شرح معنى لولا هواهم فى القلوب والحشا ما ذاق قـلـب لذة الإيـمـان
- شرح ومعنى سيعلوا ذكر قوم دون قوم وماء الغيث تشهده الروابي
- شرح ومعنى ما ضر لو بات المحب وقد عفا إن التظالم بـؤرة الإظلام
- شرح ومعنى وتالله ما رمت المديح وانما بدا الحسن غلابا وما اللب حاضرا
بيان فضل آل بيت النبى وزيارة روضاتهم
من أجمل ما نظمه الإمام فخر الدين رضى الله عنه: فى بيان فضل آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم وزيارة روضاتهم، ولاسيما روضة الإمام الحسين رضى الله عنه، ما ذكره فى قصيدته النونية:
دار بها المكلوم يجمع أمــره دار النسيب وساطع البرهـان
هم منة الله العلى لخـلـقـه هم عاقلى هم ناظرى ولسانى
أطفى بهم حر اللظى وسعيرها لولا محبتهم يـقـال بـثـان
لولا هواهم فى القلوب والحشا ما ذاق قـلـب لذة الإيـمـان
فمن مظاهر جمال الألفاظ والعبارات:
تنكير كلمة (دار) ليفيد تعظيم تلك الدار وعلو مكانتها واختصاصها بتلك النفحات.
* واستعمل لفظة (المكلوم) بدلا من الحزين مثلا، لأن لفظة (المكلوم) تجمع مع الحزن الشعور بألم الجرح والإنكسار الذى يصيب القلب والنفس.
* والتعبير بالضمير (هم) وهو لجمع الغائبين، يعد أبرز أنواع المعارف، والجمع يدل على الكثرة.
* واسناد لفظة (المنة) إلى لفظ الجلالة (الله) يدل على عظم تلك المنة.
* كما أن تكرار هذا الضمير يؤكد مدى حبه الشديد لهم والتغنى بأسمائهم، وتغلغل حبهم الشديد فى قلبه وروحه.
* وتنكير كلمة (قلب) بالشطر الثانى من البيت الرابع يدل على العموم والشمول.
أما عن جمال الأسلوب:
ترى أن أسلوب الأبيات جاء خبريا، ليقرر المعنى فى النفوس، ويبرزه على أنه حقيقة واضحة.
* وقد استهل البيت الأول بالخبر (دار) وحذف المبتدأ، وذلك للعلم بالمحذوف، وتقدير ذلك: هى أو تلك الروضة أو الدار، وكذلك حذف الفاعل فى (يجمع) للدلالة على عظم أثر من بالدار، وكذلك حذف الفاعل فى (يقال) دلالة على أن محبة آل البيت فرض عين، ومن يقل غير ذلك فقد جعل لله تعالى ثاني.
* واستخدام المضارع فى (يجمع) أطفى، يقال يفيد التجدد والاستمرار.
* وقد قدم رضى الله عنه: الجار والمجرور (بها) لتخصيص تلك الدار بهذا الأثر دون سواه.
* وكذلك تقدم كلمة (بهم) على المفعول (حر) للدلالة على اختصاصهم وحدهم بهذا الأثر.
* واستخدام أسلوبى الشرط بالأداة (لولا) وهى حرف يفيد امتناع وقوع الجواب لوجود الشرط فى قوله (لولا) محبتهم يقال.. ولولا هواهم.. ما ذاق قلب.. مما يفيد عظم مكانة آل البيت وعلو منزلتهم فى قلوب محبيهم، وهذا يتضح من إرتباط الجواب بالشرط.
ومن مظاهر البديع فى الأبيات:
الجمع بين المتضادين كما فى (المكلوم) ويجمع أمره، وأطفى، وحر اللظى.
* وحسن التقسيم فى الشطر الثانى من البيت الأول والشطر الثانى من البيت الثانى، وهذا من مظاهر الموسيقى الداخلية التى تطرب الأذان.
* ومن مظاهر الموسيقى الخارجية جاءت الأبيات على وزن بحر الكامل وقافيته التى ينتهى رويها بحرف النون.
ومن مظاهر التصوير البيانى بالأبيات:
الكناية كما فى قوله زيجمع أمرهس والتشبيه كما فى قوله (دار النسيب) والاستعارة كما فى قوله (ساطع البرهان) وكذلك التشبيهات البليغة فى قوله (هم عاقلى، هم ناظرى، ولساني) وكذلك الاستعارة فى (أطفى بهم حر) والكناية فى قوله (يقال بثان) وكذا التصوير البيانى المركب كما فى قوله (ذاق قلب لذة الإيمان) وفى ذلك كله توضيح للمعنى وتجسيده، والاتيان به مصحوبا بالدليل عليه فى دقة وإيجاز، وأخيرا نجد بأننا أمام لوحة فنية تماثلت جوانبها، واتضحت خطوطها فى ألفاظ تدل على الصوت واللون والحركة والظلال.
سيد عبد اللطيف
- شرح ومعنى وكل الكون من عال ودان بمحمود الطليعة قد تباهى
- شرح ومعنى وعلى كاهل الأمين متاعي وعليه الأمان وهو الصريم
- شرح ومعنى هو ملجأ الشفعاء صاحب سجدة يوم الزحام و لا يخيب رجاه

تعليقات: 0
إرسال تعليق