شرح معنى : إني رأيتُ وقلـتُ يا قومـي أرى وليَ الفخارُ ومكَّتي أُمُّ القــُرى
إني رأيتُ وقلـتُ يا قومـي أرى وليَ الفخارُ ومكَّتي أُمُّ القــُرى
وَمَدينتـي أُمُّ المَدائـنِ كلّــِها ومليكُـها جــدِّي أمانٌ للورى
يشير الشيخ رضي الله عنه إلى ما يراه من التجليات الإلهية وهذه أشياء لا يفهمها الناس بالسماع ولا يطَّلع عليها إلا صاحب البيت الذي وضع الله في سراج بصيرته من الهداية زيت، كما قال الشيخ النابلسي في شرح بيت ابن الفارض:
فسمعتُ ما لم تسمعي ونظرتُ ما لم تنظري فعَرَفْتُ ما لَم تعرفي
وأما قولُه ومكَّتي أُمُّ القرى فمكَّةُ بها أول بيتِ وضع للناس قال تعالى إنَّ أوَّل بيتٍ وُضِعَ للنَّاسِ لَلَذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدَىً لِلْعالَمِين وقال الإمام السيوطي رضي الله عنه وكان موضع الكعبة خشفة على الماء تُرى ومنها دُحيت الأرض فلذلك سُمِّيَت أُمَّ القرى.
أما المدينة فهي روح الكون وبها أفضل بقعة في الكون وصفها الإمام السيوطي فقال بها البقعة المعظمة المكرَّمة الزكية الذكية، الزاهرة الطاهرة، الشريفة المنيفة، الطيبة المطيَّبة،التي ضمَّت جسدَه الأعظم وخُلق منها بدنُه الأكرم، فإنها أفضلُ البقاع من غير خُلفٍ ولا نِزاع بل هي أفضل من الكعبة ومُقدَّمة عليها في الرتبة بل نقل السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أنها أفضلُ من العرشِ العظيم. وبهذا استدلوا على أنَّ الملكَ الجبَّار منزَّهٌ عن الحلول والاستقرار.
أما قوله (أمانٌ للورى) فقد رويَ عن الإمام علي كرَّم الله وجهه قولَه أنزلَ عليكم أمانان وقد رُفعَ أحدُهما وبقي الآخر، أما الأمان الذي رُفِعَ فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الأمان الذي بقي فالاستغفار ثم تلا قوله تعالى {وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبهم وَأنْتَ فِيْهِمْ وما كَانَ اللَّه مُعَذِّبَهم وهُم يستَغْفِرون} وجاء في صحيح مسلم ولا يُريدُ أحدٌ أهلَ المدينةِ بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص
وفي صحيح البخاري لا يكيدُ أهل المدينة أحدٌ إلا انماعَ كما ينماع الملحُ في الماء وهي أمانٌ لأهلها من أن يدخلَها الدجَّال وفي حديث جابر رضي الله عنه: نعمتِ الأرضُ المدينةُ إذا خرج الدجال، كانَ على كلِّ نقب من أنقابها ملك لا يدخلُها، فإذا كانَ ذلك رجفت المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفات لا يبقى منافقٌ ولا منافقة إلا خرجوا إليه. ومن مات بها استحق الشفاعةَ وجاء في سنن البيهقي من استطاعَ أن يموت بالمدينة فليمت فمن ماتَ بالمدينة كنتُ له شفيعاً وشهيدا ومنه جاء قوله أمانٌ للورى.
د. عبد الله محمد أحمد
- شرح ومعنى وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى
- شرح ومعنى وعلى كاهل الأمين متاعي وعليه الأمان وهو الصريم
- شرح ومعنى هو ملجأ الشفعاء صاحب سجدة يوم الزحام و لا يخيب رجاه
تعليقات: 0
إرسال تعليق