-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 31 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) التّاريخ : الأحد 4 ربيع أول 1406 هـ = 17 نوفمبر 1985 م عَدَد الأبيات : 20 لـ سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني , شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية , موسوعة رشفات من دقائق ديوان شراب الوصل ومعانى الكلمات للشيخ عبد الحميد بابكر , يمكنك عرض فهرس شرح كامل الديوان بالضغط هنا , كما يمكنك أخى الكريم التعليق على الشرح فى التعليقات اسفل المقال أو الاشتراك فى المنتدى العام أو المنتدى الخاص بأبناء الطريقة البرهانية , او زيارة صفحة الجروب العام للطريقة البرهانية على الفيسبوك

موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) التّاريخ : الأحد 4 ربيع أول 1406 هـ = 17 نوفمبر 1985 م عَدَد الأبيات : 20


1- زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ *** وَنَفْثَةَ الرُّوحِ يَا سِرَّ الْمُرَادَاتِ
2- يَا مَظْهَرَ الْحَقِّ يَا رِضْوَانَ بَارِئِنَا *** وَمَفْرِقَ الْجَمْعِ فِي تِيهِ الْفَرِيَّاتِ
3- يَا دُرَّةً فِي بُطُونِ الْغَيْبِ يَجْهَلُهَا *** أُولُو الْعَزَائِمِ أَصْحَابُ الرِّسَالاَتِ
4- يَا كَامِلاً مِنْ عُلُومِ اللَّهِ أَجْمَعِهَا *** يَا أَحْمَدٌ أَيُّهَا الْمَخْصُوصُ بِالذَّاتِ
5- يَا مَوْئِلَ الْحَقِّ وَالتَّحْقِيقِ يَا سَنَدٌ *** يَا مَنْ لَهُ مَبْدَأٌ فَوْقَ النِّهَايَاتِ
6- يَا نُقْطَةَ الْبَدْءِ وَالتَّمْكِينُ خَصَّتُهُ *** يَا حِكْمَةَ الْفَصْلِ يا مَجْلَى الْخَفِيَّاتِ
7- يَا أَوَّلَ الْخَلْقِ فِي إِطْلاَقِهِ أَلِفاً *** بِهِ التَّآلُفُ يَا قَابَ الْهِدَايَاتِ
8- لإِنَّكَ الرَّمْزُ وَالإِعْجَازُ أَجْمَعُهُ *** لِمَنْ تَوَهَّمَ فِي أَوْصَافِ أَنْعَاتِ
9- وَيَا مُرَادَ رِجَالٍ طَابَ ذِكْرُهُمُ *** أُولِي الْعِنَايَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَامَاتِ
10- وَيَا مَنِ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ آثَرَهُ *** أَدِمْ وِصَالَكَ ذَا عَيْنَ الْعِنَايَاتِ
11- فَإِنَّمَا الْوَصْلُ مِنْ كَفَّيْكَ مَأْمَلُنَا *** وَمَا لِغَيْرِكَ يَا نَبْعَ الصَّفِيَّاتِ
12- وَكُلُّ مَنْ كَانَ ذَا بَدْءٍ فَمَشْرَبُهُ *** مِنَ الصَّفِيَّةِ يَا فَيْضَ الْبَدِيئَات
13- فَإِنَّ لِلَّهِ فِي آيَاتِهِ عَجَبٌ *** تَبَارَكَ اللَّهُ فِي إِحْكَامِ آيَاتِ
14- فَفَالِقُ الْحَبِّ وَالإِصْبَاحِ بَارِئُنَا *** وَأَحْمَدٌ عِنْدَهُ أَصْلُ الْبَرِيَّاتِ
15- قُلُوبُنَا مِنْ بَقَايَا بَعْضِ مَنْهَلِهِ *** هِيَ السَّخَاءُ وَمَا بَاتَتْ بَكِيِئَاتِ
16- وَإِنَّهُ الأَصْلُ وَالآبَاءُ عِتْرَتُهُ *** وَإِنَّهُ السِّرُّ فِي أُخْرَى الْبُنَيَّاتِ
17- لَوَمْضَةٌ مِنْ ضِيَاهُ فِي مَرَاتِبِنَا *** تُصَيِّرُ الْكُلَّ أَقْمَاراً مُنِيرَاتِ
18- وَرَشْفَةٌ مِنْ رَحِيقٍ مِلْءُ حَانَتِهِ *** بِهَا غَدَا الْفَرْدُ مِيذَابَ الْعَطِيَّاتِ
19- شَرَابُهُ الْعَذْبُ لِلأَقْطَابِ أَسْكَرَهُمْ *** بِنُقْطَةٍ مِنْهُ إِدْهَاقُ السِّقَايَاتِ
20- تَوَلَّدَ النُّورُ مِنْ ظَلْمَاءِ غَيْهَبِهِ *** فَأُغْطِشَتْ دُونَهُ كُلُّ الْمَكَانَاتِ
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 1: زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ *** وَنَفْثَةَ الرُّوحِ يَا سِرَّ الْمُرَادَاتِ

المعني:
زَيْتُونَةٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "أنتَ", يُخاطب حضرة النبي صلي الله عليه و سلم "أنتَ زَيْتُونَةٌ", زَيْتُونَةٌ: أي: الحقيقة المحمديّة الممدة لأكوان من النور الإلهي, الآية: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) 35 النور
زَيْتُهَا: مادة الوقود الممدة بالنور النبوي, سرّ و نور و روح الإيمان, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
لا يَنْطَفِي نُورٌ لِمشْكَاةٍ بِهَا *** زَيْتِي فَزَيْتِي تِلْكَ بَعْضُ صِفَاتِهِ (10 ق 9)
فِي كُلِّ مِشْكَاةِ: فِي: إشارة للباطن, كُلِّ: حرف استيعاب لأفراد العدد, مِشْكَاةِ: المِشْكَاةِ هي القَلْب, لأهل درجات الإيمان و الإحسان
وَنَفْثَةَ الرُّوحِ: الواو حرف عطف, نَفْثَةَ: النَّفْثُ: أَقلُّ من التَّفْل، أي: به الإمداد للأرواح, الاية: (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) 87 البقرة, وفي الحديث أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعي"، الرُّوحِ: الرُّوحِ القُدُس, الأمر الإلهي, قال تعالي: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) 85 الإسراء
يَا سِرَّ الْمُرَادَاتِ: يَا: للنداء للقريب و البعيد, قرب حضرته و بعد منزلته صلي الله عليه و سلم, سِرَّ: الذي به دائرة حركتها, الْمُرَادَاتِ: جمع المُراد, من تنزّل الأمر إلي الإرادة في قوله تعالي: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) 82 يس, موطن الإرادة

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 2: يَا مَظْهَرَ الْحَقِّ يَا رِضْوَانَ بَارِئِنَا *** وَمَفْرِقَ الْجَمْعِ فِي تِيهِ الْفَرِيَّاتِ

المعني:
يَا مَظْهَرَ الْحَقِّ: يَا: حرف نداء, سيدي فخر الدين يخاطب حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, مَظْهَرَ: المظهر هو ما يظهر للمشاهد, الْحَقِّ: الله سبحانه و تعالي, الحقّ من جانب يقابل الخلق, و هو صلي الله عليه و سلم صاحب الوسطية, يقابل التجليّات الإلهية و يعكسها علي الوجود الخلقي, في قصيدة سيدي أحمد عربي الشرنوبي رضي الله عنه:
أنتَ الوُجُودُ و لاَ أصْلٌ و لا فَصْلُ *** يَا مَظْهَرَ الذَّاتِ يَا أصْلٌ و يا وَصْلُ
يَا رِضْوَانَ بَارِئِنَا: الرضوان : لغةً هو غاية الرضا, هو مجلي صفات الجلال الإلهي, بَارِئِنَا: البارئُ: هو الذي خَلَقَ الخَلْقَ لا عن مِثالٍ,
وَمَفْرِقَ الْجَمْعِ:
فِي تِيهِ الْفَرِيَّاتِ: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) 27 مريم

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 3: يَا دُرَّةً فِي بُطُونِ الْغَيْبِ يَجْهَلُهَا *** أُولُو الْعَزَائِمِ أَصْحَابُ الرّسَالاَتِ

المعني:
يَا دُرَّةً: يَا: النداء للقريب و البعيد, دُرَّةً: من الناحية اللغوية, لؤلؤة عظيمة كبيرة, و هي في الحقيقة الدُرّة البيضاء, و ترمز إلي حضرة التعيين الأول, حضرة غيب الأحديّة, موطن تنزّل النور المحمّدي من قبضة النور الممثلة لكنز العماء, و تعرف بالمرتبة التعيينية من بين مراتب الوجود الأربعة: اللاتعيينية, التعيينية, اللاتسمية, التسمية, و يشار إليها بوحدة الوجود عند الصوفية من حيث إندراج جميع أرواح الخلائق فيها قبل التكوين, فهي أول ما خلق الله, المشار إليها بالخلق الأول, و العقل الأول و القلم, كما أشار حديث سيدنا جابر رضي الله عنه, قال: ما أول ما خلق الله, قال صلي الله عليه و سلم: "نور نبيّك يا جابر", و وردت الإشارة المصحفية لها في قوله تعالي: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ, بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) 15 ق, و ذكرها سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, حين قال:
عَلَيَ الدُّرَّةِ البَيُضَاءِ كَانَ اجُتِمَاعُنَا *** وَ مِنُ قَبلِ قَبلِ الخَلُقِ و العَرُشِ قَدُ كُنَّا
فِي بُطُونِ الْغَيْبِ: بطون غيب الهُويّة
يَجْهَلُهَا: لا يعرفون حقيقة بدئه صلي الله عليه و سلم
أُولُو الْعَزَائِمِ أَصْحَابُ الرّسَالاَتِ: أولو العزم من الرّسل, الأعلى درجةً, و من ثمّ لا يعرف حقيقته من دونهم من الرسل و الأنبياء و الأولياء, و لعلوهم ضرب الله بهم المثل في الصبر لنبيه صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) 35 الأحقاف, و لذلك يقول سيدي إبراهيم الدسوقي و هو يصلي علي حضرة النبي في هذه المرتبة في الصلاة الذّاتية: "اللَّهُمَّ بِسِرِّهِ لَدِيْكَ. وَبِسَيِرِهِ إِلِيْكَ", لأن سرّه صلي الله عليه و سلم لا يعلمه إلا الله, و لذلك يشير سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (1-3 ق 19):
يَا نِعْمَ مَا طَلَعَ الْجَمَالُ مِنَ الْعَمَى *** نِعْمَ الظُّهُورُ وَجَلَّ مَنْ يَغْشَاهُ
سِرٌّ عَلَى كُلِّ الْعِظَامِ وَإِنَّهُ *** بِظَهُورِ غَيْبِ الذَّاتِ مَا أَفشَاهُ
لاَ يَعْلَمُ الثَّقَلاَنِ عَنْهُ قَدْرَ مَا *** جَهِلُوا وَضَلوا فِي جَلِيِّ ضُحَاهُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 4: يَا كَامِلاً مِنْ عُلُومِ اللَّهِ أَجْمَعِهَا *** يَا أَحْمدٌ أَيُّهَا الْمَخْصُوصُ بِالذَّاتِ

المعني:
يَا كَامِلاً: اليا لنداء القريب و البعيد, سيدي فخر الدين يخاطب حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, كَامِلاً: جامع كل صفات الجمال و الجلال
مِنْ عُلُومِ اللَّهِ أَجْمَعِهَا: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, عُلُومِ اللَّهِ: علوم الذّات و الصفات و الأسماء و الأفعال, الجامع بين الظاهر و الباطن, و الغيوب أجمعها أَجْمَعِهَا: الإحاطة بالعلم الإلهي, فهو صاحب الإذن الأعلى, قال تعالي: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) 255 البقرة, يقول سادتنا الأكابر:
يَا كَامِلاً و مُكَمِّلاً لأكَامِلٍ *** قَدْ جُمِّلوا بِجَلاَلةِ الرَّحْمَنِ
يَا أَحْمدٌ: أَحْمدٌ صفة (الاسم أَحْمد ممنوع من الصرف و لا ينوّن), و هي صفة بصيغة المفاضلة من حامد و أحمد, فاعل و أفعل, أي: الأكثر حمداً, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه في وصفه صلي الله عليه و سلم في موطنٍ آخر:
تَبَاركَ اللَّهُ ذَاتاً واسْمُهُ صِفَةٌ *** وَأَحْمَدُ الْحَامِدِينَ الْوَصْلَ يُولِينَا (30 ق 28)
أَيُّهَا الْمَخْصُوصُ بِالذَّاتِ: أَيُّهَا تتكون من جزئين: أيُّ : منادى و الهاء : للتنبيه, الْمَخْصُوصُ: المُفرد بخاصية دون غيره, بِالذَّاتِ: بالشهود الذّاتي المباشر, إذ لا يتحمل التجلّي الذاتي من غير حجاب غيره صلي الله عليه و سلم, فهو مغرب إشراق النور الإلهي و مشرقه علي الخلق, قال تعالي: (رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) 9 المزمل, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَالشَّمْسُ ذَاتٌ وَالْمُنِيرُ مُحَمَّدٌ *** وَالنَّجْمُ آلُ الْبَيْتِ فِي الْفُرْقَانِ (47 ق 2)
و قال رضي الله عنه:
وَلَوْ قَالَ السَّفِيهُ لِمَ التَّوَلِّي *** فَمَغْرِبُ طَلْعَةِ الإِشْرَاقِ طَهَ (36 ق 28)
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 5: يَا مَوْئِلَ الْحَقِّ وَالتَّحْقِيقِ يَا سَنَدٌ *** يَا مَنْ لَهُ مَبْدَأٌ فَوْقَ النّهَايَاتِ

المعني:
يَا مَوْئِلَ الْحَقِّ وَالتَّحْقِيقِ: يَا: النداء, يخاطب سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, مَوْئِلَ: المَوْئِلُ: الملجأُ، من وَأَلَ إِليه وَأْلاً: لجأَ, الْحَقِّ: ضد الباطل, ملا شك فيه, قال تعالي: (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) 28 النجم, مَوْئِلَ الْحَقِّ: يرجع إليه كل الحقّ لتخلّقه الكامل بالأسماء الإلهية و من بينها اسمه تعالي الحقُّ, و التَّحْقِيقِ: في اللغة من حقق الأمر: أثبته, و عند أهل الحقيقة: التحقيق : هو المقام الذي لا يقبل الشبهة القادح فيه ، وصاحب هذا النعت هو المحقق ، فالتحقيق : هو معرفة ما يجب لكل شيء من الحق الذي تطلبه ذاته ، فيوفيه ذلك علما, و هو علم حقّ اليقين المتقدم في المعرفة علي ما قبله من علم اليقين و عين اليقين, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
عَلَى التَّحْقِيقِ - لاَ عِلْماً - سَمِعْنَا *** رَأَيْنَا مَا تَدُومُ بِهِ الْحَيَاةُ (5 ق 93)
يَا سَنَدٌ: السّندُ: الذي يُستندُ إليه, و يُرجع إليه
يَا مَنْ لَهُ: يَا مَنْ لَهُ: اللام للتخصيص و التميز, أي: خُصّ بكذا
مَبْدَأٌ فَوْقَ النّهَايَاتِ: مَبْدَأٌ السير و نهَايَاتِ السير, بدايته فوق نهايات الرسل, الآية: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) 253 البقرة, و هو صلي الله عليه و سلم خُصّ بأعلى من ذلك الشهود الذّاتي المباشر, قيل:
طاف النبيون والاملاك قاطبة *** حول ابتداه وما ملوا ولم يصلوا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 6: يَا نُقْطَةَ الْبَدْءِ وَالتَمكِينُ خَصَّتُهُ *** يَا حِكْمَةَ الْفَصْلِ يا مَجَلَى الْخَفِيَّاتِ

المعني:
يَا نُقْطَةَ الْبَدْءِ: يَا: النداء, يخاطب سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, نُقْطَةَ: في اللغة نقطة : علامة توضع فوق بعض الحروف أو تحتها لتمييزها, و نُقْطَةَ الْبَدْءِ: في الحقيقة هي النقطة التي انبثق منها الألف, و هي أول ما خلق الله, و هي كنز العماء, منها تنزل النور من قبضة النور الإلهي لتظهر في الخلق الأول, و هي موطن الإرادة الإلهية الواردة في قوله تعالي في الحديث القدسي: "كنتُ كنزاً مخفيّاً فأردتُ أن أُعرف فخلقتُ الخلقَ فتعرفتُ إليه و بي عرفوني", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
أَوَّلٌ آخِرٌ وَلَكِنْ بِبَدْءٍ *** أَنْتَ لِلأَوَّلِيَّاتِ ظِلٌّ وَعُودُ (6 ق 81)
و قال رضي الله عنه:
يَا نِعْمَ مَا طَلَعَ الْجَمَالُ مِنَ الْعَمَى *** نِعْمَ الظُّهُورُ وَجَلَّ مَنْ يَغْشَاهُ (1 ق 19)
وَالتَمكِينُ خَصَّتُهُ:
يَا حِكْمَةَ الْفَصْلِ: الْفَصْلِ: القرآن الكريم, في حديث الحارث, قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: "كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل", حِكْمَةَ الْفَصْلِ: يس قلب القرآن, قال تعالي: (يس * و القرآن الحكيم)
يا مَجَلَى الْخَفِيَّاتِ: مَجَلَى: مكان التجلي أي من تتجلي فيه الْخَفِيَّاتِ: الحقائق الإلهية, "كنت كنزاً مخفيّاً", و قد قيل:
يا شاهدَ الذات فيك الذات باديةً *** منها لها ولأنتَ النقشُ والشكلُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 7: يَا أَوَّلَ الْخَلْقِ فِي إِطْلاَقِهِ أَلِفاً *** بِهِ التَّآلُفُ يَا قَابَ الْهِدَايَاتِ

المعني:
يَا أَوَّلَ الْخَلْقِ فِي إِطْلاَقِهِ: يَا: النداء, يخاطب سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, أَوَّلَ الْخَلْقِ: أول ما خلق الله, في حديث سيدنا جابر رضي الله عنه, قال: ما أول ما خلق الله يا رسول الله, قال: "أول ما خلق الله نورَ نبيّك يا جابر", خلق النور المحمدي من قبضة النور الإلهي, نور من نور, فِي إِطْلاَقِهِ: في إطلاق الخلق, أي: علي الإطلاق, كلّ الوجود
أَلِفاً: الألف أول المراتب الحقيّة و هي موطن (الهوّية الإلهية) و الباء (موطن الهويّة النبوية) أول المرتب الخلقية, تعتبر "ألف" لباقي المراتب الخلقية, أشار القرآن الكريم للألف في الآيتين: (الم * ذَلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ) 1-2 البقرة
بِهِ التَّآلُفُ: المحبّة
يَا قَابَ الْهِدَايَاتِ: القاب هو يد السيف و مقبضه و بدونه السيف لا يأمن صاحبه, الْهِدَايَاتِ: الرسالات, أي: يا أماناً لأصحاب الرسالات

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 8: لَإِنَّكَ الرَّمْزُ وَالإِعْجَازُ أَجْمَعُهُ *** لِمَنْ تَوَهَّمَ فِي أَوْصَافِ أَنْعَاتِ

المعني:
لَإِنَّكَ: اللام للتوكيد, إنّ: للتوكيد, الكاف للمُخاطَب, حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
الرَّمْزُ: لغةً: الإشارة, و في التحقيق إشارة بالمخلوق إلى الخالق, و الرمز يحتاج لمن يفهمه
وَالإِعْجَازُ أَجْمَعُهُ: الإِعْجَازُ ما يُعجز واصفه عن وصفه, أَجْمَعُهُ: كلّ العجز, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
هَذِي نُفَيْحَاتٌ وَلَسْتُ بِمَادِحٍ *** مِنْ أَنْ يُرَامَ بِمَادِحٍ حَاشَاهُ (19 ق 19)
و قيل في المعني:
كَمَلتْ مَحاسِنُهُ، فلو أهدى السّنا *** للبدرِ عندَ تمامهِ لمْ يخسفِ
وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ، *** يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
لِمَنْ تَوَهَّمَ: لِمَنْ: للذي, تَوَهَّمَ: تخيّل أنه يمكن أن يوصف حضرة النبي صلي الله عليه و سلم
فِي أَوْصَافِ أَنْعَاتِ: في أوصاف الأوصاف, ناهيك أن يصل للأوصاف نفسها, مثلاً تقول هذا الشئ لونه أخضر وصف و توصف اللون الأخضر ذاته وصف للوصف, و لن تستطيع أن تصف لنا اللون الأخضر فكيف توصف لنا صاحبة صفة اللون الأخضر, و قد قيل في المعني:
إنْ رُمْتَ توْصِفَها فَلَسْتَ تَنصِفَهَا *** أوْ رُمْتَ تَنْظُرَهَا عَيْنَك مَجَالِيهَا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 9: وَيَا مُرَادَ رِجَالٍ طَابَ ذِكْرُهُمُ *** أُولِي الْعِنَايَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَامَاتِ

المعني:
وَيَا مُرَادَ رِجَالٍ: وَيَا: النداء, يخاطب سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, مُرَادَ: مطلوب, رِجَالٍ: الرجال هم الأولياء, الصالحون أهل درجة الإحسان فوق زيادة الحسني (أهل حلة التوحيد), يقول تعالي: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) 23 الأحزاب, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
أَمَّا الرِّجَالُ الذَّينَ عَنَيْتُ مَنْ ذَكَرُوا *** وَذِكْرُهُمْ غَايَةٌ فَاللَّهُ غَايَتُنَا (11 ق 35)
طَابَ ذِكْرُهُمُ: طَابَ لذّ و جمل, طَابَ ذِكْرُهُمُ: ذكروا في الملأ الأعلى
أُولِي الْعِنَايَةِ: أُولِي: أهل أو أصحاب, الْعِنَايَةِ: الأولياء, الذين أدركتهم العناية الإلهية, تولاهم الله
مِنْ أَهْلِ الْمَقَامَاتِ: مِنْ: لتبيين النوع, أَهْلِ الْمَقَامَاتِ:: أَهْلِ المراتب
[]

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 10: وَيَا مَنِ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ آثَرَهُ *** أَدِمْ وِصَالَكَ ذَا عَيْنَ الْعِنَايَاتِ

المعني:
وَيَا مَنِ: النداء, يخاطب سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, الذي آثَرَهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ
اللَّهُ بِالْقُرْآنِ آثَرَهُ: اللَّهُ: الذّات, بِالْقُرْآنِ: كتاب الله, آثَرَهُ: خصّه دون غيره
أَدِمْ وِصَالَكَ: طلب ديمومية المشاهدة, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَأَدِمْ عِزَّنَا بِوَصْلِكَ نَحْيَا *** فَلَنَا فِيكَ عُرْوَةٌ وَحِبَالُ (9 ق 48)
ذَا عَيْنَ الْعِنَايَاتِ: ذَا: اسم إشارة للقريب, أي وصالك, عَيْنَ الْعِنَايَاتِ: العين الذّات, ذات العنايات, الْعِنَايَاتِ: أصل المدد و الرعاية, العين النبع, قال تعالي: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) 6 الإنسان

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 11: فإِنَّمَا الْوَصْلُ مِنْ كَفَّيْكَ مَأْمَلُنَا *** وَمَا لِغَيْرِكَ يَا نَبْعَ الصَّفِيَّاتِ

المعني:
فإِنَّمَا: الفاء سببية, إِنَّمَا: أداة حصر
الْوَصْلُ مِنْ كَفَّيْكَ: مِنْ كَفَّيْكَ: عطاءً و كرماً, الكفّ للعطاء
مَأْمَلُنَا: رجاء و انتظار للوصل من كفيك
وَمَا لِغَيْرِكَ: الوصل له صلي الله عليه و سلم و ما لغيره
يَا نَبْعَ الصَّفِيَّاتِ: يَا: نداء, نَبْعَ الصَّفِيَّاتِ: نَبْعَ: منه تنبع, مصدر, الصَّفِيَّاتِ: عيون الفيض و الإمداد

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 12: وَكُلُّ مَنْ كَانَ ذَا بَدْءٍ فَمَشْرَبُهُ *** مِنَ الصَفِيَّةِ يَا فِيْضَ الْبَدِيئَّات

المعني:
وَكُلُّ مَنْ كَانَ ذَا بَدْءٍ: كلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, مَنْ كَانَ: الذي كان (أي: صار أمراً سارياً), ذَا بَدْءٍ: صاحب بداية, رسول أتي برسالة أو إمام من الأئمة
فَمَشْرَبُهُ مِنَ الصَفِيَّةِ: الصَفِيَّةِ في الغنائم هي ما يأخذه الرئيس أو الملك قبل تقسيم الغنائم, أي: يصطفيها لنفسه, الصَفِيَّةِ: هي موطن شراب الرؤساء و الملوك, الأكابر من الأولياء و الرسل, الصَفِيَّةِ: قصائد شراب الوصل, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَأَشْرَبُ مِمَّا يَشْرَبُ النَّاسُ تَارَة *** وَأَشْرَبُ مَنْ شِرْبِ الْمُلوكِ بَحِضْرَتِي (278 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
وَكُلُّ رُمُوزِ الْمُرْتَقَاتِ فَتَقْتهَا *** وَكُلُّ شَرَابٍ فِي الْعَوَالِم سُقْيَتِي (151 ق 1)
يَا فِيْضَ الْبَدِيئَّات: يَا فِيْضَ: الكرم و العطاء السخي, الْبَدِيئَّات: السوابق, أي: الذين يبدأون الأمر و يتبعهم الآخرون, مأخوذة من لكَ البَدِيئةُ أَي لكَ أَنْ تَبْدَأَ قبل غيرك, الْبَدِيئَّات جمعها, قال تعالي: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) 13 البروج

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 13: فَإِنَّ لِلَّهِ فِي آيَاتِهِ عَجَباً *** تَبَارَكَ اللَّهُ فِي إِحْكَامِ آيَاتِ

المعني:
فَإِنَّ: الفاء استئنافية, إنّ: للتوكيد
لِلَّهِ فِي آيَاتِهِ: آيَاتِهِ: الآيات العلامات الدالة علي الشئ, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (293-294 ق 1):
وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَالْفَرْدُ فِي سُويً *** لِيَهْنَأَ عَيْشاً تَحْتَ عِزِّ الْمَعِيَّةِ
فَإِنَّ لَدَيْهِ آيَةَ اللَّيْلِ تَنْمَحِي *** وَيَسْتَوِيَانِ صُبْحُهُ بِالْعَشِيَّةِ
عَجَباً: ما هو غير معتاد, في الحديث: خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن في صفة بالمدينة، فقام علينا فقال : "إني رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه .... الخ الحديث"
تَبَارَكَ اللَّهُ: البَرَكة: النَّماء والزيادة وتَبَارك الله تجلي ببركته, في الآية: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) 14 المؤمنون
فِي إِحْكَامِ آيَاتِ: إِحْكَامِ: الإِحْكَامِ الإتقان و حسن الصنع, أحكم قفل الباب, أتقنه فلا ينتج خلل عن فعله, إِحْكَامِ آيَاتِ: كمال الصنعة الإلهية

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 14: فَفَالِقُ الْحَبِّ وَالإِصْبَاحِ بَارِؤُنَا *** وَأَحْمَدٌ عِنْدَهُ أَصْلُ الْبَرِيَّاتِ

المعني:
فَفَالِقُ الْحَبِّ: الفاء تفسيرية, فَالِقُ: الفلق هو الشقّ. شقّ الْحَبِّ: بذور النبات, الآية: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) 95 الأنعام, آية من آيات الله
وَالإِصْبَاحِ: شقّ الإصباح, حدوث الصبح بعد الليل, الآية: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) 96 الأنعام, آية من آيات الله
بَارِؤُنَا: الخالق من غير سابق صورة
وَأَحْمَدٌ: في الحضرة الأحمديّة, حيث اندرجت كلّ المخلوقات في نوره صلي الله عليه و سلم, المتنزّل من غيب الأحديّة في حُجُب الجلال العشر, و هذا ما يرمز له بالياقوتة الحمراء عند السادة الصوفية رضي الله عنهم
عِنْدَهُ: في حضرة الهويّة, موطن اللاتسمية
أَصْلُ الْبَرِيَّاتِ: أَصْلُ: ما منه أتت, الْبَرِيَّاتِ: المخلوقات, البريّة الواحدة الجنس من المخلوقات, البشر بريّة, غيرهم من كل نوع من الحيوانات و الدواب بريّة, و هكذا, المجموع: بريّات

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 15: قُلُوبُنَا مِنْ بَقَايَا بَعْضِ مَنْهَلِهِ *** هِيَ السَّخَاءُ ومَا بَاتَتْ بَكيِئَاتِ

المعني:
قُلُوبُنَا: قلوب أهل جمع الجمع, الحضرة النبويّة
مِنْ بَقَايَا بَعْضِ مَنْهَلِهِ: مِنْ: بعضية, بَقَايَا: جمع بَقِيَّة ومعنى البَقِيَّة إذا قلت فلان بَقِيَّة فمعناه فيه فَضْل فيما يُمْدَحُ به، بَعْضِ: جزء من الأجزاء المكوّنة للكُلّ, و ليس الكُلّ (فما بالك إذا كان من الكُلّ), مَنْهَلِهِ: المنهل موطن النهل و النهل هو أول الشراب, أي: بعض (بقايا) جزء من الأجزاء من أول الشراب (وليس الشراب التام), بعض بعض بعض البعض
هِيَ السَّخَاءُ: هِيَ: القلوب, السَّخَاءُ: تعطي بكثرة لا حدّ لها, كالسحاب الممطر, سخاءّ رخاءً
ومَا بَاتَتْ بَكيِئَاتِ: ومَا: الواو للعطف, ما النافية, بَاتَتْ: بات أقام الليل بالمكان, أي: ما بطن منها, أن تكون بَكيِئَاتِ: البكيئة من بَكَأَتِ الناقةُ والشاةُ وهي وبَكِيئةٌ: قلَّ و انقطع لبنُها؛ بَكَأَتِ البئر, قلّ و انقطع ماؤها, أي: قلوبنا تعطي سخاء و لا تنضب, قال رضي الله عنه في (1-2 ق 4):
تَاللَّهِ مَا نَضَبَ الْمَعِينُ *** وَلاَ مَعِينِي يَنْضَبُ
فَأَنَا عَلَى مَرِّ السِّنِينَ *** لِكُلِّ قَوْمٍ مَشْرَبُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 16: وَإِنَّهُ الأَصْلُ وَالآبَاءُ عِتْرَتُهُ *** وَإِنَّهُ السّرُّ فِي أُخْرَى الْبُنَيَّاتِ

المعني:
وَإِنَّهُ: الواو استئنافية, إنّ للتوكيد, مع هاء الغائب المستتر, أي: الهويّة النبوية
الأَصْلُ: المصدر الذي أتت منه الأشياء, و المثال الذي تصورت منه النسخ التابعة
وَالآبَاءُ عِتْرَتُهُ: الآبَاءُ الأنبياء, كلّ نبي أبّ في قومه كلّهم بدءاً من سيدنا آدم عليهم السلام, عِتْرَتُهُ: ذريّته, فهو الأبّ في الحقيقة, قيل:
فأبُّ الحقيقةِ أحْمدٌ إن رُمتَهُ *** و أبُّ المَجَازِ آدمٌ قَدْ حَققّوا
و قيل:
آدَمٌ مِنْ أجْلِهِ يَالكَ مِنْ *** وَلَدٍ قَبْلَ أبيهِ كُوِّنَا
وَإِنَّهُ السّرُّ: وَإِنَّهُ: من حيث الهويّة النبوية, مرتبة اللاتسمية, السّرُّ: الرّوح الذي بهت حيا و الممد لها
فِي أُخْرَى الْبُنَيَّاتِ: فِي: حقيقتها الباطنة, أُخْرَى: كما في الأباء الأوائل, كذلك في المتأخرين التاليين لهم و آخرهم (أخراهم), الْبُنَيَّاتِ: جمع بُنيّة, البُنيّة المولودة الصغيرة, أي: المتفرعة عن الأصل (صلي الله عليه و سلم), أي: هو صلي الله عليه و سلم, الممد للرسالات السابقة و المستمر إمداده في طرق السير و آخر طرق السير من حيث الترتيب الزمني, و هي طريقة سيدي أبي العينين الدسوقي رضي الله عنه, صاحبة الزمان الأخير من أزمان الأقطاب, يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
وَ لا تَنتَهِي الدُّنيَا وَ لا أيَّامُهَا *** حَتىَ تَعُمَّ المَشرِقَيْنِ طَرِيقَتِي

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 17: لَوَمْضَةٌ مِنْ ضِيَاهُ فِي مَرَاتِبِنَا *** تُصَيّرُ الْكُلَّ أَقْمَاراً مُنِيَرَاتِ

المعني:
لَوَمْضَةٌ مِنْ ضِيَاهُ: لَوَمْضَةٌ: اللام للتأكيد, وَمْضَةٌ: أو لمعة, جزء من ال 124 ألف شعاع و الشعاع جزء من ال 124 ألف جزء من أجزاء (أعضاء) نور الحضرة الإلهية, مِنْ ضِيَاهُ: من نوره, نور الحضر الإلهية, الحضرة الصمدانية الوترية, لَوَمْضَةٌ, فما بلك لو تجلّي صلي الله عليه و سلم, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
لَوَمِيضُ بَرْقٍ مِنْ شُعَاعِي لَوْ بَدَا *** مَلأَ الصّحَافَ وَمَا لَهُ تَحبِيرُ (10 ق 5)
فِي مَرَاتِبِنَا: في مراتب أهل الجمع
تُصَيّرُ: تنقل من حالة إلي حالة
الْكُلَّ: كلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, أعضاء الحضرة
أَقْمَاراً مُنِيَرَاتِ: أَقْمَاراً: القمر يعكس ضياء الشمس, مُنِيَرَاتِ: أي: يعكس التجلّي علي الخلق, وسطيّة, قال رضي الله عنه:
وَمَا وَسَطِيَّةُ الشُّهَدَاءِ إِلاَّ *** بِمَحْضِ عِنَايَةٍ بَلَغَتْ مَدَاهَا (37 ق 29)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 18: وَرَشْفَةٌ مِنْ رَحِيقٍ مِلْءُ حَانَتِهِ *** بِهَا غَدَا الْفَرْدُ مِيزَابَ الْعَطِيَّاتِ

المعني:
وَرَشْفَةٌ: الرّشفة هي الخفيف من أول الشرب, دجات الشرب: ذوق-رشف-نهل-جرع- كرع, رشفة وليس الشرب الكامل
مِنْ رَحِيقٍ: من حرف ابتداء لغاية مكانية, رَحِيقٍ: الرَّحِيقُ صَفُوة الخمر, الرَّحِيق الشراب الصافي الذي لا غِشّ فيه، قال تعالي: (يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ) 25 المطففين
مِلْءُ حَانَتِهِ: مِلْءُ: كل الشراب لديه رحيق مختوم, حَانَتِهِ: الحانة مكان الشرب, الحضرة الإلهية, قال رضي الله عنه:
وَفِي الْحَانَةِ الْكُبْرَى أَرَى الْجَمْعَ سَاكِناً *** وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْطُبُ جُمْعَتِي (257 ق 1)
بِهَا: أي بواسطتها, بواسطة رشفة من رحيق
غَدَا الْفَرْدُ: غَدَا: من الغدو و هو وقت اشتداد ضوء الشمس, أي: ظهر الظهور التّام, تجلّي كامل, الْفَرْدُ: الذي لا نظير له, أي: سيدي فخر الدين رضي الله عنه
مِيزَابَ الْعَطِيَّاتِ: مِيزَابَ: قناة يجري فيها الماء منصرفًا من أسطح الدُّور أو المواضع العالية فينسكب على الأرض, الْعَطِيَّاتِ: جمع عطيّة و هي الواحدة مما يُعطي من باب الكرم و التفضّل, أي: يتجلّي الفرد بأن تتنزل عبره العطايا للخلق

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 19: شَرَابُهُ الْعَذْبُ لِلأَقْطَابِ أسْكَرَهُمْ *** بِنُقْطَةِ مِنْهُ إِدْهَاقُ السّقَايَاتِ

المعني:
شَرَابُهُ الْعَذْبُ: شَرَابُهُ: شراب حضرة الهو, الشراب النبوي, الْعَذْبُ: السائغ الممتع في الشراب
لِلأَقْطَابِ أسْكَرَهُمْ: لِلأَقْطَابِ: أكابر الأولياء, أسْكَرَهُمْ: وصلوا قمة الشرب, أخذوا من علومه و تجليّاته كلّ ما يكفيهم
بِنُقْطَةِ مِنْهُ: بِنُقْطَةِ مِنَ الشراب, أدني التجلّي, (بعد أن شربوه), يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَشَارِبُ خَمْرِيَ يَنْتَشِي لَوْ بِقَطْرَةٍ *** وَبَاطِنُ أَمْرِي فِي غُيُوبٍ خَفيَّةِ (55 ق 1)
و يقول سادتنا الصوفية رضي الله عنهم:
لَوْ قِطْرةً مِمَا شَربْتُ تَدَفَّقَتْ *** فَوْقَ الجِّبِالِ الشُّمِ ذِابَتْ خَافِيَة
إِدْهَاقُ السّقَايَاتِ: إِدْهَاقُ: أدهق الكأس: ملأها, السّقَايَاتِ: جمع سِقَاية: ما يُسقي به, صواع, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنّيَ مَنْ آِي الْقُرَانِ لَمُسْتَقيٍ *** وَإِنَّ صُوَاعَ الْمُصْطَفَى لَسِقَايَتِي (276 ق 1)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْحَادِيَة والسَّبْعُون : ( زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا فِي كُلِّ مِشْكَاةِ ) – بيت رقم 20: تَوَلَّدَ النُّورُ مِنْ ظَلْمَاءِ غَيْهَبِهِ *** فَأُغْطِشَتْ دُونَهُ كُلُّ الْمَكَانَاتِ

المعني:
تَوَلَّدَ النُّورُ: تَوَلَّدَ: انبثق عن, انفجر, النُّورُ: نور الحقيقة الأحمديّة, المشار إليه في قوله تعالي: (وَالْفَجْرِ) 1 الْفَجْرِ
مِنْ ظَلْمَاءِ غَيْهَبِهِ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, ظَلْمَاءِ: الليلة الشديدة الظلام, غَيْهَبِهِ: الغيهب المتاهة التي يتوه فيها الإنسان, حُجُب الجلال العشر, المشار إليها في قوله تعالي: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) 2 الْفَجْرِ
فَأُغْطِشَتْ دُونَهُ: فَأُغْطِشَتْ: الفاء سببية, أي بسبب ظهور نور الحقيقة الأحمديّة, أُغْطِشَتْ: الإغطاش هو الظلام الشديد, الآية: (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) 29 النازعات, دُونَهُ: في مقابلته, أي: عند مواجهة التجلّي الأحمدي, صارت كل الأماكن ظلمة شديدة, قيل:
كُلُّ شَميسٍ إن رأتهُمْ كَسَفَتْ *** كُلُّ بَدْرٍ مِنْ سَنَاهُمْ يَأفُلُ
كُلُّ الْمَكَانَاتِ: كُلّ المراتب أو المنازل, يتخلي عنها لتلقي التجلّي الجديد, قال رضي الله عنه:
لَمَّا بَدَتْ شَمْسُهُ أَوْ جَنَّ حَالِكُهُ *** أَقْمارُنَا دُونَه عَادَتْ عَرَاجِينَا (14 ق 28)

مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم