وكان رضي الله عنه يقول علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة عدم الصبر عند وجود البلاء والجزع والشكوى إلى الخلق. وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات، وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع ولا ضجر، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات، وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس والسكون للأقدار حتى تنكشف. وكان رضي الله عنه يقول من أراد الآخرة فعليه بالزهد في الدنيا، ومن أراد الله فعليه بالزهد في الأخرى وما دام قلب العبد متعلقاً بشهوة من شهوات الدنيا أو لذة من لذاتها من مأكول أو من ملبوس أو منكوح أو ولاية أو رئاسة أو تدقيق في فن من الفنون الزائدة على الفرض، كرواية الحديث الآن وقراءة بالروايات السبع وكالنحو واللغة والفصاحة فليس هذا محبا للآخرة، وإنما هو راغب في الدنيا وتابع هواه. وكان رضي الله عنه يقول تعام عن الجهات كلها ولا تعضض على شيء منها، فإنك ما دمت تنظر إليها فباب فضل الله عنك مسدود فسد الجهات كلها بتوحيدك وامحها بيقينك ثم بفنائك ثم بمحوك ثم بعلمك وحينئذ تفتح من عيون قلبك جهة الجهات، وهي جهة فضل الله الكريم فتراها بعين رأسك، فلا تجد بعد ذلك فقراً ولا غنى. وكان رضي الله عنه يقول كلما جاهدت النفس وغلبتها وقتلتها بسيف المجاهدين أحياها الله عز وجل ونازعتك وطلبت منك الشهوات واللذات المحرمات. منها، والمباح، لتعود معها إلى المجاهدة والمقاتلة ليكتب لك نوراً وثواباً دائماً وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (رجعنا من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الأكبر). وكان رضي الله عنه يقول كل مؤمن مكلف بالتوقف والتفتيش عند حضور ما قسم له فلا يتناوله ويأخذه حتى يشهد له الحكم بالإباحة والعلم بالقسم كما قال عليه السلام (المؤمن فتاش والمنافق لفاف) والله تعالى أعلم.
تعليقات: 0
إرسال تعليق