-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 26 فبراير 2018

قصص من ادب الصحابة الكرام مع آل البيت الاطهار

قصص من ادب الصحابة الكرام مع آل البيت الاطهار
قصص من ادب الصحابة الكرام مع آل البيت الاطهار


كيف كان يتعامل الصحابة الكرام مع آل بيت رسول الله 

عَلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته كيف يتأدبون مع أهل بيته بل ومدح الصحابة الذين أظهروا الأدب فى معاملتهم معهم، وأوردت لنا كتب السيرة الكثير من المواقف التى توضح لنا هذا الموضوع، ومن هذه المواقف على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.

القصة الأولى :


حينما استأذن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذن له، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبوا فى الغرفة على يديه وركبتيه حاملا السبط الحبيب سيدنا الحسين على ظهره، فقال سيدنا عمر بن الخطاب: نعم الجعل جملك يا حسين، فقال صلى الله عليه وسلم (بل قل نعم الراكب هو يا عمر).

القصة الثانية :


حينما دخل العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم على مجلس الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فتلفت يبحث عن مكان ليجلس فيه فكان أبو بكر عن يمين النبي وعمر عن يساره، فقام له أبو بكر وأجلسه فى مجلسه، فقال صلى الله عليه وسلم (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل).

القصة الثالثة: 


حينما هم معاذ بن جبل بركوب دابته أمسك له سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما بالركاب، فقال معاذ: لم يابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيدنا عبد الله بن عباس: هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفعل مع علمائنا، فأخذ معاذ يده وقبلها، فقال له سيدنا عبد الله بن عباس: لم ؟ فقال معاذ: هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفعل مع أهل بيته. 

فأشار إلينا سيدنا معاذ بن جبل فى هذه القصة أن الأدب مع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم أمر منه صلى الله عليه وسلم، وليس تعطفا منا عليهم وإنما هو حق من حقوقهم علينا لمكانتهم من المصطفى صلى الله عليه وسلم.

القصة الرابعة :


حينما ذهب الإمام الحسن بن علي الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فوجد الإمام الحسن بباب أمير المؤمنين إبنه سيدنا عبد الله بن عمر استأذن ولم يؤذن له، فعاد الإمام الحسن الى بيته ولم يستأذن، فبلغ هذا أمير المؤمنين لما خرج من مجلسه، فذهب قاصدا بيت الإمام الحسن وطرق عليه الباب فلما خرج اليه الإمام الحسن قال له أمير المؤمنين: لِم لَم تدخل علينا ؟ فقال الإمام الحسن: وجدت أن ابن عمر لم يؤذن له فلم أستأذن، فقال أمير المؤمنين: لتعلم أن الله لم ينبت لنا فى رءوسنا هاتين (وأشار الى عينيه) إلا لنراكم من بعده. ونرى فى هذه القصة أكبر دليل على وجوب الأدب مع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو من وهو، الذى قال فى حقه المصطفى صلى الله عليه وسلم (لو كان نبى من بعدى لكان عمر)، يذهب بنفسه الى بيت الإمام الحسن رضى الله عنه لعلمه أنه أتاه ولم يدخل عليه.

القصة الخامسة : 


وعلى هذا المنوال سار أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حفيد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حينما علم أن الإمام محمد بن الإمام الحسن واقفا ببابه، فقال لحاجبه: أخبره أن يذهب الى بيته، ثم انطلق فى أثره قاصدا بابه، وطرق عليه الباب، فلما خرج له الإمام محمد، قال له: يابن رسول الله إذا كان لك حاجة فابعث إلينا نأتيك فنقضى حاجتك، فإنى أستحى من الله أن يجدك ببابنا.

وهكذا نرى سيدنا عمر بن عبد العزيز ضرب لنا أروع الأمثلة فى الأدب مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ونخلص مما تقدم أن الله عز وجل بين لنا فى كتابه الكريم فضل أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، وقد فضلهم إصطفاء وطهرهم من كل رجس وعيب وجعل الأمانة والقدوة فيهم فوجب على كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن يلزم مودتهم وأن يتأدب معهم ليس تفضلا منه ولكن إمتـثالا لأوامر الله عز وجل ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن تكون محبته خالصة من قلبه بغير علة، لأن حبهم والأدب معهم هو الدين الخالص. وذلك كما قال المصطفـى صلى الله عليه وسلم (ألا إن الدين كله محبتنا أهل البيت). ونود أن نشير أن كل ما ذكرناه عن آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم فى هذا المقام إنما هو قطرة فى قفر، أو نقطة فى بحر بالنسبة لفضلهم على هذه الأمة. وصدق سيدى الإمام فخر الدين إذ يقول:

لا يستطيع القول فيكم أن يفى إن البحـار لذكركـم لمـداد

عود على بدء:

فقد استعرضنا القواطع عن الله عز وجل وهى كما قال سيدى فخر الدين:


والقاطعات عن المهيمن أربع بئس البضاعة عيرهن نفيـر

وكما علمنا من وجوب اتباع خبير، ولىّ مرشد، من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد علمونا أن جهاد إبليس لا بد أن يكون بالتحصين منه ومن جنوده بقراءة آية الكرسى والأحـاديث الواردة فيها كثيرة مــثال حديث سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه حينما أمسك بالشيطان الذى كان يسرق من مال الصدقة التى كان يحرسها ولم يطــلقه حتى أخبره بأن التحصين منهم يكون بقراءة آية الكرسى ولما أخبر ابن مسعود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك الأمر قــال النبي (صدقك وهو كذوب) وهناك تحصين آخر خصّ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام على كرم الله وجهه وهو الحزب السيفى وهو دعاء جامع مانع لم يترك فى الخير مطلب ولا للشر مهرب.

وعلمونا أيضا أن جهاد الدنيا يكون بالإنفاق فى سبيل الله كما قال الله فى كتابه الكريم {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} والأيات والأحاديث التى تحثنا على الإنفاق كثيرة.

وعلمونا أيضا أن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الأكبر، فقلنا وما هو يا رسول الله ؟ قال: جهاد النفس) وجهاد النفس لا يتأتى إلا بالتزكى كما قال عز وجل {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} ولا يكون التزكى إلا كما أخبر الله فى كتابه الكريم {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}.

ولم يتبق إلا الهوى الذى لا يغادر القلب وإنما يكون جهاده بعدم اتباعه ولزوم الطاعة للولى المرشد الخبير التى هى امتدادا لطاعة الله ورسوله وأولى الأمر.

ويكمل الإيمان بأن يكون الهوى تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب وسنة (لا يؤمن أحدكم حتــى يكون هواه تبعا لما جئت به).

ومسك الختام فى هذا المقام قول سيدى الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه وأرضاه وأرضانا به أجمعين:

هدينا بل حبينا بل وإنـا بما جاء النبي غدا هوانا


رابط


مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم