نهدف من خلال هذه المقدمة إلى تقديم شرح مبسط عن علم إدارة و أهمية انتهاج الأسلوب العلمي في الإدارة تخلص نهايته إلى تحقيق عدة أغراض منها التعريف بأهمية علم الإدارة ، تـوفير حد أدنى من الثقافة و المـعـرفـة الإدارية التي تمكـن لجـان الطريقة و مؤسساتها في كافة بقاع العالم من ممارسة الأسلوب العلمي في إدارة أعمال الطريقة ، كما نلفت من خلاله أيضا إلى خطورة و سلبية عدم انتهاج الأسلوب العلمي .
أن المسئولية الملقاة على عاتق مؤسسات الطريقة مسئولية كبيرة و يكفى أن هذه الطريقة هي المسئولة عن دين النبي صلى الله عليه و سلم ،
و لا تنتهي الدنيا و لا أيامها ** حتى تعم المشرقين طريقتي
أن مسئولية الطريقة و انتشارها إذا أخذناها من جانبها الباطني هي صميم عملنا نحن الشيخ إبراهيم ، إلا أننا في كتابنا هذا نتحدث عن الجوانب الشرعية ، أي ظاهر الأمر و هي تشمل :
التنظيم و التخطيط و وضع الاستراتيجية لهذا العمـل ، و كمـا يقولون لكـل ظاهـر باطـن {{ و جعلنا لكل شيء سببا }} أن انـتشـار الطريقـة بالحجم الذي نعرفه و تحدث عنه مشايخنا الكرام رضوان الله عليهم يتطلب الاستعداد الظاهري لتحمل المسؤولية واضعين في الاعتبار أن المنهج المعلن لعمل مؤسسات الطريقة هو النهج العلمي حسب توجيهات مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه .
لقد حققت العديد من لجان الطريقة المنتشرة في بقاع العالم نجاحات في هذا الدرب لكننا نرى أن المرحلـة القادمـة ستـشهد بإذن الله انتشارا أكبر و أوسع للطريقة ، مما يعني أن نطاق المهمة التاريخية للطريقة في الاضطلاع بمبـدأ جولة الحـوار مع العالم ، تنظيمات و أفراد و جماعـات سوف يزداد اتساعا و أن الأعباء و المسئوليات سوف تزداد تعقيدا ، و إذا وضعنا في الاعتبار طبيـعة البيئة موضوع عمل الطريقة ، و هذا العصر البالغ التعقيد نجد أن الاضطلاع بهذه المسئولية لا يمكن أن يتم بدون تنظيم دقيق يؤدي إلى الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة ، و لا يمكن أن يتم ذلك إلا عبر انتهاج الأساليب العلمية المتطورة التي نستطيع من خلالها من التفاعل مع البيئة الدولية في سهولة و يسر الأمر الذي يتطلب بالضـرورة إلى وحـدة الصـف ، وحـدة الهدف و وحـدة المشـاعر و أن على منظمـات الطريقة و لجانهـا استيعاب لغة العصر لغة المنهج العلمي و ترتيب كياناتها على هذا الأساس .
و نختم حديثنا هذا بأن هذا النظام موضوع الكتاب لم يخرج من توجيهات مولانا الشيخ رضي الله عنة اصطحبنا فيها بعض النظريات العلمية المؤيدة حتى يصبح الأمر في خلاصته دستورا يحكم أعمال الطريقة في كافة أنحاء العالم .
إن غياب النظام و عدم وجود الإستراتيجية يعني الفـوضى التي من خلالها لا نستطيع أن نقرأ ما حولنا و لا نعـرف مـاذا نريـد ، ما هي إمكاناتنا ... الخ ، و بالتالي التأثير في عدم بذل ما عندنا .
إن أسباب التفاعل و الحوار مع التنظيم الدولي بكافة قطاعاته لا تتوفر إلا لدى هذه الطريقة من إرشاد عالي و علوم راقية خاصة تجعل كل فرد منا يكاد يتصور كيفية تلقي شعوب العالم لهذه الرحمة عند نزولها خاصة ، و كلنا يعلم ما وصل إلية العالم الآن من فراغ روحي رهيب رغم بلوغه الكمال في وسائل الترف و التسلية و اللهو .
أن عصـرا لغتـه هـي العلـم و التكنولوجيـا و الاتصالات الفضائية الأثيرية و التـنظيم و النهج العلمي سيجعل من البديهي استحالة التفاعل معه إلا عبر نفس هذه اللغة .
إن التحكم المركزي الباطني للشيخ يتطلب بالضـرورة في ظاهر الأمر تحكما مركزيا و هو لا يتأتى إلا عبر إتباع النظام الإداري العلمي موضوع هذا الكتاب .
تعليقات: 0
إرسال تعليق