-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 30 أغسطس 2017

من كتاب انتصار اولياء الرحمن على أولياء الشيطان لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني الموت والحياة

من كتاب انتصار اولياء الرحمن على أولياء الشيطان لسيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني الموت والحياة
=

برهانيات كوم 

يعتقد كل ضال من الخوارج الوهابية وغيرهم بأن الموت عبارة عن العدم. ولا قائل به غير الكافرين الذين هم على مبادئ الشيطان وحزبه، فهم على تلك المبادئ تبع لذلك الحزب، لأن العقلاء يفهمون أن الخلق في كل شيء على حالتين إيمان وكفر، ضلال وهدى، حتى في الحزبية حزب الشيطان وحزب الرحمن وهكذا كما لا يخفى على كل ذي بصيرة- قال الله تعالى في عقيدة الكافرين ومن على مبادئهم {يا أيها الذين آمنوا لا تتولو قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} فكل هؤلاء شركاء في العقيدة فيقولون: إن الموت عدم وفناء وعليه يبنون أن الذاهب للميت ذاهب إلى عدم وفناء، وهو معارض لصريح القرآن والسنة، فعقلاء الأمة رضي الله عنهم يقولون: إن الموت والحياة، وصفان يقومان بالموصوف في كل يشء بحسب قوله تعالى {الذي خلق الموت والحياة} الآية فموت الأرض، عدم النبات، بها، وحياتها بالنبات فيها قال تعالى {والله أنزل من السماء ماءاً فأحيينا به الأرض بعد موته} وموت الكافر وهو حي يجري على الأرض بعدم الإيمان كما قال تعالى {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات} الآية فلا يخفى أن الموت في الحيوان وصفه بعدم الحركة، وفي النبات يبسه وفي الجماد تفرق أجزائه. والحياة في كل ذلك بضده يعني في الحيوان بالحركة، وفي النبات بالخضرة، وفي الجماد بتماسك أجزائه. ولما كانت الحياة منها ما هو معتبر الصنعة، ومنها ما هو غير معتبر فعد الله تعالى المؤمن به وبأنبيائه وآياته حياة طيبة. ومن كان بخلاف ذلك فليس بذي حياة طيبة فحياته كحياة غيره من غير الآدميين. ولما كان وصف الموت والحياة مشتبهان في حالة النور واليقظة فرق الله تعالى بينهما بقوله تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} الآية.

فحال النائم كحال الميت سواء بسواء في عدم الحركة في كل فالفارق بينهما قيام الحي يسعى في الأرض إلى أجل مسمى والميت عدم الحركة مطلق.

ولما كان الموت والحياة عنواناً لهاتين الصفتين. ذكر الله عز وجل الفارق بينهما بالنسبة للدنيا والآخرة إذ قد سمي سبحانه وتعالى لكل منهما حياتاً وموتاً فبين عز من قائل أن حياة الآخرة أرقى وأعلى وأرفع من حياة الدنيا فقال تعالى: {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} الآية وفي الآية الأخرى {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} وباعتبار ما قدمنا من أن الموت عدم الحركة والحياة الحركة فهم الكافر قبل وجوده في الدنيا موت وفي الدنيا حياة، وفي القبر موت وبعد قيامه ودخوله جهنم حياة أخرى فقال: {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل} الآية. فتعرف من هنا ومما قدمنا لك أن الله عز وجل ذكر أن للدنيا حياة وللآخرة حياة فكيف يقر ويقول المخالف الملحد بحياة الدنيا وينكر حياة الآخرة التي هي أحيا من حياة الدنيا بصريح كلام رب العالمين وبيان سنة سيد الأولين ولا فاصل ولا فارق ولو لحظة بين الحياتين بل ينتقل من حياة الدنيا إلى حياة أرقى منها متصلاً بها اتصال اليقظة بالنوم والجوع بالشبع والألم بالصحة، والفقر بالغنى والكفر بالإيمان، والليل بالنهار، فهل يا أخا العقل فاصل بينهما أو فتور؟ إن ربك القادر جل وعلا جعل الموجودات متصلة لا انفصال بينهما إلا في عقل المخالف ونظر أعمى البصيرة والله يهدي من يشاء إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

واعلم أن الموت والحياة ترق في الوجود بالدليل العقلي المستفاد من الدليل النقلي: الكتاب العزيز والسنة المطهرة، فالعقلي هو اعتقاد أنه ما تعلقت قدرة الحق عز وجل بإيجاد موجود إلا ويترقى في الحياة أبداً لا يلحقه العدم بالمشاهدة والعيان وذلك في كل شيء بحسبه بمعنى أن ترقيه في الوجود بالانتقال من حالة إلى حالة أرقي منه. إذ الموجد جل وعلا ما أوجده إلا بمقتضى كماله، وكمالاته سبحانه وتعالى لا تتناهى إذ ما من كمال إلا وعند الله أكمل منه. وأيضاً أنه تعلقت صفته تعالي به وهي حي بالموجود ولو انعدم هذا الموجود لتعطلت الصفة التي هو أي الموجود بها حي، وصفات الله تعالى لا تتعطل.



مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم