-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 21 فبراير 2018

شرح ومعنى يا نعم ما طلع الجمال من العمى نعم الظهور وجل من يغشاه

شرح ومعنى يا نعم ما طلع الجمال من العمى نعم الظهور وجل من يغشاه
شرح ومعنى يا نعم ما طلع الجمال من العمى نعم الظهور وجل من يغشاه


شرح ومعنى يا نعم ما طلع الجمال من العمى نعم الظهور وجل من يغشاه


حسن الإبتداء


الحمد لله البادى جماله فى أول من خلق وآخر من بعث فهو الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء والصلاة والسلام على أبى الزهراء الأول بابتداء والدرة العصماء فهو القمر بين الأهلة وصاحب القصواء وملهم الأولياء بمديح من فيه الرجاء ومنه لعلل القلوب والأبدان الشفاء وآل وأصحاب هم النعم والألاء وأرض ليسوا فيها تعمها البلواء ولا تكسوها رحمة السماء.

يحكى عن ابن الرومى أن لائما لامه وقال له لم لا تشبه تشبيه ابن المعتز وأنت أشعر منه فقال له أنشدنى شيئا من قوله أعجز عن مثله فأنشده فى صفة الهلال:

قد أثقلته حمولة من عنـــبر فانظر إليه كزورق من فضـة

فقال له ابن الرومى زدنى، فأنشده:


مداهن من ذهب فيها بقايا غالية كأن آذريونها والشمس فيه كاليه

فقال واغوثاه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ذاك إنما يصف ماعون بيته لأنه ابن الخلفاء وأنا مشغول بالتصرف فى الشعر وطلب الرزق به أمدح هذا مرة وأهجو هذا مرة وأعاتب هذا تارة وأستعطف هذا طورا، أما الشيخ شمس الدين بن الصائغ رحمه الله تعالى قد استشهد فى شرح البردة الذى سماه بالرقم بغالب أهل عصره فى ما عرض له من أنواع البديع حتى أورد لهم شيئا من محاسن الزجل رجع إلى ما كنا فيه من حسن الابتداء وتناسب القسمين وإيراد ما وعدنا به من كلام المتأخرين، قال قاضى هذه الصناعة وفاضلها والمتأخر الذى لم يتقدم عليه بغير الزمان أوائلها:

قم فاستذم بفرعه أو فالنجا زار الصباح فكيف حالك يا دجى

انظر إلى حسن هذا الابتداء كيف جمع مع اجتناب الحشو بين رقة النسيب وطرب التشبيب وتناسب القسمين وغرابة المعنى ومثله قوله يخاطب العاذل:

أخرج حديثك من سمعى فما دخلا لا ترم بالقول سهما ربما قتلا

وما ألطف ما قال بعده:

وما يخف على قلبى حديثك لى لا والذى خلق الإنسان والجبلا
ومثله قوله:

سمعتك والقلب لم يسمـــع فكم ذا تقول وكم لا أعـــى

وبحسن إبتداء المديح فى وصف ذو الجمال الصريح يقول سيدى فخر الدين بلسان فصيح:

يا نعم ما طلع الجمال من العمى نعم الظهور وجل من يغشاه


فكل الشعراء ظنوا أن حسن الإبتداء هو مليح القول وجماله ولكن الشعر أو النثر إذا بدأ بالجمال فقط فهو ناقص لأن الكمال جمال متولد من جلال، ولقد جمع سيدى فخر الدين رضى الله عنه بينهما فى مطلع القصيد الذى وصف به الممدوح الأوحد ولأن جمال الليل لايظهره إلاطلوعه بعد ليل فكان طلوع الجمال بالإشراقة النبوية بعد ليل طويل من جلال البارئ كان نعم الظهور لكل ما هو فى بطون التجلى الذاتى الذى لا يعيه إلا من تولد منه وما زال متعلقا فيه، ونقل وصف الحقائق الحقية إلى سجون العقلانية لأمر عضال ولكن صاحب شراب الوصل اتقن التفنن فى وصف الأصل فجمع كمال الإبتداء فى جمال الإنقضاء بجلال الإحتواء.. فوا غوثاه.

محمد صفوت جعفر 




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم