-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 26 مارس 2019

من كتاب تبرئة الذمة فى نصح الامة لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني

من كتاب تبرئة الذمة فى نصح الامة لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني
=

برهانيات كوم 

الْمُصْطَفَى الْمَعْصُومُ مَنْ *** هُوَ قُدْوَةٌ لِلاِقْتِدَا

====================

من كتاب تبرئة الذمة فى نصح الامة لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني 

====================

فضل النبي صلى الله عليه وسلم وبيان بعض ما إختصه الله بهقال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}· وقال جل وعلا: {وَلَو أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فاسْتَغْفرُوا اْللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً}· وقال الرسول : (حياتي خير لكم تحدثوني وأحدثكم ومماتي خير لكم تعرض عليَّ أعمالكم فما وجدت من خير حمدت الله وما وجدت من شر استغفرت لكم) أو كما قالفبهاتين الآيتين والحديث الشريف نريد أن نبدأ الحديث في فضل النبي لنسد الطريق على منتقصي فضله من المنافقين أياً كان نوعهم ومهما اختلفت أسماؤهم، ولنأت بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة في دحض حجة من فسدت عقيدته وحاد عن سواء السبيل منطقه مستمدين النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وهدى الصحابة رضي الله تعالى عنهم وإجماع السلف الصالح وآل البيت الأطهار الذين قال فيهم الرسول - حينما طلب إليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين أن يوصيهم وهو محتضر: (ماذا في الأمر؟ وقد تركت لكم الثقلين: كتاب الله وآل بيتي، نبأني العليم الخبير أنهما اجتمعا ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة وأني فرط لهما وسائلكم عنهما يوم القيامة)·ومن سوء أدب هذه الفئة الباغية أنها تأتي بإسم الرسول مجرداً من السيادة بل ولا يصلون عليه عند ذكر إسمه، فيقولون- قاتلهم الله- محمد، ويدعون أن لفظ السيد يطلق على الله تعالى وحده، ونسوا أو تناسوا أنه ليس من بين أسماء الله الحسنى اسم السَّيد· وأن الله تبارك وتعالى قال في حق سيدنا يحيى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: (وسيداً وحصوراً) فيا ليت شعري من أين لهم الذي يدَّعون، وهم بجهلهم لا يشعرون {وَكَأَيِّن مِنْ آيةٍ في السمواتِ والأرضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعرِضُونَ}·ولقد قال جل وعلا في الآية التاسعة من سورة الفتح: {لِتُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} وقد جاء في تفسير القرطبي رضوان الله تعالى عليه: (وتعزروه) أي: تعظموه وتفخموه؛ قاله الحسن والكلبي· والتعزير: التعظيم والتوقير· وقال قتادة: تنصروه وتمنعوا منه· ومنه التعزير في الحد لأنه مانع· قال القطامي:ألا بكرت ميٌّ بغير سفاهة تعاقب والمودود ينفعه العذروقال ابن عباس وعكرمة: تقاتلون معه بالسيف· وقال بعض أهل اللغة: تطيعوه· (وتوقروه) أي تسودوه· قاله السدي· وقيل تعظموه· والتوقير التعظيم والترزين أيضاً· والهاء فيهما للنبي ·وهنا وقف تام· ثم تبتدئ (وتسبحوه) أي: تسبحوا الله (بكرة وأصيلا) إلخ· والأدهى والأمر أن هؤلاء الأخسرين لا يصلون على النبي ، ويدعون باطلاً أن الصلاة عليه تلزم مرة في العمر- لا بارك الله في عمرٍ لا يصلى فيه على النبي · وقد أمرنا المولى جل وعلا بالصلاة عليه في كتابه الكريم بقوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ وَمَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ يا أيُّهَا الذينَ أمنُوا صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِمُواْ تَسلِيماً}· وقال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام في حديث ما معناه: (إن أبخل البخلاء من إذا ذكرت عنده لم يصل عليّ)· والآية: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيماً} توضح أن الخطاب موجه للذين آمنوا، وحقيقة أنه لا يصلي عليه إلا المؤمنون، ولا إيمان لمن لا يصلي عليه·وقد جعل ساداتنا العلماء أئمة المذاهب· رضوان الله تعالى عليهم- الصلاة على النبي عقب التشهد في الصلوات· وتسمى الصلاة التي لا يصلَّى فيها على النبي بالبتراء، بل إنهم قد ذكروا أنه لا صلاة لمن لم يصل عليه ·أما ساداتنا الصوفية رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فقد جعلوا الصلاة على النبي شغلهم الشاغل باعتبار أنها شق أعلى نفل لأعلى الأركان الخمسة التي بُنَي عليها الدين وهو ركن الشهادتين فهم رحمهم الله تعالى قد أوضحوا أن أعلى الأركان يتبعه أعلى النوافل، إذ إن النفل هو ظل الفرض، وبينوا- رضوان الله تعالى عليهم- أن نفل (أشهد إلا إله إلا الله) هو الذكر، ونفل (وأشهد أن محمداً رسول الله) هو الصلاة على النبي ·ويرى السادة الصوفية رضوان الله تعالى عليهم أجمعين أن المولى تبارك وتعالى قد فرض الصلاة على النبي وأمر بها لإظهار فضله والتعريف بقدره ومقداره ·ومن شدة مشروعية الصلاة على النبي وكثرة ترغيبه فيها قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى علي مائة صلي الله عليه بها ألفاً، ومن صلى عليَّ ألفاً لن تمسه النار)· وقال : (من نسي الصلاة عليَّ فقد أخطأ طريق الجنة) والمقصود بالنسيان هنا الترك عمداً· فالذين يتركون الصلاة على النبي إنما يجلبون لأنفسهم غضب رسول الله وغضب الجبار تبارك وتعالى لأن المولى تبارك وتعالى يغضب لغضبه ويرضى لرضاه، (ففي رضاه رضا الباري وطاعته)· قال تبارك وتعالى: {مَّن يطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ استَّجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم} والداعي هو الرسول · وقد قال تبارك وتعالى (إذا دعاكم) ولم يقل: (إذا دعوتكم)·ومن الغريب الشديد الغرابة أن محبة الله تعالى فرض ومحبة رسول الله ، ومحبة الأنبياء والصحابة والأولياء وآل البيت والعلماء وكل من طالبنا الله تعالى بمحبتهم كذلك غير أن هذه المحبة لا توجد بالطلب ولا تباع ولا تشترى ولا تقرض ولا يتحصل عليها بالحيلة أو الحال أو المال، إنما توجد بالتقرب إلى الله تباركَ وتعالى بالنوافل كل النوافل .ولقد قال منذراً المكذبين بحديثه والكاذبين عليه فيما يرويه المقدام بن معد يكرب وأبورافع والعرباض ابن سارية وجابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله تعالى عنهم أنه قال: (ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته· ألا يوشك رجل شبعان على أريكته· لا أعرفن الرجل منكم يأتيه الأمر من أمري أما أمرت به أو نهيت عنه وهو متكئ على أريكته فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه وما وجدنا في حراماً حرمناه· وإني والله قد حرمت ونهيت ووعظت بأشياء أنها لمثل القرآن أو أكثر وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله فمن بلغه عني حديث فكذب به أو كذب عليَّ متعمداً فليتبوا مقعده من النار) أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه في سننهم والحميدي في مسنده والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم والخطب في الكفاية·ولقد قال تبارك وتعالى مبيناً فضل النبي وشفقته على أمته: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أوْلَى بِبَعْضٍ في كِتَابِ اللَّهِ} إلخ· وعندما نزلت هذه الآية الكريمة سأل سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه النبي : أهكذا الأمر يا رسول اللّه؟ فقال : (حتى الشوكة يشاكها أحدكم فأتألم لها)· فإن لم يكن هو الكل فكيف يتألم للبعض· وقد قالوا في هذا الموضع:الكل فيه، ومنه كان، وعنده تفنى الدهور ولم تزل أزمانهوقالوا:ومنه، به، فيه، نغوص لجوهر نفيس على كل الأنام مغيب




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم