موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) التّاريخ : الأربعاء 10 شعبان 1407 هـ = 8 أبريل 1987 معَدَد الأبيات : 30
1- بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي *** وَفِي فَرْدِ الأَهِلَّةِ جَاءَ عَنَّا
2- أَتَذْكُرْ يَوْمَ جِئْنَاكُمْ وَكُنْتُمْ *** لَدَى مَنْ ظَنَّهَا دَعْوَى وَقُلْنَا
3- قَدِيماً كَانَ لِي وَالْشَّيْخِ سِرٌّ *** رِفَاعِيٌّ رَفِيعٌ لَوْ تَسَلْنَا
4- نَصَحْتُكَ وَالنَّصِيحَةُ أَصْلُ دِينِي *** فَحَاذِرْ أَنْ يَغُرَّكَ مَنْ تَجَنَّى
5- وَأَيْمُ اللَّهِ صَحَّ النَّقْلُ عَنِّي *** وَفِي الْقُرْآنِ عَنْ جَدِّي قَرَأْنَا
6- فَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ وِزْرٌ *** وَإِنْ يَكُ صَادِقاً تَحْظَى وَتَهْنَا
7- فَلاَ تَحْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ *** تَجَنَّبْ قَوْلَ رَبِّكَ وَيْ كَأَنَّ
8- فَمَنْ يَنْظُرْ وَيَعْبَسْ ثُمَّ يَبْسُرْ *** وَيُدْبِرْ ثُمَّ يَسْتَكْبِرْ يَذَرْنَا
9- فَمَا سَيَّبْتُ سَائِبَةً بِقَوْلِي *** وَلَمْ تَكُنِ الْوَصِيلَةُ مَنْ وَصَلْنَا
10- فَلاَ تَبْسُرْ بِقَلْبِكَ فِي عُلُومٍ *** لَهَا فِي الْغَيْبِ أَسْمَاءٌ تُكَنَّى
11- وَلاَ تُدْبِرْ وَتَسْتَكْبِرْ فَإِنَّا *** إِذَا شِئْنَا لَغُيِّبْنَا وَغِبْنَا
12- فَلَنْ يَشْقَى بِتَلْقِينِي صَفِيّ *** وَلاَ يُضْنِيهِ مَا يُبْلِغْهُ عَنَّا
13- لِيُعْلَمْ أَنَّهُ ثِقَةٌ لَدَيْنَا *** وَعَبْدٌ مِنْ عِبَادٍ قَدْ وَصَلْنَا
14- قَدِيماً كُلُّ جَيْلاَنِيِّ قَوْمٍ *** عَلَى عِلْمٍ أَرَادَ إِذَا أَرَدْنَا
15- قَدِيماً أَحْمَدِيُّونَ اسْتَجَارُوا *** مِنَ التَّفْرِيقِ لَكِنَّا أَغَثْنَا
16- يَقُولُ السَّيِّدُ الْبَدَوِيُّ عَنِّي *** لَفَخْرُ الدِّينِ بُغْيَةُ مَنْ تَمَنَّى
17- لَفَخْرُ الدِّينِ يَا مَنْ رُمْتَ هَدْياً *** حَبِيبُ اللَّهِ غَيَّاثُ الْمُعَنَّى
18- فَإِنْ قَالُوا تَعَلَّمْنَا لَقُلْنَا *** حَرِيٌّ أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ عَنَّا
نزلت الابيات التالية فى يوم الثلاثاء 16 شعبان 1407 هـ = 14 أبريل 1987 م
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 1: بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي *** وَفِي فَرْدِ الأَهِلَّةِ جَاءَ عَنَّا
المعني:
بِأَرْضِ اللَّهِ: بِأَرْضِ اللَّهِ: الباء ظرفية بمعني في, أَرْضِ اللَّهِ: كل بقعة الأرض التي فيها معاش الحياة الدنيا, قال تعالي: (وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ) 64 هود
حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي: حَيْثُ: ظرف مكان, يَكُونُ: يُوجد, بَيْتِي: مكان إقامتي, أي: مقامي, أي: نزلت هذه القصيدة بالخرطوم, حيث يُوجد مقامي, قال رضي الله عنه:
فَذَانِكَ إِبْراهِيمُ بَيْتِي وَمَعْبَدِي *** وَمَعْدِنُ فَضْلِيَ وَابْنُ أُمِّ الْمَعَابِدِ (3 ق 14)
وَفِي فَرْدِ الأَهِلَّةِ: شهر رجب, الأهلّة الشهور, فرد الأشهر الحُرم لأنه يأتي منفرداً عن الثلاث الأخر: ذو القعدة و ذو الحجة و صَفر, قال رضي الله عنه:
عَطِيَّةٌ مِنْ كَرِيمٍ عنْدَمَا ظَفَرتْ *** بِهِ السَّمَاءُ بِفَرْدِ الأَرْبَعِ الْحُرُمِ (2 ق 40)
جَاءَ عَنَّا: جَاءَ عَنَّا: أي: جاء عنّا هذا الحديث, أي: نزلت هذه القصيدة
(أود أن أذكر هنا أنه كان لي شرف كتابة هذه القصيدة إملاء من الرّاوي – و نحن في منزل مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه - لي بعد نزولها و كنت أول من سمع هذه القصيدة بعد نزولها)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 2: أَتَذْكُرُ يَوْمَ جِئْنَاكُمْ وَكُنْتُمْ *** لَدَى مَنْ ظَنَّهَا دَعْوَى وَقُلْنَا
المعني:
أَتَذْكُرُ: الهمزة للاستفهام, تَذْكُرُ: خطاب استفهامي للرّاوي
يَوْمَ جِئْنَاكُمْ: يَوْمَ: وقت, جِئْنَاكُمْ: مجئيه شريعة رضي الله عنه
وَكُنْتُمْ لَدَى: كنتم: في ذلك الوقت, عند, و كان الرّاوي و من في رفقته, في زيارة في أحد البلاد العربية لمسئول رفيع و في نفس الوقت هو شخصية متصوفة علي طريقة سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه. و أطلعوه علي قصائد شراب الوصل و نزولها من البرزخ
مَنْ ظَنَّهَا دَعْوَى: أي: لم يصدّق, مَنْ: الشخص الذي, ظَنَّهَا: بني اعتقاده علي الظّن و ليس التحقيق, دَعْوَى: الدعوي أن ينسب الشخص لنفسه ما ليس لها, كذباً
وَقُلْنَا: قال للراوي قل لتلك الشخصية القول التالي:
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 3: قَدِيماً كَانَ لِي وَالْشَّيْخِ سِرٌّ *** رِفَاعِيٌّ رَفِيعٌ لَوْ تَسَلْنَا
المعني:
قَدِيماً: قَدِيماً: ظرف زمان, دنيا (قديما) ثم برزخ (حادثا) ثم أخري (آتياً), قديماً يعني في أيام الدنيا حين كنت أعيش بينكم
كَانَ لِي وَالْشَّيْخِ: كَانَ: حصل, لِي: اللام للتخصيص, مع يا المتكلم, وَالْشَّيْخِ: الواو واو عطف, أي: أنا و الشيخ, و الشيخ يعني به سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه
سِرٌّ رِفَاعِيٌّ: سِرٌّ: ما يخصّ بمعرفته دون أن يكشفه للغير, رِفَاعِيٌّ: أي: سرّ منسوب لسيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه
رَفِيعٌ: من الارتفاع, أي: عالي
لَوْ تَسَلْنَا: لو: شرطية بمعني إذا, تَسَلْنَا: أي: تسألنا, لتتعلم, و القول موجه للرفاعي الطريقة المسئول في البلد العربي ذلك
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 4: نَصَحْتُكَ وَالنَّصِيحَةُ أَصْلُ دِيني *** فَحَاذِرْ أنْ يَغُرَّكَ مَنْ تَجَنَّى
المعني:
نَصَحْتُكَ: نَصَحْتُ: من نَصَحَ خَلَصَ, و النُصح نقيض الغشّ ويقال: نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ، قال الله تعالى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) 62 الأعراف, و هو القول المبصر بالحقّ, وكاف المخاطب, للمسئول الرفاعي
وَالنَّصِيحَةُ أَصْلُ دِيني: الواو واو المعية, النَّصِيحَةُ: من نَصَحه نُصْحاً ونَصِيحة, أَصْلُ: الأَصْلُ: أَسفل كل شيء أي: أساسه الذي يقوم عليه, دِيني: ما أدين به و هو الإسلام, إشارة لحديث الدين النصيحة, قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"
فَحَاذِرْ: الفاء سببية, حَاذِرْ: فعل أمر من الحَذَر: الخوف و اليقظة, أي: يكون نُصحي لك سبباً للحَذر
أنْ يَغُرَّكَ: أنْ: حرف مصدر واستقبال, يَغُرَّكَ: من غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً: خدعه وأَطعمه بالباطل, و كاف المُخاطب راجعة للمسئول الرفاعي
مَنْ تَجَنَّى: الذي تَجَنَّى: أي: اعتدي و ظلم, إبليس, قال تعالي في قصة إبليس مع سيدنا آدم و أمنا حواء عليهما السلام في الجنّة: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) 22 الأعراف
[ads2]
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 5: وَأَيْمُ اللَّهِ صَحَّ النَّقْلُ عَنِّي *** وَفِي الْقُرْآنِ عَنْ جَدِّي قَرَأَنا
المعني:
وَأَيْمُ اللَّهِ: الواو واو القسم, أَيْمُ: هَمْزَتُهُ هَمْزَةُ وَصْلٍ يُسْتَعْمَلُ لِلْقَسَمِ، وَأصْلُهُ أيْمُنُ اللهِ من الأَيمان و هو القسم
صَحَّ النَّقْلُ عَنِّي: صَحَّ: سلم من العيب و النقص, فهو حديث صحيح, النَّقْلُ عَنِّي: تحويلُ الشيء من موضع إِلى موضع، نقل الحديث روايته عن صاحبه كما قاله, عَنِّي: أي: منقول عنّي, و هو شراب الوصل
وَفِي الْقُرْآنِ عَنْ جَدِّي قَرَأَنا: وَفِي الْقُرْآنِ: في القرآن الكريم, عَنْ جَدِّي: رواه جَدي سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, قَرَأَنا: الآية المذكورة في البيت التالي
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 6: فَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ وِزْرٌ *** وَإِنْ يَكُ صَادِقاً تَحْظَى وَتَهْنَا
المعني:
فَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ وِزْرٌ: الآية, قال تعالي: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) 28 غافر, و المراد فَإِنْ: الفاء سببية, يَكُ: مخففة من يَكُن, كَاذِباً, أي: إذا كان الرّاوي كاذباً, فَعَلَيْهِ وِزْرٌ: يقع عليه وِزْرٌ أي: ذَنبٌ يتحمّله
وَإِنْ يَكُ صَادِقاً: أي: الرّاوي أي أنه ينقل عنّا حقيقةً
تَحْظَى وَتَهْنَا: تَحْظَى: يكون لك نصيب من الفضل، المخاطب: المسئول الرفاعي, موضوع الأبيات السابقة, وَتَهْنَا: الواو للعطف, تَهْنَا: أي: وَتَهْنَأ, تسعد, و معني ذلك: أنّه لا ضيرك أن تصدقه, و لكن تكذيبه يضيع عليك الفضل
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 7: فَلاَ تَحْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ *** تَجَنَّبْ قَوَلَ رَبّكَ وَيْ كَأَنَّ
المعني:
فَلاَ تَحْكُمْ: المخاطب: المسئول الرفاعي, موضوع الأبيات السابقة, فَلاَ: الفاء السببية, لا الناهية, تَحْكُمْ:
فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ: فَإِنَّ: الفاء سببية, أي: إذا أسندت الأمر إلي الله, اللَّهَ حَيٌّ: و وجوباً في حقّه: السمع و الكلام, و هو الذي يُحيّ, و الممكن في حقه الإحياء, قال رضي الله عنه في (36-37 ق 39):
فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ وَهُو مُحْيِي *** وَلاَ يُعْيِيهِ فِعْلُ الْمُمْكِنَاتِ
وَهَذَا مُمْكِنٌ وَالْغَيْبُ رَتْقٌ *** وَفَتَّقْنَا رُمُوزَ الْكَائِنَاتِ
تَجَنَّبْ: ابَعُد عن أن يقع عليك قَوَلَ رَبّكَ
قَوَلَ رَبّكَ وَيْ كَأَنَّ: قَوَلَ رَبّكَ: في الآية, وَيْ كَأَنَّ: (وي) اسم فعل مضارع بمعنى (أعجب)، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا, كَأَنَّ: الكاف للتشبيه, أنّ: للتأكيد, تعبير عن النّدم علي فوات الخير, بسبب الإنكار, الآية: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) 82 القصص
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 8: فَمَنْ يَنْظُر وَيَعْبْسْ ثُمَّ يَبْسُرْ *** وَيَدْبِرْ ثُمَّ يَسْتَكْبِرْ يَذَرْنَا
المعني:
فَمَنْ يَنْظُر: فَمَنْ: الفاء استئنافية, مَنْ: اسم موصول بمعني الذي, يَنْظُر: من والنَّظَرُ الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك (تشغل عقلك), علي صيغة المضارع لاستمرارية الحُكم (حاضراً و مستقبلاً), الآية: (ثُمَّ نَظَرَ) 21 المدّثر
وَيَعْبْسْ ثُمَّ يَبْسُرْ: وَيَعْبْسْ: واو العطف, يَعْبْسْ: يقَطَّبَ ما بين عينيه (إنكار العقل لما يري)، ثُمَّ: للعطف علي التّراخي (يأخذ هنيهة من الزمن و يأتي بالفعل التالي), يَبْسُرْ: ينظر بكراهة شديدة (إنكار القلب), الفعلان يَعْبْسْ, يَبْسُرْ, علي صيغة المضارع لاستمرارية الحُكم (حاضراً و مستقبلاً), الآية: (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) 22 المدّثر
وَيَدْبِرْ ثُمَّ يَسْتَكْبِرْ: وَيَدْبِرْ: الواو للعطف, يَدْبِرْ: يترك, أي: يترك القصائد إنكاراً, ثُمَّ: حرف عطف علي التّراخي, يَسْتَكْبِرْ: من الاستكبار الامتناع عن قبول الحق مُعاندة وتَكَبُّراً, و أيضاً علي صيغة المضارع (كما سبق), الآية: (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ) 23 المدّثر
يَذَرْنَا: يَدَعنا و يتركنا, فعل مضارع لاستمرارية الحُكم (حاضراً و مستقبلاً), و معناه: إذا فعل كلّ هذا: (يَنْظُر وَيَعْبْسْ ثُمَّ يَبْسُرْ وَيَدْبِرْ ثُمَّ يَسْتَكْبِرْ), لا يستطيع البقاء معنا و يكون الفعل التالي منه أن يتركنا, أي: يترك جمع طريقتنا, الآية: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) 11 المدّثر, و هذا يبين خطورة إعمال العقل (النظر) فيما هو فوق قدرته, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَمَا قَوْلُ الْجَهُولِ حَبِيسِ عَقْلٍ *** إِذَا جِئْنَا بِعِلْمٍ بَرْزَخِيّ (28 ق 30)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 9: فَمَا سَيَّبْتُ سَائبَةً بِقَوْلِي *** وَلَمْ تَكُنِ الوَصِيْلَةُ مِنْ وَصَلْنَا
المعني:
فَمَا: الفاء سببية, مَا النافية
سَيَّبْتُ سَائبَةً: سَيَّبْتُ: تركتُ, سَائبَةً: السّائبة: كان الرَّجُلُ في الجاهلية إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ فيُحرم ركوبها بعد ذلك، أي:تُترك لتعيش فقط, الآية: (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) 103 المائدة
بِقَوْلِي: القول في الأصل هو الجزء من الكلام و يطلق مجازاً علي الكلام كله, يعني: بكلامي, شراب الوصل, فَمَا سَيَّبْتُ سَائبَةً بِقَوْلِي: أي: ما تركتُ كلامي ليكون مهجوراً و يتركه الناس, فمن الخطأ و الإثم أن يقع شخص في تركه بسبب إعمال عقله فيه, هذا التسبيب لمن عُني في البيت السابق:
فَمَنْ يَنْظُر وَيَعْبْسْ ثُمَّ يَبْسُرْ *** وَيَدْبِرْ ثُمَّ يَسْتَكْبِرْ يَذَرْنَا
وَلَمْ تَكُنِ الوَصِيْلَةُ: وَلَمْ: واو العطف, مَا النافية, لَمْ تَكُنِ: لنفي حصول الصفة بالموصوف, الوَصِيْلَةُ: كانت في الجاهلية ما تلد الإبل و الشاء موصولاً بمولودها السابق فيحُرم ذبحها
مِنْ وَصَلْنَا: الذي وَصَلْنَا: يعني المُريد الذي وصلنا, الوصل بالشيخ و الخليفة الوارث أن يكون المريد ذا عقيدة و ملتزم بالعهد فيشرب من مدد الشيخ, وَلَمْ تَكُنِ الوَصِيْلَةُ مِنْ وَصَلْنَا: أي أن مُريدي الذي وصلت, لا يكون خاضعاً للأنفس السبع فقد ذبحتها, لا يتّبع هوي نفس لأن نفسه ذُبحت, و حين يروي عني لا ينطق عن الهوى, قال رضي الله عنه:
وَأَقْتُلُ بِاسْمِ اللَّهِ فِي الصَّبِّ نَفْسَهُ *** فَيَحْيَا حَيَاةَ الصَّالِحينَ بِقَتْلَتِي (137 ق 1)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 10: فَلاَ تَبْسُرْ بِقَلْبِكَ فِي عُلُومِ *** لَهَا فِي الْغَيْبِ أَسْمَاءٌ تُكَنَّى
المعني:
فَلاَ تَبْسُرْ بِقَلْبِكَ: فَلاَ: الفاء السببية, لما أوضحت من سبب في البيت السابق:
فَمَا سَيَّبْتُ سَائبَةً بِقَوْلِي *** وَلَمْ تَكُنِ الوَصِيْلَةُ مِنْ وَصَلْنَا
تَبْسُرْ بِقَلْبِكَ: تكره بشدة, بعد إعمال العقل و إنكاره, الخطاب خاص بالنظر إلي المناسبة و حكمُه عام للمتلقي, الآية: (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) 22 المدّثر
فِي عُلُومِ: في عُلُوم شراب الوصل
وَمِمَّا نِلْتُهُ مِنْهَا عُلُوماً *** وَأَحْكَاماً أُلَقّنُهَا بِذَاتِي (13 ق 39)
لَهَا فِي الْغَيْبِ: لَهَا: اللام للتخصيص, الضمير (ها) يعود علي (عُلُومِ), فِي الْغَيْبِ: في مطلق مراتب الغيب: غيب الذّات, غيب الإرادة, غيب المشيئة, غيب الأفعال
أَسْمَاءٌ تُكَنَّى: أَسْمَاءٌ: جمع اسم, واسم الشيءِ: علامَتُه, ما يُعرف به, تُكَنَّى: يُرمز إليها بما يدلّ عليها, أي: لا يفصح عن أسمائها بل يُرمز لها, قال رضي الله عنه:
إِنَّ عِلْمِي فِي الأَعَالِي *** كَانَ اسْماً أَو سَمِيَّا (4 ق 17)
و قال رضي الله عنه:
بِهَا تَكَلَّمْتُ لاَ فُصْحَى وَقَدْ رَمَزَتْ *** وَلَوْ تَفَصَّحْتُ إِفْشَاءً فَكَالظُّلَم (6 ق 40)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 11: وَلاَ تُدْبِرْ وَتَسْتَكْبِرْ فَإِنَّا *** إِذَا شِئْنَا لَغُيّبْنَا وَغِبْنَا
المعني:
وَلاَ تُدْبِرْ وَتَسْتَكْبِرْ: وَلاَ: واو العطف, لا النافية, تُدْبِرْ: تترك القصائد و تصدّ عنها, وَتَسْتَكْبِرْ: تتعالي, الآية: (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ) 23 المدّثر
فَإِنَّا إِذَا شِئْنَا: فَإِنَّا: الفاء سببية, إِنَّ: للتوكيد, مع نا المتكلم الجمع, أي: سيدي فخر الدين و ورثته رضي الله عنهم, إِذَا: شرطية, شِئْنَا: اخترنا
لَغُيّبْنَا وَغِبْنَا: لَغُيّبْنَا: اللام للتأكيد, غُيّبْنَا: فعل مبني للمجهول و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو راجع للذّات الإلهية, أي: تمّ تغييبنا, أي: خفاؤنا, وَغِبْنَا: الواو للعطف, غِبْنَا: أختفينا, فلا أحد يعرف عنّا, و لكن كلامي شرب الوصل, و لكن مرادي أن تعرفوا عنّا, قال رضي الله عنه في (268-269 ق 1):
وَلَوْلاَ مُرَادِي أَن تَكْونَ مَعَارِفِي *** بِبَعْضِ قُلُوبٍ لِلْجَمَالِ اطْمَأَنَّتِ
لَحَارَتْ أَدِلَّةُ طَالبِيَّ بِغَيْهَبِي *** وَلَوْ أَنَفَقَتْ أَعْمَارَهَا مَا اسْتَدَلَّتِ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 12: فَلَنْ يَشْقَي بِتَلْقِينِي صَفِيٌّ *** وَلاَ يُضْنِيهِ مَا يُبْلِغْهُ عَنَّا
المعني:
فَلَنْ يَشْقَي: فَلَنْ: الفاء استئنافية, لَنْ: للنفي, يَشْقَي: من الشَقاءُ والشَقاوَةُ بالفتح: نقيض السعادة, في الآية: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) 123 طه
بِتَلْقِينِي صَفِيٌّ: بِتَلْقِينِي: الباء حرف جر لاصق, تَلْقِينِي: التّلقين هو تكرار القول علي السامع حتى يحفظه و يفهمه, تلقيني يعني: شراب الوصل, صَفِيٌّ: الذي يسْتَخْلَصْ, بالقرب و الائتمان علي السرّ, قال رضي الله عنه:
كَلاَمٌ قَالَهُ الرَّاوِي كَلاَمِي *** وَتَلْقِينِي وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَ (26 ق 79)
وَلاَ يُضْنِيهِ: وَلاَ: واو العطف مع لا النافية, يُضْنِيهِ: يُضْنِيهِ الأمْرُ: يبَلَغَ مِنِّه المَشَقَّة و التّعب
مَا يُبْلِغْهُ عَنَّا: مَا: الذي, يُبْلِغْهُ: يُوصله للناس من بلوغ المكان الوصول إليه, عَنَّا: بمعني مِنّا أي ما نروي له مباشرة بغير حجاب, قال تعالي: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) 62 الأعراف
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 13: لِيُعْلَمَ أَنَّهُ ثِقَةٌ لَدَيْنَا *** وَعَبْدٌ مِنْ عِبَادٍ قَدْ وَصَلْنَا
المعني:
لِيُعْلَمَ: اللام لام التبيين, يُعْلَمَ: أي: يعلم الناس
أَنَّهُ ثِقَةٌ لَدَيْنَا: أَنَّهُ: أنَّ للتأكيد, الضمير (هُ) يعود علي (صَفِيّ) المذكور في البيت السابق, يعني: الرّاوي, أي: ليعلم الناس أنّ الرّاوي ثِقَةٌ: مؤتمن, الثِّقَةُ: مصدر قولك وَثِقَ به يَثِقُ، وثاقةً وثِقَةً ائتمنه، لَدَيْنَا: عندنا, أهل الجمع من سيدي فخر الدين و ورثته رضي الله عنهم, قال رضي الله عنه:
لِسَانِي أَصْبَحَ الرَّاوِي عَلَيْهِ *** أَمِيناً لَيْتَكُمْ لَوْ تَعْقِلُونَ (19 ق 79)
وَعَبْدٌ: الواو للعطف, عَبْدٌ: من أهل درجة الإيمان و الإحسان
مِنْ عِبَادٍ قَدْ وَصَلْنَا: مِنْ عِبَادٍ: مِنْ أبناء الطريقة المتعبّدين في مراتب الإيمان و الإحسان, قَدْ وَصَلْنَا: قد للتوكيد, وَصَلْنَا: صار متصلا بنا بغير حجاب, في موطن القُرب و المشاهدة, قال رضي الله عنه:
فَوَصلْي أَوْ خِلاَفُ الْوَصْلِ شَأْنِي *** وَمِلْءُ كِنَانَتِي غَيْنٌ وَعَيْنُ (9 ق 52)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 14: قَدِيماً كُلَّ جَيْلاَنِيِّ قَوْمٍ *** عَلَى عِلْمٍ أَرَادَ إِذَا أَرَدْنَا
المعني:
قَدِيماً: ظرف زمان, دنيا (قديما) ثم برزخ (حادثا) ثم أخري (آتياً), قديماً يعني في أيام الدنيا حين كنت أعيش بينكم
كُلَّ جَيْلاَنِيِّ قَوْمٍ: كُلَّ, حرف لاستيعاب أفراد العدد, جَيْلاَنِيِّ: خليفة لسيدي عبد القادر الجيلاني, قَوْمٍ: أي قَوْمٍ السيد عبد القادر الجيلاني (السادة القادرية), قَوْمٍ: تعني جماعة اجتمعوا علي شأن واحد, قوم النبي أهل دينه, قوم الشيخ أهل طريقته, كُلَّ جَيْلاَنِيِّ قَوْمٍ: خليفة لسيدي عبد القادر الجيلاني و القوم: هم أتباعه, و هو أي: خليفة سيدي عبد القادر الجيلاني من الذين التقى بهم سيدي فخر الدين و عاصرهم, كثيرون هم رضي الله عنهم
عَلَى عِلْمٍ: أي: يعلمون العلم الإلهي اللدنّى, قال تعالي: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) 82 الأعراف
أَرَادَ إِذَا أَرَدْنَا: الإرادة هي العزم علي الأمر, أي: أنّه (خليفة سيدي الجيلاني) يأتي علي إرادة سيدي فخر الدين لما لديه من علمٍ به, أي: أن هؤلاء يصدقّون بما أتينا به من العلم البرزخي (شراب الوصل) و كذلك أتباعهم الموصولون معهم, و قوة الصلة بينهم و بين سيدي فخر الدين رضي الله عنه, يقول رضي الله عنه:
وَمِنْهَا خَصَّةُ السَّنَدِ الرّفَاعِي *** كَذَا عوْنُ الضِّعَافِ الْقَادِرِيّ (22 ق 30)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 15: قَدِيماً أَحْمَدِيُّونَ اسْتَجَارُوا *** مِنَ التَّفْرِيقِ لَكِنَّا أَغَثْنَا
المعني:
قَدِيماً: دنيا (قديما) ثم برزخ (حادثا) ثم أخري (آتياً), قديماً يعني في أيام الدنيا حين كنت أعيش بينكم
أَحْمَدِيُّونَ: أبناء سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه (أهل الطريقة الأحمديّة البدوية)
اسْتَجَارُوا مِنَ التَّفْرِيقِ: اسْتَجَارُوا: طلبوا الحماية من سيدي فخر الدين, مِنَ التَّفْرِيقِ: للاختلاف وقع و فرّق بينهم, حدث ذلك في مدينة الدامر بقرب عطبرة
لَكِنَّا أَغَثْنَا: أصلحهم سيدي فخر الدين و راجع أورادهم, فكان كلّ الأمر علي ما يُرام, أي: أن هؤلاء يصدقّون بما أتينا به من العلم البرزخي (شراب الوصل) و كذلك أتباعهم الموصولون معهم, لقوة الصلة بينهم و بين سيدي فخر الدين رضي الله عنه, يقول رضي الله عنه:
وَإِنِّي حَيْثُ تَقْصِدُهُمْ مَزُورٌ *** وَإِنِّي فِي الْمَقَامِ الأَحْمَدِيّ (23 ق 30)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 16: يَقُولُ السَّيِّدُ الْبَدَوِيُّ عَنِّي *** لَفَخْرُ الدِّينِ بُغْيَةُ مَنْ تَمَنَّى
المعني:
يَقُولُ السَّيِّدُ الْبَدَوِيُّ عَنِّي: سيدي السَّيِّدُ أحمَدُ الْبَدَوِيُّ رضي الله عنه, يَقُولُ عَنِّي: أي: يصفُني
لَفَخْرُ الدِّينِ بُغْيَةُ مَنْ تَمَنَّى: لَفَخْرُ الدِّينِ: اللام للتأكيد, فَخْرُ الدِّينِ, كُنيته رضي الله عنه يناديه بها الأكابر, بُغْيَةُ مَنْ تَمَنَّى: لا يَتمني المتمني أفضل منه, غاية الطلب لمن طلب شيخاً يرشده
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 17: لَفَخْرُ الدِّينِ يَا مَنْ رُمْتَ هَدْياً *** حَبِيبُ اللَّهِ غَيَّاثُ الْمُعَنَّى
المعني:
لَفَخْرُ الدِّينِ: اللام للتأكيد, و ذكره سيدي البدوي بالكنية, لأن النداء بالكُنية بيان لعلو المكانة
يَا مَنْ رُمْتَ هَدْياً: يَا: حرف نداء للقريب و البعيد, مَنْ: الذي, رُمْتَ: يا من طلبتَ, هَدْياً: الهدي الإرشاد و الدلالة علي الطريق, قال رضي الله عنه:
وَبِي يَهْتَدِي لِلْقَصْدِ مِنْ جَاءَ قَاصِداً *** حِمَايَ وَإِنْ حُمَّ الْقَضَا بِالْحَمِيَّةِ (134 ق 1)
حَبِيبُ اللَّهِ: يُحبّه الله, معه التأييد الإلهي, في الحديث, قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: "إذا أحَبَّ اللهُ العَبدَ نادى جِبريلَ : (نَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً فَأَحبِبهُ) ، فَيُحِبُّهُ جِبريلُ. فَيُنادي جِبريلُ في أهلِ السَّماءِ : (إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً فَأَحِبّوهُ) ، فَيُحِبُّهُ أهلُ السَّماءِ ، ثُمَّ يوضَعُ لَهُ القَبولُ فِي الأَرضِ", ذكر الأقطاب هنا لتأيدهم له, رضي الله عنهم أجمعين, و في ذلك قال رضي الله عنه:
وَأَيَّدَنِي الأَقْطَابُ جَمْعاً وَقَدَّمُوا *** مِزَاجِيَ لِلأَكْوَانِ تِلْكَ بِشَارَتِي (161 ق 1)
غَيَّاثُ الْمُعَنَّى: غَيَّاثُ: صفة المبالغة من أغاث, أي: كثير الغوث, أي: العون و النجدة, الْمُعَنَّى: من المُعاناةُ: المُقاساة, أي: مكابدة القسوة و العناء, الْمُعَنَّى: الذي قست عليه الأمور
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 18: فَإِنْ قَالُوا تَعَلَّمْنَا لَقُلْنَا *** حَرِيٌّ أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ عَنَّا
المعني:
فَإِنْ: الفاء استئنافية, إِنْ: شرطية بمعني إذا
قَالُوا تَعَلَّمْنَا: قَالُوا: قال الذين لا يعلمون و لم يسمعوا قول السادة الأقطاب عنّي, قَالُوا تَعَلَّمْنَا: أي: زعموا أن لديهم من العلم الكفاية
لَقُلْنَا: اللام للتأكيد, حَرِيٌّ: خَلِيقُ, الشئ الطبيعي
أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ عَنَّا: أَنْ يَكُونَ: أَنْ يحصُل, الْعِلْمُ عَنَّا: بالإسناد لنا و أخذاً عنّا, قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم لسيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أُنظر ممن تأخذ, لا تأخذ من الذين قالوا, و خُذ من الذين استقاموا", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
مَن يَرُومُ الْعِلْمَ عِنْدِي *** يَجْتَنِي رُطَباً جَنِيَّا (7 ق 17)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 19: يَقُولُ الْشَّاذِلِيُّ عَلَيْهِ مِنِّي *** تَحِيَّاتٌ وَحَاشَا أَنْ تُمَنَّ
المعني:
يَقُولُ الْشَّاذِلِيُّ: يقولُ أي: في الوصف, يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي, خامس الأقطاب و إليه ترجع الإضافة الشاذّلية للطريقة (البُرهانيّة الدسُوقيّة الشَّاذُّليّة), قال رضي الله عنه:
وَمِنْهَا مَا أَضِيفُ لأَهْلِ فَضْلِي *** بِنُورٍ عَمَّ عِنْدَ الشَّاذِلِيّ (24 ق 30)
عَلَيْهِ مِنِّي تَحِيَّاتٌ: تَحِيَّاتٌ: الجمع من التَّحِيَّة السلام، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً، و في أدب السلام أن يحيّ الأصغرُ الأكبرَ منه, و يبادر المُحبّ بتحيّة المحبوب
وَحَاشَا أَنْ تُمَنَّ: وَحَاشَا: اِسْمٌ لِلتَّنْزِيهِ, أَنْ تُمَنَّ: الفعل من المَنِّ و هو رؤية فضل عطائك علي الآخر و تقريعه به, أي: لا أري فضلاً مني بذلك, لأنه حقّه عليّ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 20: لَفَخْرُ الدِّينِ يَا مَنْ قَدْ أَضَاعُوا *** سَخِيُّ الْكَفِّ يَأْبَى أَنْ يَضِنَّ
المعني:
لَفَخْرُ الدِّينِ: اللام للتأكيد, و ذكره سيدي البدوي بالكنية, لأن النداء بالكُنية بيان لعلو المكانة
يَا مَنْ قَدْ أَضَاعُوا: يَا: حرف نداء للقريب و البعيد, مَنْ: لجمع العاقل, أي: الذين, قَدْ أَضَاعُوا: قَدْ: للتأكيد, أَضَاعُوا: يعني المعاندين لكلام الشيخ فأضاعوا ما كان بين أيديهم من خير, و هي من إضاعة الشئ فَوته وذَهابِه, و يشير هنا رضي الله عنه إلي قصة سيدنا خالد بن سنان إذ كان سيحدّث قومه من البرزخ بحديث هام, لولا أنّهم خالفوه, و لذا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاك نبي أضاعه قومه)، و يقول سيدنا عبد الله بن عباس أن النبي خالد بن سنان كان سيحدّث قومه عن سيدنا محمد و آل بيته, و هذا الفضل كلّه, الحديث البرزخي المحتوي علي شمائل النبي صلي الله عليه و سلم هو ما جاء في شراب الوصل
سَخِيُّ الْكَفِّ: سَخِيُّ: السَخِيُّ الكثير العطاء, الْكَفِّ: اليد المعطاءة و تقال للكرم و العطاء, يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
سَخَاءُ الْكَفِّ أُورِثْنَاهُ جُوداً *** عَلَى كَرَمٍ لَدَيْنَا حَيْثُ كُنَّا (7 ق 56)
يَأْبَى أَنْ يَضِنَّ: يَأْبَى: يرفُضُ, أَنْ: مصدرية, يَضِنَّ: يبخل, أي: يرفض أن يبخل, الآية: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) 24 التكوير
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 21: أَبُو الْعِمْرَانِ مُوسَى أَيُّ مُوسَى *** صَفِيُّ الشَّيْخِ حَقّاً لَيْسَ ظَنَّا
المعني:
أَبُو الْعِمْرَانِ مُوسَى: سيدي مُوسَى أَبُو الْعِمْرَانِ, الثاني في السلسلة بعد سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه
أَيُّ مُوسَى: أيُّ : تكون وصفاً للدلالة على الكمال مثل قولك: محمدٌ رجلٌ أيُّ رجل, أي: صاحب الكمالات الذي لا مثال له
صَفِيُّ الشَّيْخِ: الصَفِيّ: الذي يسْتَخْلَصْ, بالقرب و الائتمان علي السرّ, الشَّيْخِ: سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه, شيخ سيدي فخر الدين رضي الله عنه, يقول رضي الله عنه:
مَنْ حَبَا شَيْخَكَ شَيْخْاً وَاصِلاً *** يَا مُرِيدِي قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ (1 ق 8)
حَقّاً لَيْسَ ظَنَّا: حَقّاً, علي التحقيق, قال تعالي في الآية: (إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) 36 يونس
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 22: يَقُولُ وَمَا لِرَأْيٍ فِيهِ وَجْهٌ *** لَفَخْرُ الْدِّينِ سِرّاً كَمْ أَكَنَّ
المعني:
يَقُولُ: أي يقول في وصفي
وَمَا لِرَأْيٍ فِيهِ وَجْهٌ: أي: ليس للرأي في قوله, وَجْهُ الكلام: السبيلُ الذي تقصده به, أي: ليس لرأي سبيلٌ في ما يقول, قوله فصلٌ
لَفَخْرُ الدِّينِ: اللام للتأكيد, و ذكره سيدي موسي رضي الله عنه بالكنية, لأن النداء بالكُنية بيان لعلو المكانة
سِرّاً كَمْ أَكَنَّ: أي: كَمْ أَكَنَّ سِرّاً, كَمْ: حرف للتعبير عن كثرة تكرار مرات العدد, أَكَنَّ: خزن و حفظ, سِرّاً: السرّ خفي الأمر و ما يقوم عليه قوامه, أسرار الغيوب, في الحديث عَنْ سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ كَهَيْئَةِ الْمَكْنُونِ، لا يَعْرِفُهُ إِلا الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ، فَإِذَا نَطَقُوا بِهِ لَمْ يُنْكِرْهُ إِلا أَهْلُ الْغِرَّةِ بِاللَّهِ"
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 23: أَبَا الْعِمْرَانِ يَا حِبَّ الرَّوَابِي *** سَألْتُ اللَّهَ أَن يُرْضِيكَ عَنَّا
المعني:
أَبَا الْعِمْرَانِ: أي: يا أَبَا الْعِمْرَانِ, حذف يا النداء
يَا حِبَّ الرَّوَابِي: يَا: للنداء تعظيماً, حِبَّ: الحِبّ هو من يُحبُّ و يُحَبُّ, يحبُّهم و يُحبُّونه, الرَّوَابِي: جمع رابية أو ربوة, المكان المرتفع من الأرض, إشارة إلي: السادة الأكابر الأقطاب أعلي القوم منازلاً
سَألْتُ اللَّهَ: توّسل و تضَرُّع إلي الله
أَن يُرْضِيكَ عَنَّا: أن يجعلك راضيا عنّا, سيدي فخر الدين و جمعه من الورثة و أهل الطريقة, و دعاء الوارث المحمدي مستجاب
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 24: وَفِي شَعْبَانَ تَمَّ الْقَوْلُ فِيهَا *** وَأَتْبِعُهَا فُرَادَاهَا تُثَنَّى
المعني:
وَفِي شَعْبَانَ: بدأ نزولها بالجزء الأول في شهر رجب, و أتمّها بالجزء الثاني في شهر شعبان الذي بعده, في 16 شعبان 1407 هـ = 14 أبريل 1987 م
تَمَّ الْقَوْلُ فِيهَا: أي: في القصيدة (بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي), الأبيات من 19 حتى الأخير
وَأَتْبِعُهَا: أَتْبَعه الشيءَ: جعله له تابعاً، تاليا له, وَأَتْبِعُهَا: الضمير (ها) يعود علي القصيدة
فُرَادَاهَا تُثَنَّى: فُرَادَاهَا: فُرَادَى جمع فَرد, والفرد: الوتر من الأعداد, من التفريد, و هو مراتب الفناء, تُثَنَّى: إِذا فعل المرء أَمراً ثم ضم إِليه أَمراً آخر قيل ثَنَّى بالأَمر الثاني يُثَنِّي تَثْنِية, من الاثنين: و هي مرتبة توحيد الألوهية, و يشير بهذه العبارة – رضي الله عنه - بذلك: القصيدة التي تلي هذه القصيدة و هي شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّادِسَة والثَّمَانُون: (سَأَلْتَ عَنِ التَّفْرِيدِ فِي مُرْتَقَى الْفَنَا), إذ جاءت كلها بين التفريد و التثنية
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 25: تُضَاءُ بِهَا الْحَوَالِكُ مِنْ عُجَابٍ *** لِتَهْدِيَكُمْ إِذَا مَا اللَّيْلُ جَنَّ
المعني:
تُضَاءُ بِهَا الْحَوَالِكُ: تُضَاءُ: الضوء الهداية, بِهَا الْحَوَالِكُ: جمع حالكة و هي الليلة الشديدة الظُلمة, و هي مراتب الحيرة بين كل مرتبة و مرتبة من مراتب السير, تعلمكم فقه المراتب, قال رضي الله عنه:
وَعِنْدَ كَمَالِ الْعِلَمِ بِاللَّهِ يَنْمَحِي *** عَنِ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ غَيْبُ الْحَوَالِكِ (10 ق 10)
مِنْ عُجَابٍ: العُجاب هو أشدّ العَجَب و العَجَب هو غير المُعتاد, غرائب السير
لِتَهْدِيَكُمْ: اللام للتعليل, تَهْدِيَ: تدلّ و تُرشد, كُمْ: ضمير المخاطب المع, أهل الطريقة, المتلقّين لكلام الشيخ
إِذَا مَا: إِذَا مَا: إِذَا: تسمي إِذَا الفجائية الظرفية, مَا (زائدة) تعمل لتفخيم الفعل
اللَّيْلُ جَنَّ: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره, وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك, حجب مواطن الحيرة من الشهود, يكون الإرشاد بواسطة ما أوضحته القصيدة المُشار إليها
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 26: يَكُونُ الْبَوْحُ فِيهَا مَحْضُ إِذْنِي *** فَحَاذِرْ أَنْ تَبُوحَ إِذَا ائْتَمَنَّا
المعني:
يَكُونُ الْبَوْحُ فِيهَا: يَكُونُ: يَكُونُ الشئ, يحصَلُ, الْبَوْحُ: البَوْحُ: ظهر الشيء, وباحَ الشيءُ: ظهر, وباحَ به بَوْحاً: أَظهره, فِيهَا: في القصيدة التالية (سَأَلْتَ عَنِ التَّفْرِيدِ فِي مُرْتَقَى الْفَنَا)
مَحْضُ إِذْنِي: مَحْضُ: صِرف لا يخالطه غيره, إِذْنِي: الإذن مني, أي: لا تكشفها, حتى أذن بذلك
فَحَاذِرْ أَنْ تَبُوحَ: فَحَاذِرْ: الخطاب للرّاوي, الفاء سببية, حَاذِرْ: تيقّظ و أخشي, أَنْ: مصدرية, تَبُوحَ: تُظهر (القصيدة)
إِذَا ائْتَمَنَّا: إِذَا: شرطية, ائْتَمَنَّا: وثقنا فيك بحفظ السرّ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 27: فَلِي فِي ذَاكَ شَأْنٌ أَيُّ شَأْنٍ *** وَفِي رَجَبٍ إِذَا شِئْنَا أَبَنَّا
المعني:
فَلِي: الفاء استئنافية, لِي: لام الاختصاص مع يا النسبة للمتكلم, يخصني
فِي ذَاكَ شَأْنٌ: فِي ذَاكَ: في عدم الإفشاء, شَأْنٌ: أمرٌ
أَيُّ شَأْنٍ: أَيُّ: تكون وصفاً للدلالة على الكمال و العظمة, أَيُّ شَأْنٍ: أَيُّ أمرٍ عظيم
وَفِي رَجَبٍ: في شهر رَجب, و هو رضي الله له معه شأنٌ مع هذا الشهر
إِذَا شِئْنَا أَبَنَّا: إِذَا: شرطية, شِئْنَا: اخترنا, , أَبَنَّا: أوضحنا, شرط الإبانة باختياره رضي الله عنه, , قال رضي الله عنه في (1-2 ق 66):
كَلاَمِيَ مَرْبُوطٌ بِإِطْلاَقِ فَضْلِ مَنْ *** يَشَاءُ إِذَا شِئْنَا وَنَحْظَى بِعَطْفِهِ
وَصَمْتِيَ لاَ يُمْلَى عَلَيَّ وَإِنَّمَا *** نُرِيدُ وَمَا كَانَ الْمُرِيدُ بِغَيْرِهِ
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 28: فَإِنْ أَوْجَسْتَ إِشْفَاقاً فَسَلْنِي *** وَيَكْفِيكَ الإِشارَةُ إِنْ أَذِنَّا
المعني:
فَإِنْ أَوْجَسْتَ إِشْفَاقاً: الخطاب للرّاوي, فَإِنْ: الفاء سببية, إِنْ: شرطية بمعني إذا, أَوْجَسْتَ: أحسست بالخوف, التّوجس هو بداية الخوف, إِشْفَاقاً: الإشْفاق من الشَّفَق: الخِيفة, إِشْفَاقاً: من تأخر الإذن بالبوح عن القصيدة, قال تعالي: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى) 67 طه
فَسَلْنِي: الفاء لربط جواب الشرط, سَلْنِي: أسألني
وَيَكْفِيكَ الإِشارَةُ: وَيَكْفِيكَ: يقوم مقام الأمر لديك فلا تحتاج لغيره, الإِشارَةُ: الرمز غير صريح العبارة
إِنْ أَذِنَّا: إِنْ: شرطية بمعني إذا, أَذِنَّا: أعطينا الإذن, و صيغة جمع المتكلم إشارة لسيدي فخر الدين و حضرة جمعه ورثته رضي الله عنهم
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 29: وَحَمْدٌ ثُمَّ بِسْمِ اللَّهِ قَوْلِي *** عَنِ التَّوْحِيدِ أَورِثْنَاهُ مَنَّا
المعني:
وَحَمْدٌ: الحمدُ لله, الثناء علي الله بأسمائه و صفاته علي تمام الأفعال, و يعني تمام القصيدة هذه
ثُمَّ: حرف عطف مع التّراخي, أي: بُعد المدةّ أو المسافة بين المعطوف و المعطوف عليه
بِسْمِ اللَّهِ: استفتاح الأعمال, أي: و يأتي بعد عطف التّراخي بالحرف (ثُمَّ), إشارة لبدء القصيدة التالية (سَأَلْتَ عَنِ التَّفْرِيدِ فِي مُرْتَقَى الْفَنَا), بما ذكر بعده, أي: قَوْلِي عَنِ التَّوْحِيدِ
قَوْلِي عَنِ التَّوْحِيدِ: القول إشارة للقصيدة التي سيتحدث فيها عن التَّوْحِيدِ, ضمن مراتب التفريد, و أشار إلي ذلك, في قصيدة سابقة, بقوله رضي الله عنه:
سَلْنِي عَنِ التَّوْحِيدِ وَالتَّفْرَيدِ فِي *** رُتَبِ الْفَنَاءِ وَيسَلْ عَنِ الإِحْسَانِ (2 ق 60)
أَورِثْنَاهُ مَنَّا: أَورِثْنَاهُ: الوراثة المحمديّة الكاملة, لسيدي فخر الدين و ورثته, مَنَّا: المَنّ العطاء و الكرم, منه صلي الله عليه و سلم, قال رضي الله عنه:
نَكْرَعُ التَّوْحِيدَ إِمْدَاداً وَفَضْلاً *** وَالْخِلاَفَةُ إِنْ أَرَدْتَ الْحَقَّ فِينَا (21 ق 62)
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الْخَامِسَة والثَّمَانُون : ( بِأَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يَكُونُ بَيْتِي ) – بيت رقم 30: صَلاَةُ اللَّهِ فِي خَتْمٍ وَبَدْءٍ *** عَلَي عَبْدٍ عَلَيْهِ الْحَقُّ أَثْنَى
المعني:
صَلاَةُ اللَّهِ: أي: سؤال اللَّهِ تعالي الصَلاَةَ علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, قال تعالي: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) 56 الأحزاب
فِي خَتْمٍ وَبَدْءٍ: خَتْمٍ: خَتْمٍ هذه القصيدة, واو العطف أي:و فِي بَدْءٍ: أي: بدء القصيدة التالية, (سَأَلْتَ عَنِ التَّفْرِيدِ فِي مُرْتَقَى الْفَنَا), و هذا ينوه لأهميّة تلك القصيدة
عَلَي عَبْدٍ: صَلاَةُ اللَّهِ علي العبد المُطلق سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم
عَلَيْهِ الْحَقُّ أَثْنَى: (أو للتوضيح: أَثْنَى عَلَيْهِ الْحَقُّ), أثني مَدَح, أي مدحه في القرآن الكريم
تعليقات: 0
إرسال تعليق