جزء من الخطاب الذى وجهه مولانا الإمام الشيخ محمد إبراهيم محمد عثمان شيخ الطريقة الى الأمة الإسلامية مساء الأربعاء الثامن من شهر أبريل عام 2010
لقد رفع رسول الله شعار (أنا النبى لا كذب أنا بن عبد المطلب)[24] فى غزوة حنين، وكان بعده الصحابة فى غزوة اليمامة الذين رفعوا شعار (وا محمداه) حتى حققوا النصر، ونحن بمضى السنين كان أول ما رفعناه شعاراً وارتفعنا به مساراً الاسم (الله) لنستبين الطريق للسير إليه، فهو الغاية لكل السالكين على هدى سيد الواصلين والمرسلين .. وكما أعلمنا وأعاننا أبو العونين بإرشاده أن (الْعِلْمُ بِالذِّكْرِ لاَ يَنْفَكُّ مُقْتَرِنَا) فكان عطاءه سيدى فخر الدين يغرد ويردد (الْعِلْمُ شَأْنِى وَالْمُعَلِّمُ قُدْوَتِى) فكان السير خلف القدوة بالعلم والذكر حتى صرنا (بِمَا جَاءَ النَّبِىُّ غَدَا هَوَانَا) ولما عدا العادون وأنكر المنكرون فكان منا الصفح الجميل، لأن (إِمَامُنَا الْمُصْطَفَى وَالصَّفْحُ شِيمَتُنَا) فأفاض الله علينا من فيض فضله، ومداد كلماته فـ (مَنَحَ الْمُصْطَفَى وَتَمَّ الْعَطَاءُ) فانتشر الطريق وازدهر، وازداد إقبال الناس ولم ينسوا يوماً أن (قَوَامُ طَرِيقَ الْقَوْمِ حُبٌّ وَطَاعَةٌ) والعبادات والمعاملات تؤسَس على النية فإنما الأعمال بالنيات (وَالدِّينُ عِنْدَ اللهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِ) وحنت القلوب إلى الحبيب فتجهزنا والإبل كثير، وفى كل مائة، راحلة (وَإِلَى رَسُولِ اللهِ شَدُّ رِحَالِنَا) وما العيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة، هكذا قال ابن رواحة وبالفعل (عَاشَ رَغْدًا مَنْ سَعَى نَحْوَ الْحِمَى) وقد أردنا بها وجه الله الكريم فى ظل (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ)25] فصارت (لاَ تَغِيبُ الشَّمْسُ عَنْ عُودٍ لَنَا) وصار (وَكُلُّ نُورٍ لَنَا مِنْ نُورِهِ قَبَسٌ) وكان الفرح بفضل الله، كما كان فرح شيخنا بعدها بلقاء الله، بعدما تلظى بأسماء الصفات فـ (بِفَضْلِ اللهِ يَفْرَحُ كُلُّ عَبْدٍ) وكما وصف الحبيب آل محمد آل الصفا والوفا، فعلى النهج نسير بوصفه (عِبَادُ اللهِ قَوْمٌ فِى صَفَاءٍ) فكان صفاء ولا ماء ولطف ولا هوا بل نور فوق نور و(كُلُّ شُعَاعٍ مِنْ بَنِى النُّورِ وَاصِلٌ) وكما أخبرت ياسين، فلا زيتون وتين، ولا طور سيناه بل (رَبٌّ رَحِيمٌ رَبُّهُ سَمَّاهُ) وبأهل بدر الذين اطّلع عليهم ربهم وقال لهم: لكم ما شئتم مع غفراننا (إِلاَّ الْمَوَدَّةَ مَا سَأَلْنَا حِبَّنَا) أو أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [26] والحبيب تَكْتَنِفُنا شفاعته (اللهُ كَافٍ وَالنَّبِىُّ كَفَانَا) وقد قال الحبيب لصاحبه (زاهراً باديتنا ونحن حاضروه)[27] وحقا (حَضَراً حَلَّ كَمْ بَدَا بِبَوَادِى) وكل ما كان من خير وبر وكل ما نرتجى من جود وعطاء، إنما هو بفضل حلال العقد فهو المأمول عندنا وسره عند شيخنا أن ..
كُلُّ رَاجٍ يَرْتَجِيهِ لا يُرَدْ
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ... وكل عام وأنتم بخير
تعليقات: 0
إرسال تعليق