و يمكـن تعريفهـا بأنهـا كـل الوسائل و الأطروحـات و الأفكـار و الترتيبـات المتناسقة و المتكاملة التي من شأنها تحقيق الأهداف عبر أحسن استغلال للموارد ؛ و يمكن تعريفها بأنها خطـة طـويلة الأجـل تشغـل عـددا ًمن الخطط و تعمـل علـى إزالـة التناقضـات مـن كل منها و التنسيق و الربط بينها .
أهمية الإستراتيجية : -
أن وجود الإستراتيجية يعني وضوح الأهداف بالنسبة لأفراد التنظيم ، و هذا عامـل هـام ؛ فـإن عـدم وضوح الأهداف بدرجة كافية يجعل من الصعوبة الوصول إليها ، كما أن وضوح المهام بالنسبة للأفراد يؤثر إيجابيا على مستوى أدائهم لنفس السبب ، و العكس صحيح .
السلوك الإنساني و أثره في التنظيم :
لقد سبق أن عرفنا النظام بأنه تركيب معقد لعدد من الأجزاء لتحقيق غرض معين عبر التفاعل و التكامل بين هذه الأجـزاء متأثـرا و مؤثرا في البيئة التي حوله .
و لإبراز العلاقات الإنسانية فإننا يمكن تعريفه على أنه مجموعة من الأشخاص تنشأ بينهم علاقة بدافع تحقيق أغراض أو أهداف تمثل مصالـح أطـراف هـذا التنظيـم تقـوم عـلى أسس و قيـم و مبـادئ معينة و تشترك فيه الموارد المادية بصورة أساسية .
و يتوقـف نجاح المنظمة في تحويل هذه المـوارد البشريـة الغيـر منظمـة إلـى مشروع فعـال عـلى استيفـاء عـدد مـن الشـروط و العوامل .
و إذا تأملنا القرآن و السنة الشريفة نجد أن الإسـلام قـد وضـح الموجهات و المبادئ و القيم و الضوابط التي تحكم هذا التنظيـم بكافة مستوياتـه ، و قد سبـق و تحدثنا عنها .
إلا أن أهـم ما يهمنا هنا هو أن كل هذه المبـادئ و الموجهات تهدف إلى توصيل المجتمع و الأفـراد إلـى ضرورة التنظيم ، تحديد السلطات و المستويـات الإدارية ، المسئوليات ، تحديد المهمة ، تحديد الرئيس و المرءوس ، أهمية الطاعة ، خطورة النزاع ، أهمية الشعور الداخلي للأفـراد مـن حـب و صفا أو كراهيـة و أحقاد ، و الله أعلم بتنظيم خلقه .
و إذا تناولنا الحديث { أنصر أخاك ظالما أو مظلوما } نجد أن فرض النظام ، و وضع الضـوابط يمنع حدوث الخطأ ، و المفاسد المختلفـة ، و يجعل الطريق إلى الانزلاق في الخطأ صعبـا أو غيـر ممكنا و في هذا حماية للفرد في المنظمة من الوقوع في الإثم أو بمعنى أخر منعه من أن يظلم نفسه .
و إذا نظرنا إلى توجهات مشايخنا الكرام نجدها لم تخـرج مـن هذا الإطار ، و قد ركزت قصائد سـيدي فخـر الدين على أهمية الجانب الإنسـاني و السـلوكي و أثره في التنظيم حيث نبهت الإخوان إلى ضرورة الالتزام بالضوابط المذكورة من أجل تحقيـق النجـاح و أن الفشل إنما يأتي بإهمالها .
و من هنا فإنه ينبغي الحذر و الانتباه بشدة إلى هذه الضوابط إذا كنا نريد تحقيق أهدافنا الخاصة منها أو العامة التي تختص بخدمة الدين الإسلامي الحنيف .
و من أمثلة تلك الموجهات قول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني :
تعليقات: 0
إرسال تعليق