-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 27 فبراير 2018

ما هو يوم جمعة العرض الكبير الدامى والنجاه منها بـ ( الحب )

ما هو يوم جمعة العرض الكبير الدامى والنجاه منها بـ ( الحب )
ما هو يوم جمعة العرض الكبير الدامى   (كشـف مـا شاهـد الكـرام محـال)  رَفَعَ اللَّه لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً *** فَبَدَا فِيهِ يَرْكُضُ الأَوْلِيَاءُ


ما هو يوم جمعة العرض الكبير الدامى
(كشـف مـا شاهـد الكـرام محـال)
رَفَعَ اللَّه لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً *** فَبَدَا فِيهِ يَرْكُضُ الأَوْلِيَاءُ


شواهد المشاهد : كشـف مـا شاهـد الكـرام محـال


أن من اغلى الاشياء التى يحرص أهل الله تعالى عليها ويحث عليها مولانا الشيخ فخرالدين رضي الله عنه هي المحبة، محبة الله عز وجل ومحبة حبيبه صلى الله عليه وسلم ومحبة اهل بيته وصحابته رضي الله عنهم وبالتالى محبة كل الاولياء والصالحين بل محبة كافة الناس، ولكن من اخطر الاشياء التى ينبهون اليها وينصحون المريدين من الوقوع فيها هي الدعوة واظهار المحبة والوله كما قال الشيخ رضوان الله تعالى عليه: 

ماذا يقول المدعى يوم اللقاء فى جمعة العرض الكبير الدامى


ولعلمه التام بأنكار بعض الناس اما عن قصد وعناد واما جهلاً فيقول من باب السفقة والرحمة التى عرف بها (إن خشيتم ان يضل الناس في قولى فكنوا) ويعلل ذلك بقوله كشف ماشاهد الكرام محال

وفى هذا السياق نورد هنا ما جاء في كتاب احياء علوم الدين للامام ابى حامد بن محمد الغزالى رضوان الله تعالى عليه فقد ورد مايلى:- 

فان قلت: المحبة منتهى المقامات واظهارها اظهار للخير لماذا نستنكر؟ 


فأعلم أن المحبة محمودة وظهورها محمود ايضاً وانما المذموم التظاهر بها لما يدخل فيها من الدعوى والاستكبار، وحق المحب أن ينم على حبه الخفى أفعاله واحواله دون أقواله وافعاله. وبنبغى أن يطهر حبه من غير قصد لله إلى إطهار الحب ولا إلى اظهار الفعل الدال على الحب، بل ينبغى أن يكون قصد المحب اطلاع الحبيب فقط، فأما أرادته اطلاع غيره فشرك في الحب وقادح فيه، كما ورد في الانجيل؛ إذا تصدقت فتصدق بحيث لا تعلم شمالك ما صنعت يمينك فالذى يرى الخفيات يجزيك علانيه وإذا صمد فأغسل وجهك وادهن رأسك لكلا يعلم بذلك غير ربك. فاظهار القول والفعل كله مذموم الا إذا غلب سكر الحب فانطلق اللسان واضطربت الاعضاء فلا يلام فيه صاحبه. حكى ان رجلاً رآى من بعض المجانين... استجهله فيه فأخبر بذلك الشيخ معروفاً الكرخى رحمه الله 

فتبسم ثم قال: يا أخى له محبوب صغار وكبار وعقلاء ومجانين فهذا الذى رأيته من مجانينهم.ومما يكره التظاهر بالحب، بسبب أن المحب إن كان عارفاً وعرف أحوال الملائكة في حبهم الدائم وشوقهم اللازم الذى فيه يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ـ لا...... من نفسه ومن اظهار حبه وعلم قطعاً أنه من اخس المحبين في مملكته وأن حبه انقص من حب كل محب لله تعالى. قال بعض المكاشفين من المحبين: عبدت الله تعالى ثلاثين سنة باعمال القلوب والجوارح على بذل المجهود وأستفراغ الطاقة حتى ظننت ان لى عند الله شيئاً فذكر اشياء من مكاشفات آيات.......

فى قصة طويلة قال في آخرها: فبلغت صفاً من الملائكة بعدد جميع ماخلق الله من شئ، فقلت: من أنتم؟ فقال: نحن المحبون لله عز وجل نعبد هاهنا منذ ثلاثمائة ألف سنة ما خطر على قلوبنا قط سواه ولاذكرنا غيره، قال: فأستحييت من اعمال موهبتها لمن حق عليه الوعيد تخفيفاً عنه في جهنم.


فأذن من عرف نفسه وعرف ربه واستحيا منه حق الحياء خرص لسانه عن التظاهر بالدعوى. نعم يشهد على حبه حركاته وسكناته واقدامه واحجامه وتردداته، كما حكى عن الامام الجنيد رضوان الله تعالى عليه قال: حرص استاذنا السرى رحمه الله فلم نعرف لعله دواء ولا عرفنا لها سببا، فوصف لنا طبيب حاذق. فأخذ قاروره... (يعنى بوله للفحص) فنظر اليها الطبيب فجعل ينظر اليه ملياً ثم قال لى: أراه بول غاشق ! قال الامام الجنيد رضوان الله تعالى عليه: فصعقت وغشى علىَ ووقعت القاروره من يدى، ثم رجعت إلى الاستاذ السرى فأخبرته، فتبسم وقال: قائله الله ما أبصره ! قلت يااستاذ وتبين المحبة في البول؟ قال: نعم. 

وقد قال الاستاذ السرى مره: لوشئت اقول: ماأيبس جلدى على عظمى ولا سلحسمى الا حبه ثم غشى عليه. وتدل الغشيه على أنه أفصم في غلبه الوجد ومقدمات الغشيه فهذه مجامع علامات الحب وثمراته وبالجمله جميع محاسن الدين ومكارم الاخلاق ثمرة الحب وما لايثمره الحب فهو اتباع الهوى وصون رذائل الاخلاق. نعم قد يحب الله لاحسانه اليه وقد يحبه لجلاله وجماله وإن لم يحسن اليه. 

والمحبوب لا يزجدن عن هذين القسمين ولذلك قال الامام الجنيد رضوان الله تعالى عليه: الناس في محبة الله تعالى عام وخاص فانعدام نالوا ذلك بمعرفتهم في دوام احسانه وكثرة نعمه فلم يتمالكوا ان ارضوه الا انهم نقل محبتهم وتكثر على قدر النعم والاحسان، فأما الخاصه فينالوا محبه بعظم القدر والقدرة والعلم والحكمة والتفرد بالملك. ولما عرفوا صفاته الكامله واسماءه الحسنى لم يمنعوا ان احبوه إذا استحق عندهم المحبة بذلك لانه آهل لها ولو ازال عنهم جميع النعم، نعم من الناس من يحب هواه. وعدو الله ابليس وهو مع ذلك يلبس على نفسه بحكم الغرور والجهل ـ فيظن أنه محب لله عز وجل..... الذى فقدت فيه هذه العلامات، أو يلبس بها نفاقاً ورياء وسمعه وغرضه عاجل حظ الدنيا وهو يظهر من نفسه خلاف ذلك كعلماء السوء وقراء السوء بضاء الله في ارضه وكان سهل رضوان الله تعالى عليه اذا تكلم مع انسان قال: يا دوستى أى ياحبيب فقيل له: قد لايكون حبيباً فكيف تقول هذا فقال: في اذن القائل سرا. لايخلو اما أن يكون مؤمناً او منافقاً فان كان مؤمناً فهو حبيب الله عز وجل وإن كان منافقاً فهو حبيب ابليس.

وقد شاهدنا عياناً آيات الحب الصادق وسمراته في سيرة مولانا ومربى ارواحنا سيدى الشيخ فخرالدين رضوان اله تعالى عليه الذى احب الله عز وجل واحب حبيبه صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وصحابته رضي الله تعالى عنهم بل احب كل الاولياء وغرس في ابنائه ومريديه ذلك الحب وحثهم على أحترام القوم ودلهم على معنى قول الله سبحانه وتعالى {أنما المؤمنون أخوه} وارشدهم إلى من هم المؤمنون وكان رضوان الله تعالى عليه يقول حبى يتلو قول المولى تبارك وتعالى {لا نفرق بين احد من رسله} كذلك لا نفرق بين احد من اوليائه وقال في بعض قصائده :

ارضعت أبنائى هوى آل احمد فأورثهم طه الصفاء ورحمتـى


كما قال ايضا:

ان المريد اذا رعته عنايتـى فالله كاف والنبي كفانـــا
يلقى بما نحبوه علماً شافيـاً ونذيقه من حسنه الوانــا
واذا تنقل زائراً فلحـــينا أو قد يعرج طائفاً لسمانـا

والسير إلى الحب هو الذكر الذى حث عليه مولانا الشيخ رضوان الله تعالى عليه حيث قال: 

يامريدى رضاى في ذكر الله يامريدى خزائن الله عندى

والختام مع شعار الحولية 2018
رَفَعَ اللَّه لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً *** فَبَدَا فِيهِ يَرْكُضُ الأَوْلِيَاءُ


نسأل الله تعالى أن نكون من الذاكرين المذكورين المحبين المحبوبين آمين 





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم