برهانيات كوم | الرد على من أنكر فضل رؤية النبي فى المنام
- برهانيات كوم | اثبات مشروعية زيارة اضرحة الصالحين والأولياء
- برهانيات كوم | فضل التمسك باعتاب أهل البيت
- برهانيات كوم | إدخر رسول الله شفاعته لأهل الكبائر من أمته
يقول الإمام الحافظ السيوطى (849- 911هـ): كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبى فى اليقظة وإن طائفة من أهل العصر ممن لا قدم لهم فى العلم بالغوا فى إنكار ذلك والتعجب منه وادعوا أنه مستحيل فألفت هذه الكراسة فى ذلك وسميتها [تنوير الحلك فى إمكان رؤية النبى والملك] ونبدأ بالحديث الصحيح الوارد فى ذلك: أخرج البخارى ومسلم وأبو داود عن أبى هريرة قال قال رسول الله : (من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة ولا يتمثل الشيطان بى)، وأخرج الطبرانى مثله من حديث مالك بن عبد الله الخثعمى ومن حديث أبى بكرة، وأخرج الدارمى مثله من حديث أبى قتادة. قال العلماء اختلفوا فى معنى قوله فسيرانى فى اليقظة فقيل معناه فسيرانى فى القيامة وتعقب بأنه بلا فائدة فى هذا التخصيص لأن كل أمته يرونه يوم القيامة من رآه منهم ومن لم يره، وقيل المراد من آمن به فى حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون مبشرا له أنه لا بد أن يراه فى اليقظة قبل موته، وقال قوم هو على ظاهره فمن رآه فى النوم فلا بد أن يراه فى اليقظة يعنى بعينى رأسه وقيل بعين فى قلبه حكاهما القاضى أبو بكر ابن العربي، وقال الإمام أبو محمد بن أبى جمرة فى تعليقه على الأحاديث التى انتقاها من البخاري: هذا الحديث يدل على أنه من رآه فى النوم فسيراه فى اليقظة وهل هذا على عمومه فى حياته وبعد مماته أو هذا كان فى حياته وهل ذلك لكل من رآه مطلقا أو خاص بمن فيه الأهلية والإتباع لسنته عليه السلام اللفظ يعطى العموم ومن يدعى الخصوص فيه بغير مخصص منه فمتعسف قال: وقد وقع من بعض الناس عدم التصديق بعمومه وقال على ما أعطاه عقله وكيف يكون من قد مات يراه الحى فى عالم الشاهد قال وفى قول هذا القول من المحذور وجهان خطران:
أحدهما عدم التصديق لقول الصادق عليه السلام الذى لا ينطق عن الهوى.
والثانى الجهل بقدرة القادر وتعجيزها كأنه لم يسمع فى سورة البقرة قصة البقرة وكيف قال الله تعالى ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِى اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ وقصة إبراهيم عليه السلام فى الأربع من الطير وقصة عزير، فالذى جعل ضرب الميت ببعض البقرة سببا لحياته، وجعل دعاء إبراهيم سبباً لإحياء الطيور، وجعل تعجب عزير سبباً لموته وموت حماره ثم لإحيائها بعد مئة سنة، قادر أن يجعل رؤيته فى النوم سببا لرؤيته فى اليقظة.
وقد ذكر عن بعض الصحابة أظنه ابن عباس أنه رأى النبى فى النوم فتذكر هذا الحديث وبقى يفكر فيه ثم دخل على بعض أزواج النبى أظنها ميمونة فقص عليها قصته فقامت وأخرجت له مرآته قال فنظرت فى المرآة فرأيت صورة النبى ولم أر لنفسى صورة قال وقد ذكر عن بعض السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه فى النوم وكانوا ممن يصدقون بهذا الحديث فرأوه بعد ذلك فى اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوشين فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجوه التى منها يكون فرجها فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص قال والمنكر لهذا لا يخلو إما أن يصدق بكرامات الأولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فإنه يكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة وإن كان مصدقا بها فهذه من ذلك القبيل لأن الأولياء يكشف لهم بخرق العادة عن أشياء فى العالمين العلوى والسفلى عديدة فلا ينكر هذا مع التصديق بذلك انتهى كلام ابن أبى جمرة.
وقوله إن ذلك عام وليس بخاص بمن فيه الأهلية والاتباع لسنته عليه السلام مراده وقوع الرؤية الموعود بها فى اليقظة على الرؤية فى المنام ولو مرة واحدة تحقيقا لوعده الشريف الذى لا يخلف وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبيل الموت عند الاحتضار فلا يخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده وأما غيرهم فتحصل لهم الرؤية فى طول حياتهم إما كثيرا وإما قليلا بحسب اجتهادهم ومحافظتهم على السنة، والإخلال بالسنة مانع كبير.
أحدهما عدم التصديق لقول الصادق عليه السلام الذى لا ينطق عن الهوى.
والثانى الجهل بقدرة القادر وتعجيزها كأنه لم يسمع فى سورة البقرة قصة البقرة وكيف قال الله تعالى ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِى اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ وقصة إبراهيم عليه السلام فى الأربع من الطير وقصة عزير، فالذى جعل ضرب الميت ببعض البقرة سببا لحياته، وجعل دعاء إبراهيم سبباً لإحياء الطيور، وجعل تعجب عزير سبباً لموته وموت حماره ثم لإحيائها بعد مئة سنة، قادر أن يجعل رؤيته فى النوم سببا لرؤيته فى اليقظة.
وقد ذكر عن بعض الصحابة أظنه ابن عباس أنه رأى النبى فى النوم فتذكر هذا الحديث وبقى يفكر فيه ثم دخل على بعض أزواج النبى أظنها ميمونة فقص عليها قصته فقامت وأخرجت له مرآته قال فنظرت فى المرآة فرأيت صورة النبى ولم أر لنفسى صورة قال وقد ذكر عن بعض السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه فى النوم وكانوا ممن يصدقون بهذا الحديث فرأوه بعد ذلك فى اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوشين فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجوه التى منها يكون فرجها فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص قال والمنكر لهذا لا يخلو إما أن يصدق بكرامات الأولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فإنه يكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة وإن كان مصدقا بها فهذه من ذلك القبيل لأن الأولياء يكشف لهم بخرق العادة عن أشياء فى العالمين العلوى والسفلى عديدة فلا ينكر هذا مع التصديق بذلك انتهى كلام ابن أبى جمرة.
وقوله إن ذلك عام وليس بخاص بمن فيه الأهلية والاتباع لسنته عليه السلام مراده وقوع الرؤية الموعود بها فى اليقظة على الرؤية فى المنام ولو مرة واحدة تحقيقا لوعده الشريف الذى لا يخلف وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبيل الموت عند الاحتضار فلا يخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده وأما غيرهم فتحصل لهم الرؤية فى طول حياتهم إما كثيرا وإما قليلا بحسب اجتهادهم ومحافظتهم على السنة، والإخلال بالسنة مانع كبير.
- برهانيات كوم | خدعة تفسير حديث لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
- موقع برهانيات كوم : هل ينفع الحى الميت فى قبره ؟
- درساة حول حديث كل بدعة ضلالة وهل فعلا ان كل بدعة فى النار ؟
تعليقات: 0
إرسال تعليق