-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 30 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبَعٍ )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبَعٍ )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبَعٍ )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبَعٍ ) لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك

موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبَعٍ ) التّاريخ : الاثنين 13 رجب 1406 هـ = 24 مارس 1986 معَدَد الأبيات : 23


1- تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبَعٍ *** لاَ تَحْنَثُ الأَيْمَانُ إِذْ عَقَّدْتُهَا
2- دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي أَمْلَيْتُهَا *** مَوْءُودَةً إِذْ لَمْ تُوَفَّ حَقَّهَا
3- أَمَّا عَنِ الأُولَى فَإِنَّ سُطُورَهَا *** عِشْرُونَهَا نَقَصَتْ ثَلاَثاً عَدَّهَا
4- كَنَّيْتُ فِيهَا دُونَ كَشْفِ سُتُورِهَا *** لَكِنَّ أَهْلَ الْقَيْدِ كَانُوا ضِدَّهَا
5- كَلِمَاتُهَا مَائَةٌ وَأُخْرَى نِصْفُهَا *** لَوْ نَاصَفُوهَا لاَنْتَهَوْا فِي نِصْفِهَا
6- فِي بَدْئِهَا قُلْنَا وَبَعْدُ لأَنَّهَا *** بَعْدٌ لِقَبْلٍ وَهْوَ يَعْرِفُ رَمْزَهَا
7- مِنْ بَعْدِهَا قُلْنَا يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا *** وَهْيَ اثْنَتَانِ وَعَشْرُ تُشْبِهُ دَهْرَهَا
8- ذَكَّرْتُهَا أَنَّثْتُهَا جَمَّعْتُهَا *** فَرَّقْتُهَا فِي حُكْمِهَا يُسْعَى لَهَا
9- كَنَّيْتُ فِيهَا عَنْ شُهُورٍ حُرِّمَتْ *** وَمَدَارُهَا بَيْتٌ يُوَافِقُ فَرْدَهَا
10- قُلْنَا وَحَتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ ذَا *** عِلْمٌ لَدَيْنَا مِنْهُ جِئْنَا حَدَّهَا
11- كَلِمَاتُهَا مَائَةٌ وَزِيدَتْ بِعْدَهَا *** ثِنْتَانِ حَتَّى لاَ يُقَالَ بِرَدِّهَا
12- فِيهَا كَشَفْتُ رَحِيمَ كَشْفٍ بَعْدَمَا *** ضَلُّوا بِأُولاَهُنَّ بُغْيَةَ عِنْدِهَا
13- عِشْرِينَ بَيْتاً بَعْدَهَا أَمْلَيْتُهَا *** وَبَدَأْتُهَا بِالْفَتْحِ أُخْفِي شَرَّهَا
14- مَائَتَانِ كَامِلَتَانِ لَكِنْ دُونَهَا *** مِنْهَا ثَمَانٍ لاَ تُكَمِّلُ نَقْصَهَا
15- أَرْدَفْتُهَا كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا *** يَا آلَ عَهْدِي لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهَا
16- خَاطَبْتُ فِيهَا الْمُوثَقِينَ بِفَعْلَةٍ *** مَأْزُورَةٍ كَانَتْ تُكَذِّبُ نَفْسَهَا
17- مَنْ قَارَفُوا أَوْ شَارَكُوا أَوْ نَافَقُوا *** يَسْتَغْفِرُونَ بِلاَ رُجُوعٍ بَعْدَهَا
18- إِصْلاَحُ أَمْرٍ أَفْسَدُوهُ بِزَعْمِهِمْ *** شَرْطٌ تُحَتِّمُهُ الشَّرِيعَةُ عِنْدَهَا
19- لاَ شَكَّ فِي أَنِّي أُتِمُّ عَطِيَّتِي *** مَا ثَمَّ نَقْصٌ فَوْقَهَا أَوْ تَحْتَهَا
20- فَتَدَارَسُوهَا لاَ قِرَاءَةَ عَابِرٍ *** مُسْتَعْبِرٍ فِيهَا يُفَنِّدُ قَوْلَهَا
21- وَتَجَمَّعُوا وَبِلاَ عِنَادٍ كُلَّمَا *** غُمَّتْ مَعَانِيهَا لأُعْطِيَ حَلَّهَا
22- دَيْنٌ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً بَيْنَنَا *** بِشَهَادَةِ الرَّاوِي لِيَكْتُبَ عَقْدَهَا
23- لاَ يَأْبَ ذَاكَ وَلَنْ يُضَارَّ لأَنَّهُ *** شَرْعاً وَإِيَّاكُمْ يَرَانَا وَانْتَهَى
[ads1]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 1: تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ *** لاَ تَحْنَثُ الأَيْمَانُ إِذْ عَقَّدْتُهَا

المعني:
تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ: أجمله في شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والسَّبْعُون : ( إِلَى أَجَلٍ عِنْدِي تَكُونُ عَطِيَّتِي ), حيث قال رضي الله عنه:
إِلَى أَجَلٍ عِنْدِي تَكُونُ عَطِيَّتِي *** بِطَيِّ خُدُورِ الْمَانِعَاتِ حَفِيظَةً (1 ق 73)
فِي أَرْبعٍ: فصّل (شرح) ذلك في أربع قصائد, و هي:
1) الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
2) الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )
3) الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )
4) الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا )
لاَ تَحْنَثُ الأَيْمَانُ: الحِنْثُ: الخُلْفُ في اليمين. حَنِثَ في يمينه حِنْثاً: لم يَبَرَّ فيها، الحِنْثُ في اليمين: نَقْضُها والنَّكْثُ فيها, الأَيْمَانُ: اليمين, الحلف, لاَ تَحْنَثُ: لا تًنقض أو تُنكث, يميني
إِذْ عَقَّدْتُهَا: إذ, ظرف للزمن الماضي بمعنى حين, عَقَّدْتُهَا: إيمان مغلّظة, في الآية: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ) 89 المائدة, أي: أنني إذ حلفتُ يميناً مغلّظاً أنّ تفصيل ما أجملته في البيت الأول من الْقَصِيدَة الثّالِثَة والسَّبْعِين أتي في الأربع التي أشرت إليها, و أوضحها هنا بعدد أبياتها و كلماتها حتى تعلموا, و حتى لا يتوهم أحد أن هناك قصائد خٌبئت و لم تُعلن, بل: قصدتُ أنّها لم تُشرح لتعمّد أهل دعوي الوثيقة عدم الكشف عما فيها, لما فيها من الوضوح و تسمية الأشياء بمسمياتها

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 2: دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي أَمْلَيْتُهَا *** مَوْءودّةً إِذْ لَمْ تُوَفَّ حَقَّهَا

المعني:
دُفِنَتْ: الدَّفْن: السَّتْر والمُواراة، وفي حديث شُريح: أَنه كان لا يَرُدّ العبدَ من الادِّفان ويردّه من الإِباق الباتِّ، الإدِّفانُ هو أَن يَخْتفي العبدُ عن مواليه اليومَ واليومَيْن ولا يَغيبَ عن المصر، وهو افتعال من الدَّفْن لأَنه يَدْفِن نفْسه في البلد أَي يكتُمُها, و يعني أن هناك قصائد ووريت عن الإفهام, لما جاءت به من صريح العبارة, و إظهار ما هو مكتومٌ
ثَلاَثُ فَرَائِدِي: فَرَائِدِ: جمع فريدة, و الفَريدُ والفَرائدُ: أصل معناه: الشَّذْرُ الذي يَفْصِل بين اللُّؤْلؤ والذهب، واحدته فَريدَةٌ، و تعني كلمة "فَريدَة" الواحدة من القصائد, أي: ثلاث قصائد, فَرَائِدِي: مع يا النسبة لسيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه, الثلاث قصائد هي:
  1. الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
  2. الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )
  3. الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )
أَمْلَيْتُهَا: أمليتها علي الرّاوي, الإملاء أن يقرأ الذي يُملي علي الكاتب فيكتب ما يسمع
مَوْءودّةً: الوأد, الدفن و المواراة, الآية: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ) 6 الكوثر, و كان من عادات الجاهلية أن تُدفن البنت و هي حيّة, و يعني أن القصائد موجودة و لكن حُجب شرحها عن الناس حتى لا ينكشف أمر أهل دعوي الوثيقة
إِذْ: ظرف للزمن الماضي بمعنى حين
لَمْ تُوَفَّ حَقَّهَا: و هذا هو المعني, أي: لم توف حقّها في الشرح (أُخذت علي عجل عجل)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 3: أَمَّا عَنِ الأُولَى فَإِنَّ سُطُورَهَا *** عِشْرُونَهَا نَقَصَتْ ثَلاَثاً عَدَّهَا

المعني:
أَمَّا: حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوباً
عَنِ الأُولَى: أولي الثلاث قصائد, الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
فَإِنَّ سُطُورَهَا عِشْرُونَهَا نَقَصَتْ ثَلاَثاً عَدَّهَا: سطورها لم تتم العشرين بل نقت عنها بثلاث سطور, فعَدَد سطورها, أي: عدد أبياتها يساوي 17, للتأكيد أن القصيدة لم يُخبأ منها جزء بل كلّها كانت معلنة و لكن لم توفّ حقّها من الشرح بما يبلغ رسالتها كاملة للناس, من حيث كشف الستر عن أهل دعوي الوثيقة

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 4: كَنَّيْتُ فِيهَا دُونَ كَشْفِ سُتُورِهَا *** لَكِنَّ أَهْلَ الْقَيْدِ كَانُوا ضِدَّهَا

المعني:
كَنَّيْتُ فِيهَا: كَنَّيْتُ: من الكناية: أَن تتكلم بشيء وتريد غيره, فِيهَا: في القصيدة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
دُونَ كَشْفِ سُتُورِهَا: دُونَ: غير, كَشْفِ سُتُورِهَا: بالإشارة
لَكِنَّ أَهْلَ الْقَيْدِ: لَكِنَّ: للإضراب و التأكيد, أَهْلَ الْقَيْدِ: أهل تقييد المعني, علي ما يريدون, كان الشيخ يريدهم أن يكتفوا بالتلميح, مثل: (الما بفهم التلاميح لا يريح و لا يستريح)
كَانُوا ضِدَّهَا: معارضين لها
[ads2]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 5: كَلِمَاتُهَا مَائَةٌ وَأُخْرَى نِصْفُهَا *** لَوْ نَاصَفُوهَا لاَنْتَهَوْا فِي نِصْفِهَا

المعني:
كَلِمَاتُهَا مَائَةٌ وَأُخْرَى نِصْفُهَا: 150 كلمة, و هنا الشيخ يضع دليلاً بالغاً و واضحاَ جداً بعدد الكلمات و مناصفتها و معناها, كدليل علي أن القصيدة أعلنت كاملة كما رآها الناس, و لم يخبأ من نصّها شئ
لَوْ نَاصَفُوهَا: لَوْ: إذا, نَاصَفُوهَا: التنصيف بعملية حسابية, لنصف القصيدة و الكلمة رقم 75 من الكلمات " فَخَلُّوا"
لاَنْتَهَوْا فِي نِصْفِهَا: العبارة البادئة من الكلمة رقم 75 (فَخَلُّوا) في الشطر الثاني من البيت رقم 9 من القصيدة رقم 44, لانتهوا بالأمر الذي جاء فيه ونصّه: "فَخَلُّوا مَا زَعَمْتُمْ مِنْ سَرَابِ", لاَنْتَهَوْا: من ينتهي عن مقارفة الذّنب, فَخَلُّوا عن "دعوي الوثيقة", سراب, و لاَنْتَهَوْا فِي نِصْفِهَا: لما احتاجوا لباقي الحديث

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 6: فِي بَدْئِهَا قُلْنَا وَبَعْدُ لأَنَّهَا *** بَعْدٌ لِقَبْلٍ وَهْوَ يَعْرِفُ رَمْزَهَا

المعني:
فِي بَدْئِهَا قُلْنَا وَبَعْدُ: بداية القصيدة (74):
وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً *** جَمِيعاً آمِنِينَ وَفِي جَنَابِي
لأَنَّهَا بَعْدٌ لِقَبْلٍ: بعد للقصائد التي جاءت قبلها, و طلب الشيخ تدارسها, طلباً للحقيقة المتعلقة بالخليفة الوارث, رضي الله عنهم أجمعين, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَحَقَّ عَلَيْكُمْ بَعْدَمَا أَمْلَيْتُهُ *** وُرُودَ صَفِيٍّ تَطْلُبوُنَ حَقِيقَةً (6 ق 73)
وَهْوَ: وَهْوَ: تعود ال"هُو" علي الخليفة الوارث الظاهر عليه أنوار الحلافة, بمعني قوله تعالي: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ) 71 ص, و ذلك هو الخليفة الذي هو الزبرجد بما عليه من أشعة النور المحمّدي, عليه الصلاة و السلام, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
زَبَرْجَدُهَا طِينٌ إِلَيْهِ تَوَجَّهَتْ *** فَصَارَ بِمَا أُعْطِيهِ يَعْرِفُ رَمْزَهَا (11 ق 72)
يَعْرِفُ رَمْزَهَا: يَعْرِفُ رَمْزَهَا: يعرف ما رمزت إليه القصيدة (74), إشاراتها

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 7: مِنْ بَعْدِهَا قُلْنَا يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا *** وَهْيَ اثْنَتَانِ وَعَشْرُ تُشْبِهُ دَهْرَهَا

المعني:
مِنْ بَعْدِهَا: من بعد الرّابِعَة والسَّبْعِين : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً ), تأتي الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )
قُلْنَا يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا: قُلْنَا: القول أصلاً البيت الواحد و يراد به القصيدة أيضاً من باب إطلاق الجزء و إرادة الكُلّ, "يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا": أي: الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعِين : (يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي), و هي من الثلاث قصائد التي دفنِت, أي: لم توف حقّها من الشرح
وَهْيَ اثْنَتَانِ وَعَشْرُ: عدد أبياتها 12
تُشْبِهُ دَهْرَهَا: علي عدد شهور السنة و كلّ بيت يوافق شهر بالترتيب, و هذا للتأكيد بأن القصيدة هي هكذا كاملة نُشرت و كان القصور في شرحها متعمّداً, لما تكشفه من خبايا عن أهل (دعوي الوثيقة).

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 8: ذَكَّرْتُهَا أَنَّثْتُهَا جَمَّعْتُهَا *** فرَّقْتُهَا فِي حُكْمِهَا يُسْعَى لَهَا

المعني:
ذَكَّرْتُهَا أَنَّثْتُهَا: الذّكر النوع من الجنس البشري الذي لا يلد, الأنثى التي تلد, قال تعالي: (يا أَيُّها النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا) 13 الحجرات, و يعتبر في علم الحقائق أنّ كل عال ذكر ، وكل سفل أنثى و كذلك فالأرواح ذكور و العقول إناث, و عند النظر لذلك فيما يتعلّق ببنية القصيدة, نجد أنّ: المعاني ذكور و الكلمات إناث لأن الكلمات هي التي تحمل المعاني, و معني قوله رضي الله عنه " ذَكَّرْتُهَا أَنَّثْتُهَا" أنني كمّلتها أي القصيدة (75) من ناحيتي المباني (الكلمات) و المعاني (الرقائق), كلّه موجود فيها, قال رضي الله عنه:
كَلَّتْ مَبَانِي مَا أَقُولُ عَنِ الَّذِي *** أَرْمِي إِلَى مَعْنَاهُ أَوْ إِثْبَاتِهِ (1 ق 9)
جَمَّعْتُهَا فرَّقْتُهَا: الجمع إجمال المعني و التفريق شرح المعني, أو بمعنى آخر: بالرمز و بالعبارة الظاهرة
فِي حُكْمِهَا يُسْعَى لَهَا: فِي حُكْمِهَا: أي في قضائها, يُسْعَى لَهَا: لا يوجد العدل في أكثر منها, فيُسْعَى لَهَا لعدلها, جمعت بين الظاهر و الباطن

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 9: كَنَّيْتُ فِيهَا عَنْ شُهُورٍ حُرّمَتْ *** ومَدَارُهَا بَيْتٌ يُوَافِقُ فَرْدَهَا

المعني:
كَنَّيْتُ فِيهَا عَنْ شُهُورٍ حُرّمَتْ: عَنْ شُهُورٍ حُرّمَتْ: المعروف أن الأشهر الحُرُم أربع: ذو القعدة, ذو الحجة, المحرّم, رجب, قال تعالي: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) 36 التوبة, كَنَّيْتُ: رمزت, الكناية أن تتحدث عن الشئ بما يفيد عنه و لا تكشفه, فِيهَا: في القصيدة (75), كَنَّيْتُ فِيهَا عَنْ شُهُورٍ حُرّمَتْ: الشهر الحرام هو الخليفة الوارث, و هم المعبّر عنهم بالأهلّة, أي: الشهور, أي: كنّي فيها عن الخلفاء في الطريقة, قال رضي الله عنه:
فَكُلُّ قُطْبٍ مِنَ الأَقْطَابِ أَوْ مَلَكٍ *** يَزُفُّنَا حَيْثُ وَفَّيْنَا أَهِلَّتَنَا (26 ق 35)
ومَدَارُهَا بَيْتٌ يُوَافِقُ فَرْدَهَا: ومَدَارُهَا: ما يدور حوله معناها, في حديث أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ", بَيْتٌ يُوَافِقُ فَرْدَهَا: فَرْدَهَا: فرد الأشهر الحُرم, رجب, و سمي "رجب الفرد" لأنه شهر حرام فرد بين أشهر حلال، و الفرد من بين الأهلّة الخلفاء هو سيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
وَاحْفَظْ قَلْبَكَ إِنِّي فَرْدٌ *** وَانْحَرْ غَيْرَ كَلاَمِي تَظْفَرْ (5 ق 51)
و بَيْتٌ يُوَافِقُ فَرْدَهَا: إذ أنّ شهر رجب الشهر السابع و يوافق البيت السابع من القصيدة (75), و شهر رجب مدار الشهور و كذلك مَدَارُ القصيدة (75) و البيت 7 منها, قال فيه سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَحَتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ هَذَا *** يَكُونُ الْقَوْلُ عَرَبِياً مُبِينَا
و كان له إبانةٌ أخري – في الردّ علي من ظنّ أن القصائد دعوي و لم يصدقها - لما يميّز شهر رجب من إبانة للحقائق فيه, قال رضي الله عنه في (1-2 ق 85):
بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي *** وَفِي فَرْدِ الأَهِلَّةِ جَاءَ عَنَّا
أَتَذْكُرْ يَوْمَ جِئْنَا كَمْ وَكُنْتُمْ *** لَدَى مَنْ ظَنَّهَا دَعْوَى وَقُلْنَا
و شهر رجب الفرد له مكانة عظيمة و خاصة بالنسبة لسيدي فخر الدين, و عليه مدار الأمر, إذ فيه منح عطيّة القصائد من السماء, و لذا قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
عَطِيَّةٌ مِنْ كَرِيمٍ عنْدَمَا ظَفَرتْ *** بِهِ السَّمَاءُ بِفَرْدِ الأَرْبَعِ الْحُرُمِ (2 ق 40)
[ads3]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 10: قُلْنَا وَحتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ ذَا *** عِلْمٌ لَدَيْنَا مِنْهُ جِئْنَا حَدَّهَا

المعني:
قُلْنَا: (بلسان الجمع), سيدي فخر الدين و ورثته رضي الله عنهم, القول, البيت, أي: في البيت 7 من القصيدة (75):
وَحَتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ هَذَا *** يَكُونُ الْقَوْلُ عَرَبِياً مُبِينَا
وَحتَّى بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ ذَا: وَحتَّى: تفيد العطف, بَعْدَ يَوْمِ النَّاسِ: يوم النّاس اليوم المشهود من أيّام الدنيا, و هو غير يوم الإلهيين, بعد اليوم الذي نزلت فيه القصيدة, ذا: اسم إشارة للقريب, في البيت المشار إليه بصيغة هذا و هي ذا زائداً هاء التنبيه, لما أراد التنبيه في موضع الإشارة في البيت أعلاه, و استغني عن التنبيه بعدما أفصح بالعربي المبين في القصائد التي تلت (الأربعة: 74-75-76-77)
عِلْمٌ لَدَيْنَا: علم حضرة الجمع
مِنْهُ جِئْنَا حَدَّهَا: مِنْهُ: مِن حرف ابتداء لغاية مكانية, (هُ) إشارة لباطن العلم (مطلع المعني), جِئْنَا: أتينا ب ..., حَدَّهَا: حدّ المعني, و غاية القصد, البيان التّام

[ps2id id='11' target=''/][box type="info" align="" class="" width=""]شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 11: كَلِمَاتُهَا مِائَةٌ وَزِيدَتْ بِعْدَهَا *** ثِنْتانِ حَتَّى لاَ يُقَالُ بِرَدّهَا

المعني:
كَلِمَاتُهَا مِائَةٌ وَزِيدَتْ بِعْدَهَا ثِنْتانِ: ثِنْتانِ, كلمتان, اثنين للمذكر و ثنتان للمؤنث, كلمات القصيدة (75), 100 + 2 = عددها 102 كلمةً
حَتَّى لاَ يُقَالُ بِرَدّهَا: حَتَّى: حرف غاية, لاَ يُقَالُ: لا يُقَالُ بكذا ... لا يًظن و يُعتقد, بِرَدّهَا: الرد: صرف الشيء ورَجْعُه, التحّول عنها, و رفضها, أي: بعد التأكد من صحة عدد كلماتها (102) كما بيّنت, قال رضي الله عنه في (7-8 ق 32):
وَلَيْسَ غَرِيباً أَنْ يَكُونَ لِعِلْمِنَا *** تَرَبُّصُ قَوْمٍ آيَةً يَكْفُرُونَهَا
وَلَيْسَ مُسَاغاً مِنْ لَدُنْ أَهْلِ مِنَّتِي *** تَحَوُّلُهُمْ عَنْ مَائِهَا مِنْ عُيُونِهَا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 12: فِيهَا كَشَفْتُ رَحِيمَ كَشْفٍ بَعْدَمَا *** ضَلُّوا بِأُولاَهُنَّ بُغْيَةَ عِنْدِهَا

المعني:
فِيهَا: في القصيدة رقم (75) (يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي)
كَشَفْتُ رَحِيمَ كَشْفٍ: كَشَفْتُ: بيّنت ما كان مخفيّاً, رَحِيمَ كَشْفٍ: كشف طابعه الرّحمة الصرفة, لا يؤذي
بَعْدَمَا: ظرفية
ضَلُّوا بِأُولاَهُنَّ: ضَلوا, أُولاَهُنَّ: الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : (وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً), ضَلُّوا: لم يهتدوا للصواب, يعني أهل (دعوي الوثيقة), أي القصائد التي كُتبت و أدعي نسبتها للشيخ, و الشيخ منها براء
بُغْيَةَ عِنْدِهَا: بُغْيَةَ: رغبةً في و طلباً ل, عِنْدِهَا: العِنْد المعاندة, قال رضي الله عنه:
يُعَاهِدُنِي الْمَثْبوُتُ فِي اللَّوْحِ مُسْعَداً *** يُعَانِدُنِي الأَشْقَى وَلَوْ بِالإِشَارَةِ (40 ق 1)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 13: عِشْرِينَ بَيْتاً بَعْدَهَا أَمْلَيْتُهَا *** وَبَدَأْتُهَا بِالْفَتْحِ أُخْفِي شَرَّهَا

المعني:
عِشْرِينَ بَيْتاً بَعْدَهَا: أي بعد القصيدة الخامسة و السبعين, يعني الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )
أَمْلَيْتُهَا: عِشْرِينَ بَيْتاً أَمْلَيْتُهَا: عدد أبيات الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعِين عشرون بيتاً, أمليتها علي الرّاوي: الإملاء أن يقرأ الذي يملي علي الكاتب فيكتب ما يسمعه
وَبَدَأْتُهَا بِالْفَتْحِ: بداية القصيدة, البيت:
الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا *** جَاءَتْ بِهِ الأَنْفَالُ خَتْماً نَبْتَدِي
أُخْفِي شَرَّهَا: أُخْفِي: في باطنها, شَرَّهَا: وعيد لأهل وثيقة الدعوي

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 14: مَائَتَانِ كَامِلَتَانِ لَكِنْ دُونَهَا *** مِنْهَا ثَمَانٍ لاَ تُكَمِّلُ نَقْصَهَا

المعني:
مَائَتَانِ كَامِلَتَانِ لَكِنْ دُونَهَا مِنْهَا ثَمَانٍ: عن الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعِين : (الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) 192 كلمة, للتأكيد علي أن القصيدة كاملة, و ليس من المقصود بأنها دُفنت أنها خبئت و لكن المقصود أنها لم توف حقّها من الشرح, خشية ما تكشفه عن أهل الدعوي
لاَ تُكَمِّلُ نَقْصَهَا: أي كاملة و إذا أضيفت عليها ثمانية فلن تضيف لها شيئاً

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 15: أَرْدَفْتُهَا كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا *** يَا آلَ عَهْدِي لاَ تَضِلوا بَعْدَهَا

المعني:
أَرْدَفْتُهَا: أي أتبعتُ الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : (الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا), أَرْدَفَ الشيءَ بالشيء: أَتْبَعَه
كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا: أي الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : (كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا)
يَا آلَ عَهْدِي: يا أبناء الطريقة, الطريقة عهد و بيعة (ميثاق) بين الشيخ (وعليه التربية و الحفظ) و المريد (و عليه السمع و الطاعة), قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) 10 الفتح, يقول رضي الله عنه:
يَا آلَ عَهْدِي لَدَيْكُمْ قَوْلُنَا حَكَمٌ *** فَلاَ تكُونُوا كَمَنْ يَسْتَقِبحُ الْحَسَنَا (44 ق 35)
لاَ تَضِلوا بَعْدَهَا: لاَ تَضِلوا: أمر, بَعْدَ الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : (الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا), إنذار أخير لأهل دعوي الوثيقة و بعدها سيكون حُكمٌ نهائي (الفيصلان), قال فيها رضي الله عنه:
حَتَّى يَكُونَ الْفَيْصَلاَنُ جَعَلْتُهَا *** لِلإِعْتِبَارِ فَلاَ تَضِلوا وَاسْلَمُوا (32 ق 77)
[ads4]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 16: خَاطَبْتُ فِيهَا الْمُوثَقِينَ بِفَعْلَةٍ *** مَأْزُورَةٍ كَانَتْ تُكَذّبُ نَفْسَهَا

المعني:
خَاطَبْتُ فِيهَا: أي في الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : (كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا), خَاطَبْتُ: الـمُخاطَبَة هي مُراجَعَة الكَلامِ، قال تعالي لسيدنا نوح عليه السلام: (وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) 37 هود, أي: لا تكرر الطلب بشأنهم
الْمُوثَقِينَ بِفَعْلَةٍ: من وثَقه يوثِقُه فهو مُوثَق, أي: مقيّد و مكبّل و أوثَقْتُه إيثاقاً ووَثاقاً، والحبل أو الشيء الذي يُوثَق به وِثاقٌ، والجمع الوُثُقُ بمنزلة الرِّباطِ والرُّبُطِ, وأَوْثَقهُ في الوَثاقِ أي شده, ربطه ربطاً شديداً لا ينطلق منه, قال تعالي: (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) 26 الفجر, و المقصود أهل (دعوي الوثيقة), الْمُوثَقِينَ بِفَعْلَةٍ: فعلوا فَعْلَةً: الفَعْل بالفتح مصدر فَعَل يَفْعَل، وقوله تعالى في قصة موسى، عليه السلام: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) 19 الشعراء, أَراد المرة الواحدة, أي: قَتَلْت النفس قَتْلَتَك, و قد تكون الفَعْلَةً خيراً أو شرّاً, و الفَعْلَةً هنا هي الوثيقة المنسوبة زوراُ للشيخ
مَأْزُورَةٍ: من الوِزْرُ الحِمْلُ الثقيل, والوِزْرُ الذَّنْبُ لِثِقَلهِ، فمعناها: أن الفَعْلَةً محمّلة بالأوزار, أو الآثام أو الذنوب, و في الحديث: "ارْجِعْنَ مأْزُورات غير مأْجورات"
كَانَتْ تُكَذّبُ نَفْسَهَا: كَانَتْ: واقع فعلها في الماضي, أي: الفَعْلَةً (دعوي الوثيقة), تُكَذّبُ نَفْسَهَا: الكَذِبِ عكس الصِدق, وكَذَّبَ الرجلَ: جعله كاذِباً، و هي من صيغة فَعَل يفَعّل, أي: الفعل بقوة, قال تعالي: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) 11 الشمس, و تُكَذّبُ نَفْسَهَا: تحتوي الكذِب في داخلها, لا تحتاج لأحد أن يُكذّبها

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 17: مَنْ قَارَفُوا أَوْ شَارَكُوا أَوْ نَافَقُوا *** يَسْتَغْفِرُونَ بِلاَ رُجُوعٍ بَعْدَهَا

المعني:
مَنْ: الذين, هذا تفصيل أهل (دعوي الوثيقة) و من أشار إليهم في البيت السابق, بقوله, رضي الله عنه:
خَاطَبْتُ فِيهَا الْمُوثَقِينَ بِفَعْلَةٍ *** مَأْزُورَةٍ كَانَتْ تُكَذّبُ نَفْسَهَا
قَارَفُوا: من قارف الذنب إذا داناهُ ولاصَقَهُ, والاقتراف: الاكتساب. اقترف أَي اكتَسب، واقْتَرَفَ ذنباً أَي أَتاه وفَعَلَه, هؤلاء هم من باشروا الفعل و فعلوه, قال رضي الله عنه:
مَنْ بَاتَ يَرْجُو الْبُرْءَ وَهُوَ مُقَارِفٌ *** لاَ رَيْبَ ذَاكَ تَكَبُّرٌ وَعِنَادُ (16 ق 46)
أَوْ شَارَكُوا: أَوْ: للعطف من غير اشتراط الترتيب, شَارَكُوا: من أعانوا المقارفين للذنب
أَوْ نَافَقُوا: النفاق هو إظهار خلاف ما يُبطن, يُظهر لأهل الوثيقة أنّه معهم خوفاً و أو مكرها أو أملاً في مكسب, و يلاحظ أن (قَارَفُوا) و (شَارَكُوا) و (نَافَقُوا) كلّها علي صيغة فَاعَل, أي: اجتمع علي فعلها مع الآخرين
يَسْتَغْفِرُونَ بِلاَ رُجُوعٍ بَعْدَهَا: يعني التَّوبة, و من شروطها, الاستغفار عن الذّنب, و عدم الرجوع إليه, قال رضي الله عنه:
صَفْحاً إِذَا آبَ الْمُسِيءُ بِتَوبَةٍ *** بَيْنَ الرِجَالِ عُرفِتُ بِالصَّفَحَاتِ (25 ق 26)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 18: إِصْلاَحُ أَمْرٍ أَفْسَدُوهُ بِزَعْمِهِمْ *** شَرْطٌ تُحَتّمُهُ الشَّرِيَعةُ عِنْدَهَا

المعني:
إِصْلاَحُ أَمْرٍ أَفْسَدُوهُ: ردّ الحقّ لأهله و إصلاح الضرر, و هذا الشرط الثالث للتوبة, بعد الشرطين المذكورين في البيت السابق (الاستغفار و عدم العودة في الذنب), يرجعوا للناس الذين ضللوهم و يصلحوا ما تركوه فيهم من أثر غير محمود, قال في البيت السابق:
مَنْ قَارَفُوا أَوْ شَارَكُوا أَوْ نَافَقُوا *** يَسْتَغْفِرُونَ بِلاَ رُجُوعٍ بَعْدَهَا
بِزَعْمِهِمْ: أي: أَفْسَدُوهُ بواسطة زَعْمِهِمْ: قولهم الكاذب و إفكهم, أي: أهل (دعوي الوثيقة)
شَرْطٌ تُحَتّمُهُ الشَّرِيَعةُ عِنْدَهَا: شَرْطٌ: الشَّرط ما لا يتم الشيءُ إلا به, من شروط الصِحة بالنسبة للتّوبة, تُحَتّمُهُ:تُوجبَه و تجعلُه لازمًا, الشَّرِيَعةُ: قواعد الظاهر من الدّين, الآية: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) 18 الجاثية, عِنْدَهَا: أي: عند التّوبة, إذا أردت أن تتوب فهذه هي شروط التوبة التي أوجبتها الشريعة, و لأن الأمر أصبح ظاهراً شريعةً, و سيكون فيه حُكم ظاهر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 19: لاَ شَكَّ فِي أَنّى أُتِمُّ عَطِيَّتِي *** مَا ثَمَّ نَقْصٌ فَوْقَهَا أَوْ تَحْتَهَا

المعني:
لاَ شَكَّ فِي: أي: أنّه في اليقين التّام
أَنّى أُتِمُّ عَطِيَّتِي: أَنّى: أَنَّ للتأكيد مع ياء المتكلّم, الكلام من باطن الأنا, أُتِمُّ عَطِيَّتِي: عطيّتي القصائد, أعطيها من غير نُقصان, لا أنقصها شيئاً
مَا ثَمَّ نَقْصٌ: ما النافية, ثَمَّ: ظرف مكان بمعني هنا أو هناك, ليس هنا (لديكم) و (هناك) في موطنها, نَقْصٌ
فَوْقَهَا أَوْ تَحْتَهَا: فَوْقَهَا: معانيها (رقائقها), أَوْ تَحْتَهَا: كلماتها (دقائقها), قال رضي الله عنه:
مَا كَانَ لِي أَن يَكُونَ النَّقْصُ فِي هِبَتِي *** وَلاَ حَوَاهُ - مَعَاذَ اللَّهِ – تَلْقِينِي (2 ق 90)

[ads5]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 20: فَتَدَارَسُوهَا لاَ قِرَاءَةَ عَابِرٍ *** مُسْتَعْبِرٍ فِيهَا يُفنّدُ قَوْلَهَا

المعني:
فَتَدَارَسُوهَا: الخطاب لكلّ أبناء الطريقة’ الفاء السببية, تَدَارَسُوهَا: التّدارس هو النقاش الذي يجمع نفرٌ من الناس و كلّ يسهم بما لديه من فهم و حجّة حتى تحصلوا جميعا علي فهم متكامل للموضوع, و في الحديث عن سيدنا عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سَلّمَ: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتَدَارَسُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ إِلا غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَأَظَلَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرَهُ, وَمَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا إِلا سَهَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ, وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ لا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ", و يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
يَتَدَارَسُ الأَحْبَابُ فِيمَا بَيْنَهُمْ *** قَوْلِي وَإِنِّي بَيْنَهُمْ عَطَّاءُ (9 ق 47)
تدارس القصائد مع الاجتماع له أساسيات, و تدارس القصائد عبادة و ذكر يحفّه صاحب الديوان بحضوره كما ذكر هو في كثير من كلماته, و للتدارس غاية هي فهم المعاني لما يقول الشيخ في كتابه, و لفهم المعاني لا بد من توافر معينات أساسية, نوجزها في التالي:-
‌أ. قاموس للغة العربية لشرح معاني الكلمات
‌ب. مرجع في النحو
‌ج. القرآن الكريم للرجوع بكلام الشيخ علي مستوي الكلمة أو البيت للآية المقابلة له
‌د. الحديث و السيرة النبوية
‌ه. دروس سيدي فخر الدين إذ ما يقوله في القصائد يعبّر عن دروسه بما فيها من سيرته الذاتية و شرح علوم الحقائق
‌و. علوم التصوف عموماً و المصطلحات الصوفية
‌ز. و أن يسهم كلّ من يستطيع بكلمة أو معني أثناء التدارس و لا يُحصر علي أشخاص بعينهم, ما عدا أن نثق كذلك ببعض من لهم تمكّن من القصائد و علوم الشيخ كهداة أو روّاد للشرح, لكن المشاركة و إن قلّت تفيد.
‌ح. و التّدارس يتم بالاجتماع في مكان أهمّ شروطه الصفو, الصفاء بين المجتمعين كما الحضرة تماماً لأن عدم الصفاء يحرم من حضور المشائخ و المدد كما نعلم.
لاَ قِرَاءَةَ عَابِرٍ: لا للنفي, قِرَاءَةَ عَابِرٍ: العابر هو الذي يمرّ مروراً و لا يستقر في المكان (كما أن تقرأ صحيفة يومية), أن تقيم عندها لتفهمها, و قِرَاءَةَ العَابِرٍ لا تمكنّه من الفهم, بل ينفعه التدّبر
مُسْتَعْبِرٍ فِيهَا: كالذي يستعبر الرؤيا, يريد أن يعرف تعبيرها و يجري, قال رضي الله عنه:
فَلاَ هِيَ فَتْويَ يُرْتَجَى صِدْقُ بَعْضِهَا *** وَلاَ هِيَ رُؤْيَا نَائِمٍ تَعْبُروُنَهَا (33 ق 32)
يُفنّدُ قَوْلَهَا: يُفنّدُ قَوْلَهَا: يغلّطه, تفنّد الشخص أن تخطئ كلامها, قال تعالي: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ) 94 يوسف

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 21: وَتَجَمَّعُوا وَبِلاَ عِنَادٍ كُلَّمَا *** غُمَّتْ مَعَايِنهَا لأُعْطِي حَلَّهَا

المعني:
وَتَجَمَّعُوا: (يا أبناء الطريقة), الواو للعطف, بعد أن قال في البيت السابق (فَتَدَارَسُوهَا), يعني القصائد, وَتَجَمَّعُوا: التجمّع أن يأتي كلّ من جهته و ينتظموا في جماعة واحدة, قال رضي الله عنه:
لِيَجْمَعْكُمْ مَكَانٌ فِيهِ صَفْوٌ *** وَإِلاَّ عَنْ تَلاَقِيكُمْ أَفَلْتُ (50 ق 41)
وَبِلاَ عِنَادٍ: الواو واو حال, أي: لا يكون عناد حال تجمعكم, بِلاَ: الباء حرف جر لاصق, لا النافية, عِنَادٍ: العِناد التكبّر, أي: مطلوب التواضع و المجئ لها من أجل الفهم و ليس لاستعراض المقدرات
كُلَّمَا غُمَّتْ مَعَايِنهَا: كُلَّمَا: (كُلّ) حرف يفيد الاستيعاب, و (ما) المصدرية الظرفية تفيد الشرطية, كقوله تعالى (كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله) 64 المائدة, غُمَّتْ مَعَايِنهَا: غُمَّتْ: غُمّ الشئ تغطّي و سُتر و استصعب, مَعَايِنهَا: معاني القصائد, باطن الكلمات و ما ترمي إليه, قال رضي الله عنه:
كَلَّتْ مَبَانِي مَا أَقُولُ عَنِ الَّذِي *** أَرْمِي إِلَى مَعْنَاهُ أَوْ إِثْبَاتِهِ (1 ق 9)
لأُعْطِي حَلَّهَا: أعطي كرماً, حلّها: حلّ المعاني المستعصية, لأُعْطِي حَلَّهَا بسبب تجمّعكم, و بلا عناد, و هذا من باب فضل الجماعة و الاجتماع علي الصفاء و المحبّة, قال رضي الله عنه:
إِذَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَى حُبٍّ وَمَرْحَمَةٍ *** فَأَيْقِنُوا الْوَصْلَ إِنَّ اللَّهَ مُعْطِينِي (21 ق 37)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 22: دَيْنٌ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً بَيْنَنَا *** بِشَهَادَةِ الرَّاوِي لِيَكْتُبَ عَقْدَهَا

المعني:
دَيْنٌ: لأهل الوثيقة أن يتوبوا و يرجعوا عن فَعَلَتهم, الدَّيْن: ما لَه أجَلٌ (مواعيد مستحقّة), آية الدَّيْن, قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) 282 البقرة
إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً: إِلَى أَجَلٍ: وقت, مُسَمّىً: تمّت تسميته أي تعيينه, في الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ... ) 282 البقرة
بَيْنَنَا: بين سيدي فخر الدين و بين أهل دعوي الوثيقة
بِشَهَادَةِ الرَّاوِي: بِشَهَادَةِ: الباء حرف جرّ لاصق, شَهَادَةِ: حضور مع رؤية العين, تشهد ما تري, الرَّاوِي: الذي يلقي القصائد, يروي عن الشخص يحكي للآخرين ما سمعه منه, لأن الرّاوي شاهد يري سيدي فخر الدين و يسمعه و يري الطرف الآخر (أهل دعوي الوثيقة) و يسمعهم, فيشهد علي ما بينهما, (أصلاً الذي حدث – بالتحديد - إنه مولانا كان بكلمه بموعد الأجل المسمّي و هو جالس معهم, يقول له: قل لهم كذا .... موافقين, قالوا: موافقين, يا راوي, إنت شاهد؟ نعم شاهد يا مولانا, أكتب .... كتب, عقد بين طرفين و بحضور شاهدين, يمثلهم الرّاوي شاهد من كل طرف, في الجانبين), في الآية: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ) 282 البقرة
لِيَكْتُبَ عَقْدَهَا: لِيَكْتُبَ: اللام حرف لغاية, يَكْتُبَ عَقْدَهَا: يصير الأمر ملزم للطرفين بموجب العقد

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّامِنَة والسَّبْعُون : ( تَفْصِيلُ مَا أَجْمَلْتُهُ فِي أَرْبعٍ ) – بيت 23: لاَ يَأْبَ ذَاكَ وَلَنْ يُضَارَّ لأَنَّهُ *** شَرْعاً وَإِيَّاكُمْ يَرَانَا وَانْتَهَى

المعني:
لاَ يَأْبَ ذَاكَ: (أي: الرّاوي), لاَ يَأْبَ: لا يرفض, ذَاكَ: أمر الشهادة, في الآية: (وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا) 282 البقرة
وَلَنْ يُضَارَّ: (أي: الرّاوي), وَلَنْ يُضَارَّ: لنّ يكون عليه ضرر من أي من طرفي العقد, لأنّه فقط شاهد, ما عليه شئ من الالتزام, في الآية: (وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ) 282 البقرة, و الالتزام أن الشيخ لن يكون هناك حُكم حتى انقضاء الأجل, و التزامهم التّوبة بشروطها التي تحتّمها الشريعة: الاستغفار, الإقلاع عن الذنب, إصلاح ما أفسدوه, في مدة الأجل المسمّي
لأَنَّهُ شَرْعاً: أي: تكون شاهدته باثنين, لأَنَّهُ شَرْعاً (ظاهراً)
وَإِيَّاكُمْ يَرَانَا: أي: أنا (سيدي فخر الدين) وَإِيَّاكُمْ (أنتم) أهل الدعوي, طرفي العقد, يرانا الاثنين
وَانْتَهَى: انتهي الحديث, نهاية القصيدة, قلتُ كل ما أردت قوله في هذه القصيدة

مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم