شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك
موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) التّاريخ : الجمعة 10 رجب 1406 هـ = 21 مارس 1986 معَدَد الأبيات : 35
1- كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا *** لِشَرَابِنَا وَنَدِيمُنَا لاَ يَنْدَمُ
2- فَجَعَلْتُهَا فِي مِصْرَ ذَلِكَ مِنَّةٌ *** مِنَّا وَهَذَا عِلْمُنَا فَلْتَعْلَمُوا
3- وَطَوَتْ صُدُورُ الْمَانِعَاتِ مَنَائِحِي *** قَبْلاً لِتَحْيَا مِنْ كَلاَمِي أَعْظُمُ
4- لَكِنَّ بَعْضاً مِنْهُمُ قَدْ حَاوَلُوا *** إِفْسَادَ صَفْوِ أَحِبَّتِي وَتَوَهَّمُوا
5- جَعَلُوا عَطَايَانَا لِقَوْمِي تِرَّةً *** وَكَأَنَّهُمْ فِي عِلْمِنَا قَدْ أَسْهَمُوا
6- يَرْمُونَ بَعْضاً مِنْ أَحِبَّائِي بِمَا *** يَأْبَاهُ دِينِي وَالتَّجَنِّي أَعْظَمُ
7- نَسَبُوا إِلَيَّ ( وَثِيقَةً ) مِنْ جَمْعِهِمْ *** فَرَفَضْتُهَا مَذْمُومَةً لاَ تُلْثَمُ
8- الْبَعْضُ مِنْهُمْ قَدْ تَوَلَّى كِبْرَهَا *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ حَاسِدٌ يَتَكَتَّمُ
9- وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ خَائِفٌ مِنْ غَيْرِنَا *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ مُجْبَرٌ أَوْ مُرْغَمُ
10- حَتَّى مَنِ اسْتَرْعَيْتُهُ وَجَعَلْتُهُ *** مُتَحَدِّثاً عَنِّي طَوَاهُ الْمَنْدَمُ
11- عَمْداً يُسَاقُ أَحِبَّتِي نَحْوَ الْهِجَا *** بَلْ إِنَّ دَعْوَاهُمْ رَعَاهَا الْقَيِّمُ
12- سَبَقَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ ذَلِكَ رَحْمَةٌ *** مِنِّي وَحَتَّى لاَ يَضِلَّ الْمُرْغَمُ
13- إِحْرَاقُهَا دِينٌ يَدِينُ بِهِ الَّذِي *** مِنْ فَضْلِنَا يُسْقَى رَحِيقاً يُخْتَمُ
14- عَصَبُوا عُيُونَ أَحِبَّتِي عَنْ مَشْرَبِي *** حَتَّى نَسُوا مَا مِنْهُ خَافَ الْمُسْلِمُ
15- إِنْ بَاطِلاً جَاءُوا بِهِ مِنْ زَعْمِهِمْ *** جَهَرُوا بِهِ حَتَّى أَضَاءَ الْمُعْتَمُ
16- لَكِنَّ حَقّاً جِئْتُهُ مِنْ عِلْمِنَا *** كَتَمُوهُ حَتَّى خَاضَ فِيهِ الْمُجْرِمُ
17- شَقَّتْ عَلَيْهِمْ طَاعَتِي فَتَعَلَّلُوا *** يَتَلَمَّسُونَ مَخَارِجاً لاَ تُرْقَمُ
18- إِنْ جَاءَهُمْ مِنِّي هُدىً ضَلُّوا بِهِ *** وَلِغَيْرِنَا يُصْغِي الشَّقِيُّ الْمُعْدَمُ
19- أَمَّا كَلاَمُ الأَعْجَمِيَّةِ إِنَّهُ *** تَلْقِينُ غَيْرِي وَالْحَقَائِقُ أَدْوَمُ
20- إِفْكاً تَقُولُ الأَعْجَمِيَّةُ أَنَّهَا *** تُعْطَى رِسَالاَتٍ فَصَمُّوا أَوْ عَمُوا
21- وَجَدُوا طُمَأْنِينَاتِهِمْ فِي قَوْلِهَا *** وَلِنَهْجِ غَيْرِي قَدْ هُدُوَا وتَرَسَّمُوا
22- عَلَناً يُقَالُ بِأَنَّنِي أَمْلَيْتُهَا ؟ *** وَبِلاَ حَيَاءٍ جَمْعُهُمْ يَتَكَلَّمُ ؟
23- زُوراً يَقُولُ الْبَعْضُ عَنِّي عِنْدَمَا *** يَبْغِي ثَنَاءاً وَالسَّرَائِرَ أَعْلَمُ
24- ظُلْماً جَنَى قَوْمٌ عَلَى قَوْمٍ بِمَا *** نَسَبُوا إِلَيْنَا زُورَهُمْ وَتَرَنَّمُوا
25- مَا ثَمَّ نَقْصٌ فِي هُدًى أَمْلَيْتُهُ *** فِي نَظْمِهِ حَارُوا بِدَعْوَاهُمْ ظَمُوا
26- الْمَاءُ بَيْنَ كَلاَمِنَا لَكِنَّهُمْ *** ظَمْأَى بِهِ بَلْ يَمَّمُوا فَتَيَمَّمُوا
27- دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي أَمْلَيْتُهَا *** مَوْءُودَةً فِي مِصْرَ يَا قَوْمِي اعْلَمُوا
28- بَيَّنْتُ فِيهَا مَا يَكُونُ لِجَمْعِكُمْ *** سِتْراً وَحِصْناً بَلْ وَفِيهَا الْمَغْنَمُ
29- فَتَعَابَثَتْ أَهْوَاءُ قَوْمٍ عِنْدَمَا *** كَنَّيْتُ فِيهَا بَلْ وَكَانَ الْمَأْثَمُ
30- وَجَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ لَدُنَّا رَحْمَةً *** وَالْجَوْرُ مِنْهُمْ عِنْدَمَا يَتَكَتَّمُوا
31- فَتَجَنَّبُوا دَعْوَى أُنَاسٍ جَاهَرُوا *** لاَ تَقْتَفُوهُمْ بَعْدُ حَتَّى يُسْلِمُوا
32- حَتَّى يَكُونَ الْفَيْصَلاَنُ جَعَلْتُهَا *** لِلاِعْتِبَارِ فَلاَ تَضِلُّوا وَاسْلَمُوا
33- فَلْيَعْلَمِ الْقَوْمُ الَّذِينَ مَنَحْتُهُمْ *** شَرَفَ الْبِدَايَةِ غَافِراً فَتَعَلَّمُوا
34- يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ مِمَّا قَارَفُوا *** بِرِضَاءِ نَفْسٍ بَعْدَهَا قَدْ أَرْحَمُ
35- إِلاَّ إِذَا رَكِبَتْ رُءُوسٌ بَعْضَهَا *** فَاللَّهُ حَسْبِي وَالنَّبِيُّ الأَعْظَمُ
[ads1]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 1: كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا *** لِشَرَابِنَا وَنَدِيمُنَا لاَ يَنْدَمُ
المعني:
كَلِمَاتُنَا: (بصيغة المتكلّم الجمع: أي: سيدي فخر الدين و أهل جمعه ورثته رضي الله عنهم), و الكلمات جمع كَلِمة, و الكلمة هي مفردة الكلام ليس أصغر منها إلا الحرف, و الكلمات هي التي تكون البيت من القصيدة و الأبيات هي التي تكون القصيدة, و القصائد جملةً تكون ديوان شراب الوصل (كلام سيدي فخر الدين), و يعني أن الكلمة الواحدة من الكلمات تحدث الأثر لدي متلقيها, قال رضي الله عنه:
كَمْ لِي بِفَضْلِ اللَّهِ مِنْ آيَاتِ *** مَأْثُورَتِي وَقُطُوفُهَا كَلِمَاتِي (1 ق 26)
و قال رضي الله عنه في (336-337 ق 1):
لَوْلاَ يُفَنّدُنِي اللَّئِيُم لأَظْهَرَتْ *** مَأْثُورَتِي كُلَّ الْغُيُوبِ وَأَفِشَتِ
لَكِنَّهَا مَبْطُونَةٌ فِي ذَاتِهَا *** كَلِمَاتُهَا تَنْفِي وَحِيناً تُثْبِتِ
نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا: نَهْدِي بِهَا: نُرشد و ندّلُ بِهَا, دليل للشراب, تسمو بالأرواح لموطن الشراب و هو موطن تلقّي معاني الكلمات و تجلّياتها, عُشَّاقَنَا: العِشق المرتبة في الحب بعد استحكامه فيصبح العاشق متعلقاً مع المعشوق لا ينفك من حبّه, يقول سلطان عاشقي أهل زمانه سيدي بن الفارض رضي الله عنه:
نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي *** فأهلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلِّ
وكُلُّ فَتًى يهوى فإنّي إمَامُهُ *** وإنّي بَريءٌ مِن فَتًى سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صِفاتُهُ *** ومنْ لمْ يفقِّههُ الهوى فهوَ في جهلِ
لِشَرَابِنَا: اللام حرف انتهاء لغاية مكانية, أي: الغاية التي توصل إليها الهداية هي الشراب, شرابنا: أي: شراب حضرتنا
وَنَدِيمُنَا لاَ يَنْدَمُ: نَدِيمُنَا: الذي يتبادل معنا الشراب, لاَ يَنْدَمُ: يكون في فرح و سرور بما يتلقّي (نكتة: هنا بديع لغوي يتمثل في الجناس اللفظي بين كلمتي "نَدِيمُ" و "يَنْدَمُ" إذ تؤدي كلّ منهما معني مختلف مع تقاربهما في اللفظ)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 2: فَجَعَلْتُهَا فِي مِصْرَ ذَلِكَ مِنَّةٌ *** مِنَّا وَهَذَا عِلْمُنَا فَلْتَعْلَمُوا
المعني:
فَجَعَلْتُهَا فِي مِصْرَ: الفاء لبداية الكلام من نحو قوله تعالي: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ) 23 مريم, جَعَلْتُهَا: وضعتُها, في الآية: (فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ) 70 يوسف, الضمير المتصل (ها) يعود إلي "كلماتنا" من البيت السابق, و يعني: "شراب الوصل", فِي مِصْرَ: مِصْرَ, البلد المعروف, عند أهل الطريقة في مِصْر, قال رضي الله عنه:
أَبْنَاءَ عَهْدِي بِمِصْرَ الْخَيْرِ إِنَّكُمُ *** قَدِ اصْطَفُيْتُمْ بِإِرْفَادِي وَتَلْقِينِي (3 ق 37)
ذَلِكَ مِنَّةٌ مِنَّا: ذَلِكَ: أي علي لها في مِصْر, مِنَّةٌ: فضّل و جميل, أصلها مَنّ يمنّ منَّاً، إذا صنع صُنعاً جميلاً, مِنَّا: من حرف الجر (مِنْ) لتبيين مصدر المِنّة و ضمير المتكلم الجمع (نَا), أي: سيدي فخر الدين و حضرة جمعه ورثته (مِنَّةٌ مِنَّا: موضع جناس لفظي كذلك)
وَهَذَا عِلْمُنَا: وَهَذَا: إشارة للقريب, عِلْمُنَا: شرابُ الوصلِ, مخزن علوم الشيخ رضي الله عنه, علوم الطريقة, يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
فالعِلمُ بالذِّكرِ لا ينفكُ مُقتَرِنا *** و الجّهلُ صَاحِبُهُ فِي غَفلَةٍ و عَنَا
فَقُل لِلّذي قَد غَدَا بالجّهلِ مُفتَتِنا *** يَا مُدَّعِي العِلمِ و الجّاهِ الرَفِيعِ بِنَا
قِف عِندَنا و خُذِ المَاء مِن مَجَارِيهِ
فَلْتَعْلَمُوا: الفاء للتأكيد و اللام للتأكيد, تَعْلَمُوا: بحقيقة جَعلي للقصائد في مِصْر
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 3: وَطَوَتْ صُدُورُ الْمَانِعَاتِ مَنَائِحِي *** قَبْلاً لِتَحْيَا مِنْ كَلاَمى أَعْظُمُ
المعني:
وَطَوَتْ: استبطنت في باطنها, من طي الثوب إذا لففته علي بعضه
صُدُورُ الْمَانِعَاتِ: صُدُورُ: مخازن أو منازل, الْمَانِعَاتِ: موطن حفظ القصائد في باطن الهويّة النبوية في حضرة غيب الأحديّة, محفوظة في خدور المانعات فلا تتنزل منها إلا إذا أراد الشيخ, ثم تتنزل في المانحات موطن المنح و النزول للأرض, و قبل أن تتنزل من المانعات لا أحد يعرف عنها, قال رضي الله عنه:
إِلَى أَجَلٍ عِنْدِي تَكُونُ عَطِيَّتِي *** بِطَيِّ خُدُورِ الْمَانِعَاتِ حَفِيظَةً (1 ق 73)
مَنَائِحِي: القصائد, الواحدة منها مِنحة
قَبْلاً: أي: طوت صُدُورُ الْمَانِعَاتِ المنائح (القصائد) فيما قبل نزولها للمانحات, و ذلك قبل الزمن, من الأزل, قال رضي الله عنه:
هَذَا كَلاَمِي قَدِيٌم يَسْبِقُ الزَّمَنَ *** فَلاَ تَخُوضُوا بِحَاراً أَهْلَكَتْ سُفُنَا (1 ق 35)
لِتَحْيَا مِنْ كَلاَمى أَعْظُمُ: لِتَحْيَا: اللام للتعليل, تَحْيَا: تقوم من الرمس و الممات, مِنْ: حرف جر يتضمن معنى (الباء), نحو: أمسكته من يده ، ومنه قوله تعالى (ينظرون من طرف خفي) 45 الشوري, أي: (لِتَحْيَا بكَلاَمى), كَلاَمى: شراب الوصل, أَعْظُمُ: جمع عَظْم أَعْظُمٌ وعِظامٌ, لِتَحْيَا أَعْظُمُ, أي: حياة سيدي فخر الدين البرزخية, القائمة (قَبلاً) من قبل القبل في الأزل, أن مكنّه الله من الإتيان بآية الإملاء من البرزخ و هو في حياة كاملة, جاء عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل، ففته بيده، فقال يا محمد، أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ قال: "نعم، يبعث الله هذا، ثم يميتك، ثم يحييك، ثم يدخلك نار جهنم"، فنزلت الآيات الأخيرة من سورة يس و من بينها, قوله تعالي: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) 78-79 يس, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (36-37 ق 39):
فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ وَهُو مُحْيِي *** وَلاَ يُعْيِيهِ فِعْلُ الْمُمْكِنَاتِ
وَهَذَا مُمْكِنٌ وَالْغَيْبُ رَتْقٌ *** وَفَتَّقْنَا رُمُوزَ الْكَائِنَاتِ
و قال رضي الله عنه, مشيراً إلي مجيئه في حياة كاملة عند إملاء القصائد:
فَلاَ تَحْزَنْ وَإِنْ ضَاقَتْ رِحَابٌ *** أَلَسْنَا فِي حَيَاةٍ يَوْمَ جِئْنَا ؟ (20 ق 56)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 4: لَكِنَّ بَعْضاً مِنْهُمُ قَدْ حَاوَلُوا *** إِفْسَادَ صَفْوِ أَحَبَّتِي وَتَوَهَّمُوا
المعني:
لَكِنَّ: للاستدراك و التأكيد
بَعْضاً مِنْهُمُ: مِنْ للبعضية, هُمُ ضمير للجمع الغائب (يعود علي أهل الوثيقة), أي: بعض بعضهم, ومعني ذلك تفرق قلوبهم, قال تعالي: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) 59 الحشر, كما جاء في حال المنافقين
قَدْ حَاوَلُوا: بذلوا جهدهم لعمل شئ لا يقين لهم من عمله
إِفْسَادَ صَفْوِ أَحَبَّتِي: لأن الصَّفْوِ: الصفاء مفتاح الحُبّ, إفساده تفريق بين الأحبّة, أَحَبَّتِي: جمع حِبّ أي: من أحبّهم و يحبّونني, أبناء الطريقة, يقول رضي الله عنه:
لاَ فُرْقَةً بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي *** جَمْعُ الأَحِبَّةِ فِي حِمَايَ غَفِيرُ (22 ق 5)
وَتَوَهَّمُوا: تخيّلوا و ظنّوا ما ليس بممكن في الحقيقة
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 5: جَعَلُوا عَطَايَانَا لِقَوْمِي تِرَّةً *** وَكَأَنَّهُمْ فِي عِلْمِنَا قَدْ أَسْهَمُوا
المعني:
جَعَلُوا: صنعوا منها, الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ
عَطَايَانَا: جمع عطيّة و هي القصائد
لِقَوْمِي تِرَّةً: لِقَوْمِي: اللام للتخصيص, قَوْمِي: أهل الطريقة, القوم هم جمعهم شأن واحد, لكل نبي قوم و كل شيخ أو زعيم قوم, و كل مجموعة صعيرة أو كبيرة في شأن واحد قوم, تِرَّةً: حسرة وندامة, في الحديث "وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه من الله ترة", أي: عملوا ترهيب بالقصائد و كأنها للعتاب و التأنيب
وَكَأَنَّهُمْ: الواو واو حال, كَأَنَّهُمْ: الكاف للتشبيه, أَنَّ للتأكيد, هُمْ ضمير يعود علي (أهل الوثيقة), شبهوا حالهم بما ليس واقعاً
فِي عِلْمِنَا قَدْ أَسْهَمُوا: فِي عِلْمِنَا: في القصائد, قَدْ: للتوكيد, أَسْهَمُوا: السَّهْمُ: النصيب, كأنّهم كان لهم نصيب في الإتيان بالقصائد, (مثل واحد يكون سائق سيارة و يتخيّل إنه هو الذي أخترعها أو شارك في إختراعها)
[ads2]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 6: يَرْمُونَ بَعْضاً مِنْ أَحِبَّائِي بِمَا *** يَأْبَاهُ دِينِي وَالتَّجَنّي أَعْظَمُ
المعني:
يَرْمُونَ: يتّهمون, و منه قوله تعالي: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ... الخ الآية) 4 النور, الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ
بَعْضاً مِنْ أَحِبَّائِي: بَعْضاً مِنْ: مِنْ للبعضية فيكون بعض بعض, أَحِبَّائِي: جمع حِبّ, أبناء الطريقة
بِمَا يَأْبَاهُ دِينِي: بِمَا: بالذي, يرموهم بالذي, يَأْبَاهُ: يرفضُه و يمنَعُهُ, دِينِي: أي: أخلاق الدين الممثلة في آداب أهل الطريقة, قال رضي الله عنه:
مَا كَانَ لِي أَنْ يَكُونَ الصَّدُّ مِنْ شِيَمِي *** وَلاَ خِصَالِي وَلاَ طَبْعِي وَلاَ دِينِي (1 ق 90)
وَالتَّجَنّي أَعْظَمُ: التَجَنِّي أن يدّعيَ عليك ذنباً لم تفعلْه, أَعْظَمُ: أكبر من الاتهامات
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 7: نَسَبُوا إِلَيَّ ( وَثِيقَةً ) مِنْ جَمْعِهِمْ *** فَرَفَضْتُهَا مَذْمُومَةً لاَ تُثَلْمُ
المعني:
نَسَبُوا إِلَيَّ ( وَثِيقَةً ): نَسَبُوا إِلَيَّ: الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( وَثِيقَةً ): قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ, هُدف منها لتحقيق مآرب خاصة بمن هم وراءها
مِنْ جَمْعِهِمْ: صادرة من جَمْعِهِمْ
فَرَفَضْتُهَا: الفاء دالة على السببية قولهم : ضربه فأدماه، و قوله تعالى: (فوكزه موسى فقضى عليه) 15 القصص, رفض فوري
مَذْمُومَةً لاَ تُثَلْمُ: مَذْمُومَةً: الذَّمُّ: نقيض المدح, ذَمَّهُ يَذُمُّهُ فهو مَذْمُومٌ, لاَ: النافية, تُثَلْمُ: الثُلْمَةُ: الخلل في الحائط وغيره, وقد ثَلَمْتُهُ أَثْلِمُهُ بالكسر ثَلْماً, يقال: في السيف ثَلْمٌ، وفي الإناء ثَلْمٌ، إذا انكسر من شفَته شيء, أي: مذمومة بكاملها دون أن تفقد جزء من مكوناتها, مرفوضة جُملةً و تفصِيلاً
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 8: الْبَعْضُ مِنْهُمْ قَدْ تَوَلَّي كِبْرَهَا *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ حَاسِدٌ يَتَكتَّمُ
المعني:
الْبَعْضُ مِنْهُمْ: مِنْ للبعضية, هُمُ ضمير للجمع الغائب (يعود علي أهل الوثيقة), أي: بعض بعضهم, ومعني ذلك تفرق قلوبهم, قال تعالي: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) 59 الحشر, كما جاء في حال المنافقين
قَدْ تَوَلَّي كِبْرَهَا: قَدْ: للتوكيد, تَوَلَّي: صار قيّماً عليه, كِبْرَهَا: الكِبْرُ الإِثم الكبير, الآية: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) 11 النور, هؤلاء: رءوس الفتنة الذين وراء دعوي الوثيقة
وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ: بعض آخر منهم
حَاسِدٌ يَتَكتَّمُ: يُضمر الحسد في قلبه
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 9: وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ خَائِفٌ مِنْ غَيْرِنَا *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ مُجْبَرٌ أَوْ مُرْغَمُ
المعني:
وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ: مِنْ للبعضية, هُمُ ضمير للجمع الغائب (يعود علي أهل الوثيقة), أي: بعض بعضهم, ومعني ذلك تفرق قلوبهم, قال تعالي: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) 59 الحشر, كما جاء في حال المنافقين
خَائِفٌ مِنْ غَيْرِنَا: غَيْرِنَا: المتزعمين للوثيقة
وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ: بعض آخر منهم
مُجْبَرٌ أَوْ مُرْغَمُ: مُجْبَرٌ: من الإِجْبار وهو القهر, بالتسلّط عليه, أَوْ مُرْغَمُ: مُكره, غير راغب و لكنّه يجاريهم خوفاً من زعمائه
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 10: حَتَّى مَنِ اسْتَرْعَيْتُهُ وَجَعَلْتُهُ *** مُتَحَدّثاً عَنّي طَوَاهُ الْمَنْدَمُ
المعني:
حَتَّى: تُسمّي حتى العاطفة، نحو: قدم الحجاج حتى المشاة، مثال: حَتَّى فلان كان معهم
مَنِ اسْتَرْعَيْتُهُ: مَنِ: الذي, اسْتَرْعَيْتُهُ: اسْتَرْعَي علي وزن فَعَلَ استفْعَلَ, رَعَي اسْتَرْعَي, صيغة تعني طلب الشئ, أي: من طلبتُ منه رعاية الأمر, اسْترعاهُ: اسْتَحْفَظه، وإسْتَرْعَيْته الشيءَ فَرَعاه, اسْتَرْعَيْتُهُ علي كلامي
وَجَعَلْتُهُ مُتَحَدّثاً عَنّي: لساني, الرّاوي الذي يروي عن الشيخ
طَوَاهُ الْمَنْدَمُ: مصدر من نَدِمَ ندامة، أَسَف على فعل شيء, الْمَنْدَمُ: مجتمع أهل الوثيقة, لأن آخر أمره ندامة, طَوَاهُ الْمَنْدَمُ: لفّه فيمن لفّ, و جنح إلي الميل معهم, قال – تحذيراً له - سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَإِنْ أَمَالُوكَ فَاعْلَمْ أَنَّ مِنْحتَنَا *** لَهَا حَفِظْنَا وَحَاذِرْ أَنْ تُجَافِينِي (23 ق 90)
[ads3]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 11: عَمْداً يُسَاقُ أَحِبَّتِي نَحْوَ الْهِجَا *** بَلْ إِنَّ دَعْوَاهُمْ رَعَاهَا الْقَيّمُ
المعني:
عَمْداً: العَمد فعل الشئ عن قصد, و إعراب عَمْداً حال يصف الفعل (يُسَاقُ), أي: فعل مقصود ممن فعلوه, و ليس ضرب عشواء
يُسَاقُ أَحِبَّتِي نَحْوَ الْهِجَا: يُسَاقُ: من ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً, أي: و السَوق يتبعه الانقياد للسائق لما له من سلطة و مقدرة علي السَوق, أَحِبَّتِي: نَحْوَ: أي: إِلَى, الْهِجَا: هَجاه يَهْجُوه هِجاء: شتمه بالشِّعر، وهو خلاف المَدْح, يساقون إِلَى التنابذ بالشعر أو بالقصائد مما يأفكون من قصائد, قال رضي الله عنه:
يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي *** بِأَهْوَاءٍ مِنَ الْمُتَسَكِّعِينَ (1 ق 75)
بَلْ: حرف للإضراب, أي: الانتقال لما هو أكبر و أخطر من الكلام السابق
إِنَّ دَعْوَاهُمْ رَعَاهَا الْقَيّمُ: إِنَّ: للتوكيد, دَعْوَاهُمْ: ما يقولون من الباطل و الإفك, الضمير راجع إلي أهل الوثيقة, أي: "دعوي الوثيقة", رَعَاهَا: حفظها و عنِي بها, الْقَيّمُ: قَيِّمُ القَوْم: الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم, وقَيِّمُ الأمر: مُقِيمهُ أي: المسئول, الآية: (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) 2 الكهف, (رعي دعوي الوثيقة), عنِي بها
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 12: سَبَقَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ ذَلِكَ رَحْمَةٌ *** مِنّى وَحَتَّى لاَ يَضِلَّ الْمُرْغَمُ
المعني:
سَبَقَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ: سبق الحديث في قصائد و أبيات سابقة, إِلَيْهِ: أي: إلي القيّم, المسئول, أشار إِلَيْهِ
ذَلِكَ رَحْمَةٌ مِنّى: ذَلِكَ: الحديث السابق, رَحْمَةٌ مِنّى: قصدي منه الرّحمة بالناس حتى لا يضلّوا و ينطلي عليهم الإفك
وَحَتَّى لاَ يَضِلَّ الْمُرْغَمُ: الواو للتأكيد, حَتَّى: عاطفة، نحو: قدم الحجاج حتى المشاة، لاَ يَضِلَّ: لا يجانب الحقّ و يقع في الباطل (التصديق بدعوي الوثيقة), الْمُرْغَمُ: الْمُرْغَمُ الذي مشي في أمر الوثيقة مُكرهاً و خوفاً من الغير
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 13: إِحْرَاقُهَا دِينٌ يَدِينُ بِهِ الَّذِي *** مِنْ فَضْلِنَا يُسْقَى رَحِيقاً يُخْتَمُ
المعني:
إِحْرَاقُهَا: أي: (الوثيقة) المزعومة, إِحْرَاقُهَا إبادتها نهائياً, جاء في قصة عجل السامري, قال تعالي في الآية: (وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) 97 طه, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
النَّارُ مَثْوَى كُلِّ فِعْلٍ بَاطِلٍ *** صَوْناً لِمَا أَمْلَيْتُهُ مِلْكَ الْيَدِ (9 ق 76)
دِينٌ يَدِينُ بِهِ: الدِّينٌ: العقيدة, أي: أمر عقيدة, إحراقها موضوع عقيدة, غير قابل لأنصاف و أرباع الحلول
الَّذِي مِنْ فَضْلِنَا: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, فَضْلِنَا: فيض عطائنا, شراب الوصل, أي ابن الطريقة الذي يشرب من شراب الوصل, تُحتّم عليه عقيدته التخلص النهائي من الوثيقة, ما عدا ذلك يعني أن من يحتفظ بها أو يحافظ عليها, ليس لديه عقيدة, و عدم وجود العقيدة قطع صلة بالطريقة, كما أن عدم الإيمان بالشهادة يسقط صفة الإسلام, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
مَنْ لَمْ يَكُنْ قَلْباً لَهُ أَوْ وِجْهَةً *** يُخْشَى عَلَيْهِ وَمِنْبراً لا يَعْتَلِي (10 ق 38)
يُسْقَى رَحِيقاً يُخْتَمُ: يُسْقَى: يُلقّي الشراب بروحه, الشراب العلوم و التجلّيات, رَحِيقاً: الخلاصة و العصارة, يُخْتَمُ: يُخْتَمُ بالطيب من فيض العطاء, قال رضي الله عنه:
شَرَابُ الْوَصْلِ مَخْتُومٌ وَسِرِّي *** شِفَاءٌ لاَ شَرِبْتُمْ غَيْرَ مِنَّا (1 ق 56)
و قال رضي الله عنه:
أَنَا فِي أَنَا إِنِّــي وَإِنِّــيَ فِي أَنَا *** رَحِيقِيَ مَخْتــُومٌ بِمِسْكِ الْحَقِيقَةِ (1 ق 1)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 14: عَصَبُوا عُيُونَ أَحِبَّتِي عَنْ مَشْرَبِي *** حَتَّى نَسُوْا مَا مِنْهُ خَافَ الْمُسْلِمُ
المعني:
عَصَبُوا عُيُونَ أَحِبَّتِي: عَصَبُوا عُيُونَ: وضعوا عصابة أي خرقة علي العيون تمنع الأبصار, أي: أعمَوهم, الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, أَحِبَّتِي: من أحبّهم و يحبّوني, أي: أبناء الطريقة
عَنْ مَشْرَبِي: أعمَوهم عن شراب الوصل
حَتَّى نَسُوْا: حَتَّى: عاطفة، نحو: قدم الحجاج حتى المشاة، نَسُوْا: يعود فعل النسيان علي أهل الوثيقة, أي: وصلوا مرحلة أن ينسوا (مَا مِنْهُ خَافَ الْمُسْلِمُ)
مَا مِنْهُ خَافَ الْمُسْلِمُ: مَا: الذي, مِنْهُ خَافَ الْمُسْلِمُ: الْمُسْلِمُ من أهل مرتبة الإسلام, يخاف من فساد العقيدة و الارتداد عن الدّين, جاء في الحديث الشريف, قال صلي الله عليه و سلم: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ, أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ", نسوا فساد العقيدة و الخروج من الطريقة بنقض العهد مع الشيخ
[ads4]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 15: إِنْ بَاطِلاً جَاءُوا بِهِ مِنْ زَعْمِهِمْ *** جَهَرُوا بِهِ حَتّى أَضَاءَ الْمُعْتَمُ
المعني:
إِنْ بَاطِلاً: إِنْ: شرطية, بَاطِلاً: يعني غير حقّ و هي تعرب خبر للحرف كان المحذوف مع مبتدئه و تقدير الجملة: (إِنْ كانَ عَملٌ بَاطِلاً), علي نحو صيغة الحديث الشريف: " الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ", أي: إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير، وإن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر
جَاءُوا بِهِ: الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( الوَثِيقَةً: قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ), و في عبارة " جَاءُوا بِهِ" تعبير عن أن هذا العمل لم يكن موجوداً و إنما اصطنعوه
مِنْ زَعْمِهِمْ: مصدر مجئ العمل الباطل, الزّعم القول الباطل, نحو ما جاء في هجاء الشاعر جرير للفرزدق في قوله:
زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مَرْبَعاً *** أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة ٍ يا مَرْبَعُ
جَهَرُوا بِهِ: أعلنوه و أذاعوه
حَتّى أَضَاءَ الْمُعْتَمُ: حَتّى: حرف جر للغاية, كقوله تعالى (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) 9 طه, أَضَاءَ الْمُعْتَمُ: الْمُعْتَمُ الشديد الظلام, حتى عَلِم به من لم يكن يعلم
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 16: لَكِنَّ حَقّاً جِئْتُهُ مِنْ عِلْمِنَا *** كَتَمُوهُ حَتَّى خَاضَ فِيهِ الْمُجْرِمُ
المعني:
لَكِنَّ: للاستدراك و التأكيد
حَقّاً: ليس باطلاً أو إفكاً مفتريً
جِئْتُهُ مِنْ عِلْمِنَا: جِئْتُهُ: أتيتُ به, مِنْ عِلْمِنَا: من شراب الوصل, و فرقها من (جَاءُوا بِهِ) في البيت السابق, أن (جِئْتُهُ) تُكنّي عن شئ موجودٍ أصلاً
كَتَمُوهُ: الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( الوَثِيقَةً: قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ), كَتَمُوهُ: لم يفشوا به, أسرّوه و لم يعلنوه
حَتَّى خَاضَ فِيهِ الْمُجْرِمُ: حَتّى: حرف جر للغاية, خَاضَ فِيهِ: الخوض في الكلام هو الحديث فيه من غير علم, الْمُجْرِمُ: المتَعدِّي الظالم, عدم الإفشاء بالمعني المقصود من كلام الشيخ في قصائد أشار إليها في القصيدة التالية, بقوله رضي الله عنه:
دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي أَمْلَيْتُهَا *** مَوْءودّةً إِذْ لَمْ تُوَفَّ حَقَّهَا (2 ق 78)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 17: شَقَّتْ عَلَيْهِمْ طَاعَتِي فَتَعَلَّلُوا *** يَتَلَمَّسُونَ مَخَارِجاً لاَ تُرْقَمُ
المعني:
شَقَّتْ عَلَيْهِمْ: ثَقُلت عَلَيْهِمْ, من المشَقّة, جاء في قصة سيدنا موسي مع سيدنا شُعيب عليهما السلام, في إمهاره لإحدى ابنتيه في الآية: (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) 27 القصص, الضمير المتصل "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( الوَثِيقَةً: قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ)
طَاعَتِي: ثَقُلت عَلَيْهِمْ طَاعَتِي
فَتَعَلَّلُوا: الفاء السببية, تَعَلَّلُوا: علي وزن تفعَّلوا, أي: اصطنعوا العِلَل, الأعذار
يَتَلَمَّسُونَ مَخَارِجاً: يَتَلَمَّسُونَ: التَلَمُّسُ التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى, مَخَارِجاً: سككاً للخروج من موقفهم
لاَ تُرْقَمُ: لا للنفي, لا يتوصل إليها بالذكاء و الفطنة, من قولهم: هو يَرْقُمُ في الماء, يضرب مثلاً للفَطِنِ, و لاحظ الفارق بينما طاعة الشيخ (شقّت عليهم) و هي بين أيديهم, ذهبوا يبحثون عن مًحال و هو الخروج بذكاء من موقفهم و ليس ثمّة من سبيل, (تترك السهل و تبحث عن الصعب), قال سيدي فخخر الدين رضي الله عنه في (9-10 ق 36):
إِذَا رَكِبَ الْمغْبُونُ أَلْفَ مَطِيَّةٍ *** لَيِجْمَعَ فِيهَا كَيْدَهُ وَيَكيِدُنِي
لَمَاتَ وَلَمْ يَبْلُغْ مُنَاهُ وَبَعْدَهَا *** تَبَارَكَ مَعْبوُدُ الْعَبِيدِ يُعيِدُنِي
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 18: إِنْ جَاءَهُمْ مِنِّي هُدىً ضَلُّوا بِهِ *** وَلِغَيْرِنَا يُصْغِي الشَّقِيُّ الْمُعدَمُ
المعني:
إِنْ جَاءَهُمْ: إِنْ: جَاءَهُمْ: الضمير المتصل "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( وَثِيقَةً ): قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ
مِنِّي هُدىً ضَلُّوا بِهِ: مِنِّي هُدىً: إرشاد و نصح, ضَلُّوا بِهِ: مشوا في الضلال, لتأوليهم القول بما يوافق أهوائهم, جاء في الآية: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) 26 البقرة
وَلِغَيْرِنَا يُصْغِي: وَلِغَيْرِنَا: غير (نا) أي: غير سيدي فخر الدين و ورثته, يُصْغِي: أَصْغَيْتُ إلى فلانٍ، إذا ملتَ بسمعك نحوه
الشَّقِيُّ: المخالف للجماعة, قال تعالي: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) 118 هود, قال في تأوليها سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ أي: خلقهم فريقين, فريقاً يرحم فلا يختلف، وفريقاً لا يرحم يختلف، وذلك قوله: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ، قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (29-30 ق 30):
فَأَذْنَاهُ لَدَى أَرْبَابِ فَضْلِي *** وَأَعْلاَهُ لَدَى الْعَبْدِ التَّقِيّ
وَمَا الْعَبْدُ التَّقِيُّ عَلَيْهِ عِلْمِي *** بِمَضْنُونٍ وَلَوْ كَرِهَ الشَّقِيّ
الْمُعدَمُ: الفقير, من أَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افتقر وصار ذا عُدْمٍ, فهو عَديمٌ ومُعدِمٌ لا يملك شيئاً
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 19: أَمَّا كَلاَمُ الأَعْجَمِيَّةِ إِنَّهُ *** تَلْقِينُ غَيْرِي وَالْحَقَائِقُ أَدْوَمُ
المعني:
أَمَّا: حرف استفتاح
كَلاَمُ الأَعْجَمِيَّةِ: الكلام هو كامل القصة التي يحكيها صاحبها, أي: كلّ ما قالته (الوثيقة) الأَعْجَمِيَّةِ: امرأة غير عربية أدعي بأن الشيخ أملاها قصائداً
إِنَّهُ تَلْقِينُ غَيْرِي: إِنَّهُ: إنّ للتوكيد, الضمير راجع ل (كلام الأعجمية), تَلْقِينُ: التلقين هو تكرارك القول علي الشخص فيحفظه و يفهمه, غَيْرِي: من آخر, ممن جاءوا بالإفك
وَالْحَقَائِقُ أَدْوَمُ: أَدْوَمُ: تدوم أكثر من الباطل, قال تعالي: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) 81 الإسراء
[ads5]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 20: إِفْكاً تَقُولُ الأَعْجَمِيَّةُ أَنَّهَا *** تُعْطَي رِسَالاتٍ فَصَمُّوا أَوْ عَمُوا
المعني:
إِفْكاً: الأفك الكذب و الزُور
تَقُولُ الأَعْجَمِيَّةُ: تَقُولُ: تدّعي, الأَعْجَمِيَّةِ: امرأة غير عربية
أَنَّهَا تُعْطَي رِسَالاتٍ: أَنَّ: تأكيد, الضمير المتل (ها) راجع للأعجمية, تُعْطَي: هناك من يُعطيها, رِسَالاتٍ: جمع رِسالة, لتبلغها للناس
فَصَمُّوا أَوْ عَمُوا: فَصَمُّوا: فاء السببية, صَمُّوا (عن سماع) أَوْ عَمُوا (عن رؤية) الحقّ, الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, (الوَثِيقَةً: قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ), , قال تعالي: (وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) 71 المائدة, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
قَوْمٌ عَمُوا صَمَوا وَضَاقَتْ أَرضُهَمْ *** وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ قَدْ ثَنيَ الأَعْطَافَا (18 ق 61)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 21: وَجَدُوا طُمَأْنِينَاتِهِمْ فِي قَوْلِهَا *** وَلِنَهْجِ غَيْرِي قَدْ هُدُوَا وتَرسَّمُوا
المعني:
وَجَدُوا: الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة
طُمَأْنِينَاتِهِمْ: للجمع منهم, مفردها طُمَأْنِينَة, و الطُمَأْنِينَة: السكون و اليقين
فِي قَوْلِهَا: وجدوا في قولها (ما نسبت إملاءه لها للشيخ) ما يطمئنهم علي سلامة حالهم, قال تعالي: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) 11 الحج
وَلِنَهْجِ غَيْرِي: النّهج الطريقة و السلوك المتّبع
قَدْ هُدُوَا وتَرسَّمُوا: قَدْ: للتأكيد, هُدُوَا: دُلُّوا إلي المنهج, وتَرسَّمُوا: أمعنوا في تتبع نهج الغير و تبيّنه, من الرَّسْمُ: الأَثَرُ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 22: عَلَناً يُقَالُ بِأَنَّنِي أَمْلَيْتُهَا ؟ *** وَبِلاَ حَيَاءٍ جَمْعُهُمْ يتَكَلَّمُ ؟
المعني:
عَلَناً يُقَالُ بِأَنَّنِي أَمْلَيْتُهَا ؟: يُقَالُ: من قِبَل أهل (دعوي الوثيقة), استفهام استنكاري, لغرابة الأمر, عَلَناً يُقَالُ: مجاهرة بالمعصية, في الحديث الشريف عن أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ"
وَبِلاَ حَيَاءٍ جَمْعُهُمْ يتَكَلَّمُ ؟ جَمْعُهُمْ: أهل (دعوي الوثيقة), استفهام استنكاري, لغرابة الأمر, حَيَاءٍ: أن تستحي من فعلٍ منبوذ, قال صلي الله عليه و سلم: "إنّ مما أدركَ النّاسُ من كلامِ النُبُّوةِ الأُولي, إذا لم تَستَح فاصنَع ما شِئت"
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 23: زُوراً يَقُولُ الْبَعْضُ عَنِّي عِنْدَمَا *** يَبْغِي ثَنَاءاً وَالسَّرَائِرَ أَعْلَمُ
المعني:
زُوراً: الزُّور الكذب و الإفك, يَقُولُ الْبَعْضُ زُوراً, عن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ - ثَلَاثًا - ؟ قُلْنَا: بَلَى يا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فقالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ" فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ
يَقُولُ الْبَعْضُ عَنِّي: الْبَعْضُ: من أهل دعوي الوثيقة, يتحدث عن الشيخ, غير صادق في قوله
عِنْدَمَا يَبْغِي ثَنَاءاً: عِنْدَمَا يطلب ثَنَاءاً, أن يُمدح هو بأنه يحبّ الشيخ أو نحو ذلك
وَالسَّرَائِرَ أَعْلَمُ: السرائرَ: (مفعول) جمع سريرة ما يُخفي الإنسان في نفسه, أَعْلَمُ: أي: أنا أعلم بسرائرهم, ما في صدورهم
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 24: ظُلْماً جَنَى قَوْمٌ عَلَى قَوْمٍ بِمَا *** نَسَبُوا إِلَيْنَا زُورَهُمْ وَتَرَنَّمُوا
المعني:
ظُلْماً: الظُّلْمُ: وَضْع الشيء في غير موضِعه
جَنَى قَوْمٌ عَلَى قَوْمٍ: جَنَى الذَّنْبَ عليه: جَرَّهُ إليه، جرّوهم إلي الذنب, قَوْمٌ: القوم من اجتمعوا علي شأن واحد من الناس قلّوا أو كثروا, جَنَى قَوْمٌ (المتزعمين لأمر الوثيقة) عَلَى قَوْمٍ (الأبرياء المخدوعين أو المرغمين), الوثيقة: كلام أدعي أن الشيخ أملاه علي شخص, دعوي باطل
بِمَا نَسَبُوا إِلَيْنَا زُورَهُمْ: بِمَا: بالذي, أي: الذي نسبوه كان وسيلة لجرّ البعض إلي الوقوع في الخطأ, نَسَبُوا إِلَيْنَا: أنّه إملاء من الشيخ, زُورَهُمْ: كذبهم و إفكهم
وَتَرَنَّمُوا: أصل التَّرنُّمُ: التطريب والتغَنِّي وتحسين الصوت بالتلاوة, أي: أُعجبوا و سرّوا بما زعموا و نسبوا زوراً
[ads1]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 25: مَا ثَمَّ نَقْصٌ فِي هُدًي أَمْلَيْتُهُ *** فِي نَظْمِهِ حَارُوا بِدَعْوَاهُمْ ظَمُوا
المعني:
مَا ثَمَّ: مَا: نافية, ثَمَّ: اسم إشارة يشار به إلى المكان البعيد, أي: لا يوجد هناك (أي: في قصائد شراب الوصل)
نَقْصٌ: عدم اكتمال الشئ فيحتاج إلي تكملة, قال رضي الله عنه:
وَلَمْ يَكُ نُقْصَانٌ لَدَيَّ أَتَمَّهُ *** وَلَكِنْ بِيَ النُّقْصَانُ يَكْمُلُ لِلْفَتِي (111 ق 1)
فِي هُدًي أَمْلَيْتُهُ: فِي هُدًي: ما به يهتدي الناس, "شراب الوصل", الآية: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) 2 البقرة, أَمْلَيْتُهُ: علي الرّاوي, الإملاء أن تقرأ علي الكاتب فيكتب
فِي نَظْمِهِ حَارُوا: فِي نَظْمِهِ: نظم شراب الوصل, و النّظم هو القول الموزون المُقفّي المتّبع لقواعد الشِعر العربي و يزداد عليه بأنّه يحتوي علوم بأسلوب مرّتبٍ يُستفاد منها, حَارُوا: ضلّوا
بِدَعْوَاهُمْ ظَمُوا: بِدَعْوَاهُمْ: الباء للوسيلة و الواسطة, أي: بواسطة دَعْوَاهُمْ: القول الذي ينسبونه للشيخ (زوراً), و هي "دعوي الوثيقة", ظَمُوا: عَطِشوا, بسببها, لأنه ليس فيما علمٌ يروي الأرواح
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 26: الْمَاءُ بَيْنَ كَلاَمِنَا لَكِنَّهُمْ *** ظَمْآيَ بِهِ بَلْ يَمَّمُوا فَتَيَمَّمُوا
المعني:
الْمَاءُ بَيْنَ كَلاَمِنَا: الْمَاءُ: العلم, بَيْنَ: متخلل له, كَلاَمِنَا: الكلام هو جملة ما قال المتحدث, كلّ شراب الوصل كلام, و أجزاؤه القصائد فالأبيات فالكلمات فالحروف, قال رضي الله عنه:
أَمَّا عَنِ الْعِلْمِ الَّذِي أَوْدَعْتُهُ *** هَلْ تَجْدُبُ الأَرْوَاحُ وَهُوَ الْمَاءُ (5 ق 47)
لَكِنَّهُمْ: لَكِنَّ: للاستدراك و التأكيد, , الضمير المتصل "هُم" يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( الوَثِيقَةً: قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ)
ظَمْآيَ بِهِ: ظَمْآيَ: عطشي, أرواحهم تنقصها العلوم الحقّية العالية من علوم شراب الوصل, بِهِ: الباء ظرفية بمعني (في), أي: هم في شراب الوصل و لكنهم عطشي, كما قيل:
كَالعِيسِ فِي البَيْدَاءِ يَقتُلُهَا الظَّمَا *** وَ المَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُ
و قيل:
عندكم ما وأنتم *** قد عطشتم للممات
بَلْ: حرف إضراب, أي: انتقال من وصف إلي ما هو أكبر منه
يَمَّمُوا فَتَيَمَّمُوا: يَمَّمُوا: قصدوا الشراب من غير إخلاص النيّة, فَتَيَمَّمُوا: لم يجدوا ماءً, أي: المعاني العالية, فاكتفوا بظاهر المعني, في الآية: (فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا ) 43 النساء, و قد قيل:
تَطَهَّرْ بِماءِ الغَيْبِ إنْ كُنْتَ ذا سِرٍّ *** وإلا تَيَمَّم بالصَعيدِ أو الصَخْرِ
(ملاحظة لأهل اللغة: الكلمتان – يَمَّمُوا – فَتَيَمَّمُوا, تمثلان نوع من الجناس اللفظي, لتطابق معظم حروفهما و اختلافهما في المعني)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 27: دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي أَمْلَيْتُهَا *** مَوْؤُودَةً فِي مِصْرَ يَا قَوْمِي إِعْلَمُوا
المعني:
دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي: دُفِنَتْ: دُفِنَتْ حيّة (لم تُقتل), أي: لم تُخبّأ القصائد, بل نُشرت و لكن تحاشي أهل الدعوي شرحها لما فيها من وضوح و كشف لخديعتهم, ثَلاَثُ فَرَائِدِي: فَرَائِدِ: جمع فريدة, و الفَريدُ والفَرائدُ: أصل معناه: الشَّذْرُ الذي يَفْصِل بين اللُّؤْلؤ والذهب، واحدته فَريدَةٌ، و تعني كلمة "فَريدَة" الواحدة من القصائد, أي: ثلاث قصائد, فَرَائِدِي: مع يا النسبة لسيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
دُفِنَتْ ثَلاَثُ فَرَائِدِي أَمْلَيْتُهَا *** مَوْءودّةً إِذْ لَمْ تُوَفَّ حَقَّهَا (2 ق 78)
أَمْلَيْتُهَا: أَمْلَيْتُهَا علي الرّاوي, و الإملاء أن تقرأ علي الكاتب فيكتب
مَوْؤُودَةً فِي مِصْرَ: المَوْؤُودَةً: هي التي تُدفن حيّة, الآية: (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ) 8 الكوثر, أي: لم تُكشف معاني كلماتها, فِي مِصْرَ: أراد الشيخ الدّقة بالتصريح بالأسماء و الأمكنة و الأزمنة عمّا حدث من أهل الوثيقة, فصرّح بالمكان (مِصْر)
يَا قَوْمِي: يَا: حرف نداء للقريب و البعيد, قَوْمِي: أهل الطريقة, القوم من جمعهم شأن واحدٌ, كقوم نبيّ من الأنبياء, قوم نوح قوم موسي و هارون ... الخ, و في الحديث: "الشيخ في قومه كالنبيّ في أمّته"
إِعْلَمُوا: ليكن معلوماً لديكم
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 28: بَيَّنَتْ فِبهَا مَا يَكُونُ لِجَمْعِكُمْ *** سِتْراً وَحِصْناً بَلْ وَفيِهَا الْمَغْنَمُ
المعني:
بَيَّنَتْ فِبهَا: أوضحتُ فيها, أي: في الثلاث قصائد التي دُفِنت (لم توفّ حقها) من الشرح, و الثلاث قصائد هي:
- الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
- الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )
- الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )
مَا يَكُونُ لِجَمْعِكُمْ: مَا يَكُونُ: الذي يكون, لِجَمْعِكُمْ: جمع أهل الطريقة
سِتْراً وَحِصْناً: سِتْراً: وقاية و حجاباً من الباطل, وَحِصْناً: أمناً فلا يقع أحدٌ في أتون الفتنة
بَلْ وَفيِهَا الْمَغْنَمُ: بَلْ: للإضراب, أي: للانتقال إلي معني أكبر من العبارة السابقة, وَفيِهَا: في الثلاث قصائد, الْمَغْنَمُ: المكسب و الفائدة
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 29: فَتَعَابَثَتْ أَهْوَاءُ قوْمٍ عِنْدَمَا *** كَنَّيْتُ فيِهَا بَلْ وَكَانَ الْمأْثَمُ
المعني:
فَتَعَابَثَتْ أَهْوَاءُ: الفاء سببية, أي: بسبب الثلاث قصائد (انظر شرح الأبيات السابقة), تَعَابَثَتْ أَهْوَاءُ: تلاعبت أهواء, لم ترد أن تأخذ الأمر بجدّيته
قوْمٍ: القوم من جمعهم شأن واحد قلّوا أو كثروا, يعني أهل دعوي الوثيقة المنسوبة زوراً للشيخ, قال رضي الله عنه:
يَا ذَلكَ الْغِرُّ الْمُقَارِفُ بَاطِلاً *** أَمْسِكْ فَقَدْ لَعِبَتْ بِكَ الأَهْوَاءُ (17 ق 47)
عِنْدَمَا كَنَّيْتُ فيِهَا: عِنْدَمَا: ظرف زمان, كَنَّيْتُ: ألمحتُ و لم أصرّح, ستراً, فيِهَا: في الثلاث قصائد
بَلْ وَكَانَ الْمأْثَمُ: بَلْ: حرف إضراب, للانتقال لوصف أهم و أكبر أمرا, وَكَانَ: حدث, الْمأْثَمُ: من الإثم الذنب, أي: عمل ارتكاب الإثم نفسه
[ads2]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 30: وَجَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ لَدُنَّا رَحْمَةً *** وَالْجَوْرُ مِنْهُمْ عِنْدَمَا يَتَكَتَّمُوا
المعني:
وَجَعَلْتُ ذَلِكَ: ذَلِكَ: أي: إملاء الثلاث قصائد, و هي:
- الْقَصِيدَة الرّابِعَة والسَّبْعُون : ( وَبَعْدُ فَإِنَّ أَبْنَائِي جَمِيعاً )
- الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والسَّبْعُون : ( يُسَاقُ إِلَى الْهِجَا أَبْنَاءُ عَهْدِي )
- الْقَصِيدَة السّادِسَة والسَّبْعُون : ( الْفَتْحُ بِاسْمِ اللَّهِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا )
مِنْ لَدُنَّا رَحْمَةً: مِنْ لَدُنَّا: مِنْ عندنا, قال تعالي: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) 65 الكهف, رَحْمَةً: من الرحمة الرحيمية الصرفة, رحمة حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) 128 التوبة, نا المتكلم الجمع لسيدي فخر الدين و ورثته, أصحاب الوراثة المحمديّة الكاملة
وَالْجَوْرُ مِنْهُمْ: الْجَوْرُ: الظُلم, مِنْهُمْ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, هُم" ضمير يعود علي أهل الوثيقة التي نسبت زوراً للشيخ, ( الوَثِيقَةً: قصائد كُتبت و ادُّعي زوراً أنّها من إملاء الشيخ), رحمة من الشيخ مقابل ظُلم منهم
عِنْدَمَا يَتَكَتَّمُوا: عِنْدَمَا: ظرفية, يَتَكَتَّمُوا: لا يعلنوا كلام الشيخ و يوضحوه حتى يتبين الأمر
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 31: فَتَجَنَّبُوا دَعْوَى أُناٍس جَاهَرُوا *** لاَ تقْتَفُوهُمْ بَعْدُ حَتَّى يُسْلِمُوا
المعني:
فَتَجَنَّبُوا: (يا أبناء الطريقة), الفاء سببية, أي: بسبب إفكهم ثم جورهم, تَجَنَّبُوا: ابتعدوا عن
دَعْوَى أُناٍس جَاهَرُوا: دَعْوَى: نسب الشئ إلي عير أهله, و هي "دعوي الوثيقة" التي نسبت زوراً للشيخ, أُناٍس: الجماعة القليلة من النّاس, مثل أقوام, كما جاء في حديثه صلي الله عليه و سلم: "مَا بَالُ أقْوامٍ يَرْفَعُونَ أبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ في صَلاَتِهِمْ", جَاهَرُوا: ارتكبوا الذنب و أعلنوه للناس, من المجاهرة بالمعاصي و هي من الكبائر, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
حَرِيٌّ بِالْمُجَاهِرِ أَنْ يَسَلْنِي *** أَلَمْ يَبْلُغْهُ مَا صَنَعَ الْيَزِيّدُ (13 ق 42)
لاَ تقْتَفُوهُمْ: لا تتبعوا خطواتهم, من اقتفي الأثر
بَعْدُ: ظرف زمان, أي: فيما يلي من الزمان
حَتَّى يُسْلِمُوا: حَتَّى: حرف جر للغاية, نحو قوله تعالى (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) 9 طه, يُسْلِمُوا: يذعنوا للأمر, و يطيعوا, في قصة رسالة سيدنا سليمان لبلقيس ملكة سبأ, قال تعالي: (أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) 31 النمل
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 32: حَتَّى يَكُونَ الْفَيْصَلاَنُ جَعَلْتُهَا *** لِلإِعْتِبَارِ فَلاَ تَضِلوا وَاسْلَمُوا
المعني:
حَتَّى: حرف جر للغاية, نحو قوله تعالى (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) 9 طه
يَكُونَ الْفَيْصَلاَنُ: الفَصَلُ : الحُكم الماضي القاطعُ الذي يفصل بين الحق والباطل, الْفَيْصَلاَنُ: مصدر الكلمة, و منه جاءت قراءة و قرآن (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) 18 القيامة و سَلِمٌ و سَلمَان, و هو تصريفٌ يأتي بالأمر علي ذروته فلا معقّب له (حُكم نهائي)
جَعَلْتُهَا لِلإِعْتِبَارِ: جَعَلْتُهَا: أي: هذه القصيدة, لِلإِعْتِبَارِ: للتَّأمّل و التَّدبّر
فَلاَ تَضِلوا: فَلاَ: الفاء السببية, أي: بسبب ما بيّنته, لا الناهية, تَضِلوا: لا تحتاروا و تتوهوا عن الحقّ
وَاسْلَمُوا: من السلامة, سَلِمَ يسلَم بفتح اللام, أي: انجوا من الهلاك
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 33: فَلْيَعْلَمِ الْقَوْمُ الَّذِينَ مَنَحْتُهُمْ *** شَرَفَ الْبِدَايَةِ غَافِرٍاً فَتَعَلَّمُوا
المعني:
فَلْيَعْلَمِ: الفاء استئنافية, يَعْلَمِ: يكون في علمهم
الْقَوْمُ: الْقَوْمُ من يجمعهم شأن واحد
الَّذِينَ: اسم موصول لتحديد جمع
مَنَحْتُهُمْ: المَنح العطاء من غير مقابل
شَرَفَ الْبِدَايَةِ: شرف بداية إملاء القصائد, و يعني (الرّاوي و من حوله) في مصر سيدنا الحسين شئ لله, لأنه بدأ الإملاء فيهم, و في العبارة إشارة, أن أمر الإملاء لم ينته بعد, و أين يأتي؟ (الله أعلم)
غَافِرٍاً: يعلموا (أنّي أكونُ) غَافِرٍاً
فَتَعَلَّمُوا: الفاء هنا حرف عطف و تفيد الترتيب و التعقيب, تَعَلَّمُوا: أنتم يا أبناء الطريقة, يكون معلوماً لديكم: أنّي سأغفر لهم, إذا تابوا
[ads3]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 34: يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ مِمَّا قَارَفُوا *** بِرِضَاءِ نَفْسٍ بَعْدَهَا قَدْ أَرْحَمُ
المعني:
يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ: الاستغفار من الذنب
مِمَّا قَارَفُوا: مِمَّا: من الذي, قَارَفُوا: قارَفَ الذنبَ وغيرَه: داناهُ ولاصَقَهُ, مأخوذة من القِرْف: لِحاء الشجر, الفاعل ضمير مستتر تقديره "هُم" يعود علي أهل الوثيقة, المُدّعي نسبتها زوراً للشيخ
بِرِضَاءِ نَفْسٍ: طوعاً, في الآية: (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) 11 فصلت
بَعْدَهَا: بعد استغفارهم طائعين
قَدْ أَرْحَمُ: قَدْ: للتوكيد (في حالات نادرة للمضارع تكون للتوكيد و هذا ثابتٌ في القرآن و كذلك في شراب الوصل, لا تأتي قد لوضع خياري إما و إما), أَرْحَمُ: أعطف و الرحيم لا يؤذي إذ أنّه رحمة رحيمية امتنانية صرفة من الاسم الرّحيم الذي اختص به سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم و أصحاب الوراثة المحمديّة, قال تعالي: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) 128 التوبة
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والسَّبْعُون : ( كَلِمَاتُنَا نَهْدِي بِهَا عُشَّاقَنَا ) – بيت رقم 35: إِلاَّ إِذَا رَكِبَتْ رُؤوُسٌ بَعْضَهَا *** فَاللَّهُ حَسْبِي وَالنَّبِيُّ الأَعْظَمُ
المعني:
إِلاَّ: استثناء, أي: قَدْ أَرْحَمُ, إِلاَّ
إِذَا رَكِبَتْ رُؤوُسٌ بَعْضَهَا: ركِب المرء (و هو رأس من الناس) رأسه, ركب رأسٌ رأسه, و رُؤوُس جمع, لجمع من الناس, و رَكِب رأسه: أصرّ علي الفعل, الإصرار علي الذنب, قال تعالي: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) 135 آل عمران
فَاللَّهُ حَسْبِي: الفاء سببية, اللَّهُ حَسْبِي: أي: الله مُغنِينى
وَالنَّبِيُّ الأَعْظَمُ: الأَعْظَمُ: العظيم الرئيس و الزعيم, كان صلي الله عليه و سلم يكتب للملوك بمثل عبارة: ( من محمدٍ رسولِ الله إلي كسري عظيم فارس ... ألخ), و الأَعْظَمُ يعني ملك الملوك و رئيس الرؤساء, الواو واو عطف, أي: النَّبِيُّ الأَعْظَمُ مغنيني كذلك, قال رضي الله عنه:
إِنَّ الْمُريدَ إِذَا رَعَتْهُ عِنَايَتِي *** فَاللَّهُ كَافٍ وَالنَّبِيُّ كَفَانَا (2 ق 59)
تعليقات: 0
إرسال تعليق