من هو الولى الكبير ابو الفيض الكتانى محمد بن عبد الكبير الكتانى
أبو الفيض الكتاني
محمد عبد الكبير بن محمد والمشهور ب أبو الفيض الكتاني وبمحمد الكتاني
(ولد في ربيع الأول 1290 هـ 1873م، فاس - 13 ربيع الثاني 1327 هـ 1909م، سلا) فقيه متفلسف متصوف وشاعر من أهل فاس بالمغرب. مؤسس الطريقة الكتانية،[1] ومعارض للوجود الفرنسي في المغرب. ترك من المؤلفات ما يزيد على ثلاثمائة كتاب، طبع منها حوالي 27 مؤلفا، كما ترك شعرا يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي.
مسيرته
والده هو العلامة عبد الكبير الكتاني الملقب بـ"جبل السنة"، وجده ،هو الشيخ أبو المفاخر الكتاني، ووالدته هي فضيلة بنت إدريس الكتانية؛ وهي من عالمات الفقه والسلوك. دخل الكتاب لتعلم القرآن، فحفظه وهو صغير. وأعطاه والده وردًا قبل احتلامه؛ وهو: سبعون ألفًا من الاسم المفرد "الله"، وستون ألفا من اسم رسول الله: -سيدنا محمد -. في كل يوم. والتحق بالقرويين وببعض مدارس فاس، فأخذ العلم عن كبار علماء زمانه. ظهرت عليه أمارات النبوغ مبكرا، فتولى التدريس وهو مازال شابا، ومارس الدعوة متنقلا بين مدن المغرب من فاس إلى الرباط وسلا مرورا بزرهون ومكناس وغيرها من مدن المغرب.
رحل إلى مراكش عام 1314 هـ لتوضيح موقفه للسلطان عبد العزيز، بعدما أشاع عنه خصومه بين الناس الانحراف عن العقيدة ومحاولة الانقلاب على السلطة، فبرأه السلطان من تهمة الانقلاب، وأحال قضية انحراف العقيدة إلى نظر العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، استمرت عدة أشهر، انتهت بتبرئته مما نسب إليه، وأصبح بعد هذه المناظرة مستشارا للسلطان مولاي عبد العزيز. وأقام فيها زمنًا ثم أذن له بالرجوع إلى فاس فعاد.
الحركة الاصلاحية
سنة 1321 هـ حج إلى المشرق، حيث تعرف إلى الدعوات الإصلاحية السائدة آنذاك أيام الدولة العثمانية، والتقى زمرة واسعة من علماء الشرق، كالخديوي عباس باشا في القاهرة، والتقى بشريف مكة المكرمة، الشريف عون، كما زار الحجاز والشام، والتقى بكبار علمائها وزعمائها. وزار أثناء عودته من المشرق مدينتي مرسيليا ونابولي، ووقف على مدى تقدم أوروبا الصناعي والاقتصادي والاجتماعي.
ولما عاد إلى المغرب، طالب بمجموعة من الإصلاحات السياسية الكفيلة بمحاربة الاستعمار، ودعا إلى الجهاد وطرد المعمرين من البلاد، وألف رسائل عديدة تدعو لمقاومة المحتل. وشارك والده في هذه الحركة الجهادية، وحضر معه مؤتمر القبائل المغربية بمكناس عام 1326 هـ، الذي ألف وأصلح فيه الشيخ أبو الفيض بين قبائل المغرب، واتفقوا على جهاد المستعمر الفرنسي والإسباني.
تأزم العلاقة مع السلطان عبد الحفيظ
تم خلع السلطان عبد العزيز لموقفه المتهاون أمام المحتل الفرنسي، فأراد أهل فاس عقد البيعة للسلطان عبد الحفيظ تولى الكتانى إملاء الشروط وفيها تقييد السلطان بالشورى.
رفض الكتاني قتال عبد العزيز وأتباعه. وتورع عن ضرب المسلمين بالمسلمين، زيادة كما استنكر على السلطان عبد الحفيظ ما قام به من اعتقال لأنصار السلطان المخلوع عبد العزيز بمكناس، والتنكيل بهم، واستصفاء أموالهم، ورفض شفاعته فيهم. وقد طلب الكتاني من السلطان مرارا تطبيق شروط البيعة، وراسله في ذلك مراسلات كثيرة، وحذره والأمة من مخاطر تردي المغرب في مهاوي الاستعمار. كما أفتى بوجوب مجاهدة المستعمر، ودعا إلى سد طريق زعير على الجيش الفرنسي بقوة السلاح، وأهدر دم الخونة واعتبر قتلهم جهادا أكبر.
«ومن جليل ما جرى بين الرجلين من جدال، ما وقع بينهما في مجلس تكلم فيه السلطان عبد الحفيظ فحمل على الصوفية، وسفه أفكارهم، وطعن في حلقات الذكر وما يصاحبها من رقص. وكان الكتاني حاضرا فرد عليه، وقال: "لا يجب أن تنكر الرقص وحده، بل الواجب أن تقوم الآن فتبدأ بمجانات الذهب وظروف النشوى ومجادل الحرير فتزيلها [وكان بيد السلطان حك نشوى من الذهب وعليه مجانة ذهبية وحمالة حرير] ثم نخرج، فلا نمر بطريقنا على محل من محال البغي ولا مخمرة إلا سددناها، ثم لا نمر على صاحب دكان لا يعرف كيف يبيع ويشتري إلا أقمناه، فإذا وصلنا للزوايا بحثنا في بدعهم ومناكرهم كذلك. وأما إغضاء الطرف، وإحداث التوجيهات لكل محرم ومكروه إلا التصوف والصوفية، فتفرقة من غير مفرق، وتخصيص بدون مخصص". فقام السلطان غاضبا، وخرج الشيخ ساخطا.»
وفاته
حقد السلطان عليه فساءت حاله وضاقت معيشته فخرج من فاس سنة (1327هـ) قاصدًا بلاد البربر فأرسل السلطان في أثره فرقة عسكرية ألقت القبض عليه وعقدت مناظرة بين الكتاني وبين السلطان يعضده جملة من العلماء دامت نصف ساعة ثم لم يلبث أن اعتقل وسجن هو ومن كان معه حتى النساء والصبيان.
وفي عشية السبت 17 ربيع الأول 1327 هـ / 1909م أمر السلطان عبد الحفيظ بجلد الشيخ ألفي جلدة في ساحة سجنه بقصر أبي الخصيصات قرب والده وولده وشقيقه عبد الحي الكتاني. فنفذ فيه ربع العدد المذكور. وكان يردد أثناء الضرب " اللهم إن كان هذا في رضاك فزدني منه". ثم لم يلبث إلا قليلا حتى توفي ـ متأثرا بما لحقه ـ صبيحة يوم الثلاثاء 13 ربيع الثاني من نفس السنة في سلا. ولم يناهز عمره السنة السابعة والثلاثين. وأخفي خبر وفاته عن الناس، ودفن بتكتم شديد، ثم طمس قبره حتى لا يبقى للجريمة أثر.
ثبت أن السلطان عبد الحفيظ ندم على فعلته مع الشيخ وعلى تسليمه المغرب لفرنسا، وقام بإعلان توبته وتجديد إيمانه بين يدي الشيخ محمد بن جعفر الكتاني أمام القبر النبوي. وأخبر الأستاذ عبد المنعم بن عبد العزيز بن الصديق، أن السلطان عبد الحفيظ سعى إلى لقاء جده سيدي محمد بن الصديق مرات كثيرة. فأبى لقاءه، وما قبل توبته. وخبر ذلك مبسوط في "سبحة العقيق" لأحمد الغماري، وهو مخطوط موجود بالخزانة العامة بالرباط.
مؤلفاته
ترك أبو الفيض الكتاني مؤلفات تزيد على ثلاثمائة كتاب، طبع منها حوالي 27 مؤلفا; كما ترك شعرا يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي، جمعه الدكتور إسماعيل المساوي في ديوان ضمنه حوالي 3400 بيتا في أطروحة للدكتوراه نوقشت بجامعة مراكش سنة 2001.
- اللمحات القدسية في متعلقات الروح بالكلية
- المواقف الإلهية في التصورات المحمدية
- الكمال المتلالي والاستدلالات العوالي
- "الأمالي في علم الأمهات"
- لسان الحجة البرهانية في الذب عن شعائر الطريقة الأحمدية الكتانية
- "أدل الخيرات في الصلاة على سيد الكائنات"
- "هداية أهل الخصيصة بشرح حديث الخميصة"
- "أسرار الاستعاذة"
- "ختمة البخاري"
- نجوم المهتدين في دلائل الاجتماع للذكر على طريقة المشايخ المتأخرين برفع الأرجل من الأرض والاهتزاز شوقا لرب العالمين
- قصائد الكتاني
- حياة الأنبياء'
- "بيني وبين الرافعي"
- "الجوهر الثمين في تراجم أمهات المؤمنين"
- تقييد في أصل مواسم الصالحين
قصائد أبو الفيض الكتاني
نعمل من لهوى كسوى
نور الحق هداني بفضل عطاني
أصابني حب الهوى
يا راميا قلبا جريح
لما يرى حبها فؤادي
فاح عرف المسك من عرف الخزام
جفن العليل غدا بالدمع في غلس
أرقني سقم النوى
رجوناك يا رحمن تكشف كربتي
بجيم جمال الله أسأل منيتي
سألتك يا الله عجل بمطلبي
بأوس بن خولي عدّتي وبأرقم
سألتك يا الله تحمي قلوبنا
دعوناك لما أن تقلب دهرنا
بأسمائك العظمى دعوتك سيدي
يا ربنا اجعل خير عمري آخره
يا ربنا يا مظهر الشهود
ألا ليت شعري ما تقول عظائم الد
إذا غازلتك الجاذبات الشعاعية
ثوى الحب واستعلى وما قد رثى ليا
فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه
بكيت منه عليه
لقد كان في مجللي البطون وما حوى
تبدت معاني الجمع حشو ردائها
طفنا بكعبة حسن قد ألفنا بها
محب الله في الدنيا سقيم
تقاطر مني الدمع حتى تجففت
إذا ما بدا بأي عين أراه
فنحن شراب مذ حللن بقيعة
وقد لاقيت من وقع سهمها
أرجو الذي سجدت له الأكوان كر
فؤادي قد براه البين لما
زجاج القلب كأس في زمان
ما لنا في الإمكان أبدع مما
خود رمت عن قوس حاجبها سها
رماني زماني مذ علاني حبها
فقل للشامتين بنا أفيقوا
صبّ برته لواعجُ الش
سرّ الوجود هيولي روح عوالم
فيض بجمع الجمع صار حديثه
سواطع التولي في أكتاف ذروته
أعقل علومك كي تفوز بحفظها
بجزع الحمى ظبي حمى ذلك الحمى
عتابكم حلو وغيظكم
سرى بفؤادي الوجد نحوك هائم
سرى بفؤادي الوجد نحوك هائم
بكت السماء شجوها لبعادكم
رأيت المسك يعبق في رياض
فيا عجبا فرع يتمم أصله
علمت بأنك سهم كليل
هي لؤلؤ تفتر عن درّ بدا
أجبنا أجبنا يا مريد رضانا
أسحر السحر في جفن الغزال
أقول لأقوام رمونا بأسهم العقول
ماذا على من غزلته سكينة
لقد كنا رنقا قبل فتق وجودنا
تزود من الدنيا فإنك راحل
ما الزهر ما ما الرحمن ما الحلل
أنخت مطايا الذل نحوك ملقيا
بهيج لي العهد القديم صبابة
إذا انطبعت مرأى بمرآك تنعكس
كبرت همّة عيني
نيل الجفون أذاب قلب العاشق
كم كنت في غمرات الحب أستبق
يا واقفا عند شط البحر منحبسا
كتبت لقاضي العشق سطرا من الهوى
صار بفؤاد الوجد نحو ربوعها
تباعد عني الأصل والوطن الذي
تستر ناسوتي بناسوت أهبه
أصبح بدا أم ليلة القدر طالع
أحديقة رقّمت بوشي أزاهر
أصاح غراب البين يا خلي في الحشا
سلام عليكم ما أمر فراقكم
تنوّر همة الأحيا في الأحشا
حدثني صبح دياجي الخندس
مهلا على قلبي فقد أبليته
عج ساحل الدير سل عنها الشماميسا
أطلعن في قمر الأفوق شموسنا
لا يستوي معرب فينا ودرّ حسن
برزت شموس البدر في أفق السما
أتاني كترب لو يقر قسيمه
فلولا قيود البين كنت عبيد با
عرج أخي بحمى ليل لتخبرني
لو تداني الدهر وانقاد ولم
أزل علة الشرك الخفيّ لدى السير
فاء الفقير فكاكه من أسره
غين بين المحو قد بان
وأعلم حقا أن بعدي عنكم
سلام كما حيتك عاطرة النشر
نسيم الصبا عنعن وسلسل بنافح الت
لقد ظهرت فلا تخفى على أحد
سما قدرا
تلألأ وجه الدهر واتصلت عر
قلها كلنا عالم بأن فينا
أيا ربة الخال التي فتنت به
من يوم كنت عصا الوجدان تسيار
أبدت شموس أم بدت أقمار
البين في سقر
ظبي خزّ بلحاظه
فلو عشت يوما كنت أحسب بعده
روض ترفع رصده من كوة
عرج على باب الغريب ونادى
صوادج البان ولنا هجرها بادي
عرج بمنعرج الكثيب الأخضد
ها قد بدا فوق البسيطة شمس من
لي بالعقيق مليحة أودعها
طريقتنا قطع العلائق والخطو
نور ربي قد تجلى
فاشهدوا أني غلام
صلّ اللديغ أذاب قلب الراسخ
شادن بدر أغن أدعج
أما لغراب البين ينحل مقتضى
يا واردا من ليلى قف متصاغيا
عجبا لمن قد علا من عنصر
من هو أصل وجود
أدر المدامة يا نديم إلى الصباح
لما تبدت ديمية في ساعة
عرج أخي حمى ليلى ومنعرج
صب الفؤاد من الهوى ودعاته
ونقطة باء في الحقيقة عينه
وغزالة لغزالة خضعت ولكن
لي في الغرام صبابة قد أسكرت
إذا ما وردنا ماء مدين أشرقت
وما حيوان في الرياض ممايلا
بكعبة أنوار أنخت مطيتي
سقتني بثغر الوصل قهوة حسنها
ببسم إله العرش أهتف داخلا
إن الأهاويل في جنب الوصول إلى
أسرت بدور أم بدت هالات
الدهر أعلى بالتنفيس قد سجعت
يا صاح إن فؤادي قد وهى سجنا
حط الرحال بروض الأنس والأرب
كتبت إلى سري بسطر من الهوى
يلومونني أهل البعاد على العذب
أقمت بدار كي أصون حقائق
سأبكي عليكم بالدموع السواكب
ولو أن ما بي بالحصا فتت الحصا
لاح لي برق بنجد فسبا
أشكو له منه مهجتي
هب النسيم على الرياض وقد سبا
ألاحظه في كل شيء رأيته
جلسنا لدى الأغصان في يوم أنسنا
فتنت بشمس الحسن لما تسترت
قد تيممت بالصعيد زمانا
يا راميا قلبا جريح
أصابني حب الهوى
نور الحق هداني بفضل عطاني
نعمل من لهوى كسوى
- الحزب السيفي لمولانا محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس سره
- ورد الحَسْبَلة للشيخ سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني،
تعليقات: 0
إرسال تعليق