْقَ إِرْبِهِ *** وَخَصَّ بِهِ أَهْلَ اشْتِغَالٍ بِنِيَّةِ

418- يُصَنِّفُهُمْ هَذِي لِذَاكَ وَذَا لِذِي *** وَتِلْكَ لِهَذَا فِي اجْتِنَاءِ الْجَنِيَّةِ

-32-

419- وَيَحْفَظُهُ الْقُرْآنُ مُذْ كَانَ حَافِظاً *** وَيُلْبِسُهُ مِنْ حُلَّةِ الْحَافِظِيَّةِ

420- وَيَجْعَلُهُ الْقُرْآنُ جَمْعاً مُفَرَّقاً *** وَيَجْعَلُ مِنْهُ وَاحِدَ الأَكْثَرِيَّةِ

421- فَإِنْ هُوَ صَلَّى فَصَّلَتْ مِنْهُ فُصِّلَتْ *** لأَهْلِ قَضَاءِ النَّحْبِ حُسْنَ الْمَنِيَّةِ

422- وَإِنْ هُوَ صَامَ الشَّهْرَ فَالدَّهْرُ دُونَهُ *** فَذَلِكَ خَتْماً مَبْدَأُ الآخِرِيَّةِ

423- وَلَيْسَ بِهَادِي الْعُمْيِ إِنْ ضَلَّ سَعْيُهُمْ *** فَذَاكَ يَقِيناً وَارِثُ الرَّاحِمِيَّةِ

**----------------***----------------**
-33-

ضوابط اللجنة المالية ما بين المريد والمسئول وأدبهما في ذلك
توجيهات مولانا الشيخ محمد 2004 : ضوابط وملابسات حول مسألة " لم الشمل " :


مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم