و يمكن تعريف الإدارة على أنها ذلك النشاط الإنساني المنظم و المرتب الذي يمكن التنظيم من تحقيق أهدافه عن طريقة الاستخدام الأمثل للموارد الماديـة و البشريـة بأقل التكاليـف و الخسائـر الممكـنة عبر مجموعة من القيم و المبادئ ، أي أن النشاط الإداري بصورة أخـرى ، هو ذلك الأسلوب الذي يمكن { المسئول الإداري } من التفكير العلمي الإيجابي المنظـم الـذي يمكنـه من معرفـة إمكـانات و مـوارد منظمتـه الحاليـة و المستقـبلية و يمكنه أيضا من القراءة الصحيحـة للبيئة التي حولـه ، بمـا فيهـا مـن متناقضات و متغيرات و إدراكها بعناية و تـفهمها و تحليلها التحليل المثالي و دراستها ، بما يمكنه من وضع منظمته في أفضل وضع في هيكل النظام الأكبر الذي يود التعامل معه ، بما يحقق أفضل استخدام للموارد ، لأطـول فترة ممكنة ، بأقـل التكـاليف و أقل المخاطـر ، و التواؤم و التفاعل المسـتمر مـع المتغيـرات التي تحدث بين حـين و أخـر ، و ذلك وفـقـا لـقـيم و مبـادئ و سلوكيـات و أنشطـة محـددة تراعى القيم الدينية و السياسية و الأعراف .
و إذا حاولنا أن نضع الطريقة في هذا القالب نجد أن هذا التعريف ينطبق على كافة أعمال الطريقـة المؤسـسية مـع وجود خلاف واحد و هو أنه لا توجد عمليات إنتاجيـة بالمعنى الصحيح من حيث الصنـع و الابتكار و الإبداع فيمـا يخـص نشاطها الأساسي و هو الدعوة و الإرشاد ، و ينطبق القالب تماما عند الحديث عن العمليات الإنتاجية الفرعية للطريقة من تمويل ، نشر ، ترجمة ، إعلان ، تجميع للعلوم و إبرازها ، الخ .
النظام : -
ما هو إلا تركيب معقد لعدد معين من الأجزاء لتحقـيـق غـرض أو هـدف معـين عبر التفاعل و التكـامل بيـن هـذه الأجـزاء المختلفة متأثرا و مؤثرات في البيئة التي حوله ، و من أمثلة النظام الإنسان نفسه ما هو إلا عدد ضخم من الأجزاء : مخ ، عضلات ، أعصاب ، دم ، يقـوم كـل مـنه بمهـمة أو غـرض بإتـقـان تـام و انـسجام و تناسـق مع الأجزاء أخرى و إن أي خلل في هذا النظام أو جزء من أجزائه أو في بيئته يؤثر تلقائيا على النظام ككل .
و إذا كانت أجزاء جسد الإنسان تتفاعل بهذا التناسـق المذهـل من أجـل تحـقـيق أهـدافها من أكـل و هضـم و إخراج فضلات و تحكم في حرارة الجسد مقاومة الأمراض ، الخ فإننا نجد أن إتقـان هـذه العـملية لـم يتـم إلا لوجود الانسجام و إتقان المهـام الموكلة ، عـدم تضارب المهام و التناسق في العمل ، الخ .
لذا نرى أن { أي خلل في جزء من الجسد يؤدي إلى إرباك الجسد ككل النظام } بدرجات تتفاوت و حجم ذلك الخلل و أن هذا يعني حقيقتين هامتين هما أنه { لا يوجد جزء غير هام في هذا النظـام الجسـد } ، كمـا أن سـبب هذا الانسجام و التناسق هو وجود تحكم مركزي متقن على هذا الجسد عبر الروح البهيم .
و إذا نظرنا إلى عمل الطريقة من هذا المنظور نجده منطبقا تماما على تنظيم الطريقة حيث أن التفاعل بين أجزاء الطريقة و أفرادها و أداء مهام كل منهم في تناسق و انسجام يؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود .
و نذكر هنا بعض الأبعاد الهامة في نجاح تحقيق أهداف التنظيم و التي يؤدي تجاهلها أو عدم العمل بها إلى العكس تماما و نرجو أن نشير إلى أن هذه الأبعاد يمثل كل منها نظرية إدارية قائمة بذاتهـا ، و سوف نقوم بإدخال الأسانيد الخاصة بالطريقـة كتنظيم خاص للغاية من آيات و أحاديـث للرسـول صـلى الله عليـه و سلم و مشايخنا الكرام رضوان الله عليهـم ، بمـا يـؤدي إلـى تأكيد ليس عملية و منطقية نهج المشايخ و أما نعنى أثبات صحة النظريات التي اعتمدنا عليها في وضع دستور أعمال الطريقة ، و الأبعاد هي:
تعليقات: 0
إرسال تعليق