يحاول بعض الناس إما عمداً أو جهلاً أن يخدعوا أنظار المسلمين عما كان عليه السلف الصالح، ويَدّعون معرفتهم، ويتسببون فى حيرة الناس، حتى أنهم ليتسائلون:
أليس التصوف بوابة التشيع؟
أليس التصوف بوابة التشيع؟
- ما هو يوم جمعة العرض الكبير الدامى والنجاه منها بـ ( الحب )
- معنى الشرك فى أمَّة النبىِّ صلى الله عليه وآله وسلم
- عدة تساؤلات حول مناهج التربية الإسلامية الحكومية بالنسبة لابناء الصوفية
- تفسير رؤية او القيام بالصوم فى المنام لسيدى عبد الغنى النابلسي
ظهر فى الآونة الأخيرة قول تشدق به صياحى الأباطل ممن أبتلى الإسلام بهم وبفهمهم السطحى للدين ومن ثم التطبيق المخالف الغير سوى لما جاء به رسول الله من دين وهذا القول مفاده أن التصوف هو بوابة التشيع.
ويقصد من هذا القول هو إلإعداد لفصل خلف الأمة الحاضر الحالى عن حقيقة سلفها العالم العامل وذلك لأن التصوف كان هو الصورة العملية الراقية التى تطاير خيرها وإنتشر نورها فى أفاق وربوع الدنا بأسرها فكان التصوف هو المظهر الحقيقى الذى دخل قلوبا لم ترى الله خالقا لصورة ومعنى أخلاق سيدنا رسول الله ولمتابعة صورة أخلاق رسول الله كان ذلك مظهره هو أهل بيته الكرام لذلك قال سيدنا ابو بكر الصديق "أرقبوا محمداً فى أهل بيته" فكان أهل البيت الكرام هم القائمون على منهاج تربية الأمة والخلق على صورة أخلاق جدهم وقد وعوا ذلك فى منهاج التصوف الذى تربى قادة الأمة فى رحابة واحته الوارفة الظلال.
ولست هنا بصدد التحدث عن تعريف التصوف لكن كما علمنا مشايخنا بأن التصوف ليس بالشيئ المستحدث من حيث المنهج والمضمون لأن التصوف قديم على إعتبار أن التصوف يقوم على ذكر الله تعالى والصلاة على سيدنا رسول الله ﴿إِنَّ هَذَا لَفِى الصُّحُف الأُولَى صُحُف إِبْرَاهِيم وَمُوسَى﴾ أى ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .
ولإثبات أن المراد من هذا القول هو فصل الأمة عن علم وعمل سلفها الصالح كان لزاماً علينا أن نعلم وندرك أن التصوف ورجاله هم زعماء كل صنف من أصناف علم هذا الدين وتيجان أعمدته وقمم أعلامه الشامخات. فما من علم من اصناف علوم هذا الدين إلا وقدر رتبه وصنفه ووضع قواعده وأحكامه وضبطه أهل الله الصوفية.
فلتناول معا بعض أصناف علوم هذا الدين الذى رتبه السادة الصوفية وعلى صدر هذا العلم أيادى أهل الله الصوفية، ولنبدأ بتفسير كتاب الله تعالى فإذا ما عددنا أسماء رجال هذا الفن لوجدناهم جميعاً من أهل الله المتصوفة وهذا لأن التصوف ليس فى حياتهم شيئاً يضاف الى سيرتهم فحسب بل على حسب مافهموه هو كان هو الدين من الناحية العملية والخلقية فى نظرهم وهذا صحيح لذلك سنجد القائمة تطول ولنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الإمام القرطبى ، الإمام بن عجيبة الحسنى ، الإمام فخر الدين الرازى، الجلالين أصحاب التفسير الشائع والشهير وهم الإمام جلال الدين المحلى والإمام جلال الدين السيوطى... هذا أيضا غير التفسير المسمى بالدر المنثور للإمام جلال الدين السيوطى. ولنكتفى بهذا القدر من المفسرين الكرام اللذين هم من أهل الله المتصوفة وأصحبت الأمة فى تفسير القرآن عالة عليهم مدينة لهم فى هذا الباع.
وإذا تناولنا علوم الفقه وعلى رأسه رجاله الكبار سادتنا أصحاب المذاهب الأربعة أولئك اللذين جمعوا مسائل هذا الدين وأحكامه ورتبوها أحسن ترتيب لوجدنا أن كل ذى علم منهم اختبر من أهل الله المتصوفة من أقر عليه علمه واعترف له برفعة قدره؛ فمثلا لا يخفى على كل قارئ ومطلع دور سيدى ذهل بن شيبان الراعى مع الإمامين الشافعى وأحمد بن حنبل ، وكيف كان الإمام أحمد بن حنبل يحرص على مجالسة اهل الله الصوفية بل ويرسل ولده السيد عبد الله الى مجالسهم ليس لحضورها فحسب بل ليستفتى لوالده فى مسائل مذهبه أصبحت فيما بعد قواعد رئيسية للأحكام على المذهب الحنبلى والشافعى.
ثم نأتى لعلم العقيدة وهو أحد العلوم الشرعية التى تلزم كل طالب شرعى لنجد أن الإمام أبو جعفر الطحاوى صاحب العقيدة الطحاوية -التى هى أحد الأعمدة الرئيسية لعلم العقيدة- كان أحد كبار أهل الله المتصوفة.
ونأتى أيضاً لعلم مرتبط بكتاب الله تعالى ولايصح علم شرعى ظاهرى من علوم كتاب الله إلا به وهو علم قرآت كتاب الله تعالى، فبالنظر إلى اساتذة هذا العلم نجدهم رجال الله الصوفية وحدهم لاغيرهم وقد رتبوه من خلواتهم ومن جلواتهم وجهادهم وسفرهم فى الأقطار وأشهرهم على سبيل المثال لا الحصر الإمام أبو محمد القاسم بن فيره الشاطبى.
وإذن فإذا أخذنا حصر رجال الله الصوفية القائمون على كل صنف من أصناف علوم هذا الدين لأتعبنا الحصر وما إستطعنا إلى حصرهم سبيلاً.
لذلك فإن الذى يطعن فى التصوف فهو يريد بذلك محو الدين علماً وعملاً وهدم مذهب أهل السنة تماماً على إعتبار أننا لو رفضنا تلقى كل علم من هذه العلوم لأن واضعوه هم أهل الله الصوفية فلن يكون هناك علوم قرآن كريم ولا حديث ولا نحو ولا فقه ولا عقيدة وبذلك لن يصيبنا من هذا الدين إلا الإتجاه للقبلة والإيمان برسم المصحف فقط لاغير!!!
وللرد المبسط السهل على القول بان التصوف تشيع أو هو بوابة التشيع؛ فعلى القارئ أن يضع بين يديه بعض إسهامات أهل الله الصوفية فى مجابهة الفرق ودحض حججهم وكشف زيغهم، بل سأكون صادقا إن قلت أن من رتب فى الرد على الفرق بمن فيهم الشيعة كانوا هم المتصوفة وحدهم. وإليكم فى ذلك الكتاب العظيم الذى كتبه وصنفه الإمام القطب عبد القادر الجيلانى الحسنى وهو كتاب الغنية والذى تعرض فيه لذكر الفرق بأكملها وذكر عقائدها مع الرد عليها وكشف زيغها وضلالها، أليس هذا هو المرجع الرئيسى للأمة فى رصد ومعرفة عقائد الفرق الأخرى؟؟ حتى أن باقى الكتب فى هذا الشأن قد كتبها أيضا السادة أهل الله الصوفية مثل الفرق بين الفرق للإمام أبى منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادى كان من كبار اهل الله الصوفية ايضاً.
فمن أين لهم نسبة التصوف إلى الفرق الأخرى وخاصة التشيع إذا كانت الأمة فى علوم الفرق عالة على الصوفية أنفسهم؟
وهناك شيء مهم جداً يجب أن يلتفت اليه القارئ الكريم فى عبادات أهل الله الصوفية وأورادهم، وهو ترضيهم على أصحاب رسول الله فى أورادهم وقراءة الفواتح لهم، ومن أشهر كتب أوراد الصوفية الكرام التى تخصصت فى ذكر مناقب الصحب الكرام الخلفاء الأربعة على سبيل المثال: كتاب الصلوات الجامعة فى محبة الخلفاء الاربعة لسيدى مصطفى كمال الدين البكرى وهو من ذرية سيدنا الصديق وإذا ما دخلت أى مقام أو روضة أى ولى لله تعالى لوجدتها مزينة برسم وكتابة أسماء الخلفاء الأربعة الكرام. فأين هذا من التشيع.
إذن فالقول بأن التصوف تشيع أو باباً للتشيع مردودا عليه بواقع التصوف قديما وحاضراً بل وإن شئت وأردت الحق فإن التصوف هو الحصن الحصين المانع لدين الله تعالى من عبث العابثين وإفساد المبطلين، فيقول الإمام فخر الدين :
فَجَهْلُ غَبِى عِلَّةٌ فَوْقَ عِلَّةٍ وَعِلْمُ وَلِى مَلْجَأٌ فِى الشَّدَائِدِ
فاللهم علمنا ما جهلنا وارزقنا العمل بما علمتنا والإخلاص والأدب والصدق، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وليد ابراهيم
ويقصد من هذا القول هو إلإعداد لفصل خلف الأمة الحاضر الحالى عن حقيقة سلفها العالم العامل وذلك لأن التصوف كان هو الصورة العملية الراقية التى تطاير خيرها وإنتشر نورها فى أفاق وربوع الدنا بأسرها فكان التصوف هو المظهر الحقيقى الذى دخل قلوبا لم ترى الله خالقا لصورة ومعنى أخلاق سيدنا رسول الله ولمتابعة صورة أخلاق رسول الله كان ذلك مظهره هو أهل بيته الكرام لذلك قال سيدنا ابو بكر الصديق "أرقبوا محمداً فى أهل بيته" فكان أهل البيت الكرام هم القائمون على منهاج تربية الأمة والخلق على صورة أخلاق جدهم وقد وعوا ذلك فى منهاج التصوف الذى تربى قادة الأمة فى رحابة واحته الوارفة الظلال.
ولست هنا بصدد التحدث عن تعريف التصوف لكن كما علمنا مشايخنا بأن التصوف ليس بالشيئ المستحدث من حيث المنهج والمضمون لأن التصوف قديم على إعتبار أن التصوف يقوم على ذكر الله تعالى والصلاة على سيدنا رسول الله ﴿إِنَّ هَذَا لَفِى الصُّحُف الأُولَى صُحُف إِبْرَاهِيم وَمُوسَى﴾ أى ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .
ولإثبات أن المراد من هذا القول هو فصل الأمة عن علم وعمل سلفها الصالح كان لزاماً علينا أن نعلم وندرك أن التصوف ورجاله هم زعماء كل صنف من أصناف علم هذا الدين وتيجان أعمدته وقمم أعلامه الشامخات. فما من علم من اصناف علوم هذا الدين إلا وقدر رتبه وصنفه ووضع قواعده وأحكامه وضبطه أهل الله الصوفية.
فلتناول معا بعض أصناف علوم هذا الدين الذى رتبه السادة الصوفية وعلى صدر هذا العلم أيادى أهل الله الصوفية، ولنبدأ بتفسير كتاب الله تعالى فإذا ما عددنا أسماء رجال هذا الفن لوجدناهم جميعاً من أهل الله المتصوفة وهذا لأن التصوف ليس فى حياتهم شيئاً يضاف الى سيرتهم فحسب بل على حسب مافهموه هو كان هو الدين من الناحية العملية والخلقية فى نظرهم وهذا صحيح لذلك سنجد القائمة تطول ولنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الإمام القرطبى ، الإمام بن عجيبة الحسنى ، الإمام فخر الدين الرازى، الجلالين أصحاب التفسير الشائع والشهير وهم الإمام جلال الدين المحلى والإمام جلال الدين السيوطى... هذا أيضا غير التفسير المسمى بالدر المنثور للإمام جلال الدين السيوطى. ولنكتفى بهذا القدر من المفسرين الكرام اللذين هم من أهل الله المتصوفة وأصحبت الأمة فى تفسير القرآن عالة عليهم مدينة لهم فى هذا الباع.
وإذا تناولنا علوم الفقه وعلى رأسه رجاله الكبار سادتنا أصحاب المذاهب الأربعة أولئك اللذين جمعوا مسائل هذا الدين وأحكامه ورتبوها أحسن ترتيب لوجدنا أن كل ذى علم منهم اختبر من أهل الله المتصوفة من أقر عليه علمه واعترف له برفعة قدره؛ فمثلا لا يخفى على كل قارئ ومطلع دور سيدى ذهل بن شيبان الراعى مع الإمامين الشافعى وأحمد بن حنبل ، وكيف كان الإمام أحمد بن حنبل يحرص على مجالسة اهل الله الصوفية بل ويرسل ولده السيد عبد الله الى مجالسهم ليس لحضورها فحسب بل ليستفتى لوالده فى مسائل مذهبه أصبحت فيما بعد قواعد رئيسية للأحكام على المذهب الحنبلى والشافعى.
ثم نأتى لعلم العقيدة وهو أحد العلوم الشرعية التى تلزم كل طالب شرعى لنجد أن الإمام أبو جعفر الطحاوى صاحب العقيدة الطحاوية -التى هى أحد الأعمدة الرئيسية لعلم العقيدة- كان أحد كبار أهل الله المتصوفة.
ونأتى أيضاً لعلم مرتبط بكتاب الله تعالى ولايصح علم شرعى ظاهرى من علوم كتاب الله إلا به وهو علم قرآت كتاب الله تعالى، فبالنظر إلى اساتذة هذا العلم نجدهم رجال الله الصوفية وحدهم لاغيرهم وقد رتبوه من خلواتهم ومن جلواتهم وجهادهم وسفرهم فى الأقطار وأشهرهم على سبيل المثال لا الحصر الإمام أبو محمد القاسم بن فيره الشاطبى.
وإذن فإذا أخذنا حصر رجال الله الصوفية القائمون على كل صنف من أصناف علوم هذا الدين لأتعبنا الحصر وما إستطعنا إلى حصرهم سبيلاً.
لذلك فإن الذى يطعن فى التصوف فهو يريد بذلك محو الدين علماً وعملاً وهدم مذهب أهل السنة تماماً على إعتبار أننا لو رفضنا تلقى كل علم من هذه العلوم لأن واضعوه هم أهل الله الصوفية فلن يكون هناك علوم قرآن كريم ولا حديث ولا نحو ولا فقه ولا عقيدة وبذلك لن يصيبنا من هذا الدين إلا الإتجاه للقبلة والإيمان برسم المصحف فقط لاغير!!!
وللرد المبسط السهل على القول بان التصوف تشيع أو هو بوابة التشيع؛ فعلى القارئ أن يضع بين يديه بعض إسهامات أهل الله الصوفية فى مجابهة الفرق ودحض حججهم وكشف زيغهم، بل سأكون صادقا إن قلت أن من رتب فى الرد على الفرق بمن فيهم الشيعة كانوا هم المتصوفة وحدهم. وإليكم فى ذلك الكتاب العظيم الذى كتبه وصنفه الإمام القطب عبد القادر الجيلانى الحسنى وهو كتاب الغنية والذى تعرض فيه لذكر الفرق بأكملها وذكر عقائدها مع الرد عليها وكشف زيغها وضلالها، أليس هذا هو المرجع الرئيسى للأمة فى رصد ومعرفة عقائد الفرق الأخرى؟؟ حتى أن باقى الكتب فى هذا الشأن قد كتبها أيضا السادة أهل الله الصوفية مثل الفرق بين الفرق للإمام أبى منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادى كان من كبار اهل الله الصوفية ايضاً.
فمن أين لهم نسبة التصوف إلى الفرق الأخرى وخاصة التشيع إذا كانت الأمة فى علوم الفرق عالة على الصوفية أنفسهم؟
وهناك شيء مهم جداً يجب أن يلتفت اليه القارئ الكريم فى عبادات أهل الله الصوفية وأورادهم، وهو ترضيهم على أصحاب رسول الله فى أورادهم وقراءة الفواتح لهم، ومن أشهر كتب أوراد الصوفية الكرام التى تخصصت فى ذكر مناقب الصحب الكرام الخلفاء الأربعة على سبيل المثال: كتاب الصلوات الجامعة فى محبة الخلفاء الاربعة لسيدى مصطفى كمال الدين البكرى وهو من ذرية سيدنا الصديق وإذا ما دخلت أى مقام أو روضة أى ولى لله تعالى لوجدتها مزينة برسم وكتابة أسماء الخلفاء الأربعة الكرام. فأين هذا من التشيع.
إذن فالقول بأن التصوف تشيع أو باباً للتشيع مردودا عليه بواقع التصوف قديما وحاضراً بل وإن شئت وأردت الحق فإن التصوف هو الحصن الحصين المانع لدين الله تعالى من عبث العابثين وإفساد المبطلين، فيقول الإمام فخر الدين :
فَجَهْلُ غَبِى عِلَّةٌ فَوْقَ عِلَّةٍ وَعِلْمُ وَلِى مَلْجَأٌ فِى الشَّدَائِدِ
فاللهم علمنا ما جهلنا وارزقنا العمل بما علمتنا والإخلاص والأدب والصدق، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وليد ابراهيم
- وجوب وفرض محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
- هل يمكن تعظيم غير الله؟
- فضل أهل البيت ومزاياهم
- ماذا تعني عبارة آل البيت؟
- من هم آل البيت؟ ومـا هـى معلومـاتك الدينية عنـهم؟
تعليقات: 0
إرسال تعليق