-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

سيرة الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه

سيرة الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه
سيرة الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه


سيرة الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه 


مولده رضى الله عنه 


ولد الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه بوادي حلفا في عام 1902م ونشأ بها وبدأ أولى خطوات تعليمه المبارك في الخلوة ، بتعلم القرآن الكريم ، وقد ورد في الحديث الشريف (إن تعليم الأطفال كتاب الله يطفئ غضب الله) ويسبق نور القرآن إلى قلوب الأطفال ليكون أساساً للعمل وضياءً ينير دروب الحياة ويفتح آفاقها.

ثم انتقل إلي المدرسة الأولية فالمدرسة الابتدائية أو المدرسة الوسطى إلى أن أتم السنة الثانية الابتدائية وفارقها لأنها لم ترض طموحه فقد كان ينشد تعليما موسعاً يأخذ عن أهله العلماء العاملين بعلمه، ترك المدرسة ليصحب العلماء في دروسهم الدينية يستوعب ويحفظ ويناقش مشكلات الكتب وغوامض المسائل معهم وسبب هذه الرغبة التي تملأ نفسه وتستحوذ على روحه وعقله إنه سليل بيت معروف بالعلم والصلاح ينتسب إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لم تذهب آثار أجداده فيم ذهب من آثار العلماء بل كانت محفوظة يتوارثها أهله كابرا عن كابر وقد كانت جدته لأبيه خازنة الكتب التي أوصى بها جده السيد الشيخ عبد الرحمن بلال ، فما كاد يتعلم الكتابة حتي أبلغته وصية جده وسلمت إليه كتب الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية الحاوية لأذكار الطريقة وآدابها وأحوال السائرين بها إلى الله، وأسرار التصوف، وكان يتمسك ببعض المأثور من ذلك تعبداً وتأدباً مع أهل العلم ومشايخ الطريق ومن بين المشايخ أستاذه الذي أخذ عنه العهد السيد الشيخ عثمان حامد عبد الباقى وهو من أهل القدم الراسخ والتمكين والسند المتصل إلى السيدأحمد عربي الشرنوبي ·حيث أخذ عن السيد أبي زيد علي يونس عن السيد عبد الرحمن علي بك عن السيد محمد هارون المصري عن السيد الأستاذ البهي عن السيد إبراهيم صالح الحافي عن السيد علي الشرنوبي عن السيد أحمد عربي الشرنوبي صاحب تائية السلوك وشيخ السادة الشرنوبية وهم بيت من بيوت الطريقة البرهانية وانتماؤهم إلى قطب الأقطاب وقدوة أهل الله السيد إبراهيم الدسوقي.

وما كادت تظهر عليه ملامح النجابة والأهلية التامة لأعمال الطريق ، ذكراً ومحبة وإرشاداً وعملاً صالحاً لأهل الطريق السالكين، وعلماً ظاهراً لأهل الشريعة الطالبين وإدراكاً لنهايات الأولياء والصالحين بادر شيخه السيد عثمان حامد عبد الباقي إلى اصطحابه معه في رحلة للتعبد بجبل الأولياء ليكون فارغ القلب خالي النفس من كل شيء إلا ذكر الله وعبادته الخالصة ، حتى لاحت عليه الإشارة ، وتواردت عليه في اليقظة والمنام واردات البشارة وعند ذلك فارق جبل الأولياء بعد أن قضى زمناً في التعبد في مغارته التي لم تزل أثراً باقياً يزار فيه محرابه ـ والتعبد سنة السيد إبراهيم الدسوقي الذي روى أنه لم يخرج من خلوته إلا ليلة وفاة والده سيدي عبد العزيز أبي المجد ـ ويرى في الغار أثر سجادته. عاد الشيخ إلى مسجد الخرطوم الكبير للدراسة والإفادة من العلماء العاكفين على تدريس كتب الفقه والتوحيد والحديث والتفسير وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله. وما زال مجتهداً مع ذلك في التعبد والقيام في الليل والصيام في النهار، وقد أدرك إدراكاً تاماً أن طريق الله يتحتم فيه الإرشاد فلا بد للسالك من خبير امتثالاً لقوله تعالى {الرحمن فاسأل به خبيراً} (الفرقان 59). وقوله تعالي {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل 43). كان ذلك من خواطره في يقظته ومنامه حتى شغله عن الأوراد والأذكار. وما كاد يمضى وقت طويل حتى قدم على المسجد الكبير بالخرطوم عالم جليل وولي عارف بالله يسأل عن الشيخ محمد عثمان عبده لم يطلب أحداً من الطلاب أو العلماء غيره فانقطع إليه الشيخ ولزمه ، لا يخرج أحدهما من المسجد إلا لضرورة ، وقدمكث معه ثمانية أشهر فارقه بعدها مودعاً وقال له: (إنتهى ما جئت إليه بأمر من الشيخ صاحب الطريقة وأنت بعدها لا تحتاج لشيْ سوى زيارة أولياء السودان ليعرفوك وتعرفهم).

إقــامـتـه فـي مـدنـي


إستجابة لوصية المرشد إتجه إلى مدينة ود مدني ليقيم بعض الوقت مع خاله السيد محمد عثمان أبوتيشن ، وفي هذه الفترة أخذ يتصل بمشايخ الطريقة القادرية بأبي حراز وطيبة وعمارة الشيخ التوم والشكينيبة. أقام علاقات طيبة قائمة على المعرفة بأصول الطريق ومراتب الرجال وأحوال أهل السلوك وهو يلازم في جد وإجتهاد أذكار طريقته البرهانية ،ويحضر معهم في صفاء ومحبة حلقات الذكر ويشارك في إصلاح المريدين بمعرفته إذا دعي إلى ذلك. واشتهر عندهم بـ (فقير البحر) ثم عاد إلى الخرطوم ، لا يشغله هم سوى اتصال العلاقات بينه وبين أهل الذكر العارفين بالله الذين يجتمع في ساحاتهم المريدون وتقام في مساجدهم شعائر الله تعالى وأشهرهم في ذلك الوقت الشيخ قريب الله أبا صالح الطيبي السماني الخلوتي رضي الله عنه. وقد صحبه كواحد من مريديه ، رغم العلاقات الخاصة القائمة على معرفة كل من الشيخين بأخيه مرتبةً وإدراكاً لعلوم الدين الواردة على لسان الشرع نصاً وظاهراً وتأويلاً وفيه أنشد الشيخ قريب الله قصيدته المشهورة:

يسير بك المهيمن سير سـر إلى ملكـوته غيب الخـفـاء

وتجلس في بساط العز تبدو عليك من التقى حلـل البهـاء

وفيها بشارة كبيرة للشيخ وإشارة لانتشار طريقته في كل مكان

وفي حوالي سنة 1933م انتقل إلى عطبرة واستقر بها وبدأ في دعوة الناس إلى الطريقة ، وإرشادهم فيها وتدريسهم من الفقه ما يلزم للعبادة، ومن التصوف ما يفتح مغلق العبارات ويحل الرموز والإشارات في كتب الجيلي ومحي الدين بن العربي وأشعار ابن الفارض وكلمات شيخ الطريقة قدوة أهل الله السيد إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه. وقبل أن يؤذن له في الإرشاد كانت الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية لا ينتسب إليها إلا القليل من العلماء يعرفون أذكارها ويعملون بوصايا صاحب الطريقة ،ولا يأذنون في ذلك إلا لذوي الخدمة الدينية النافعة للمسلمين كتعليم العلم أو التأليف في أحد فنونه أو تعليم القرآن لأولاد المسلمين. ومن ثم كانت تنتقل من واحد إلى واحد سراً مكتوماً مستوراً عن عامة الناس مع ظهور شيخها السيد إبراهيم القرشي الدسوقي وسيرته في توسلات الطرق الصوفية الأخرى وكتب المناقب وطبقات الأولياء.

وفي عطبرة ومنها أشرقت شمس الإرشاد وأصبحت الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية منهلاً عذباً روياً يرد إليه كل ظامئ إلى ذكر الله وإلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يزل أصحابه ينشرون في البلاد المختلفة أذكار الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية ، وينشؤون الزوايا ويغرسون تعاليمها في القلوب ، حتى قامت بفضل الرباط الوثيق دور الطريقة وزواياها ودخلت أفواج من غير المسلمين في الإسلام ،عن إيمان عميق بأنه المصدر لخير الناس وإسعادهم في دنياهم وآخرتهم وتثرية أفكارهم وتزكية نفوسهم وتطهير قلوبهم {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} (الشمس 9) وقد جالس الشيخ كثير من مشاهير العلماء والأدباء والفلاسفة في زياراتهم لمصر وتعجبوا من علمه وجوابه الحاضر في كل فنون العلم وربطها بآيات القرآن والأحاديث الشريفة وكان كلما سأله الناس عن مصادر علومه أجاب بقوله رضي الله عنه: (واتقوا الله ويعلمكم الله). ويستشهد بقول بعض الحكماء: (من تعلم ما في السطور وجهل ما في الصدور فقد خفيت عنه جميع الأمور). وقد أراد السيد إبراهيم الدسوقى وللأولياء ما يشآؤون عند ربهم أن يكون نشر طريقته بيد مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه فكان له ما أراد، والحديث متصل.




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم