لقد سبق و تحدثنا عـن ذلك حيـث أهميـة أن يكون للتـنظيم فـرد واحـد يصـدر الأوامـر و آخرون للطاعة .
و إذا كنا قد أبرزنا المفهوم العلمي لذلك فإنه يجـب علينا أن نعى و ندرك البعد الآخر للطاعة ، و هو ما يعنينا هنا كطريقة تخدم دين المصطفى صلى الله عليه و سلم .
وَ لَيْسَ مُرِيدِى مَنْ عَشَى عَنْ كَلاَمِنَا
وَ لاَ قَائِلٌ لِلـنَّفْسِ يَا نَفْسُ مَالَكِ
أَسْلِـمُوا الْـوَجْهَ تَسْلَـمُوا وَ تَفُوزُوا
قَوْلَتِى قَالـهَا الْـخَلـيلُ إِبْرَاهيمُ
فَطَاعَةُ إِبْرَاهِيمَ إِنْ رُمْتُمُ الْــهُدَى
كَمَالُ عَطَائِىَ بَلْ نَجَاحُ الْـمَقَاصِدِ
فَأَسْلِــمُوا إِنَّ إِبْرَاهِيمَ بَيْنَكُم
وَ لـىِ يَمِينٌ مِنَ الْــغُرَّ الْـمَيَامِينِ
فَمَنْ يَقْبَلْـهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْكُمْ
فَمِنْ كَفَّيْهِ صِرْفًا تَشْرَبُونَ
وَ مَا يَفْعَلْهُ إِبْرَاهِيمُ قُولُـوا
سمِعناهُ وَ أَنْتُـمْ مُسْـلِمُونَ
إن حديثنا هذا لا يعني عدم إشراك الأفراد في التنظيم ؛ فقد سبق و أوضحنا أن طاعة الشيخ تكمن في طاعة أوامره المباشرة أو تلك الغير مباشرة الصادرة عبر لجان الطريقة المفوضة منه ، و قد أوضحنا أنه لا فرق في قوة القرار في أوامر الشيخ بشقيها المباشر أو الغير مباشر ، و قد لمسنا ذلك من حياة الرسول صلى الله عليه و سلم حيث كان يشرك الصحابة َ في أمور التخطيط ، و أمور المسلمين ؛ حيث قال تعالى :
{ و شاورهم في الأمر } ، لكن يجب أن ننتبـه إلـى أن المشـورة هي إعـطاء الرأي و الخبـرة و التجـربة بصدق و إخلاص ، إلا أنه ليس بالضرورة أن يؤخـذ برأي المستشـار ، كما سبق و ذكرنا ؛ حيث أن القرآن الكريم قال : { فإذا عزمت فتوكل على الله } و لم يقل : إذا عزمتم .
عـلى هـذا فـإن مـن يريد الاشتراك في التنظيم و خدمة الدين عليه إتباع عدد من التصرفات ،
منها :
أ ) تسخير خبرته ، مهارته ، إمكاناته ، علومه . للتنظيم عبر هياكله و لجانه المختلفة كاستشاري .
ب ) الاشتراك في هذه اللجان أو مكاتبها أو مساعدتها بصورة دائمة أو مؤقتة أو متى ما طـُلِب منه ذلك .
ج ) تنفيذ أوامر الشيخ ، و تنظيم الطريقة بلجانه المختلفة متى ما كان ذلك الفرد في موضع يتطلب الطاعة .
د ) توفير الشعور الباطني الطيب و الصفا تجاه لجان الطريقة و أفرادها ، و هو أدنى مشاركة من الناحيـة العمليـة و أهمها في نفس الوقت الإنجاح و أزكا ، بيئة التنظيم . و يجب علينا الاعتقاد جازمين في أن باب التوفيق يكمن في تحقيق إرادة الشيخ ، و العكس صحيح .
أما اتخـاذ القـرارات الفـردية خارج التنظيم و إلزام الأفـراد بالتنفيـذ لا يـؤدى إلا إلى إربـاك العمل و تشتيت الصفوف ، بالرغم من أنها قد تأتي في كثير من الأحيان بحسن القصد
تعليقات: 0
إرسال تعليق