برهانيات كوم
لاَ خَيْرَ فِي قَوْمٍ يُحَقِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَتِلْكَ عَلاَمَةُ السُّفَهَاءِمن خطاب مولانا الشيخ محمد حولية 2011فالإخاء يُبْعِد الفرقة ويقصى العداوة والبغضاء، وينبت ثمار المحبة فى القلوب، ويجعلها مستعدة للنقاء والصفاء، وقال الزمخشرى: محك المودة الإخاء حال الشدة دون حال الرخاء.وسَأَلَ يوما سيدنا على بن أبى طالب ابنه سيدنا الحسن عن الإخاء فأجابه قائلاً: المواساة فى الشدة والرخاء.ولنتذكر أول ما فعله المعلم الأول لهذه الأمة، حينما قَدِم إلى المدينة، ومؤاخاته بين المهاجرين والأنصار، وقد روى أبو داود فى سننه أن النبى قال (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِى حَاجَةِ أَخِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ فِى حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).ونظر يوما سيدنا أبو الدرداء إلى ثورين يحرثان فى فدان، فوقف أحدهما يحك جسمه فوقف الآخر، فبكى سيدنا أبو الدرداء وقال: هكذا الإخوان فى الله يعملان لله، فإذا وقف أحدهما وافقه الآخر.وقال إبراهيم النخعى لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب بذنبه، فإنه يرتكبه اليوم ويتركه غداً.وحُكِىَ عن أَخَوَيْن من السَلَف انقلب أحدهما عن الاستقامة، فقيل لأخيه ألا تقطعه وتهجره؟ فقال أحوج ما كان إلىَّ فى هذا الوقت، لما وقع فى عثرته أن آخذ بيده وأتلطف له فى المعاتبة وأدعو له بالعود إلى ما كان عليه.وقد قيل: من سامح سومح.ولعل أعظم ما نجنيه من ثمارٍ لتآخينا، أن التآخى هو شكرٌ للنعمة التى نحن فيها، فقد قال الإمام فخر الدين "والتآخى شكر نعمتنا".من كل ما تقدم ..فإن حبنا لسيدى فخر الدين الذى احتوانا بحبه فأحببناه واحتويناه، البعض منا وهو من عرف مسلك الحب احتواه بقلبٍ ساجد، والواحد صاحب الشهود والمشاهد احتواه بفؤاد شهيد وعلى قلوب الأحبة شاهد، ولَمَّا سُئل مولانا الشيخ إبراهيم عن معنى قول سيدى فخر الدين "فاسألوه النجاة من يوم حشر" قال: أى أحبوه (يحشر المرء مع من أحب) ونَخلُص من كل هذا إلى القول السديد:حوتنى قلوب تعرف الحب مسلكا ** حوانى فؤاد شاهد بالتجلة
تعليقات: 0
إرسال تعليق