برهانيات كوم
عِفُّوا اللِّسَانَ عَنِ الْمَحَارِمِ إِنَّ ذَا *** هُوَ مَوْرِدُ الْهَمَّازِ وَالنَّمَّامِ
===========================================
فقرة من الخطاب الذى وجهه مولانا الإمام الشيخ محمد إبراهيم محمد عثمان شيخ الطريقة الى الأمة الإسلامية مساء الأربعاء الثامن من شهر أبريل عام 2009
=========================================
ولكى نقتدى بالرحمة المهداه لابد من المداومة على العمل الصالح لتتعود قلوبنا على حب الخير وتنقاد عقولنا وألستنا إلى الكلام الطيب، ولكى يكون الفعل مرتبا عمليا وليس كلاما إنشائيا فإن المصطفى علم أصحابه ذكر الله والصلاة على النبى فانصلحت قلوبهم بالذكر وانشغلت ألسنتهم به مما آل بهم إلى صلاح أبدانهم وأفعالهم وكما قال المصطفى , إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب , كما حض النبى على صنع المعروف , اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى غير أهله، فإن أصبت أهله أصبت أهله، وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله , وبالمداومة على الذكر والصلاة على الحبيب يرفض اللسان أن يشرك معهما كلام غير طيب من غيبة أو نميمة أو أمر بسوء.
ومع دوام الذكر يرتقى العبد ويزداد تزكية وسمو ويلازم الترقى التعرض للإبتلاء ولكن قد يكون الابتلاء بلاء وضر كما حدث مع سيدنا أيوب فلما انتشر المرض قابله بالصبر لأنه يعلم ابتلاء الأنبياء، ولكن لما اشتد المرض بدرجة تمنع الذكر نادى ربه ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ , فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) ولكن الابتلاء يكون بالفتن فقد نزل جبريل على النبى فى الخندق بقوله تعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) وكما جاء فى الحديث الذى أخرجه الترمذى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال، قلت: يا رسول الله، أى الناس أشد بلاء؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان فى دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان فى دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة.
ومن أنواع الابتلاء التى ذكرها الحق فى كتابه ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) وبشر الصابرين .. أى بالثواب على الصبر، والصبر أصله الحبس، وثوابه غير مقدر، وقد تقدم، ويكون ذلك بالصبر عند الصدمة الأولى، كما روى البخارى عن أنس عن النبى قال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
وقال سهل بن عبد الله التسترى: لما قال تعالى ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) صار الصبر عيشا، والصبر صبران: صبر عن معصية الله، فهذا مجاهد، وصبر على طاعة الله، فهذا عابد. فإذا صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله أورثه الله الرضا بقضائه، وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات، وفى الصبر عن معصية الله قال الإمام الشافعى :
شكوت إلى وكيع سوء حفظى *** فأرشدنى إلى ترك المعاصىوأخبرنى بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصى
فعندما يولد الإنسان، تولد معه فرصتان فرصة الخير، وفرصة الشر.. فرصة الدخول إلى الجنة، وفرصة الدخول فى النار. ثم يدخل الانسان بعد ذلك فى سلسلة لا تنتهى من الامتحانات، وهذه الامتحانات تتعمق وتصبح أكثر صعوبة عند البلوغ، وفى بعض الأحيان تغدو امتحانات عسيرة شديدة، وكلما ازدادت هذه الاختبارات شدة وصعوبة، ازداد نقاء جوهر الانسان، والدليل على ذلك إن أصل كلمة (فتنة) مقتبس من وضع الذهب فى النار، لأن هذا المعدن يختلط بسائر المعادن، فلكى يصفى وتذهب عنه تلك الشوائب، فإنه يحتاج إلى (الفتنة)؛ أى إلى أن يعرض للنار ليذوب فيها وتزول الزوائد منه وتسمى فتون كما قال الحق لسيدنا موسى (وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا)
ومع دوام الذكر يرتقى العبد ويزداد تزكية وسمو ويلازم الترقى التعرض للإبتلاء ولكن قد يكون الابتلاء بلاء وضر كما حدث مع سيدنا أيوب فلما انتشر المرض قابله بالصبر لأنه يعلم ابتلاء الأنبياء، ولكن لما اشتد المرض بدرجة تمنع الذكر نادى ربه ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ , فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) ولكن الابتلاء يكون بالفتن فقد نزل جبريل على النبى فى الخندق بقوله تعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) وكما جاء فى الحديث الذى أخرجه الترمذى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال، قلت: يا رسول الله، أى الناس أشد بلاء؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان فى دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان فى دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة.
ومن أنواع الابتلاء التى ذكرها الحق فى كتابه ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) وبشر الصابرين .. أى بالثواب على الصبر، والصبر أصله الحبس، وثوابه غير مقدر، وقد تقدم، ويكون ذلك بالصبر عند الصدمة الأولى، كما روى البخارى عن أنس عن النبى قال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
وقال سهل بن عبد الله التسترى: لما قال تعالى ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) صار الصبر عيشا، والصبر صبران: صبر عن معصية الله، فهذا مجاهد، وصبر على طاعة الله، فهذا عابد. فإذا صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله أورثه الله الرضا بقضائه، وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات، وفى الصبر عن معصية الله قال الإمام الشافعى :
شكوت إلى وكيع سوء حفظى *** فأرشدنى إلى ترك المعاصىوأخبرنى بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصى
فعندما يولد الإنسان، تولد معه فرصتان فرصة الخير، وفرصة الشر.. فرصة الدخول إلى الجنة، وفرصة الدخول فى النار. ثم يدخل الانسان بعد ذلك فى سلسلة لا تنتهى من الامتحانات، وهذه الامتحانات تتعمق وتصبح أكثر صعوبة عند البلوغ، وفى بعض الأحيان تغدو امتحانات عسيرة شديدة، وكلما ازدادت هذه الاختبارات شدة وصعوبة، ازداد نقاء جوهر الانسان، والدليل على ذلك إن أصل كلمة (فتنة) مقتبس من وضع الذهب فى النار، لأن هذا المعدن يختلط بسائر المعادن، فلكى يصفى وتذهب عنه تلك الشوائب، فإنه يحتاج إلى (الفتنة)؛ أى إلى أن يعرض للنار ليذوب فيها وتزول الزوائد منه وتسمى فتون كما قال الحق لسيدنا موسى (وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا)
تعليقات: 0
إرسال تعليق