من كتاب انتصار اولياء الرحمن على اولياء الشيطان لسيدى فخر الدين فيما نقله عن سيدى ابراهيم القرشي الدسوقى
وكان رضي الله عنه يقول: أحببه يحبك أهل الأرضين والسماء، وأطعه يطع لك الجن والإنس ويجف لك البحر والماء ويطع لك الهواء، وكان يقول يا ولدي عليك بالتخلق بأخلاق الأولياء لتنال السعادة، وأما إذا أخذت ورقة الإجازة وصار كل من نازعك تقول هذه إجازتي بالمشيخة دون التخلق فإن ذلك لا شيء، إنما هو حظ نفس، لكن اقرأ الإجازة واعمل بما فيها من الوصايا وهناك تحصل على الفائدة، ويحصل لك الاصطفاء. وهذه طريق مدارج الأولياء. قرناًبعد قرن، وجيلاً بعد جيل إلى آخر الدنيا، وكان رضي الله عنه يقول: إذا اشتغل المريد بالفصاحة والبلاغة، فقد تودع منه في الطريق، وما اشتغل أحد بذلك إلا وقطع به. وأما حكايات الصالحين وصفاتهم، فمطالعتها للمريد جند من أجناد الله تعالى ما لمع يقنع بها في الطريق. وكان يقول: العلم كله مجموع في حرفين أن يعرف العبودية ويعبده، فمن فعل ذلك فقد أدرك الشريعة والحقيقة، وليس في هذا تعطيل العلماء بل العلم ابن للعمل وإنما قلنا ذلك من أجل قول الله تعالى {فاقرءوا ما تيسر منه} ولكل فرقة منهاج وإلا فقد يجمع الله العلم والعمل في رجل واحد يفيد الناس كل الفوائد، فالشريعة هي الشجرة والحقيقة هي الثمرة.
وكان رضي الله عنه يقول: الطريق إلى الله تعالى تفنى الجلاد وتفتت الأكباد وتضني الأجساد وتدفع السهاد وتسقم القلب، وتذيب الفؤاد فإذا ارتفع الحجاب، سمع الخطاب وقرأ من اللوح المحفوظ الرموز واطلع على معان دقت وشرب بأوان رقت فكان مع قلبه، ثم يكون مع مقلبه، لا مع قلبه لأن الله يحول بين المرء وقلبه، فإذا خرج عن الكل، طال لسانه بلا لسان مع شدة اجتهادة وأعماله الظاهرة، ثم الباطنة، ثم بعد ذلك لا حركة ولا كلام ولا تسمع إلا همساً إنما هو سمت بلا حس، ثم يصفوا من صفاء الصفاء ووفاء الوفاء ويخلص من إخلاص الإخلاص في الإخلاص للإخلاص. ثم يتقرب بما يكون به جليساً، فإن المجالسة لها آداب أخرى خاصة، يعرفها العارفون
تعليقات: 0
إرسال تعليق