-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

شرح ومعنى وان صبا نجد تفوح بعطرها يشم شذاها من سذوق صبابتى

شرح ومعنى وان صبا نجد تفوح بعطرها يشم شذاها من سذوق صبابتى
شرح ومعنى وان صبا نجد تفوح بعطرها يشم شذاها من سذوق صبابتى



شرح ومعنى وان صبا نجد تفوح بعطرها يشم شذاها من سذوق صبابتى 


شراب الوصل


يقول الشيخ رضي الله عنه في التائية:

وإنَّ صَبا نَجدٍ تفوحُ بعِطرِها يَشمُّ شَذاها مَن يَذوقُ صَبابتي


(نجد) إقليم في وسط السعودية يقع شرقيَّ الحجاز وهي معروفةٌ بارتفاع مواضعها وطيب هوائها. وقد جعلها الشعراء رمزاً لمكان سكنى المحبوب كقول الشاعر: 

ألا يا صَبا نجدٍ متى هجتِ من نجد لقدْ زادَني مَسراكِ وَجدا على وَجدِ

والصَّبا ريح مهبُّها من الثريَّا إلى بنات نعش، وقيل هي الريح التي جاءت بريح قميص يوسف إلى يعقوب عليهما السلام، وقال سيدي الشيخ النابلسي في شرح ابن الفارض:الصبا كناية عن الروح الأمري الإلهي.والصبابة الشوق أو رقَّته أو رقَّة الهوى.
جاء في إرغام المريد: إعلم أن فوائح الإرادة الأزلية فائحة من مشرق ذات الأحديَّة لأصحاب الكمال من الأفراد الإنسانية كما ورد (إنَّ لله في أيام دهركم نفحات) و (إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن) أما الناقصون الذين أزكم مشامَّ ذوقهم استيلاء برودة هوى النفس وكثافة بخار الطبيعة ما لهم من تلك النفحات من نصيب إلا بواسطة إنسانٍ كامل تجرَّد عن علائق النفس والآفات واتصل بعالم القدس والإطلاق، فهو يخفض جناح الذلِّ لهم بجهته البشرية، ويعالجهم بالجهة الملكية بأن يميط عنهم المزكومية فيشمون الروائح القدسية وهذا هو الشيخ الواصل.

وقال سلطان العاشقين:

ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها وفي الغرب مزكومٌ لعاد له الشمُّ

يقول الشيخ النابلسي في شرحه: وقد يراد بالشرق قلب الإنسان الكامل لأنه مشرق شمس الوجود الحق و(نجد) في الشرق وقوله أنفاس طيبها المعنى في ذلك لو تقررت معاني التجليات الإلهية عن ذوق ووجدان من الإنسان الكامل العرفان وانتشرت روائحها منه في جوانب الأكوان وظهرت عليه أمارات الصدق ووصلت إلى مزكومٍ لا يشمُّ رائحة النفحات الإلهية لاشتغال نفسه بتوهُّمات الأغيار الكونية لعاد له الشمُّ بحيث يصير يشم روائح التحقيق والعرفان من كلام أهل الكشف والعيان. وكم من مزكومٍ بالغرب هبَّت عليه روائح العرفان من جهة الشيخ الواصل بالشرق فعاد له الشمُّ كما رأينا في وفود الأوربيين الذين أموا حماه وبه اقتدوا. وبهذا بشَر الشيخ قريب الله مولانا الشيخ في ابتداء أمره فقال:

يعُمُّ الوابـلُ الهطــَّالُ أرضاً سقاها المَحْلُ عنْ عَهْدِ النَّماءِ
فتُنبِتُ من قُطوفِ الحَبِّ نبتـاً نَديَّ الزَّهْـرِ فـوَّاح الشَّذاءِ
ويَعبَقُ من رياضِ القُربِ عِطْرٌ بِنَشْـقَتِه سَينْـهـَضُ كلُّ ناءِ

د. عبد الله محمد أحمد




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم