-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الخميس، 22 فبراير 2018

شرح معنى تصافحوا بل أميطوا السوء بينكم بقربة الود لا قربى القـرابيـن

شرح معنى تصافحوا بل أميطوا السوء بينكم بقربة الود لا قربى القـرابيـن
شرح معنى تصافحوا بل أميطوا السوء بينكم بقربة الود لا قربى القـرابيـن


شرح معنى تصافحوا بل أميطوا السوء بينكم بقربة الود لا قربى القـرابيـن


قربة الود لا قربى القرابين


الحمد لله الودود الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد الذي أرسل رسله لدعوة الناس على مر الأزمان للسلام والود والمحبة وصلاةً وسلاماً دائمين على حبيب الله خير من دعا إلى محبة الله وآله وصحبه. 

يعتبر التآخي في الله هو عنوان الحياة الفضيلة التي يدعو إليها الإسلام ويعتبر الود موضوعها كما يعتبر ذكر الله والصلاة على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أهم أسبابها ولقد ربطت تلك النوافل من ذكر وصلاة بين الأفراد منذ القديم فأصبحوا أخوة وعم الإخاء وكان ثمرة ذلك الود والإيثار والعفو وتفقد الأحوال وغيرها كما تفانوا في حب النبي صلى الله عليه وسلم وفي حب بعضهم لبعض دون أن تكون لهم مصالح دنيوية يرتجونها وصدق القائل:

ولا عيشٌ إلا مع أناسٍ قلوبهم تحن إلى التقوى وترتاح للذكر

وجاء في القرن العشرين من يرشد ويوجه ويدعو للإقتداء الشيخ محمد عثمان عبده إذ يقول:

تصافحوا بل أميطوا السوء بينكم بقربة الود لا قربى القـرابيـن


لقد جاء الخطاب من الشيخ لعامة الصوفية ومن حذا حذوهم ويخص مريديه وهم الذين نسبوا إليه فأصبح يقال لهم أبناء الشيخ محمد عثمان عبده بدلاً عن مريديه كعادة درج عليها الصوفية عامة. لقد حمل الخطاب أمراً بالتصافح الذي يجلب المودة وكأنه يشير بذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) والتصافح كما هو معروف يلازمه سلام فهو التحية يداً بيد فيعلم بذلك أن التصافح مع إخلاص النية هو آكد لرباط الود بل إن في قوله (تصافحوا) كناية عن الصفح والعفو والتسامح

ويذهب الشيخ إلى أبعد من ذلك في أمره لأناس اختلفت سحناتهم ولغاتهم وبيئاتهم فيقول: بل أميطوا السوء بينكم أي أبعدوا السوء عن بعضكم البعض وكونوا عباد الله إخوانا إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم. ولكن كيف ذلك ؟ وبأي صلة ؟ أبرابطة الأخوة الأبوية ؟ أم بصلة النسب ؟ أبعلاقة الصداقة أم الزمالة أم المصاهرة؟ لا أظن أن أي واحدة من تلك العلاقات كفيلة لأن تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه ولو اجتمعت. 

يُلح الشيخ على أبنائه بأسلوب القصد على أن يكون تصافحهم وإماطتهم السوء فيما بينهم بقرابة الود وليس بغيرها ولا يمتنع أن تكون مع وجود واحدة من تلك العلاقات آنفة الذكر. 

إن من معاني القرابين جمع قربان وهو كل ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى من ذبيحة ونحوها ويكون المراد على هذا الوجه أن التصافح وإماطة السوء يجب أن يقوم بما لديهم من مودة فيما بينهم فهي جديرة لأن تمحو ما قد يعلق بالقلوب وليس بقربة (قربى القرابين) التي يكنى بها عن الحسد والبغض والكراهية وغيرها، والمعلوم أن هذه الصفات البغيضة تورث المزيد من أمثالها وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة الأخوين هابيل وقابيل اللذين اختلفا فدخلا في مساومة: فقربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك. 
ولا غرابة عند الصوفية عامة في سيادة الود بينهم وأن يكون عندهم هو الحكم إن حدث بينهم خلاف. وهو الذي يقرب ولا يبعد؛ فنسب المحبة أقرب الأنساب بل هو أقرب من نسب الأم والأب (الأبوي) يقول ابن الفارض:

نسبٌ أقربُ في شرعِ الهوى بيـنـنـا مـن نسبٍ أبـوي

وإنما المحبة سرٌ يودعه الله في القلوب المرتبطة والمؤتلفة بذكر الله فالله وذكره هو ما ألف بين قلوبهم فأصبحوا مثالاً للحياة الفضيلة بقربة الود لا قربى القرابين. 

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله وسلم

د. الوسيلة إبراهيم 





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم