-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 26 فبراير 2018

نفى صحة مقولة امتثال الأمر خير من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

نفى صحة مقولة امتثال الأمر خير من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
نفى صحة مقولة امتثال الأمر خير من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم


يحاول بعض الناس إما عمداً أو جهلاً أن يخدعوا أنظار المسلمين عما كان عليه السلف الصالح، ويَدّعون معرفتهم، ويتسببون فى حيرة الناس، حتى أنهم ليتسائلون:

امتثال الأمر خير من الأدب؟


والصحيح هو العكس كما صرح المالكية وقالوا أن رعاية الأدب خير من الامتثال للأمر. حيث انتشر قول بين عامة الناس بعدم سيادة الحبيب المحبوب صلوات ربى وسلامه عليه واستدلوا على صحة كلامهم بأنه  قال (لا تسيدونى فى الصلاة).

ويا سبحان الله عندما يستشهدون بحديث يفضح تكذيبهم وإفكهم من حيث اللغة لا من حيث نقل الحديث، حيث أن كلمة (تسيدونى) خطأ لغوى فادح والكلمة الصحيحة لغويا هى (تسودونى) حيث أن الأصل فى الكلمة (ساد) وهو فعل أجوف معتل الوسط تقلب ألفه واوا فى المضارع .. فبدأ بعضهم ينتبه وبدأ يصحح القول بأن يقول (لا تسودونى فى الصلاة).

ونتعرض سويا لساداتنا أهل هذا الفن وهم (أهل الفقه) فنجد هؤلاء السادة يقولون عن حكم تسويده فى الصلاة والأذان وسائر العبادات أقوال:

فمن السادة الحنفية (الحصفكى) صاحب (الدر المختار) قال:

ندب السيادة؛ لأن زيادة الإخبار بالواقع عين سلوك الأدب فهو أفضل من تركه، ذكره الرملى الشافعى وغيره، وما نقل (لا تسودونى فى الصلاة) فكذب، وقولهم (لا تسيدونى) بالياء لحن أيضا والصواب بالواو. (انظر الدر المختار للحصفكى الجزء الأول).

كما صرح باستحبابه (النفراوى) من المالكية وقالوا: إن ذلك من قبيل الأدب، و(رعاية الأدب خير من الامتثال) يقول الشيخ الحطاب المالكى:

ذكر عن ابن مفلح الحنبلى نحو ذلك، وذكر عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أن الإتيان بها فى الصلاة ينبنى على الخلاف: هل الأولى امتثال الأمر أو سلوك الأدب؟ (قلت والحديث للشيخ الحطاب المالكى) والذى يظهر لى وأفعله فى الصلاة وغيرها الإتيان بلفظ السيد. (انظر مواهب الجليل شرح مختصر الخليل، محمد بن عبد الرحمن الحطاب الجزء الأول).

ومن السادة الشافعية قال العلامة شمس الدين الرملى الملقب بـ (الشافعى الصغير):

الأفضل الإتيان بلفظ السيادة، كما قاله ابن ظهيرة وصرح به جمع، وبه أفتى الشارح، لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذى هو أدب، فهو أضل من تركه، وأما حديث (لا تسيدونى فى الصلاة) فباطل لا أصل له، كما قاله بعض متأخرى الحفاظ. (انظر تحفة المحتاج للرملى الجزء الثانى).

وقال (الشافعى الصغير) فى حاشيته على أسنى المطالب:

وبه أفتى الجلال المحلى جازما به، قال: لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع، الذى هو أدب فهو أفضل من تركه. (انظر حاشية الرملى على أسنى المطالب الجزء الأول).

والقاعدة الأصولية تقول (التزام الأدب معه  مقدم على امتثال الأوامر) ولذلك قال الإمام الشوكانى:

قد روى عن ابن عبد السلام أن جعله من باب سلوك الأدب، وهو مبنى على أن سلوك طريق الأدب أحب من الامتثال، ويؤيده حديث سيدنا أبى بكر حين أمره رسول الله  أن يثبت مكانه فلم يمتثل، وذلك حين جاء النبى  والصديق يؤم الناس فتأخر الصديق، فقدمه  مرتين أو ثلاثا ولم يتقدم (أى لم ينفذ أمر النبى ) فتقدم النبى  وأتم الصلاة، فلما فرغوا سأله عن ذلك فقال الصديق : ما كان لابن أبى قحافة أن يتقدم بين يدى رسول الله . ولم ينكر النبى  عليه ذلك.

وكذلك امتناع الإمام على  عن محو اسم حضرة النبى  من الصحيفة فى صلح الحديبية بعد أن أمره بذلك الحبيب المصطفى ، فعندما كان الإمام على يكتب صلح الحديبية وكان فيه لفظ (رسول الله) فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب (محمد بن عبد الله) فقال رسول الله  (إنى رسول الله وإن كذبتمونى، امحه يا على) فقال الإمام على : والله لا أمحه. والذى محاه النبى  بيده الشريفة. ولم ينكر على الإمام على هذا التصرف، ولم يكن الإمام على ليفعل ذلك إذا كان من سوء العقيدة أو من النقص فى الدين وهو باب مدينة علم المصطفى.

وكلا الحديثين فى الصحيح فتقريره  لهما على الامتناع من امتثال الأمر تأدبا مشعر بأولويته. (انظر نيل الأوطار للشوكانى الجزء الثانى).

ومن جميل أدب الصحابة مع رسول الله  وحبهم له وتعظيمهم التزام أدب سيدنا عثمان مع رسول الله  عندما أخر الطواف عند دخوله مكة فى صلح الحديبية مع علمه بوجوبه على من دخلها، وذلك أدبا معه  أن يطوف قبل الحبيب المصطفى  وقال : ما كنت أفعل حتى يطوف رسول الله  ولم ينكر عليه النبى  ذلك.

ولمن قال إنه لا ينبغى تسويده فى المسجد فقد روى الحاكم فى المستدركبسند صحيح عن جابر بن عبد الله قال: صعد رسول الله  على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (من أنا؟) قلنا: رسول الله، قال (نعم، ولكن من أنا؟) قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال (أنا سيد ولد آدم ولا فخر).

وإن كان هناك حجج عقلية على إثبات السيادة له  منها:

·       قوله تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء 107، فلما كان رحمة للعالمين لزم أن يكون أفضل من كل العالمين.

·       قوله تعالى ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ الشرح 4، قيل لأنه سبحانه وتعالى قرن ذكره  بذكره فى الشهادة والأذان دون سائر الأنبياء.

·       معجزة الرسول  "القرآن" أفضل من معجزات سائر الأنبياء فوجب أن يكون الرسول  أفضل من سائر الأنبياء، وهم أفضل البشر فمعنى ذلك أن رسول الله  أفضل من سائر البشر.

·       أمته  أفضل الأمم فوجب أن يكون رسولها  أفضل الرسل لقوله تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ آل عمران 110.

·       أنه  خاتم الرسل وقد جمع الله له كل ما تفرق فى الأنبياء من قبله  فقال له تعالى ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ الأنعام 90.

فالسيادة لا مانع من إطلاقها على أحد من البشر، ورسول الله  يدين له الناس بل وسائر العالمين فهو سيدهم، وكل صاحب فضل على قوم فهو سيدهم، وانظروا إلى هذا الحديث العجيب (سيد القوم خادمهم) أورده ابن ماجه فى السنن والسيوطى فى جمع الجوامع وصاحب كنز العمال.

ومما سبق نعلم أنه ذهب إلى استحباب تقديم لفظة (سيدنا) قبل اسمه الشريف فى الصلاة والأذان، وغيرهما من العبادات كثير من فقهاء المذاهب الفقهية مثل:

العز بن عبد السلام والرملى والقليوبى والشرقاوى من الشافعية، والحصكفى وابن عابدين من الحنفية والشوكانى وغيرهم من الشافعية.

أما بتقديم لفظة "سيدنا" قبل اسمه الشريف فى غير العبادات، فلا خلاف على جوازه بين أحد من العلماء، فهو إجماع ولا عبرة لمن شذ ممن عجز عن الجمع بين الأدلة، وهو ما نختاره ونرجحه فى مقام سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد فالأدب مقدم دائما معه .

والتشريف بلفظ السيادة فى حقه  شئ بسيط يتواضع أمام عظمته  بل السيادة لصحابته وعلماء أمته وأهل بيته الأخيار، أما هو إن أردت أن تعرف كيفية تشريفه فلتعلم أن أعلى التشريف عنده هو وصفه بلفظة "العبد" لأنه المستحق الأوحد لهذه الكلمة وقد قال جل شأنه ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ الإسراء 1، لأنه الأوحد الذى تحقق بلفظ العبودية لله.

ونختم بقوله سبحانه فى أعظم مشهد من المشاهد القرآنية إذا جاز لنا التعبير عن "السيادة" فى حق أحد أنبياء بنى إسرائيل وهو سيدنا يحيى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم فقال جل شأنه فى الآية 39 من سورة آل عمران ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾!!!

فسيادته صلوات ربى وسلامه عليه سيادة محمودة .. وهناك سيادة مذمومة حيث قال  (لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم ) انظر سنن أبو داود والأدب المفرد للإمام البخارى.

كما أن النهى عن إطلاق لفظ السيادة للمنافق معناه "جوازه للمؤمن"!! إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

وفى الخاتمة نقول يا أهل العقول:

إذا كان تسويده فى الصلاة بزعمكم بدعة، وعليه فمن يفعله فهو فى النار، فهل يصح الفهم ويستقيم للعقل أن من يتأدب مع النبى  يدخل النار بأدبه؟!! وهل يدخل الجنة من أساء معه الأدب؟!!!

وصدق الإمام فخر الدين حين قال:

هو ذا سيد وأول عبد       وبه بـدء غاية العباد



مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم